مملكة الدمى المتحركة ( المفقودة)
في مدينة هادئة حيث تبدو الحياة بسيطة مليئة بالروتين، عاشت فتاة صغيرة تُدعى تسونامي، تبلغ من العمر ست سنوات. كانت تسونامي فتاة ذكية ومفعمة بالطاقة، تعيش مع إخوتها الثلاثة: زيرو (الأكبر بعامين)، رينو (الأصغر بثلاث سنوات)، وريو (الأصغر بأربع سنوات). كان والدهم يعمل بجد لتوفير حياة مستقرة، بينما والدتهم تهتم بهم بحب ودفء.
لقاء المهرج
في صباح أحد الأيام، استيقظت تسونامي مبكرًا على صوت والدتها الدافئ وهي تناديها للاستعداد للحضانة. بعد أن تناولت الفطور مع إخوتها، ذهبوا مع والدهم إلى الحضانة. كانت تسونامي تلعب مع الأطفال كعادتها، حين لمحت فجأة من بعيد رجلًا غريبًا يقف خلف سياج الحضانة. كان يرتدي زي مهرج، لكن ما لفت انتباهها أن ملامحه حقيقية، وليست قناعًا.
فضولها كطفلة كان أقوى من خوفها. اقتربت شيئًا فشيئًا حتى خرجت من البوابة الصغيرة دون أن يلاحظ أحد، إلا فتاة صغيرة كانت تلعب بالقرب منها، لم تهتم إلا عندما رأت تسونامي تخطو نحو المهرج.
اقتربت تسونامي وسألته بصوت طفولي:
– "من أنت؟ ولماذا تقف هنا؟"
ابتسم المهرج ابتسامة باردة وقال:
– "تعالي، أريد أن أريك شيئًا ممتعًا."
رغم غرابة الموقف، جلست تسونامي أمامه وبدأت تضحك معه وتلعب دون أدنى خوف. لكن فجأة ظهر رجل آخر، كان يرتدي زي ذئب. نظراته الحادة ولغته الجسدية بدت عدوانية. أمسك بذراع المهرج وسحبه بعيدًا دون أن ينطق بكلمة. نظرت تسونامي إليهما بدهشة، لكنها لم تشعر بالخوف.
عادت تسونامي إلى الحضانة بهدوء، بينما كان المعلمون يبحثون عنها بقلق بالغ. عندما رأوها، سألوها بفزع:
– "أين كنتِ يا تسو؟!"
ردت ببراءة:
– "كنت بالخارج."
تساءلوا بحدة:
– "لماذا خرجت؟!"
هزت رأسها وقالت:
– "لا أعرف."
ما لم تعرفه تسونامي هو أن المهرج قد مسح ذاكرتها عن تفاصيل اللقاء. لكن الفتاة التي شاهدتها عن بُعد لم تمسح ذاكرتها.
حلم القبر
في تلك الليلة، نامت تسونامي ورأت حلمًا غريبًا. رأت نفسها تقف أمام قبر مجهول. بدا المكان مظلمًا، لكن التاريخ كان واضحًا: الاثنين، الثالث عشر من أبريل. لم تكن تعرف لمن يعود القبر، لكنها شعرت بحزن غريب يسيطر عليها.
عندما استيقظت، ذهبت مسرعة إلى والدها لتحكي له عن الحلم. استمع لها بابتسامة مطمئنة وقال:
– "إنه مجرد كابوس، لا تقلقي يا صغيرتي."
لكنها لاحظت أن والدها تهرب من النظر في عينيها حين قال ذلك، وكأن هناك شيئًا يخفيه.
في تلك اللحظة، سمعها زيرو ورينو وهما يسترقان السمع من باب الغرفة. كانا يعرفان أن الأمر ليس مجرد كابوس، وقررا مساعدة أختهما على فهم هذا الحلم الغريب.
السنوات تمر
مرت ثلاث سنوات، وكبرت تسونامي وإخوتها. كانت تسونامي طالبة متميزة في المدرسة، تُكرّم دائمًا بفضل ذكائها واجتهادها. أما زيرو، فقد أصبح معروفًا بحبه للمغامرات والقيادة، بينما أظهر رينو شغفًا كبيرًا بالتكنولوجيا، وكان دائمًا يحلل الأحداث بعقل بارد ومنطقي.
في يوم من الأيام، وبينما كانوا في المدرسة، شاهدوا فتاة تقف على حافة سطح المدرسه ، تبدو وكأنها على وشك القفز. ما زاد الموقف غرابة هو وجود شبح غامض يقف خلفها، وكأنه يدفعها نحو الهاوية.
صرخ زيرو فورًا:
– "لااااا! توقفي!"
ركض الثلاثة نحو الفتاة
تسونامي:أنت لست وحدك .
تلميحات مشوقة
ما لم تعرفه تسونامي وإخوتها هو أن هذه الحوادث - اللقاء مع المهرج، الحلم، والفتاة على سطح المدرسه - ليست مجرد مصادفات. بل هي قطع صغيرة من لغز أكبر، لغز سيكشف عن حقائق مدهشة تتعلق بقواهم الخاصة، وعلاقتهم بعالمٍ آخر أكثر خطورة مما يتخيلون
Comments