لعنة القدر
رنين منبه الصباح أخذ يصدح في ثنايا غرفتها، تتجعد جفناها متهيئةً لإظهار سوداويتها الناعسة حتى أخذت ترفرف بأهدابها، ترفع رأسها بأنظارٍ مشوشة في محاولةٍ ناجحة لإطفاء المنبه.
أغرقت وجهها في وسادتها لدقائق أخرى قليلة قبل أن تحمل جسدها خارج السرير بكسلٍ متوجهةً إلى الحمام، تقضي حاجتها أولاً ثم تبدأ بإزالة هندامها بأكمله وتغتسل بسرعةٍ قبل استعدادها والذهاب إلى الأكاديمية، روتينها المعتاد ليس جديدًا عليها.
بعد أن انتهت من حمامها توجهت إلى خزانتها، أخرجت ملابسها التي قامت بتهيئتها منذ أمسٍ، هي تعيش لوحدها داخل شقتها منذ سنة
تعتمد على ذاتها في كل شيء من بعد موت والديها مع شقيقتها إثر حادثٍ مؤسف وقع لهم جميعًا، ليترك والديه لها هذه الشقة، لذا لم يعد لديها أحد يبدد حزن فراق عائلتها ولو قليلًا.
لا تعرف أي شيء عن أقاربها فمنذُ تسعة عشر سنة لم يتطرق كلا والديها في الحديث عنهم أمامها، لديها فقط صديقة واحدة و هذا ما يجعلها تشعر بأنهُا لاتزال بخير.
عيناها السوداء تراقب يداها التي ترتب خصلات شعرها بطريقة مناسبة لطبيعة الأكاديمية التي ترتادها، ما أن انتهت حتى لاحت على وجهها ابتسامة صغيرة واجتذب بصرها إلى اعوجاج هوية اسمها المعلقة على يسار صدرها، لتهم بتعديل اسمها المرفق فيها باسم كيم زوي
حملت أقدامها خارجةً بعيدًا عن مرآتها والتقطت حقيبتها فوق ظهرها وتأهبت للخروج من شقتها فور انتهائها من ارتدائها لأحذيتها الرياضية.
ما أن انتهت حتى دلفت خارجًا متوجهةً إلى محطة الحافلات أولًا قبل انطلاقها في إحداهن إلى الأكاديمية وفي غضون عشر دقائق من ذلك وصلت إليها لتهبط أقدامها أمامها وتتسع ابتسامتها فور لمحها لذلك الجسد الواقف عند بوابتها الكبيرة حيث تنتظر كالعادة.
قالت زوي تحية الصباح لها أولًا " صباح الخير روز. "
اعتدلت المعنية بوقفتها بعد أن كانت تسند ظهرها ضد الجدار الذي خلفها وابتسامة جانبية لاحت على وجهها الناصع ببياضه الناعم وخصلات شعرها الشقراء تبعثرت بغير عمد " صباح الخير لكِ أيضًا زوي. "
أحاطت زوي ذراع الأخرى بود متمتمة " دعينا ندخل قبل أن يرن الجرس ونُعاقَب! "
قبضت الشقراء على ذراع حقيبتها وقدميها أخذت تواكب خطوات الأخرى ليعبرو بالتالي بوابة المدرسة ملقيةً عليها سؤالها " أخبريني ما خططكِ لليوم بعد انتهاء المدرسة؟ "
انتقل نظر زوي نحو الأمام بينما تسرد لها ما ستفعله لليوم بهدوء " لدي عمل أقوم به، أنتِ تعلمين أنني أعمل كي أوفر لي بعض النقود. "
انتاب روز حزن لحالها امتزج مع ملامحها الخائبة ظنًّا أنهما ستستمتعان بوقتهما اليوم بعد وضعها لخططها لتهتف بخيبة " ظننتُ أن جدولكِ مُتفرغًا لهذا اليوم. "
تطلعت إليها زوي بعد اعتدالها وإبعاد ذراعها بعيدًا عن ذراع روز مصدرة قهقهات طفيفة لرد فعلها بينما تسير خطوات مستقيمة في الممر المؤدي إلى صفهما.
" لا تظهري هذه الملامح أمامي أرجوكِ، إذا كان الأمر متعلقًا في التسوق كما وعدتكِ سنفعل ذلك لكن ليس اليوم. "
مُحِيَّت تعابير الخيبة من على وجه روز واعتلى محياها ابتسامة لتتقدم خطوتين أمامها وتمشي معاكسةً لها تواكبها في خطواتها المتجهة إلى قاعات الأكاديمية، ترفع لها خنصرها وبعينان مترجية بريئة تُلقِّي عليها بحديثها " حسنًا لكن عِديني أولًا! "
ارتسمت الدهشة على ملامح زوي من تصرفها الطفولي وتوسلها بهذه الطريقة التي تجبرها على الإيماء بموافقةٍ والامتناع عن الرفض لأي أمر قد يطرأ عليها وتتراجع بوعدها " حسنًا أعدكِ فقط دعينا ندخل الصف هيَّا ستبدأ الحصة الأولى خلال لحظاتٍ! "
اعتدلت روز في سيرها وهما في صدد الولوج إلى صفهما بابتسامة طفولية راضية تزين وجهها بعد أن وعدتها الأخرى " حسنًا. "
~✨🔮✨~
في مكان بعيد و اخر في عالم ينافي عالم البشر و عيشهم ، قابعين في تلك الغرفة الكبيرة التي دائماً ما تكون مستقر اجتمعاتهم
يتبادلون اطراف الاحاديث الجادة و احيانا ترتفع حدة نقاشاتهم فيما بعضهم الا شخصٍ كان في عالم اخر يحاصر بعينيهِ كلمات الكتاب بحروفهِ الغريبة و يشغل عقلهِ بهِ حتى يمل منه ليغادر المكان من بعد ذلك قاصدا غرفتهِ او المدينة الكبيرة كعادة اصبحت لديهِ
لا يكترث بمن يحيطهُ من الفتية و الفتيات و لا بأحاديثهم المملة المتكررة لهُ ، لم تلبث تلك التعابير الهادئة حتى تغيرت و تلوث جبينهُ بضهور تجاعيد غضبٍ طفيف ، راسخاً نظراتهِ نحو الواقف امامهِ و الذي سحب منهُ ذلك الكتاب و قاطعة استمتاعهِ بهِ
هتف بحدةٍ و حنقٍ شديد ناحيتهِ بينما يحرقهُ بنظراته الساخطة من حشر نفسهِ كعادتهِ بأموره " ماذا؟! "
تطلعت حدقتي المعني بأمتعاضٍ لرد فعلهِ و تصرفه اللا مبالي ليزمجر مهسهساً بين اسنانهِ " انت حقا وغداً لتكون من دوميرس ، نحن نتحدث عنك ونقلق وانت لا تبالي بالامر!! "
دحرج المعني دعجاوتيه غير مكترثا عما يقوله الاخر له ، تلاشت كواكب عينيه متمتماً بتهكم كاتماً امر بئسه داخله " لستم مجبرين على القلق تجاهي! "
سخريتهِ منهم اثار سخط الواقف و يهتف بأنفعال عنيف و نظرات تحرق الجالس ببرودهِ المستفز " الى متى ستبقى هكذا غير مبالٍ و لا تأبه لقلق الاخرين الصادق تجاهك جونغكوك لعين دوميرس!!! "
لم يكلف المدعو جونغكوك نفسه و النظر نحوه اثناء استقامتهِ حين اعاد و افضح عن دعجاوتيه الباردتان ، باتت الرغبة شديدة و تجاهل الاخر في سيماء وجههِ مرسومة مِن ازعاج مَن تجاوز مساحته الشخصية من الرفاق الذين يتعايش معهم
ما ان هم في تحريك قدميهِ و الامضاء في طريقهِ بعيدا عنهم حتى استوقفتهُ في مكانه قبضة المعني مجدداً توقفه بمرارةٍ و زمجرة حادة نبس بها تحت انظار من يتواجد في تلك الاثناء داخل الغرفة الواسعة المساحة " لم ينتهي حديثنا بعد حتى تطرق بقدميك خارجا!! "
رمقه جونغكوك بحدة قاسية و نطق حروف كلماته بغلاظة صوته و نبرة قاتلة ليشتد الضغط و الطاقة المخيفة بهاليتيها المختلفة تحاوطهما
بطريقة اربكت من يراقبهما من الفتية و الفتيان و بثت التوتر داخلهم في التدخل بينهما و انهاء النقاش الذي لن يتمكن من انهائهِ سوى من جلبهم و جمعهم داخل اسوار هذا المنزل المشابه للقصر تحت اسم عائلة واحدة و هي دوميرس و الذي كان غائبا لهذا اللحظة عنهم جميعاً
" ماذا؟! جميعكم تدركون اني لا اكترث لحديثكم ابدا! و اما عن الشريكة المقدرة لي و ذاتها من ستكون مكملاً لقواي اكملها سوف اقوم بقتلها بعد اكتسابية للقوة بأتمها! "
حديث جونغكوك استفز المعني امامه و احتقن وجهه سخطاً كما ان الكلام هذا قد بعث بأحاسيس الخيبة في خلد كل من اخترق مسامعه حديثه القاسي
حين حاول الاخر ان يرد عليهِ و على قسوتهِ و اشتداد الضغط اكثر بينهما كشتداد قبضته حول ذراع جونغكوك كيف لم يعره اهتمام لغضبهِ او يمكن لإيحاء الالم من ان يلوح معالم وجهه لشعورهِ لقوة المعني و الذي يفوقهُ قوتاً الا انه لا يبالي و يتجرأ بالوقوف امامهِ و مواجهة سخطه الناجم عن اهتمام صادق ، لا يحبذ طريقة تدخله بحياتهِ ابداً مؤخراً
" مالذي يجري هنا؟! و ايضاً اترك ذراعهُ سامويل! "
صدوح صوته الغليظ اجبر الجميع على توجيه الانظار اليهِ حيث يقف عند مدخل الغرفة و الى مقربته يقف المانا الخاص بهِ ، علامات الغير الرضى ترتسم ملامح وجههِ بينما يرمقهما بنظراتٍ حادة
تآمرهما على تخفيف ضغط طاقتهما و تهدأت نفسيهما بالابتعاد عن بعضهما الا ان سامويل أبى الاصغاء و الخضوع للصاحب الشأن الاول و المالك لهذا المنزل و يحملق في جونغكوك مجدداً مصرا على تلقينه درساً كونهِ نرجسياً و لا يهتم لأحاسيس الاخرين المهتمة لهُ بأنه الوحيد الذي لم تكتمل قواه من بينهم تحت هذا السقف بعد ان وجد كلٍّ منهم رفيقهُ و شريك حياتهِ
لاحت ابتسامة متهكمة ملامح جونغكوك و يحيط بيده الاخرى تلك القبضة في رغبة و ابعادها عن ذراعهِ ، يتبادل نظرات مميته متحديه مع الاخر ، لا يخشاه و ليس خائفاً منهُ ابداً
" لست ابلهاً لتخالف كبيرنا هنا! لذا كن فتاً مطيعاً و اصغي لما قالهُ! انا لا ارغب في افتعال جلبة تدمر المكان هنا بسببك! "
اضهر سامويل ايحاء مشفق و يستفز جونغكوك الذي امضى في مكانهِ ببرود يحدق فيهِ اثناء ابتعاده عنهُ و نبرة صوته الساخرة منه تثيرهُ تمردا على اوامر قائدهم هنا
" اتعلم امراً انا سئمتُ منك و اتمنى فقط ان لا تجد تلك المانا الخاصة بك ، لم اعد اكترث لأمرك جلُ ما اشفق على شريكك المجهول مستقبلاً كيف ستتحمل او يتحمل وغداً قاسياً مثلك! "
" جونغكوك هل مازلت تبحث عن المانا الخاص بك؟ "
صدح صوت كبيرهم مجدداً يبتر نظراته الماقته بدموية ناحية سامويل تجاه رغبته التي افصح عنها بجرئة و بصقها في وجههِ ، اشاح بسواد عينيه و رسخت متطلعتا الى ذلك الذي اتخذ من الاريكة مجلساً له و بقربهِ جلست المقدرة لهُ سلفاً و المتممة لقواهُ
هبط بجسده على الكرسي بعد ان عاود خطواتهِ و جلس احتراما للاخر ، ملامحه الباردة لم تتغير بقت على حالها حين هتف بأجابتهِ على سؤال مختصراً
" نعم لازلتُ افعل ذلك "
صمت لثانية مستطردا امر حيرهُ اثناء بحثه و تجوالهِ في عالمهم بأتمهِ بعد محاولاته الفاشلة " كريس أنا لا أعتقد ان المانا الخاصةُ بي قد ولدت في عالمنا هذا! "
نظرات كريس كانت لا تقارن بتلك النرجسيتين بكواكبها المعتمة ، كانت هادئة مخيفة و تريب من يلمحها بنظرة واحدة ، اخذ زمام الامور برده الغريب و الذي فاجئه و بعث بغرابة شديدة دواخل من كان يصغي الى تلك المحادثة
" هل حاولت البحث في عالم اخر؟ من الممكن أن تكون المانا بك متواجدة هناك! "
لمعت تلك السوداويتين بتفاجئها و لم تلبث طويلا حتى عاود البرود يستكنها و يهيمن عليهِ اثناء اجابتهِ لكريس " لم تطرق قدمي ايُ عالم اخر من قبل لكني سأفعل و ارى لن اخسر شيئاً! "
ينطق بحروف كلماتهِ و يستقيم واقفا بغية المغادرة ، رغم الحدة المغلفة بالقسوة المفعمة فيها ملامحه الباردة مع الاخرين هنا الا ان هنالك حدودٌ لا يستطيع تجاوزها مع المدعو كريس ، لا يمكنه ان يكون فظاً او يعرب عن تواقحهِ الشديد معهُ ، هو القائد و المسؤول الاول هنا عنهم
غادر بهدوءٍ تحت أنظار الجميع المنصبة بأهتمامها عليهِ ، و عقب مغادرة جونغكوك يستقر سامويل بجسدهِ بالقرب من فتاتهِ بملامح مقتضبة ، علاقتهِ بالاخر كانت جيدة سلفاً الا انها سائت بسبب افعال جونغكوك و غمرهم بقلقٍ حتى هذه اللحظة لم يضهر ما يسمى بالـ مانا و ينتشلهُ من غمرة صمتهِ المقلقة
اسدل بجفنيهِ للحظة ثم اعاد رفع الستار عنها محدقاً بالفتاة التي بقربهِ بعد استشعاره كف يدها يستقر على كتفهِ لغاية تهدئتهِ ، المانا الخاصة بكل فردٍ دائما ما يتمكن من قلب مزاج شريكهِ ، تناول سامويل كفها و ترك قبلة رقيقة آبان اصغائهِ لسؤالها الموجه لهُ
" مالذي يقصده بعالم اخر؟ "
" انه يقصد احد عوالم السبع عزيزتي آريا و من ضمن تلك العوالم عالم البشر هو الاقرب لتكون المانا خاصة جونغكوك منهُ! "
يجيبها بهداوةٍ موضحا ما تطرق إليه قائدهم كريس و جونغكوك و اجابتهِ جعلت من الدهشة المكللة بالصدمة ترتسم معالم وجههم ، سيعيش فرداً بشرياً معهم و هذا لم يحدث في تاريخ عالمهم من قبل ، سيكون هنالك غريباً بينهم يشاركهم المنزل في المستقبل القريب
" هل حقاً سيعيش مخلوقاً أنسياً معنا اذ صدفة و كانت شريكة جونغكوك منه حقاً؟ "
ترددت نبرة انثوية بأستفهامٍ متعجبٍ ليتنهد المسؤول عنهم بهدوء من استغرابهم للأمر و يوضح لهم امر نبؤة توارثها بني جلدتهم عبر السنين و لربما تتحقق و يكون جونغكوك هو المشار إليهِ بتلك النبؤةِ ، نبرة غليظة جذبت أنظارهم اجمع نحوهُ و صوت ثابت اجلى به كلماتهِ الرزنة
" ماذا في ذلك؟ الم تسمعو عن النبوئة التي توارثها اجدادنا ان هنالك من سيأتي من عالم مغاير لعالمنا و يخضع لهُ اشد المخلوقات بني جنسنا بعد اكتسابه لقوته من شريكه المنتظر لربما لم يضهر بعد ان جونغكوك هو المقصود بذلك المخلوق لكن ربما سيحدث ذلك في حال ان ثبت ان المانا المقدر له تكون او يكون بشرياً! "
" سيكون امر غريب معاشرة انسيا بيننا فجميعنا هنا من فصيلة واحدة " عاودت آريا الحديث بغرابة و صوت واضح لفكرة ان كان كلامه صائبا و عيشهم مع فرد من الانس
في حين هنالك من كان يقف عند النافذة يحدق بملامح فاترة لا حياة فيها في الحديقة عارض حديثها معلقا عن وجهة نظره " من الممكن ان يكون الفرد الجديد من عالم اخر غير البشر "
" بل ستكون أنسيتاً "
صدوح صوتها الواثق و كلماتها جذب الانظار اليه لم تكن سوى مانا كبيرهم الجالسة بهدوء تعرف الحقيقة مسبقا لتميزها بهبة الاستبصار عن المتواجدين هنا ، لذا لم ينتاب اي منهم الشك في اي حرف قد تنطق به
~✨🔮✨~
بالعودة الى ارض البشر ضهر بجسده على سطح احد الابنية الشاهقة بأرتفاعها عبر بوابة بعد اخر اوصلته الى هنا ، نظر فيما حوله اولا مضهرا قلادته من اسفل قميصه علها ومضت و توهجت و هو غافلا عنها لكن الخيبة اصابته حين وجد حجرها الازرق معتم
حافظ على ثبات ملامحه و تطلع الى الاسفل حيث تعج الشوارع بالبشر ، انزعج من الضوضاء العالية و قرر البحث عن مصدر طاقته معيدا قلادته الى حيث كانت ، ان لم ينتبه لوميضها سيشعر بحرارتها فور اقترابه من هدفه المنشود ، القلادة من ارشدته الى هذه المدينة و جلبته اليها ، قلادته من تحدد مصيره و غايته لذا لن يتعب نفسه في البحث بعالم واسع كبير كهذا العالم
في الجانب الآخر من الأكاديمية ، كانت أنظار زوي منصبة بتركيز على ما يشرحه الأستاذ لهم، وتارة يسرقها التفكير حول المستقبل المجهول الذي ينتظرها.
صوت رنين الجرس ينتزعها من غمرة تفكيرها، فتتنهد من بعدها وترتب حاجياتها في الحقيبة وتستقيم واقفة بغية الخروج مع رفيقتها روز.
أثناء توجههما إلى قاعتهم التالية، تطرق روز إلى موضوع لم يسبق أن تحدثتا عنه حين سألتها فجأة " زوي هل تؤمنين بالحب من أول نظرة؟ "
فكرت زوي في سؤالها بأهتمام قبل إجابتها لتتمتم لها بهدوء وحيادية " لا فكرة لدي عن الحب فأنا لم يسبق لي والوقوع به، ماذا عنكِ؟ "
التوى شفتي روز بعبوس لطيف ونفت برأسها تؤكد لها ما ترغب فيه " كلا لكن مع ذلك أود الشعور به. "
صدحت قهقهات زوي بخفة قبل أن تردف تمازحها " إذا وقعتِ فيه أخبريني كيف إحساسه فأنا حقًا أشفق على الشاب المسكين الذي سيقع في حبكِ! " أشارت زوي مازحتا
" أنتِ! مالذي تقصدين؟! هو سيكون محظوظ لكونه مع إنسانة مثلي! " أردفت روز بامتعاض وشددت بتفاخر إلى نفسها أثناء تحديقها في زوي.
رمشت زوي مرات عدة نحو روز ولثقتها المفرطة التي تحملها قبل أن تفرطها مجددًا في ضحكة أخرى تدفع الأخيرة إلى الانحباس بلطف شديد لتضيف زوي أثناء ضحكتها الخفيفة تضفي الحقيقة بقولها " أنتِ شخصٌ مسرفٌ عزيزتي، وكل ما تُرغبِين فيه تودِين به أن يكون أمامكِ ، فأنا أشفق عليه منذ الآن بسبب إسرافكِ في الشراء وإمكانية إفلاسه المُبَكِّر! "
رفعت روز حاجبها لزوي وردت عليها باختيال وغرور " إن كان يحبني حقًا، عليه أن يتحمل جنون إسرافي، فهذا الشيء خارج عن متناول يدي! "
حركت زوي رأسها بيأسٍ من حال رفيقتها واكتفت بابتسامة تزامنها رنين الجرس ووصولهما إلى القاعة المنشودة لتختم حديثهما زوي " يكفيكِ غرورًا وانتبهي لمحاضرتك جيدًا! "
دخلتا إلى القاعة بعد أن تذمرت روز بضجر متململ تجاه دروسها، وزوي حافظت على ابتسامتها لردود أفعال صديقتها اللطيفة
.
.
.
.
Comments