^^^الفصل 02^^^
^^^「إلى الآنسة هيلين أتويل، التي تحب المال.^^^
^^^يا للأسف! لا أستطيع الآن أن أُطلعكِ على ملامحي. السبب؟ إنه بسيط جدًا، فأنا لا أهوى توكيل الرسامين لرسم بورتريهاتي. فما الفائدة من أن يكلف المرء أحدهم برسم صورة له، وهو يعلم أن الأصل دائمًا أفضل من النسخة؟ ^^^
^^^ثم كيف ليّ أن أحضر إلى المكان الذي تقيمين فيه دون مبرر مقنع؟ هذا صحيح أن لقاءنا وجهًا لوجه قد يكون أكثر وقعًا، ولكن هل تعرفين السبب الحقيقي الذي دفعني لإرسال هذه الرسالة؟ إنه ببساطة إخباري لكِ بإسمي. فهذا أقصى ما يمكنني تقديمه في هذه اللحظة. (رغم أنني أخشى أن يُثير غضبكِ شرحي للسبب الحقيقي.......)^^^
^^^خرجتُ في جولة صغيرة لأراقب النجوم الجميلة في الصحراء، تلك النجوم التي تضيء عالمًا مختلفًا تمامًا، عالمًا لا يمكنني رؤيته من سماء بلدي. كنتُ مستلقيًا على العشب، أتابع هذه الأضواء السماوية وأغرق في سحرها، حتى وجدتُ نفسي فجأةً أرى شخصًا يحلّق في السماء.^^^
^^^ما الذي كان يُفترض أن أفكر فيه آنذاك؟ طبيعي أن أعتقد أن ذلك الشخص كان ساحرة تطير على مكنسة! فقد كان الصوت الذي تردد في أذني أشبه تمامًا بصوت طيران المكنسة في القصص الخيالية.^^^
^^^لكن، بما أنكِ أوضحتِ ليّ أنكِ لستِ ساحرة، ولا تقودين مكنسة سحرية، بل أن وظيفتكِ هي تقديم عروض نارية......للأعداء (أعذريني، لكن، لماذا عروض نارية؟)، فهذا يعني أنكِ لم تكوني تطيرين على مكنسة، بل على شيء آخر يُدعى 'طائرة'. ^^^
^^^إذن، بعد كل هذا، أستطيع أن أجزم أن الشخص الذي رأيتُه يحلق فوق رأسي في ذلك اليوم، كان أنتِ بلا شك.^^^
^^^إذا كنتِ قادرة على الطيران، فهذا يعني أنكِ تحملين شبهًا بنا، نحن الساحرات والأخوات، أليس كذلك؟ القدرة على التحليق في السماء العالية ليست بالأمر العادي، إنها إنجاز بحد ذاته.^^^
^^^ساحرات الصحراء لا يستخدمن المكانس مثلما تحكي الأساطير، بل يحلقن بالطائرات، وهذا ليس أقل سحرًا. يومًا ما، آمل أن أرى طيرانكِ في وضح النهار، حيث تتلألأ الشمس وتكشف عن كل الأسرار.^^^
^^^في وقت تعتلي فيه الغربان أعشاشها وتغرق في النعاس، إينوك غرير.^^^
^^^ملاحظة : سألتِ كيف عرفتُ أسمكِ. لم أكن بحاجة إلى كرة بلورية، بل أستخدمتُ شيئًا أكثر حكمة. فكري قليلًا. هناك الكثير من الطيور التي تغرد حولكِ دائمًا.」^^^
^^^「إلى إينوك غرير، الذي يبدو أنه أصيب بجنون العظمة.^^^
^^^لا أعرف من تكون، ولا كيف تمكنت من إرسال الرسائل إليّ. في الواقع، لا أعرف حتى إن كنتَ رجلًا حقيقيًا.^^^
^^^قد يكون هذا مجرد مزاح سخيف من شخص يختبئ خلف أسم ذكوري ويختلق قصصًا خيالية لا معنى لها. (إذا كان هذا هو الحال، فمن الأفضل أن تتوقف الآن. وقتنا محدود جدًا ولا ينبغي علينا إضاعته في مثل هذه التفاهات. أنا جادة تمامًا.)^^^
^^^لقد شبّهت غاراتي الجوية بساحرة على مكنسة أو حتى 'مذنب' يعبر السماء......بالطبع، لا أنكر أن الطيران في السماء يحمل في طياته لمسة من الرومانسية. من لا يستهويه هذا الشعور؟ منذُ قديم الزمن والبشر يحلمون بالتحليق كالطيور.^^^
^^^لكن، ما أقوم به في السماء لا يمد للرومانسية بصلة، ولا حتى هو أمر رائع. أفعل ما أفعله ليس رغبةً في المجد أو القوة، بل لأنني لا أريد رؤية مستقبلنا يُدمَّر. لو تركتهم وشأنهم، لنهبوا كل شيء أعزّه. أنا فقط أحاول منع ذلك.^^^
^^^هل تفهم ما أعنيه؟ هذا ليس خطئي.......^^^
^^^لا أعرف نيتك من إرسال هذه الرسائل إليّ، لكنك قلتَ إنك تريد التحدث معي. إذن، هل ستستمع ليّ حقًا؟^^^
^^^كنتُ، كالكثيرين، أحب القصص الخيالية المليئة بالسحر والمعجزات. كلما قرأتُ إحداها، شعرتُ بأنني أعود إلى طفولتي، حين كنتُ أؤمن حقًا أنني سأذهب يومًا إلى مدرسة لتعلّم السحر.^^^
^^^نعم، كنتُ أصدق بعمق أنني سأصبح ساحرة ذات يوم. سأحقق المعجزات التي تعجز العقول عن تفسيرها، سأهزم الوحوش وأخوض مغامرات أسطورية لا تُنسى.......^^^
^^^اعتقدتُ أنني سأصبح شيئًا أعظم، شخصًا رائعًا مثل أبطال القصص التي أحببتها. لكن بدلًا من ذلك، استيقظتُ لأجد نفسي غارقة في الوحل، متشبثة بخيط رفيع من الأمل، أترقب نهاية حرب لا يبدو أن لها نهاية قريبة.^^^
^^^أتدري ماذا؟ لم أعد أحتمل ذلك. لقد قضيتُ نصف عام في هذا الجحيم الذي لا يرحم. الزمن هنا كالسوسن المكسور، لا يذكرني بشيء من الماضي، ولا بتلك اللحظات الجميلة التي كنتُ أعيشها قبل الحرب. لقد نسيتُ الموسيقى التي كانت تملأ قلبي بالأمل، وتلك الرقصات التي كنتُ أتأمل فيها الجمال.^^^
^^^حتى لو وضعت الحرب أوزارها، لا أعرف إلى أي حياة سأعود. كأنني أقف على حافة هاوية، ولا شيء ينتظرني في الأسفل.^^^
^^^حتى لو تذكرتُ تلك الذكريات، فكل شيء قد تحطم ودُمر، كزجاجٍ مُحطّم تشتت شظاياه في كل مكان، تاركًا ليّ فقط بقايا من ألم وحنين.^^^
^^^أنا حقًا لم أعد أملك القدرة على الاستمرار. أتمنى لو أستطيع سماع أغنية مبهجة......لمرة واحدة فقط، لتنعش روحي المنهكة.^^^
^^^هل فهمت الآن؟ إذا كنتَ قد أدركت مدى بؤسي وانهياري، فلا بد أن تتوقف عن إرسال الرسائل. ^^^
^^^أنتَ حتى لستَ ساحرًا حقيقيًا.^^^
^^^— هـ. أ」^^^
^^^「إلى الآنسة هيلين أتويل، التي لا تؤمن بالسحر.^^^
^^^السحر، في حقيقته، هو شيء يشبه المعجزات.^^^
^^^لهذا، يبدو مفهومًا بعيد المنال، كحلم عابر في عالم الواقع.^^^
^^^لكن يجب أن تعلمين أن السحر يُمكن أن يحدث لأي شخص، وأن كل شخص يستحق أن يعيش هذه المعجزات. لذلك نسميها سحرًا.^^^
^^^يبدو أن السحر الذي استخدمته في المرة السابقة لم يكن كافيًا لكسب ثقتكِ. آمل أن يكون السحر الذي أرسله لكِ هذه المرة يحظى باعجابكِ.^^^
^^^في ليلة تستجيب فيها ملكة القمر للدعوات، إينوك غرير.^^^
^^^ملاحظة : إذا كنتِ تعتقدين أنه لا شيء ينتظركِ، فتذكري دائمًا أن هناك ساحرًا هنا يشعر بالحزن من أجلكِ!」^^^
...* * *...
^^^「إلى مذكرتي.^^^
^^^بدأتُ أكتب في هذه المذكرة حتى لا أنسى يومياتي هنا، ولكن منذُ أن وضعتُ أول حرف، حدث شيء غريب للغاية، شيء يستحق حقًا أن أكتبه!^^^
^^^كان يومًا مثل أي يوم آخر، حتى غروب الشمس. لقد كررتُ هذه العبارة مرات عديدة، لكن هذا اليوم كان صعبًا بشكلٍ خاص. مع مرور الأيام، بدلًا من أن نعتاد على الوضع، شعرتُ أن الجميع يغوص ببطء في مستنقعٍ عميق.^^^
^^^كنتُ أفكر في ذلك عندما استلقيتُ في كيس النوم الخاص بي، محاولة أن أنغمر في النوم. تلك اللحظة هي المفضلة لديّ، لأن النوم هو الوقت الوحيد الذي أستطيع فيه الهروب من هذا الجحيم.^^^
^^^بينما كان الجميع غارقين في الظلام الهادئ، كل منهم في ملاذه الخاص، حدث شيء غير متوقع.^^^
^^^بدأت مكبرات الصوت الكبيرة، التي عادةً ما تنقل شعارات الحكومة أو تصدر أصواتًا مزعجة مألوفةً، تُصدر صوتًا مختلفًا تمامًا. ^^^
^^^كنتُ أعرف تمامًا ما هو، لكن كيفَ يمكن أن يُبث هنا؟ لم يكن لديّ أدنى فكرة.^^^
^^^على أي حال، نهضنا جميعًا من أماكننا، وتبادلنا نظرات مربكة للحظة، ثم بدأت الفوضى المُحتمَل سماحها ضمنيًا!^^^
^^^رقصنا معًا وضحكنا، بينما نشرب ما تيسر لدينا. لم يحاول أحد إيقافنا، وكأن الحواجز قد تلاشت في لحظة من الفرح. لا أعرف كيف حدث ذلك، لكن كل شيء بدأ وكأنه سحر.^^^
^^^ما خرج من مكبرات الصوت كان أغنية شائعة، تلك التي كنا نعرفها جميعًا، الأغنية التي كانت تُعزف قبل أن نجتمع في هذا المكان القاحل.^^^
^^^أستطيع سماع كلماتها تتردد في أذني إلى الآن، هل كان سحرًا؟^^^
^^^نعم، كان بالتأكيد سحرًا، لأننا لو كنا في حالتنا الطبيعية، لما كانت هذه الأغنية تُبث، ولا كنا نجرؤ على القيام بأي فوضى. ^^^
^^^ما هو مؤكد هو أننا كنا سعداء للحظات، ربما لأننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الماضي.」^^^
^^^— من مذكرات الجندية كايا ستانتون.^^^
...* * *...
^^^「عزيزتي الآنسة هيلين أتويل.^^^
^^^مرحبًا، هذا أنا مجددًا.^^^
^^^هذه الرسالة ستكون أقصر قليلًا. لم أستطع النوم لأنني كنتُ أريد أن أخبركِ بشيء مهم. هذا الشيء هو.......^^^
^^^ماذا قلتُ لكِ؟ أنا ساحر!^^^
^^^همم، الآن أشعر براحة.^^^
^^^أراكِ غدًا!^^^
^^^في ليلة باردة جدًا لدرجة أنني قد أتجمد بدون المدفأة، إينوك غرير.」^^^
^^^يُتبع....^^^
Comments
ROXANA
نتنظر القادم من الفصول
2025-01-26
1