حب الطفولة"

حب الطفولة"

لقاء بالصدفة"

**حب الطفولة**

في حي هادئ بعيد عن ضوضاء المدينة، نشأت قصة حب بين سارة وعلي منذ الطفولة. كانا لا يفترقان، يعيشان في عالمهما الخاص، مليء بالأحلام الصغيرة والمغامرات البريئة. كان علي وسارة يتشاركان كل شيء، من الألعاب في الشوارع الضيقة إلى أسرار المستقبل الذي كانا يحلمان به سويًا. وكان حبهما بريئًا كما كانت طفولتهما.

ولكن كما هو الحال في كثير من القصص، بدأت الحياة تأخذ منحنى آخر. انتقلت عائلة سارة إلى مدينة أخرى عندما كانت في العاشرة من عمرها بسبب عمل والدها، وترك ذلك فراغًا كبيرًا في قلبها وقلب علي. حاول كل منهما أن يحافظ على تواصل مع الآخر، ولكن بمرور الوقت، بدأت الرسائل تنقطع تدريجيًا، ومع مرور السنوات، أصبحت الذكريات هي الرابط الوحيد بينهما.

مرت خمس سنوات، وكبر كل منهما في اتجاه مختلف. أصبحت سارة الآن في سن الخامسة عشر، تدرس في مدينة جديدة تمامًا، بينما كان علي يعيش في الحي القديم، يواصل تدريباته وطموحاته ليصبح لاعبًا محترفًا. بينما كانت سارة تتأقلم مع حياتها الجديدة، بدأت تشعر أن قلبها ما زال يحن إلى الماضي، إلى الأيام التي كانت فيها مع علي. ورغم أنها بدأت تتكيف مع حياتها الجديدة، إلا أن ذكريات علي كانت تلاحقها دائمًا.

ثم جاء اليوم الذي التقيا فيه صدفة في المدرسة الثانوية. كان اللقاء مفاجئًا بالنسبة لكليهما. عندما التقيا في الممرات، كانت العيون تتبادل نظرات حنين، وكأن الزمن عاد إلى الوراء. لكن لم يكن بإمكانهما العودة إلى ما كانا عليه. كان علي قد دخل في علاقة جديدة مع فتاة تدعى رنا، وهي كانت تلعب دورًا كبيرًا في حياته الرياضية، بينما كانت سارة قد بدأت بالتقرب من يوسف، زميلها في المدرسة الذي كان يعجب بها منذ فترة.

ورغم أن كلا من علي وسارة كان يعيشان حياة مختلفة الآن، إلا أن الحب الذي كان يجمعهما في الطفولة بدأ يعود إليهما شيئًا فشيئًا. كانت نظراتهم تتلاقى في كل مرة يلتقيان فيها، كانت هناك مشاعر مختلطة بين الحنين للماضي والمشاعر الجديدة التي نشأت.

ومع مرور الأيام، بدأت سارة تشعر بالضياع. كان قلبها يعاني من مشاعر متضاربة. من جهة، كانت تشعر أنها لا تزال تحمل حب الطفولة لعلي، ومن جهة أخرى، كانت تحاول المضي قدمًا في حياتها الجديدة مع يوسف. أما علي، فكان يعيش في صراع داخلي، إذ كان يحاول التكيف مع حياته الجديدة والابتعاد عن حب الطفولة، لكنه كان لا يستطيع نسيان سارة، التي كانت جزءًا من قلبه.

وفي يوم من الأيام، بعد فترة طويلة من الصمت بين علي وسارة، قررا أن يتحدثا عن كل شيء. التقيا في مكان بعيد عن الجميع، حيث كان بإمكانهما الحديث بحرية. قال علي: "أعرف أننا تغيرنا، لكن لا أستطيع أن أنسى ما كان بيننا، سارة. كنتِ دائمًا جزءًا من حياتي."

ردت سارة بصوت خافت: "وأنا أيضًا، علي، لكن الحياة أخذتنا إلى أماكن مختلفة، وأنا الآن أعيش مع يوسف. لا أستطيع أن أظل في الماضي، رغم أن قلبي لا يزال يحمل لك مكانًا."

لكن بعد ذلك، جاء التغيير المفاجئ. في تلك اللحظة، دخلت رنا إلى المكان، وأخذت علي إلى مكان آخر، بينما دخل يوسف إلى المكان الذي كانت تجلس فيه سارة، ليكتشفا أن حياتهم قد أصبحت مليئة بالأشخاص الجدد.

وفي تلك اللحظة، أدرك كل من سارة وعلي أنهما لا يستطيعان العودة إلى بعضهما البعض كما كانا في الماضي. ومع دخول هؤلاء الأشخاص الجدد في حياتهم، أصبح من المستحيل أن يتخذا قرارًا واحدًا. هل سيبقيا مع الشخص الذي دخلا حياتهما حديثًا؟ أم هل سيبحثان عن شيء قد فقداه في الماضي؟

وفي تلك اللحظة، عندما كان كل منهم يعيش مع شخص آخر، ظهر شيء جديد في حياتهم. هل سيتخطون مشاعرهم القديمة؟ وهل سيبقى ذلك الحب الذي نشأ في الطفولة في قلوبهم رغم كل شيء؟ سنكتشف ذلك في الفصل القادم، حيث تظل الأسئلة معلقة، والقدر يخفي في طياته ما سيحدث لهم في المستقبل.

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon