ظل الموت:
قاتل ماجور
الفصل الأول: الظلال التي تلاحق
كان ليل المدينة هادئاً، كأنها تلبس سكوناً قسرياً، يخفي وراءه الكثير من الأسرار المظلمة. كانت الأنوار الباهتة للمصابيح القديمة تنتشر في الشوارع الضيقة، ولكن حتى في هذا الظلام، كانت هناك عيون تراقب كل حركة، وحين تتكسر الخطوات فوق الرصيف، كان هناك من يسمعها، وكان هناك من يترقبها.
في أحد الأحياء القديمة، حيث ضاقت الشوارع بالأنفاس وضاع الزمان بين جدران المساكن، كان يعيش شخص يُعرف بلقب "ماجور". كان اسمه بين الناس يتردد دون أن يعرف أحد حقيقته، ولكن أولئك الذين عرفوه عن كثب، قالوا إنه لم يكن مجرد رجل عادي. كان قسوة في عينين ضبابيتين، ولطفاً في حديثه لا يعكس ما يضمره. كان قاتلاً محترفاً، ولكن في عالمه المظلم، كان ماجور أكثر من مجرد قاتل. كان آلة تنفيذ للأوامر، لا يتوقف عن أداء مهماته حتى لو كان الثمن هو نفسه.
الفصل الثاني: مهمة جديدة
ذات مساء، بينما كان ماجور جالساً في الزاوية المظلمة للمقهى الذي يختبئ فيه عن أعين الناس، رن هاتفه القديم. كان الاتصال من مصدر مجهول، وهو أمر نادر الحدوث.
"الهدف في مكانه. التحرك فوراً"، قال الصوت الخافت عبر الهاتف. لم يكن هناك أي مقدمة أو تفسير، فالرجل الذي يعرف ماجور يعلم أن لا شيء يمكن أن يتوقفه.
أغلق ماجور الهاتف، وأخذ نفساً عميقاً. كان يشعر بالضغط المعتاد، ولكن لم يكن يخشى شيئاً. على العكس، كان هذا هو الشيء الذي يعشقه. كانت مهماته دائما مليئة بالتحديات، ولكن هذا لم يكن مجرد قتل. كان له أسلوب خاص في التنفيذ، لا يقتصر على القتل فقط، بل على التخلص من الخوف في قلب ضحيته قبل لحظة النهاية.
الفصل الثالث: تعقيدات الماضي
بينما كان ماجور يسير عبر الشوارع الهادئة، تذكر حادثة وقعت في شبابه، الحادثة التي جعلته يدخل هذا العالم المظلم. كان شاباً طموحاً في بداية حياته العسكرية، يطمح إلى المجد والشرف، لكن الأحداث المأساوية في الحرب حولته إلى شخص آخر.
في الحرب، كان القتال على أشده، ومهمة ماجور كانت تتعلق بالقضاء على الأعداء. لم يكن يلتفت لأسئلة الأخلاق أو الإنسانية. لقد أصبح جزءاً من آلة الحرب التي لا تتوقف، وصار القتل جزءاً من طبيعته. ولكن بعد أن انتهت الحرب، ظل جزء من ماضيه يطارده، مثل شبح غير مرئي يظل يلاحقه في كل خطوة.
الفصل الرابع: المواجهة
في تلك الليلة، وصل ماجور إلى المكان المظلم الذي كان يستهدفه. كان مبنى قديم، يقع في أحد الأحياء التي تُعتبر خطرة. كانت الحافة الخارجية للمنطقة خالية من الحركة، إلا أن ماجور كان يعلم أن الداخل مليء بالأعداء.
دخل المبنى بحذر، خطواته متقنة، حركاته كأنها جزء من الظل نفسه. كان في الداخل العديد من الرجال المدججين بالسلاح، ولكنهم لم يكونوا يعرفون أنه هنا.
وصل إلى غرفة الهدف. كان رجل من كبار الشخصيات في المدينة، وكان يعتبر من أعداء القوى التي يعمل لها ماجور. دخوله كان هادئاً، ولكن عند اللحظة الحاسمة، شعر بشيء غريب في قلبه. لم يكن هذا مجرد قتل روتيني، كان هناك شيء في عيني الرجل في الغرفة، شيء جعله يتردد للحظة.
في تلك اللحظة، فهم ماجور أن هذا القتل لم يكن مجرد تنفيذ لطلب، بل كان شيئاً أكثر. كانت هناك علاقة بينه وبين هذا الرجل، علاقة تنبع من مكان مظلم في الماضي، حيث التقى به أول مرة في ظروف غامضة. لكن هل سيكون قادرًا على التراجع؟ أم أن ما بداخله قد تملكه تماماً؟
Comments