الفصل الثاني

ما هذه الدعابة السخيفة؟؟

معني هذا مقلق جداً وهو ان هناك من يحتفظ بمفتاح لخزانة الثياب سواها، لان هذا الخطاب هنا قبل ان تبدأ عملية التوليد... ولكن. النقود.. هل؟ غريب هناك مبلغ يقترب من الفيً جنيه، ولكن لم يمس بتاتاً...

من فعل هذا متسلل وليس لصاً، وكان غرضه الوحيد توصيل الرسالة... الرسالة التي لا معني لها...

تلك الصيغة المهذبة المجاملة كانها دعوة لمؤتمر علمي...

قتل رجل في الثامنة مساء.. دقة غير عادية..

ومن هو ذلك الرجل..؟

يمكن ان يكون هذا تحذيراً من خطأ طبي قادم..؟

لكن يجب ان نتذكر انها لا تتعامل الا مع النساء منذ سنين

كيف تقتل رجلاً اذن ان لم يمكن دهساً بسيارتها..؟

طبعاً هذا احتمال قوي جداً لكن لا تنسي انها لا تجيد القيادة ولم تجلس خلف المقود قط.. أذن كيف..؟

وما معني هذا الكلام.. بالطبع قامت بترضية ضميرها واستجوبت بعض العمال والممرضات.. بعض زميلاتها.. كما توقعت لم تظفر سوي بالبله المغولي وخرس الاسماك.. كلهم ابرياء.. لم يفعل هذا احد.. فتحت التقويم الذي تضعه علي مكتبها.. الثلاثاء الثامنة مساء هو موعدها في جمعية نسائية طلبت استضافتها.. هل يجب أن تغير الموعد لتجعله موعداً للقتل اذن...؟

فرغ مصطفي من تصوير اخر صفحة في المذكرة التي تركتها له طالبة كلية التجارة الحسناء. هذه الفتاة الرشيقة التي لا يعرف اسمها تاتي كل بضعة ايام لتصور بعض تلك المقررات الكئيبة،ولطالما تمني ان يعرف اسمها قراه ذات مرة علي المذكرة ( خلود السيد) وراح يتنهد مفكرا في خلود وحلم كثيراً بخلود،ثم فطن الي ان هذا حمقّ..بالتاكيد خلود اسم صديقتها صاحبة المذكرة لا اسمها هي...وبرغم هذا ارتاح

للاسم وبالنسبة له ظلت الفتاة خلود..

كان يصور الورق برفق وحنان وعناية،حتي انه تذكر باسماً اسماعيل يس.عندما كان يصف لهند رستم الفطيرة التي يصنعها لها عندما كان اسمه ( حسونة الفطاطري)

خلود لا تنتظر وانما تترك له المذكرة وتنصرف باسمة..

ثم تعود بعد ساعات لتاخذ الاصل والصور..

اليوم جلبت له تلك المذكرة التي تحمل اسم ( إدارة اعمال )

وابتسمت وانصرفت كالعادة .. نسخة واحدة.. تغليف بلاستيك... فكر في الامر.. مستحيل ان يتمادي خطوة واحدة او يفكر فيما هو ابعد. هو (وراق) ليس سوي هذا ولا أمل في النمو او التقدم.. لا يجسر علي دخول بيت ليقول انه ( وراق) ليس صاحب مكتبة ولا يملك آلة نسخ

المستندات.. هو فقط يجيد التعامل معها وتنظيفها،

وهذا معناه ان خلود ليست له ولن تكون..

تنهد وواصل التصوير.

من المذكرة سقط مظروف انيق..

هل يجرؤ علي الاعتقاد ان....؟

بالطبع لا يجرؤ الاحلام لا تتحقق بهذه السهولة ولا هذه الروعة الخطاب يخصها لكن الفضول دفعه دفعا الي ان يفتحه..فيما بعد سوف يحاول ان يغفر لنفسه هذه الزلة

الاخلاقية البسيطة.ما معني هذا..؟

" الثلاثاء 18 ابريل..

" استعد للموت في الثامنة مساء..

" مع فائقالاحترام "..

هذا كلام عجيب ولاعجب ان الصيغة موجهةلذكر اي ان الخطاب لا يخصها بالذات، لكن لماذا تحمل فتاة خطاباً فيه هذه الصيغة الغريبة..؟

ابتلع ريقه..لن يسالها بالطبع.... لا يستطيع..

اعاد الخطاب لموضعه في المذكرة،لكن شعوراً مريراً غمر مؤخرة حلقه...كان يعتقد انها ارادت ان يري الخطاب..

فتاة ذكية دقيقة مثلها لا تنسي خطاباً في مذكرة..

