الخدمة إميلي

الخدمة إميلي

بداية النهاية

العنوان: "أسرار في قصر روشستر"

الفصل الأول: في خفاء القلب

كان القصر الذي يملكه السيد روشستر في قلب الريف، حيث يمتد بين الغابات والجبال، بمثابة حصن بعيد عن أعين العالم الخارجي. على الرغم من ضخامة المكان وفخامته، كان هناك شيء من الوحدة يسيطر على أرجائه. وهذا الشعور كان أكثر وضوحًا بالنسبة لإميلي، الفتاة الجميلة التي تعمل كخادمة في القصر.

إميلي لم تكن مجرد خادمة عادية. جمالها كان لافتًا، ولكن خلف ملامحها الهادئة كان هناك عقل نابه وروح مليئة بالأفكار والطموحات التي لا تجد لها مكانًا في هذا العالم الذي فرض عليها مكانتها. منذ أن دخلت القصر في سن صغيرة، كانت تجد نفسها محاصرة بين الظلال، تتنقل بين جدران القصر الضخمة وكأنها جزء من هذه العوالم التي لا تنتمي إليها.

"إميلي، هل يمكنكِ مساعدتي في ترتيب الغرف؟" قالت السيدة مارغرت، وهي تنظر إليها بنظرة صارمة. كانت السيدة مارغرت، زوجة السيد روشستر، سيدة متسلطة وأحيانًا قاسية، تتحكم في كل شيء داخل القصر. كانت تراقب إميلي دائمًا بعين ناقدة، ربما لأنها كانت تعرف أن إميلي تمتلك شيئًا لا تملكه هي، شيئًا مثل الحرية.

إميلي نظرت إلى السيدة مارغرت بابتسامة خفيفة. "بالطبع، سيدة مارغرت." ثم انحنت قليلاً وعادت للعمل. كانت تعلم أن هذه ابتسامة ليست سوى غطاء للغضب الداخلي الذي شعرت به. كانت تفكر في نفسها: "ربما لم أكن هنا لو كانت الأمور مختلفة، لو كانت حياتي مختلفة..."

وفي تلك اللحظة، دخل تاراقو إلى الغرفة. كان صديقًا قديمًا لعائلة السيد روشستر، شابًا يتمتع بجاذبية كبيرة، وكان دائمًا في قلب الأحداث في القصر. ولكن اليوم، كان يبدو أكثر جدية من المعتاد. "إميلي، هل أنهيتِ ترتيب الغرف؟" سألها تاراقو، وعيناه تلمعان بشيء من الاهتمام الغريب.

إميلي رفعت عينيها إليه، شعر قلبها بارتباك مفاجئ. رغم أنها كانت تعلم أن مكانها في هذا القصر ليس مكانًا يمكنها فيه أن تحلم بحياة أفضل، إلا أن مشاعرها تجاه تاراقو كانت أكثر تعقيدًا مما تسمح لها الظروف أن تفهمه. كان هو دائمًا هنا، يقدم المساعدة في خفاء، يبتسم لها بلطف، ولكنها كانت تدرك أن هذا كله مجرد تعبير عن كرم أخلاقه كصديق لعائلة السيد روشستر، وليس أكثر من ذلك.

"نعم، إنهاء الترتيبات كان سهلًا. كيف حالك اليوم؟" قالت إميلي بصوت هادئ، محاولة إخفاء مشاعرها المتناقضة.

تاراقو ابتسم، وكانت ابتسامته تبرز عينيه بشكل لافت. "كما هو الحال دائمًا، لكنني أعتقد أن الأمور داخل القصر أصبحت أكثر تعقيدًا من قبل." كانت هذه الكلمات تحمل في طياتها شيئًا أكثر من مجرد تعبير عن الضيق العام؛ كانت تشير إلى أمر يخفى عن الجميع، حتى عن السيد روشستر.

إميلي شعرت بشيء غريب في قلبها، وكأن هناك حديثًا لم يُقل بعد بينهما. "لماذا يبدو تاراقو مختلفًا؟ هل هناك شيء لا نعرفه عن هذا القصر؟"

لكن قبل أن تتمكن من التعمق في تفكيرها، جاءت السيدة مارغرت وقالت بعصبية: "تاراقو، إذا كنت قد انتهيت من حديثك مع إميلي، فأنا بحاجة إلى مساعدتك في الحديقة."

"بالطبع، سيدة مارغرت." أجاب تاراقو، ولكن قبل أن يغادر، التفت إلى إميلي وقال برقة: "إميلي، لا تنسي ما قلته لك من قبل. إذا احتجتِ إلى شيء، أنا هنا."

كانت تلك الكلمات كأنها مفتاح لعالم آخر، لكن إميلي لم تستطع أن ترد أو أن تكشف له عن مشاعرها الداخلية. *"لا يمكنني أن أسمح لنفسي

بأن أكون ضعيفة. يجب أن أظل قوية."*

بينما كان تاراقو يغادر الغرفة برفقة السيدة مارغرت، شعرت إميلي بشيء من التوتر، شيء يمر في عروقها وكأنها كانت على وشك الكشف عن جزء من قلبها الذي لطالما أخفته عن الجميع. كانت تعرف تمامًا أن هذا القصر ليس مكانًا للضعفاء، ولا مكانًا للأحلام التي قد تهدمها القيود الاجتماعية.

الليل كان قد بدأ يسدل ستاره على القصر، وحينما توقفت إميلي عن العمل وذهبت إلى غرفتها، كانت أفكارها تتسابق. "تاراقو... لماذا لا أستطيع أن أتوقف عن التفكير فيه؟ هل يمكن أن يكون هذا مجرد إعجاب؟ أم أن هناك شيئًا أكثر من ذلك؟" كانت تسأل نفسها، لكنها لم تجد جوابًا يشبع فضولها.

لكن القصر كان مليئًا بالأسرار. كان هناك شيء في كل زاوية، كل جدار، يهمس في أذن إميلي أن هناك ما لا تعرفه، شيئًا عميقًا ومظلمًا يختبئ خلف ابتسامات الجميع ونظراتهم.

وفي تلك اللحظة، دخلت روز وهانا، صديقتا إميلي المقربتان، إلى الغرفة. كانتا قد لاحظتا توترها. روز، بشعرها الأشقر وعينيها الواسعتين، كانت دائمًا تلاحق كل التفاصيل، بينما هانا، بنظرتها الثاقبة وطبعها الهادئ، كانت قادرة على فهم إميلي دون أن تتحدث.

"إميلي، ما الذي يحدث؟ أنتِ لستِ على طبيعتك اليوم." قالت روز بقلق.

إميلي ابتسمت لها محاولة إخفاء توترها. "لا شيء، فقط بعض الأفكار. كيف كانت الأمور في المطبخ؟"

هانا اقتربت منها وقالت بهدوء: "أنتِ لا تخفين شيئًا عنا، إميلي. نعلم أنكِ تفكرين في شيء كبير."

لم تستطع إميلي أن تكذب عليهما. "لقد بدأت أكتشف أن هناك شيئًا غريبًا في هذا القصر... ربما تاراقو يعرف شيئًا لم نعرفه بعد."

"تاراقو؟" قالت روز بدهشة. "هل تعتقدين أنه يخفي شيئًا عنكِ؟"

إميلي أومأت برأسها، مشيرة إلى أنها ليست متأكدة. "ليس تمامًا، ولكن هناك شيء في تصرفاته اليوم... شعرت أن هناك أمرًا مخفيًا."

هانا قالت بتفكير عميق: "إنه دائمًا هنا، يقدم المساعدة. ربما يعرف شيئًا ما عن السيد روشستر أو عن عائلته... يجب أن نكون حذرين."

لكن إميلي لم تستطع إلا أن تشعر بشيء آخر في قلبها. شعرت بشيء غير مريح تجاه مشاعرها تجاه تاراقو. "هل يمكن أن يكون هناك شيء أكثر بيننا؟ أم أنني مجرد خادمة لا يجب أن تحلم بما هو أبعد من ذلك؟"

وفي تلك الليلة، كان القمر يضيء السماء ببطء، بينما كانت إميلي تغرق في أفكارها. في هذا القصر، بين جدرانه العتيقة، كان هنالك أكثر من مجرد أسرار... كانت هناك أرواح مشوهة

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon