..."يبدو أنَّ ليليث بلين العظيمة قد تلقت ضربةً أخيرًا."...
...قال الرجل ذلك وضحك بصوت عالٍ بعد أن سمع القصة كاملة....
...كان اسم الرجل كارل رايمر، وهو صديقٌ مقرب لليليث من أيام الأكاديمية، ...
...وابن عائلة رايمر النبيلة....
...لقد مرَّت خمس سنوات منذ آخر مرة رأت فيها ليليث وجهه....
...كارل، المعروف بطبيعته الغريبة، ...
...اختار الهروب إلى دولةٍ أخرى مباشرة بعد التخرج ليستمتع بالعالم الواسع، وقطع اتصاله تمامًا....
...لكنه عاد أخيرًا إلى وطنه هذا الصباح، ودخل منزل عائلة الدوق دون سابق إنذار....
..."يبدو أن طباعك لم تتغير. السخرية من مصائب الآخرين عادة سيئة، يا كارل."...
..."السخرية؟ من يفكرُ بكِ مثلي؟ لا أحد."...
...كان كارل لا يزالُ بنفسِ وقاحته التي عرفتها....
...ردة فعله اللامبالية مع رفع كتفيه جعلت ليليث عاجزة عن التفكير....
...تنهدت ووضعت فنجان الشاي جانبًا....
...عودة كارل في هذا الوقت كانت أمرًا غير متوقع تمامًا....
...أو ربما كان ما هو أكثر غرابة هو ذلك الرجل....
...فكرة أن ذلك الرجل عاد قبل أيام قليلة و أصبح"البطل القومي العظيم"،...
...جعلت رأسها يؤلمها....
...سواء كان كارل أم ذلك الرجل، فكلاهما لم يكن موضع ترحيب....
...كما قالت لكارل، ذلك الرجل، زينون ماير، عاد إلى العاصمة....
...عاد كجنرال منتصر أنهى الحرب الطويلة التي دامت عقودًا ضد التنين المتوحش....
...من عبد فقير لا يملك شيئًا إلى بطل قومي عظيم أنقذ الأمة. ...
...ربما كان هذا أعظم صعود اجتماعي في التاريخ....
...سمعت ليليث أن الإمبراطور كان يفكر في جعله صهرًا له. ...
...صحيح أن أصوله متواضعة، لكنَّ لقب "البطل القومي" كان كافيًا لتجاوز أي عقبة....
...في نهاية المطاف، الإمبراطور لديه ما يقارب عشر بنات، ...
...لذا تقديم واحدة منهن ليس بالأمر الكبير....
...استعرضت ليليث في ذهنها أسماء الأميرات اللواتي قد يكن في السن المناسب. ...
...كان هناك حوالي خمس مرشحات محتملات....
..."تقول إنك تفكر بي؟ حتى الكلاب المارة لن تصدق هذا."...
...ردت ليليس بحدة ثم سألت:"إذًا، لماذا أتيت مباشرة إلى هنا بمجرد عودتك؟"...
...فتح كارل فمه بهدوء وبلا مبالاة، دون أن يظهر عليه أي أثر للإحراج....
..."لا شيء مميز. أردت فقط رؤية وجه صديقتي القديمة. ...
...مضى وقت طويل، أليس كذلك؟"...
..."إذاً، أتيت لتتحقق من الشائعات، أليس كذلك؟"...
...فهمت ليليث نواياه من كلماته فورًا وعبست....
...إلى أي مدى انتشرت الشائعات؟ هل وصلت إلى البلدان المجاورة أيضًا؟...
...لا يهمها إن انتشرت الأقاويل،...
...لكن شعور الاشمئزاز كان حاضرًا بقوة. ...
...شعرت ليليث بصداعٍ قادم....
..."حسنًا، لقد رأيتَ وجهي. يمكنك الذهاب الآن."...
...نهضت ليليث بينما قال كارل باندهاش،...
...وهو لا يزال جالسًا:"ماذا؟ هل تطردينني بهذه السرعة؟ جادّة؟"...
...تجاهلت ليليث سؤاله ووجهت حديثها للخادمة....
..."الضيف يقول إنه مغادر. قومي بوداعه جيدًا."...
..."ليليث!"...
...سمعت صرخته البائسة خلفها، لكنها تجاهلته تمامًا. ...
...غادرت غرفة الاستقبال، تاركة صديقها القديم وراءها....
...بينما كانت تمشي في الممر، غرقت ليليث في أفكارها....
...زينون ماير. البطل القومي....
...والرجل الذي حاولت قتله....
...آخر مرة رأت فيها ليليث ذلك الرجل كانت قبل أربع سنوات. ...
...حينها، كان يشبه الفتى، لذا من المؤكد أنه تغير كثيرًا الآن....
...في كل مرة تفكر فيه، كانت تشعر بعدم ارتياح غامض....
...لا تعرف السبب حقًا، لكنها كانت واثقة أن هذا الشعور لم يكن فقط بسبب محاولتها قتله....
...في الواقع، كانت ليليث تكره ذلك الرجل منذ البداية. ...
...كان هذا منذ أن وقف بجانب أختها بوجهٍ بريء، وكأنه لا يعلم شيئًا. ...
...لم تكن تنكر أن مظهره حسن، ...
...لكنه بدا وكأنه جذب أختها بسحره، وهو ما أثار استياءها....
...لم تكن تتوقع أن يعود حيًّا....
...نعم، لم يكن أحد ليتوقع أن ينجو ذلك الرجل ويعود سليمًا....
...بهذا، انهار المخطط المثالي لليليث. كانت تلك أول هزيمة تتذوقها في حياتها....
...فكرت ليليث ببرود. عودة ذلك الرجل أمرٌ لا يمكن تغييره. ...
...لذا، ما عليها فعله الآن هو عدم إنكار الواقع، بل التخطيط للخطوات القادمة....
...وسرعان ما أخذ سؤالٌ يتردد في عقلها....
...هل حقًّا ينوي زينون ماير الزواج من روزالين؟...
...بحسب الشائعات المنتشرة في العاصمة،...
...يُقال إن ذلك الرجل يستعد للتقدم لخطبة أختها روزالين....
...كان الناس يتحدثون عن الأمر وكأنها قصة رومانسية....
...البطلة المحبوبة روزالين، والبطل الذي أصبح بطلاً قوميًا، زينون....
...ثم هناك الشريرة التي تغار من حبهما، ليليث....
...يقولون إن الشريرة حاولت التفريق بينهما،...
...لكن البطل تغلب على كل الصعاب وعاد منتصرًا. ...
...والآن، لم يبقَ سوى أن يكلل البطل والبطلة حبهما بالزواج....
...وكان الجميع يتمنى أن ينال البطل انتقامه من الشريرة....
...وفقاً لهذه الأمنيات، كانت ليليث ستتلقى انتقام زينون قريبًا، ...
...وستنتهي القصة نهاية سعيدة، تمامًا كما يحب العامة أن تكون. ...
...يا لها من نهاية مملة، بل ومبتذلة إلى حد يدعو للضحك....
...شعرت ليليث برغبة في التثاؤب. كيف يمكن أن تكون خيالات الناس بهذا الركود؟...
...بعد كل شيء، هل هذا كل ما استطاعوا تخيله عن علاقتها وروزالين؟ ...
...لقد كانت تلك الشائعات سخيفة حقًّا....
...لأن الحقيقة هي.....
..."أختي!"...
...كانت ليليث تحب روزالين أكثر من أي شيء آخر في العالم....
...بينما كانت ليليث تسير في الحديقة، لاحظتها روزالين، ...
...التي كانت تستمتع بوقت شرب الشاي، فابتسمت ببراءة وركضت نحوها....
...عندما رأت ليليث تلك الابتسامة، ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة....
..."انتظري، قد تتعثرين. تعالي ببطء."...
...ضحكت روزالين بخفة و تحدثت....
..."أختي، لدي شيء أريد التباهي به!"...
..."ما هو؟"...
..."لقد أجبت على كل أسئلة امتحان التاريخ بشكل صحيح اليوم!"...
...نظرت روزالين إلى ليليث بعينين متلألئتين، ...
...منتظرة مدحها. فابتسمت ليليث وربتت على رأسها برفق....
..."أحسنتِ."...
..."هيهي."...
...كان وجه روزالين المشرق في غاية الجمال....
...بالفعل، كانت تُعتبر واحدة من أجمل السيدات في المجتمع الراقي. ...
...ورغم أنها لا تزال تظهر جوانب طفولية، ...
...إلا أنه لن يطول الأمر قبل أن تصبح بلا منافس في هذا البلد....
...جلست ليليث على طاولة الشاي بناءً على طلب روزالين، ...
...التي أشارت للخادمة بإحضار الشاي. ثم فتحت روزالين حديثها بحذر....
..."أختي، لدي أمر أريد التحدث فيه."...
...ارتشفت ليليث جرعة من الشاي وأجابت:"ما هو؟"...
...نظرت روزالين بحذرٍ إلى أختها....
..."أختي، هل يجب عليَّ حضور دروس تدريب الوريثة؟"...
...توقفت ليليث للحظة عند سماع سؤالها. ...
...لاحظت روزالين هذا التردد في تعبيرات وجهها وسرعان ما حاولت التبرير....
..."لا أقصد أنني لا أريد... لكن في النهاية، ستكونين أنتِ الوريثة لعائلتنا، ...
...أليس كذلك؟ لذلك، ألا يكفي أن أحضر دروس التربية العامة فقط؟"...
...كما قالت روزالين، ...
...كان من المقرر منذ فترة طويلة أن تكون ليليث هي الوريثة القادمة لعائلة بلين. ...
...لم يكن هناك مجال لتغيير هذا القرار....
...حتى روزالين نفسها لم تكن لديها أي شكوى بشأن ذلك، بل كانت تشعر بسعادة صادقة لأن أختها ستكون هي من تتسلم مسؤولية العائلة....
...لكن ليليث كانت لها وجهة نظر مختلفة....
...كانت تؤمن أن على روزالين أيضًا حضور دروس تدريب الوريثة....
..."لا أحد يعلم ما قد يحدث في هذا العالم. لا يمكنني ضمان المستقبل، ...
...لذا من الأفضل أن تكوني مستعدة."...
...في الواقع، لم تكن أوضاع عائلة بلين مثالية في الوقت الحالي. ...
...كانت الدوقة، والدة ليليث وروزالين، ...
...قد توفيت قبل سنوات بسبب مرض عضال. ...
...أما الدوق، والدهم، فقد أصيب بمرض بسبب الصدمة التي تلقاها بعد وفاتها،...
...وقرر الانسحاب من جميع المسؤوليات للتركيز على العلاج. ...
...وحتى طبيبه الخاص أشار إلى أن أيامه قد تكون معدودة....
...لذا، في الحقيقة، كانت ليليث هي من تتولى مسؤولية إدارة العائلة....
..."اعملي بجد. أنتِ الآن قد أصبحتِ بالغة."...
...قالتها ليليث بوجهٍ لا يشي بشيء، بينما عبست روزالين شفتيها وتذمرت....
..."في العائلات الأخرى، يمنعون أي أحد من الاقتراب من منصب الوريث!"...
..."حقًا؟ إذن، هل ترغبين في أن تكوني الوريثة يا روزالين؟"...
..."مستحيل! لا أريد شيئًا يسبب الصداع أبدًا!"...
...ضحكت ليليث من شدة وضوح جواب أختها. ...
...وعندما رأت روزالين أن وجه أختها قد استرخى أخيرًا، ابتسمت مجددًا بسعادة....
...كان وقتًا ممتعًا....
...شعرت ليليث أن الصداع الناتج عن التفكير في زينون بدأ يخف شيئًا فشيئًا....
...بينما كانت تنظر إلى وجه روزالين المشرق وهي تثرثر بسعادة،...
...بدأت ليليث تفكر....
...روزالين، كيف تنظرين إلى ذلك الرجل؟...
...هل ما زلتِ تحبينه؟...
...وإذا كنتِ تحبينه حقًا، فماذا عليّ أن أفعل؟...
...هل يجب أن أسمح بزواجكما؟...
...لكن، هل أملك حتى حقَّ التدخل في علاقتكما؟"...
...بعد أن عاد زينون باعتباره بطلًا قوميًّا، ...
...لم تعد لدى ليليث أي حجة تعارض بها علاقتهما....
...لم يعد عبدًا وضيعًا كما كان من قبل، ولم يعد شخصًا غير مناسب لروزالين....
...على العكس، أصبح الجميع الآن يشجعون حبهما. ...
...وكل ذلك كان بفضل ليليث التي طردته من قبل....
...'لقد وقعتُ في الفخ الذي نصبتهُ بنفسي..'...
...ابتسمت بمرارة. من كان ليظن أن محاولتها لقتله ستكون السبب في نجاته؟...
...أنهت ليليث كوب الشاي بصمت، ثم تحدث أخيرًا....
..."روزالين."...
..."نعم؟"...
..."في النهاية، كل ما أتمناه هو أن تكوني سعيدة."...
...روزالين، التي لم تكن تعرف شيئًا عن الحقيقة، ...
...نظرت إلى أختها باستغراب وأمالت رأسها في حيرة. ...
...لم تضف ليليث شيئًا، بل وضعت كوب الشاي جانبًا. ...
...شعرت بمرارةٍ غريبة في فمها، ربما كان بسبب طعم الشاي....
Comments
Kazoha
🥲🥲🥲 الجملة دي لحالها تحكي قصة حياة الامبراطور ده
2025-01-23
1
DanaToT
اجمل من البطله؟ اطالب برسمه لها
2025-01-23
0
DanaToT
يارب مايتفرقون والله اني خايفه
2025-01-23
0