الا لو أرادت ان يراه، ولسبب لا يفهمه قام بعمل نسخة من

الخطاب ليدرسها فيما بعد...

كان هذا في الوقت المناسب لانه شم عطرها...

وعندما نظر للخلف راي انها تقف هناك وعلي شفتيها ابتسامة راضية غريبة...

اما عن هاني فقد فرغ من تمرينات الإحماء في الاستاد

كان الطقس باردًا في الصباح، ولم تكن لياقته علي مايرام المدرب يرمقه في كراهية ومقت.. المدرب لا يري في الكون سواه هذه الأيام، ولو حدث زلزال في شيلي لاتهمه بانه السبب..لم يكن راضياً عن جسده.جسده يخذله ويتخلي عنه

وقد بدأ الشحم يتجمع حول الخصر...

بعد الجري عشر دقائق في المضمار بدأ يشعر بأن صدره يضيق وان عضلاته تؤلمه وسال عرق غزير علي جبينه وبلل الفانلة ثم جاءت الطامة الكبري عندما تقلصت عضلة ساقه..

شعور بسكين حادة تنغرس في السمانة، وهكذا راح يتواثب كاللقلق.. في النهاية جلس علي الارض وراح يعوي...

نظر له المدرب في غل ثم امره بأن ينصرف

" لا اريدك هنا اليوم.. عد لامك ونم "

شاعراً بالاهانة عرج هاني حتي بلغ غرفة استبدال الثياب بالنادي هو وحيد هنا.. الخائب الوحيد الذي لم يكمل التدريب... فتح خزانة الثياب هنا فوجئ بمظروف انيق..

من اين جاء ومن وضعه هنا..؟

كانت في المظروف رسالة تقول..

" الثلاثاء 18 ابريل..

"استعد لقتل رجل في الثامنة مساء..

" مع فائق الاحترام "

ما معني هذا..؟

ها سيقتل احداً..؟

ومن هو..؟ وكيف..؟ من كتب هذا الكلام..؟

مقلب لكنه لم يستطع ان يقبله ببساطة. الامر غير مريح ومقبض الي حد ما.. لكن علي الاقل لا توجد تفاصيل اخري

جفف عرقه وراح يرمق الخطاب في غباء...

احدهم يمزح مزاحاً سخيفاً ولسوف يدفع الثمن...

من يدري..؟؟ لربما كان صاحب هذه الدعابة هو الشخص الذي سيقتله لانه سيفقد اعصابة بالتأكيد..

نعم.. كان هاني قصير الفتيل يتشاجر بسهولة جداً..

وهذا يناسب صورته تماماً.. رياضي سيئ وخال من الروح الرياضية... في الاجتماع العاشر للجمعية الروحانية المصرية.. كان الاجتماع ناجحاً وقد تم استعراض عدد من الابحاث المهمة وتنفيد بعض الاشاعات التي اجتاحت المجتمع في الفترة الاخيرة..

بدات الجلسة الخامسة.. ولم يكن مؤتمراً كالمؤتمرات التي نعرفها، بل هو اقرب الي جلسة اصدقاء استاجروا قاعة في نادي خاص.. الدكتور فكرون هو شيخ في الستين له لحية

قصيرة مشذبة ونظارة سميكة ويضع بابيون كاروهات عملاقاً.. قال وهو يقلب في أوراقه..

" قد يبدو كلامي سخيفاً.. قد يبدو غير متوقع.. لكني اطلب من السادة الجالسين ان يصغوا الي بعناية.. "

مقدمة جعلت الجميع يصغون له بعناية فعلاً..

بينما أردف.. " هناك مجموعة من الخطابات تتسرب بين الناس في مجتمعنا.. خطابات تدعوهم للفتك ببعضهم..

وانا اعتقد ان هناك شيئاً ما...

مصدر هذه الخطابات الغريبة..؟

تساءل احد الجالسين في ذكاء...

" فعلاً.. ما مصدر هذه الخطابات الغريبة..؟

وتساءل اخر في حكمة..

" حقاً.. ما مصدر هذه الخطابات الغريبة..؟ "

ابتسم د. فكرون في مكر وقال..

" نظريتي تقول ان من يرسل هذه الخطابات هو لوسيفر...

الشيطان ذاته...! "

تبادل الجميع النظرات..

الحق ان هذا قد يكون مسلياً لكنه السخف ذاته...

والسخف لا يتعارض مع التسلية علي كل حال...

قال احدهم..

" سيدي.. ان لم تكن تمزح فانت قد جننت..

في عصبية شرب فكرون جرعة من الماء وقال.." من حقكم اتهامي بالجنون.. لكني سوف اقدم لكم الدليل حالاً،، "..

... يتبع

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon