ألإتصال الآخير…!
تلقى البرنامَج الاتصال الأخير
حينَ أوشكت الساعة الثالثة فجراً على الإتمام
وقد كانت من شخص بصوت مبحوح
مشبع بالتعب والإرهاق لكن نبرتهُ باردة
استهل مُشاركتهُ بقول:
المُتصل:يُشرفُني أن اكون ضمن المُشاركين اليوم
مُتلقي الاتصال:الشرفُ لنا.تَفضل؟
المُتصل:كم من الوقت لدي؟
مُتلقي الاتصال:خذ الوقت الذي تحتَاجُه.فَـ أنت اخر اتصال سوف نَتلقَهُ اليوم.
المُتصل:حسناً./تَنهُد/ أنا لن ابرر الافعال التي كُنت أُمارِسُها
في مُراهقتي، وَلن اطلب الصفح والعفو إلا من الله.
فأرجو من كُل مستمع لما سأقولهُ ان سُدرك أني نادم اشد الندم.
على ما فعلتهُ وبشكل او اخر حصلت على عقاب الدنيوي وكل ما اطمح لهُ ان أنجو من عذاب الآخرة
مُتلقي الأتصال:كُنت وما زِلتُ اقول دوماً بأننا هُنا لسنا بصدِد،الحُكم على احد او مُحاسبتهِ.فَـ نحنُ مُجرد مُستمعين للتجارب لا اكثر.
المُتصل:احببت فقط ان اذكر ذلك لأن ما كُنتُ اقوم بِهِ من مُمِرسَاتً لا يستطيع الكثير تقبُلها او العفو عن مُرتكبيها.
بالرغم من ان القانون لا يُحاسب عليها كثيراً.
مُتلقي الأتصال:بما ان القانون لا يرى انها جريمةٌ كبيرة،فقد يكون الامر اهون من ما تَظُن.
المُتصل:كُنتُ اقتل الحيوانات للتسلية. القطط والكلاب وكل كائنًّ ضَعيف.عاجز عن الدفاع عن نفسهِ يكون هدفاً لي وَلِمُتعَتي الشخصية.
تفننت في طُرق تعذيبها حتى اخر نفس تلفظُه واخر قطرة دمً. تَحطُم صدفةِ السلاحف الصغيرة تحت حذائي السميك.لهُ وَقعٌ خاص على أُذني.
مُراقبةُ تَقلُب سمكة صغيرة رميت بيها امامي على الارض،وهي تُحرك فمها بشكل مُتكرر باحثةً عن الهواء…او الماء،
تعقب ومُلاحقة الكلاب والقطط الضالة بسيارتي. إلى ان اسويها(يدعَسُها)بالاسلفت بِـ أطاراتي
نثر حبوب للطيور بعدما ادس السُم فيها،كي اراها ترتعش وتنتف وجعاً قبل ان تموت مكونة كومة من الجثث الصغيرة.
حتى الحشارات لم تسلم مني.تلك بالذات مُتعتي تكمن في حرقها وحرق منازلها وان كانت كبيرة بما يكفي،اقوم بنزع ارجُلها واجنحتها قبل حرقها.
الموت البطيء هو ما يُمتعُني اكثر بدأت من عُمرِاً صغير.واستمررت ولم اتوقف إلا من وَقتاً قريب،
مُتلقي الأتصال:/تنهُد/إُه ولما توقفت؟
المُتصل:انا لم اتوقف بالأوقفت وضع حد نهائي لرحلة السلاية حدث ذَلك عندما وقع قط في فخ اعتدتُ نصبه.من وقت لأخر لاصتياد قطط الشوارع قفصٌ صغير يطبق على كل من يقترب الاكل من الطعام الذي بداخله. مُتعةُ تعذيب القطط الحية كانت من اكثر المُمارسات التي استهوتني
وتبدأ عادةً بقطع الذيل والاطراف وفقع الأعيُن.
وتنتهي اما بالحرق او الاغراق في حوض المائي
وقع اختياري على على مصير الغرق لذلك القط بعد نا انتهيت من العبث به واكتفيت من الانصات لصرخاته قمت بملئ حوض الاستحمام بدورة المياه في غرفتي.وحملت ما تبقى منه في كيس بلاستيكي وهوَ بين الحياة والموت.
وقبل ان ارميه في قبره المائي افرغت محتوى الحوض
مُتلقي الاتصال:آه وهل استيقض ضميرُك؟
المُتصل:لا طرأ ببالي ان املأ بماء ساخن(يقصد الحوض)
كي يكون غرقه اشد إيلاماً.
المُهم. غرق القط في الماء وكان جسدهُ الاعمى المبتور الاطراف يتقلب وينتفض بشدة. وكنت اراقبهُ مُتفكرا هل هذا سبب الاحتناق، ام حرارة الماء؟لم يدم تفكيري طويلاً حَتى توقف عن الحراك سريعاً.
وانتهت متعمتي،وبدأت عمليت التنضيف والتخلص من كل الاثار التي تنجم عن ذَلك العبث.وَهيَ في العادة اسوء مرحلة لي،واجِدُها مُمِلة.لكنها شيء لا مفر منه
بعد ما انتهيت وضعت القط في الكيس. وربطتُه بِعقدتين
وخرجت من المنزل ورميته في القمامة. وكان الوقت في نهاية العصر على ما اذكر،
وكنت على موعد مع احد اصدقائي فخرجت مباشرة
ولم اعد للمنزل إلا في وقت متأخر من ذلك اليوم. وقبل ان ادخل لاحظت ان برميل القمامة مرمي على جانبه.
ومحتواه مفرغ في الشارع،فعوزت ذلك لعبث كلاب
وربما انها انجذبت لرائحة جثة القط وحاولت افتراسها
مما اضاف متعة اخرى لقلبي عندما تخيلت ان هذا ما حدث
لكن هذا لم يكن ما حدث. اقتربت من البرميل واعدته الى مكانه
واخذتُ اجمع القمامة المتناثرة واضعها بداخله…
وخلال قيامي بذلك.. سمعتُ مواء القط الصوتُ كان اتياً من وسط البرميل… وبالرغم من تيقن من انه كانَ خَاوياً عندما قلبتُه إلى اني ركلتُه بقدمي لأنحقق ولم يكن هُناك شيء
فأنهيت ما كُنت اقوم بِه ودخلت للبيت وبعد دخولي لغرفتي
سمعتُ المواء مُجدداً وكان اتياً من اسفل سريري.
فَـ تفقدتُ المكان ولم اجد شيئاً كذَلك.
فتجاهلتُ الامر ودخلت لدورة المياه لأخذ حماماً سريعاً
وبعد ان نزعت ملابسي كُلها وفتحت صنبور الدُش
عاد الصوت مُجدداً من وسط الحمام.وهَذه المرة شَعرتُ بالخوف
اغلقتُ الماء ولبستُ ملابسي
وهممتُ بالبحث عن ذلك القط الذي دخل غرفتي.لأتخلص منه
مُتلقي الاتصال:وَهل… وَهل وجَدتَه؟
المُتصل:بحثتُ في كُل رُكن ولم اجد شيئاً.
عندما جلست محاولاً ايجاد تفسير لما حدث.سمعتُ المواء لكنه هَذه المرة كان عند أُذني…وكأن القط كان يقف على كتفي فقفزت مفزوعاً مُلتفتاً خلفي ونبضات قلبي كانت.تدق بسُرعة
وعيناي كادتا تشقان محجرهما من شدة اتساعهما.
فعاود الصوت وصدر عند أُذني
فصرختُ فضربت رأسي بكفي المفتوح بشكل مُتكرر.مُحاولاً إيقاف ذلك الصوت.لكنهُ لم يتوقف،حتى دخل اهلي علي وحاولوا تهدئتي ونجحوا في ذلك مُؤقتاً.
إلى ان رحلوا ليعود الصوت ويُطاردُني،لعدة ساعاتً قضيتُها في حالةً من الجنون كأنهُ كان وسط رأسي. ولم اتمكن من القيام بشيء لإيقافهْ…. فبدأتُ اضرب بجبيني الجدار حتى فقدت الوعي……
مُتلقي الاتصال:استمر لا تتوقف
المُتصل:لا يوجد شيءٌ اخر ليقوليه. المواء مُستمر وانا على هذه الحالة لأكثر من عامين. وقد الحقتُ أضراراً كثيرةً بجسدي
في محاولةِ لتخفيف الآلم الذي اشعر بِه ثقبتُ الأذن التي كُنت اسمع منها الصوت فأنتقلت للأُذُن الأُخرى. فَقدتُ البصر في إحدى عيني لأني لا انام إلا بضرب رأسي حتى الاغماء
ولم اعد استطيع الاكل والشرب بطريقةً طبيعية
لأني تعاطيت الكثر من المُسكنات والمُهدئات التي سببت لي العديد من المُشكلات في الصحية مثلَ قرحة المعدة وداء السُكريٌ والضغط. لدرجةِ اني وصلت لمرحلة من الهُزال
اصبح فيها جسدي يؤلمُني بشكل دائم
حتى امساكِ للهاتف وانا اتحدث معك الان عمليةٌ مؤلمةُ وشاقة
هَذِهِ كانت مُشاركتي.ولا تقلق لن اطلب منك اي مُساعدة
مُتلقي الاتصال:وَهل تَعتقدُ ان مد يد العون
لأمثالك امر سأقوم بِهِ؟
المُتصل:لا ادري ماذا اقول لك في الحقيقة. انا اعرف اني استحق ما اصابني وسيُصيبُني... لَكن كانت هَذه مُجرد حالة طيش في فترةِ الشباب. وانا نادمٌ على ذلك
مُتلقي الاتصال: (تنهُد بقوة) فلتذهب انت وندمك للجحيم
هل تعرف ما المُخيف في الامر؟
برودُك وانت تروي تلك الفضائع التي كُنت تُمارِسُها لم اشعر للحضة في نبرة صوتك بأي ندم؟
المُتصل:كُلُنا خطائون نستحق فرصةً أُخرى
مُتلقي الاتصال:فرصةً مِن مَن؟
كنت اظُنُكَ لا تبحث عن المغفرة
المُتصل:لا ابحثُ عنها عندك او عند الناس بلـ من رب الناس
مُتلقي الاتصال:ونعمً بالله لكن الاه ليس بظالم
والحقوق ستعود لِكُلِ مَظلوم بشراً كان او غيرهِ.
المُتصل:انا راضً بِحُكم الله مهما كان ولا يوجد انسان معصوم
مُتلقي الاتصال:هههههه انسان؟ هل ترى انك انسان طبيعي او سويّ
المُتصل:باب التوبةِ مفتوح
مُتلقي الاتصال:وباب جهنم كذَلك
المُتصل:هل تنكُر رحمة الله بعباده؟
مُتلقي الاتصال:انا أُحاول فهم عقليتك ومن هم على شاكلتك
انت تُذكرني بالذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا: "ما الذي اقترفناه في حياتنا لنستحق ما اصابنا بلا بلا بلا"
من يرتكبون الجرائم البشعة مستحضرين رحمة الله مُتناسين"عقابَهُم"!! ماذا عن الرحمة والعدل الذين سيطلبهُما ضحاياك؟
هل تَضُن ان توبتك ستعصيك من دمائهم؟
المُتصل:تتحدثُ وكأنني قَتلتُ بشراً
مُتلقي الاتصال:هل عرفت الان ان توبتك مُجرد قناعً تُحاول خيداعنا وخداع نفسك بِه تشه انا رأيتُك من خلال هذا القناع الشفاف الهش فما بالُك بمن يعلم بما يدور بخوالجنا ونبطنهُ في صدورِنا
المُتصل:لم افهم؟
مُتلقي الاتصال:ولن تفهم حسابُكَ الحيقيقي يوم الحساب واتمنى بحق ان لا تتوقف مُعاناتُك حتى اخر يوم في حياتِك وان تستمر في المُعانات حتى مماتك
ومثل ما تُراهن على رحمة الله انا أُراهن على عدله ولن يحدُث شيء منهما إلا بمشيئتهِ وقد يتحقق كلاهما بحكمته قد اكتفيت من الاستماع لك سوف انهي الاتصال الان!!
...{𝕿𝖍𝖊 𝖊𝖓𝖉}...
Comments
ᵛᵃᶰᶤᵗˢᵃ
حبيت🗿💔
2025-01-24
1
ᵛᵃᶰᶤᵗˢᵃ
سبحان الله
2025-01-24
1