خوف ١
لماذا تأخرت ...؟
تذكر قبل أن تدخل ...
انك لن تخرج ...
مقدمة
هذه الرواية أو السيرة الذاتية أو كما سنتفق لاحقا على تصنيفها ليست لتصنيف فئة من المجتمع أو عزل فئة دون غيرها بالرغم من أن التصنيف مهم في مجتمعي وإحدى أهم أوراق الاعتماد المبدئية قبل قبول رأيك أو حتى قبول سماعه، فلا بد أن يكون لك تصنيف أو رتبة يتم على أساسها تقويم عقلك أو فكرك أو تجاربك.
ولدت في المملكة العربية السعودية في منتصف السبعينيات بعد زواج أمي وأبي بسبع سنوات، كنت مصدر فرح وبهجة لهما ولجميع العائلة وكما أخبرتني أمي أنني ولدت مبتسما ولم أبك عند ولادتي.
قبل أن أكمل سنتي الأولى سافرت معهما للولايات المتحدة الأمريكية عندما قرر أبي إكمال دراسته للحصول على درجة الماجستير، فنشأت في بيئة تختلف كليا عن البيئة التي سوف أعود إليها لاحقا بعد انتهاء أبي من الدراسة
نشأت في بيئة غربية وتعلمت اللغة الإنجليزية قبل العربية وأصبحت لغتي الأولى وعشت مثل أي طفل غربي يمارس حياته اليومية تحت ظل اكبر دولة رأس مالية في العالم وبدأت بمرحلة الحضانة مرورا برياض الأطفالل وكنت اتناول الوجبات السريعة من ماكدونالدز وغيره من المطاعم الأمريكية الشهيرة وحظيت بزيارة لعالم ديزني الساحر وأناا ما زلت طفلا في الرائعة من عمري ولم أدرك الا فيما بعد انني كنت اتسلح بأدوات فكرية ستكون لي لاحقا في حياتي اكبر نافذة اطل بها على عالم لا يزال البعض حتى يومنا هذا يسميه عالم الكفر و الفسق البغيض .
بعد مرور ما يقارب الخمسه اعوام عدنا مع ابي الى مسقط راسه بعدما انهى دراسته وحصل على درجه الماجستير ، وتوافق ذلك مع ولادة اخي الوحيد والذي حمل الجنسية الامريكية لانه ولد هناك .
عدت لعالم وثقافة لا أعرف عنهما شيئًا، عدت وأنا لا أجيد حتى كلمة واحدة من اللغة التي يتحدث بها من حولي كنت كالغريب الذي أتى من كوكب آخر. كان يزج بي في المجالس للتحدث مع الناس بتلك اللغة الغريبة التي لم يسمعوها إلا من التلفاز في الأفلام والمسلسلات الغربية والتي لا يجيدها الكثير من الكبار فكان من الغريب أن يشاهدوا طفلا في الخامسة يتحدث بها بطلاقة وكنت أتذكر بوضوح أنه كلما تحدثت كان الضحك يعم المكان ولم أكن أعرف السبب، لا أذكر ذلك تكبرا أو غرورا لكنه كان إحساسًا ملاصقا لي بعدم الانتماء خاصة في الأيام الأولى من عودتي للبلاد.
كان أكثر سؤال يوجه إلي هو :
what is your name ?
وكانت هناك نظرات استياء من بعض مرتادي تلك المجالس لاني
كنت أتحدث بلغة الكفار حسب وجهة نظرهم ولم يكونوا يخفون ذلك الاستياء بتنبيه أبي وكأني على وشك الانحراف والخروج عن الطريق المستقيم، لكن والله الحمد أبي لم يكن من الناس الذين يحاربون ما يجهلون أو في مبادئهم يجاملون، وقد رباني على ذلك لذلك تجاهل تلك التعليقات ولم يلق لها بالا.
في غضون أشهر تعلمت العربية من خلال الممارسة والاستماع لكني لم أنس لغتي الأولى وكنت مشتاقا جدا لسماع وممارسة تلك اللغة التي عشت معها ومن خلالها أيام طفولتي الجميلة. كانت أولى وسائل عودتي لذلك العالم الذي اشتقت إليه هي من خلال مشاهدة قناة أرامكو والتي كانت مخصصة لموظفي شركة الزيت العربية الأمريكية والتي سميت فيما بعد بشركة الزيت السعودية ARAMCO فقد كانت تبث من الظهران في المنطقة الشرقية وموجهة للأمريكان والأجانب كنوع من العلاج لحنينهم للوطن.. كنت من ضمن من حنوا وتابعوا تلك القناة.
كانت تلك القناة نافذة أطل منها كل يوم على عالمي الذي خرجت
منه دون سابق إنذار، كنت أتابعها حتى تغلق في الليل.. وكأن بعودتي من الخارج لـ " وطني " توقفت عملية تثبيت تلك الثقافة في عقلي وتم استئناف التثبيت بعد متابعتي للقناة وبرامجها المتمحورة حول ثقافتي الاولى .
لم تنجذب يوما للثقافة المحلية ليس كرها لها أو تكبرا عليها لكن كان الأمر أشبه بالغريزة الملحة تجاه الثقافة الأخرى ، تماما مثل الطفل الذي اكتشف بعد ما عاش وتربى عند أمه حتى وصل الخامسة من عمره أنه متبنى وان أمه الحقيقية التي انجبته قادمة لاخذه من احضان أمه الاولى فبدا في البكاء لفراق من ربته في الصغر ليس كرها لامه الحقيقية أو البايولوجية بل ارتباطا بأمه التي ربته واحتضنته وكانت مع في خطواته الأولى في هذه الدنيا .
كانت برامج قناة ارامكو مثل البوم الصور لتلك الأم التي ربتني والتي انتزعت من صدرها بعد ما الفتها وارتبطت بها عاطفيا وعقليا. كنت أتصفح ذلك الالبوم كل يوم وانا اشتاق لرؤياها حتى وإن كانت تلك الأم غير مسلمة وترتدي الصليب ، لذلك لا يفهمني الكثير من الناس اليوم عندما ادافع عن امي الاولى وثقافتي الاولى ان صح التعبير والتي يصفونها دائما بالفسق و الفجور في كل مناسبة ... فمن منا يرضى ان تسب امه امامه ويقف ساكتا و ساكنا هو يسمع من يتهمها بابشع التهم و الاوصاف وان كان بعضها صحيحا ؟ لذلك كنت ادافع عنها في الكثير من النقاشات بالرغم من الاوصاف التي الصقت بي لقيامي بذلك .
31تم تحديث
Comments
Michael
ما فهمت شي من لقصه اعتقد امه ماتت مسكين😑
2024-10-30
0
حوراء
البدايه ممله لكن النهايه تجنننننن
2024-06-02
8