الظلام فى الــقاريـه
الفصل الأول: "الظلام في القرية"
كان الجو خانقًا، والهواء مليئًا بالغبار، عندما وصل ماجد إلى المدخل الضيق للطريق الذي يؤدي إلى قرية "الظلال". الطريق كان خاليًا من أي حركة أو أصوات، عكس ما اعتاده في المدينة. فقط الرياح التي تعصف بالأشجار الميتة التي تحيط بالطريق، تُمثل الصوت الوحيد الذي يقطعه بين الحين والآخر.
ماجد كان صحفيًا معروفًا بحبه للقصص الغامضة، وكان قد تلقى دعوة من شخص غريب عبر البريد الإلكتروني. كتب له الرسالة رجل يدعى "سامي"، الذي أخبره عن اختفاءات غريبة تحدث في تلك القرية النائية، وكل محاولات السلطات لمعرفة السبب باءت بالفشل. الرسالة كانت مليئة بتفاصيل صغيرة تجعل أي عقل فضولي يشتعل رغبة في الاستكشاف.
"انتبه، هناك شيء مظلم في تلك القرية، شيء لا يجب أن تقترب منه. قد تكون آخر من يخرج منها"، كان ذلك جزءًا من الرسالة التي أثارت خوفًا غريبًا في قلب ماجد، لكنه قرر أن يذهب. الصحفيين لا يخافون، خاصة عندما يكون الأمر متعلقًا بكشف الحقيقة.
القرية لأول مرة:
عند وصوله إلى القرية، وجدها خالية من الحياة. المنازل قديمة، بعضها مهدم بشكل جزئي، والبعض الآخر مازال قائمًا ولكن يبدو عليه الإهمال. كانت هناك رائحة غريبة في الهواء، وكأنها خليط بين الرطوبة والعفن. بدا وكأن الوقت قد توقف هنا منذ سنوات.
ماجد أخذ حقيبته وخرج من سيارته، ثم بدأ يسير باتجاه المركز، حيث يُفترض أن يلتقي بـ "سامي". عينيه كانت تتنقل بين المنازل المتهدمة، وأرضية القرية التي غطاها العشب الجاف. كان هناك شيء غريب في تلك المنطقة، شيء يجعل قلبه ينبض بسرعة.
بينما هو في الطريق، مرّت بجانبه امرأة مسنّة تحمل سلة من الخشب. كانت تلبس ملابس بالية وتبتسم له ابتسامة واسعة، لكن عيونها كانت فارغة تمامًا، كأنها لا ترى.
قالت بصوت خافت:
"لقد جئت في الوقت الخطأ يا بني، يجب أن تبتعد قبل أن يغلق الليل."
لم يرد عليها ماجد، بل اكتفى بالابتسام بحرج، ثم واصل السير في الطريق الرئيسي.
اللقاء مع سامي:
#تاليف/مـــــــيمو إتـــــــش..
دخل ماجد إلى أحد المقاهي القديمة في القرية، وكان المكان خاليًا إلا من رجل في الأربعينات من عمره، ذو ملامح متعبة وشعر بني مُشعث. كان هو "سامي" الذي تواصل معه عبر الرسالة. رحب به سامي بابتسامة خفيفة، ثم دعاه للجلوس.
"أنت الصحفي الذي جاء للتحقيق في اختفاءات الناس هنا، أليس كذلك؟" قال سامي، وهو يرفع كوبًا من القهوة بيده. كان صوته منخفضًا، كأنه يخشى أن يسمعه أحد.
ماجد أخذ مقعدًا أمامه وسأله:
"نعم، أنا هنا لأعرف ما يحدث. قلت في رسالتك أن هناك اختفاءات غريبة، هل تستطيع أن تخبرني المزيد؟"
سامي نظر حوله، ثم اقترب منه وقال بصوت خافت:
"القرية مسكونة. الكائنات التي تختفي هي ليست بشرًا. ما يحدث هنا هو شيء قديم... شيء لا نريد أن نذكره. لكن إذا كنت مصممًا على البقاء، فعليك أن تعرف شيئًا واحدًا: الظلام هنا لا يرحم."
انقبض قلب ماجد، لكنه تمسك بتماسكه.
"أريد أن أساعد. هل هناك دليل؟"
سامي تنهد وقال:
"كل شيء يبدأ مع الظلام... لا تذهب إلى الغابة بعد الغروب."
نظرات ماجد تجمدت للحظة وهو يحاول استيعاب كلمات سامي. ثم قرر أن يبدأ تحقيقه بشكل أكثر جدية. كانت هناك أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات، وكان غروب الشمس قد اقترب.
---
نهاية الفصل الأول.
الفصل الثاني: "المنزل المهجور"
ماجد شعر بشيء غريب وهو يترك المقهى ويقترب من مدخل الغابة التي قال عنها سامي. كانت أشجارها عالية وكثيفة، وكأنها تغطي السماء وتحجب الضوء عن الأرض. كان الوقت قد بدأ يقترب من الغروب، وبالرغم من تحذيرات سامي، إلا أن ماجد شعر أن عليه أن يستكشف بنفسه.
بينما كان يسير في الطريق المظلم بين الأشجار، لفت نظره منزل قديم مهدم جزئيًا يقع بالقرب من حافة الغابة. نوافذه مكسورة والأبواب متهالكة، لكن كان هناك شيء يجذب ماجد إليه. سحب كاميراته وقرر أن يلتقط بعض الصور للمنزل، عله يجد فيه شيء يمكن أن يفسر الحوادث التي تجري في القرية.
دخل المنزل بخطوات حذرة، كان السكون سيد الموقف. كل خطوة كان يسمعها ماجد وكأن الأرض تحت قدميه تتنفس. فجأة، سمع صوتًا خافتًا يأتي من داخل إحدى الغرف. تجمد ماجد في مكانه، قلبه ينبض بسرعة، لكنه قرر أن يذهب نحو الصوت.
عندما اقترب من الغرفة، اكتشف أنها غرفة صغيرة بها مائدة خشبية قديمة وكتب متناثرة على الأرض. في الزاوية كان هناك شيء غريب... شيئًا مغطى ببطانية قديمة. رفع ماجد البطانية بحذر، وعينيه تراقب المكان بحذر.
هناك، في الزاوية، كانت قطعة معدنية غريبة على شكل تمثال صغير. شكله كان بشعًا، وكأن شيئًا قد صُنع ليخيف البشر. لكن الأغرب من ذلك كان عندما لمس ماجد التمثال، شعر بشيء غريب في يده، وكأن التمثال كان ينبض بالحياة.
سحب يده بسرعة، لكنه شعر بشيء ما يطارد نظره. ظل يتحرك في أرجاء الغرفة وكأن هناك عينًا خفية تراقبه. شعور قوي بالخوف اجتاحه، لكنه حاول أن يتماسك ويخرج من المنزل بسرعة.
قبل أن يغادر المنزل، شعر بشيء ثقيل يلمس رأسه. فزع وعيناه تتسارعان في البحث عن مصدر هذا الشعور، ثم شعر بيد ثقيلة على كتفه.
عندما التفت، لم يجد أحدًا، لكنه شعر بشيء يتحرك خلفه.
الاختفاء الأول:
في صباح اليوم التالي، بدأ ماجد يلاحظ الغرابة تتزايد حوله. أغلب السكان في القرية تجنبوا التحدث إليه، بل كانوا يهربون بمجرد أن يرونه يقترب. لكن كان هناك شخص واحد ما زال مستعدًا لمساعدته. إنها "فاطمة"، فتاة صغيرة كانت تتجول في شوارع القرية وتعرض عليه معلومات سرية.
قالت فاطمة في أحد اللقاءات:
"أنت لا تعرف كم هو خطر هنا، كل من دخل هذه الغابة اختفى... ولن تجدهم أبدًا. هناك شيء يتحكم في هذا المكان، وإذا فكرت في العودة، ستختفي أنت أيضًا."
فاطمة كانت تبدو كأنها تعرف أكثر مما تقوله، لكن ماجد شعر أن هذه الفتاة قد تكون المفتاح لمعرفة المزيد عن أسرار القرية. قرر أن يلتقي بها مرة أخرى في المساء.
عند حلول المساء، شعر ماجد بشيء غريب. الجو أصبح أكثر برودة، والرياح تعصف بالأشجار بشدة. كان على وشك العودة إلى مكان إقامته عندما سمع صراخًا قويًا يأتي من أقصى القرية.
ركض ماجد بسرعة باتجاه الصوت، وعيناه تراقب الظلام الذي بدأ يغطي المكان. وعندما وصل إلى مصدر الصوت، اكتشف أن هناك شخصًا اختفى فجأة. كان أحد سكان القرية، وقد اختفى تمامًا في غمضة عين، تاركًا وراءه بقايا آثار دماء لا تفسير لها.
نهاية الفصل الثاني.
#لــ/مـــــــيمو إتـــــــش🎀..
Comments