رجالة في الحريم

رجالة في الحريم

ازواج؟ جمع وليس مفرد؟!

"لقد فكرت في كلامكم يا سادة"

عندما تحدثت لاتيل سكت كل من بالقاعة، كان هناك تاج ذهبي يستقر ع رأسها  ورداء فخم كسى كتفيها وصولجان لامع في يدها.....

عرفت لاتيل ان انظار الجميع تتجه نحوها.

حيث لم يعد بامكان اي شخص ان يوجه اصبعه نحوها ويتحداها بشكل صريح فهي الان الإمبراطورة

لاتيل كانت جالسة في القمة حيث شعرة بنشوة السلطة

'هيسينت ذلك الحقير، هل تركني بسبب هذا الشعور؟'

"انتم علي حق، استقرار العائلة الملكية يتحقق بوجود خلفاء اقوياء وانا افهم الحاجة لاتخاذ زوج والزواج بسرعة"

ارتسمت ابتسامة باهته ع شفاه الدوق أتراكسيل فهو كان من اوائل الداعمين لـ لاتيل وقد كان واثقا ان الإمبراطورة ستنطق اسم ابنه رانامون.

رانامون نشأ في عائلة مثالية وهو يتمتع بوجه مثالي ووالده يتمتع بسمعة مثالية ومنصب في الإمبراطورية، لذلك من هناك غير ابنه يستحق ان يكون زوجا للإمبراطورة الشابة؟

الدوق أتراكسيل ابتسم منتصرا بينما ارتسمت المرارة ع وجوه معارضيه.

"لذلك قررت ان اتخد محظيين"

"

في غمضة عين حطمت كلمات الإمبراطورة توقعاتهم و تلاشت ابتسامة الدوق أتراكسيل، بينما نظر بقية الوزراء الى لاتيل بتعابير ارتياب في آن واحد

محظيين؟ وليس رجل واحد؟

لم يستوعب اي احد فورا ما قالته حينها، لذلك اخذت لاتيل ع عاتقها شرح الامور لهم

"ربما فقط خمس محظيين....للوقت الحالي"

كسر الصمت بسبب اعلانها الغير متوقع، وانتشرت الهمهمات بالقاعة.

"خمس محظيين؟ هذا سخيف"

كان بيانها سخيفًا بدرجة كافية لإثارة اعتراض الدوق اتراكسيل.

"يا صاحبة الجلالة، حاكمات تاريوم السابقات لم يكن لديهن سوى قرين ملكي واحد فقط، كان هناك حكام كان لديهم العديد من العشاق غير الرسميين، ولكن لم تتخذ أي حاكمة عدة رجال رسميًا على الإطلاق"

"كان الإمبراطور الخامس لتاريوم الإمبراطور تراسيشو، يحب إمبراطورته بشدة وكان معروفا بانه رومانسي يائس، كان لديه خمس محظيات، الإمبراطور الحادي عشر لتاريوم، الأمبراطور أينترا، كان لديه ست محظيات، عزيزي الدوق أتراكسيل كان لدى معظم اباطرة تاريوم ست محظيات علي الاقل و خمسة عشر محظية في المتوسط، وكان لدى الأباطرة الأكثر لهو أكثر من عشرين"

"ولكن.......!"

"لماذا لا استطيع ان احظى بمحظيين مثلهم؟ يجب ع الاقل ان امتلك خمسة تماما مثل الاباطرة السابقين"

كانت افواه الوزراء والنبلاء مفتوحة على مصراعيها لدرجة انه يمكن للمرء حشو قبضتهِ فيها

لقد كانوا مصعوقين تماما من الإمبراطورة التي جلست بفخر على العرش

لاتيل نظرت الى الدهشة التي ارتسمت في عيون النبلاء، فارتفعت زوايا شفاهها في متعة.

"اذا كان لدى الامبراطور امبراطورة واحدة فأن سلطة اقارب الام ستصبح اقوى لذلك هو يأخذ محظيات اخرى من اجل موازنة القوى والوزراء السابقين قاموا بتأكيد ذلك ايضا مثلكم"

الجميع اغلقوا افواههم فهي كانت محقة، جميع وزراء الاجيال الماضية قدموا نفس الادعاء مثلهم تماما، لاتيل تابعت الحديث بتكشيرة شبيهة بالثعلب

"يا سادة الا تريدون من الإمبراطورة ان تحظى بالعديد من المحظيين؟ فبهذه الطريقة سيتاح للجميع فرصة ان تكون الإمبراطورة ابنتهم في القانون"

انقسمت ردة فعل الحاضرين مرة اخرى، فهذه المرة تجعد تعبير الدوق أتراكسيل بغضب، بينما تعابير خصومه اشرقت لقد كان الامر صحيحا فاذا اختارت الإمبراطورة لاتيل زوجا واحدا حينها بالتأكيد سيكون ابن الدوق أتراكسيل ولكن اذا حظت بالعديد من المحظيين ....بقية النبلاء ستكون لديهم الفرصة من اجل الاستيلاء على السلطة وفي يوم ما ربما سيكونون اجداد للوريث

بدأت اعين النبلاء تلمع في جشع حينها ابتسمت لاتيل ابتسامة خفية.

'هيسينت سأرسل مبعوثا الى بلدك لتختار محظيا لي وهذه المرة انت شخصيا ستختار الشخص الذي سيكون رجلا لي، حان الوقت لتشعر بنفس البؤس الذي شعرت به'

عان 517 بتقويم النار، حيث اعلنت الإمبراطورة لاتراسيل تاريوم عن إنشاء حريم الرجال.

*

*

*

عام 511

ريان كان ولي عهد امبراطورية تاريوم بالاضافة الى كونه شقيق لاتيل الاكبر، لقد كان الحاكم الذي توقعه جميع الناس كذلك جميع النبلاء قاموا باتباعه

والدتهما الامبراطورة كانت من عائلة نبيلة عظيمة، وكان لديه مسار قوي امامه.

"اذا اصبح الامبراطور فسيكون حاكما حكيما واذا اصبح عالما فسيمتلك موهبة يتفوق فيها حتى علي انا"

اصبح إعجاب الحكيم بريان معروفًا للجميع لكن قلة عرفو تنبئه بأن تصبح لاتيل طاغية، كانت فقط اخت ريان واحدى الاميرات الملكيات

لاتيل لم تهتم بما قاله الحكيم العظيم لها وايضا هي احترمت واحبت شقيقها وتطلعت الى العالم الذي سيقوم ببنائه. .

هي لم تتخيل ان تتقاتل مع اخيها، لقد كان التفكير بهذا مريعا.

والاهم من ذلك حلم لاتيل لا يمكن تحقيقه بان تصبح الإمبراطورة فهي تريد الزواج من حبيبها هيسينت وتصبح امبراطورة البلد المجاور كاريسين.

"ماهذا؟"

"خاتم"

"لاجل ماذا؟"

"لقد صنعته بنفسي، رأيت بعض الناس يفعلون ذلك"

"ان شعب بلدك لا يمتلك اي اموال....."

"كلا علي الاطلاق، انه جميل اعطيني يدكِ"

لاتيل رمشت ولكنها لم تقم بمد يدها، حينها هيسينت امسك يدها وادخل الخاتم في اصبعها

"انه جميل على نحو غير متوقع.........."

"اليس كذلك؟"

"انا احبكِ لاتيل"

".........انا ايضا"

ابتسمت له..حبيبها كان جميل للغاية، شعره البني كان ناعم كالحرير وملامحه منحوتة بشكل جميل ويمتلك اعين رمادية جميلة.

لاتيل تذكرت بوضوح عندما جاء هيسينت لاول مرة الى امبراطورية تاريوم من اجل الدراسة.

حينما قام بتحية العائلة الامبراطورية و تلاقت اعينهم في ذلك الوقت، عندما ابتسم لها هي وقعت في حبه من اول نظرة، ولاحقا عندما تلقت اعترافه، قلبها خفق بشدة

بعد ان اصبحوا احباء، لاتيل كانت اكثر سعادة، الاثنان لم يتشاجرا ابدا وهي اعتقدت ان هيسينت كان نصفها الاخر الذي خلقه الله لها.

لسنتين قلبيهما اصبحا مقربين للغاية الى ان انتهت سنوات دراسته الخمس المقررة فجأة عندما بدأ اخيه غير الشقيق الامير هيوم تمردا.

ليعود هيسينت بسرعة الي كاريسين، وقبل ذهابه قام بأعطاء لاتيل قسما جادا

"حتى لو كنت بعيدا فقلبي لن يتغير وستظل هناك امراة واحدة بداخله"

"هيسينت....الا استطيع القدوم معك؟ اريد مساعدتك"

"لا لاتيل, انا ايضا لا اريد الافتراق عنكِ ولكن الامر خطير للغاية"

قام بمسح دموعها بينما تحدث بصرامة.

"ساتأكد من استعادة العرش ثم سأرسل اليكِ وفد زواج عظيم وساطلب يدك من والدكِ بشكل رسمي، لذلك انتظريني من فضلك"

لاتيل لوحت لعربة هيسينت الى ان اختفت تماما  عن الانظار.

منذ ذلك اليوم لاتيل ذهبت الى المعبد وقامت بالدعاء كل  يوم لمدة ساعتين.

كانت تأمل ان يكون امنا والا يصاب او يقتل ع ايدي المتمردين ولكن الشيئ الذي لم تصلي له لاتيل هو عدم تغير  قلب هيسينت فهي امنت به تماما ولم تتخيل انه سيبتعد عنها.

هي انتظرت قدوم الاخبار بصبر من كاريسين فكلما  زارهم المعبوثين تقوم بسؤالهم حول الاوضاع الحالية

"أما تزال الحرب؟ متى ستنتهي؟، هل هيسينت في وضع جيد الان؟"

لاتيل تسائلت اذا كان الله قد استجاب لدعواتها.

بعد سنتين تم اعلام امبراطورية تاريوم ان امبراطورا جديدا توج في كاريسين وكان  اسم هذا الامبراطور الجديد هو هيسينت كاريسين

*

*

*

"هل انت سعيدة الي هذه الدرجة يا صاحبة السمو؟"

سألتها مربيتها بسخرية ولكن لاتيل ابتسمت.

"نعم, كيف لا اكون؟"

الان بعد ان توجَ هيسينت كأمبراطور، فكل ماتبقى لهما فعله هو الزواج.

مر شهران ع اعتلائه للعرش ولكن لاتيل لم تكن قلقه بشأن عرض زواجه المتأخر فقد كان امبراطور متوج حديثا، هو عليه ان يجعل الوضع السياسي مستقر اولا، وحتى لو لم ياتي المعبوث فورا فالامبراطورة المستقبلية يجب ان تكون قادرة علي الصبر.

"حسنا, انتما الاثنان ستبدوان جميلين عندما تقفان معا"

"حقا؟ هل تعتقدين ذلك؟"

"نعم، انتما زوجين جميلين"

لاتيل ابتسمت بشكل مشرق وفتحت كتابا يتكلم حول الحكم الملكي.

"انا ساستمر في الدراسة بينما تستقر احوال هيسينت، ان اكون امبراطورة يعني اني ساكون مسؤولة عن امور الرفاهية والثقافة ولابد لي ايضا من تولي ادارة القصر الامبراطوري لذلك يجب ان اتعلم الكثير"

"انا معجبة بإصرارك"

"ها؟"

"انا اتمنى ان تمتلك امبراطوريتنا اميرة مثلك...."

المربية تنهدت

"ولي العهد غير مهتم بالنساء، هو فقط يقرأ الكتب"

"حسنا، انا كذلك ايضا"

"انتِ تقرأين الكتب بينما تواعدين حبيبك، وتتعلمين الفنون العسكرية والمبارزة، بينما ولي العهد فقط يقرا الكتب طيلة اليوم ولا يفعل اي شيئ اخر"

"صحيح"

ضحكت لاتيل وقلبت الصفحة، كانت تتصفح الرسائل المزدحمة، وكان صبرها ينفد، أرادت مفاجأة هيسينت بإنجازاتها العلمية، لكنها شعرت أنه ليس لديها ما يكفي من الوقت.

وفي أحد الأيام، وصل أخيرًا وفد من كاريسن، عند سماع الأخبار، خرجت لاتيل من غرفتها وأسرعت إلى غرفة العرش، كانت غرفة العرش الإمبراطوري في تاريوم مفتوحة من جميع الاتجاهات باستثناء مكان العرش، لذلك كان يمكنها سماع تقرير المبعوث بسهولة من مكان وقوفها.

"صاحبة السمو؟"

فاجأ الاقتراب المفاجئ للأميرة أحد الحراس القريبين، أشارت لاتيل إليه بأن يصمت واختبات خلف عمود كبير حيث يمكنها سماع المحادثة.

وكان الوفد والإمبراطور يتبادلان التحيات: " من فضلك اعتنى بإمبراطورنا الجديد" و "نأمل في الحفاظ على هذه العلاقة الودية بين البلدين" وما إلى ذلك. ثم أخيرا ثم طرح موضوع زواج إمبراطور كاريسين.

إنهم يتحدثون عنى، سوف يطلبون يدي للزواج، فكرت لاتيل وهي تضغط بيديها على فمها وتستمع بانتباه.

"امل ان ترسل امبراطورية تاريوم بركاتها للزوجين الامبراطوريين الجديدين"

ولكن الكلمات التي صدرت من المعبوث لم يكن الشيئ الذي تتوقعه لاتيل حيث فتحت عيناها ع مصارعيها، الزوجين الامبراطوريين الجديدين؟ مباركات؟

"....هل سيتزوج؟ من هي العروس؟"

"انها الانسة آيني ابنة تور داغا"

آيني؟ من هي بحق خالق الجحيم؟ العروس...لم تكن لاتيل؟

كان هناك شعور بالوخز في مؤخرة رأسها، بدأت لاتيل تشرد في حيرة.

'هل ادعى آيني؟'

فكرة مجنونة خطرت في راسها لوهلة ولكن...لا لم يكن كذلك

لاتيل عضت شفتها حيث لم تستطع تصديق الامر، هي بوضوح سمعت الاسم بكلتا اذنيها.

'هل حدث تغيير بالوفود؟'

سواء ان علموا بعلاقة لاتيل وهيسينت ام لا فان تهنئة الزوجين كانت متوقعة، انتهى المطاف بلاتيل بالهرب من المكان الذي كانت تختبئ فيه وهرعت عائدة الى غرفتها وطمرت وجهها في السرير وبكت

"الاميرة؟ اوه ياللهي! سموك! مالخطب؟"

المربية بدت قلقة ولكن لاتيل لم تكن لديها القوة لكي تجيب وبعد فترة هي مسحت دموعها.

"مربيتي، هيسينت ...هيسينت سيتزوج من امراة اخرى"

"ماذا؟ مستحيل! انا واثقة من انكِ سمعتِ الامر بصورة خاطئة"

المربية لوحت بيدها كما لو كان الامر مجرد هراء.

"الجميع يعلم كم كان مخلصا لكِ وهو سيرسل مبعوثا من اجل التقدم لكِ وربما انتِ سمعتِ شيئا خاطئا؟"

"لا,انا حتى سمعت اسم العروس، لقد كانت تدعى آيني"

اتسعت اعين المربية بينما لاتيل طمرت وجهها في السرير مجددا وبدات تبكي

*

*

*

'مخادع ...خائن...شرير...قمامة'

لاتيل جلست بتهور على عتبه النافذة حيث كانت ساقها تتدلى بينما تحدق في السماء الزرقاء

كيف يمكن ان يحدث هذا؟ لقد كان ذلك قبل عامين عندما اقسم هيسينت بحبه الابدي تحت السماء ذاتها حيث تذكرت كيف كانت الرياح تداعب خصلات شعره وكيف هي انفجرت ضاحكة ومدت يدها لتزيح خصلات شعره الى الخلف كاشفة عن عينيه الرماديتين المليئتين بالعاطفة والمودة

' هيسينت.....'

ولكن كل ذلك انتهى الان, فهيسينت قرر الزواج من امراة اخرى من بلده وقد ارسل مبعوثا خارج البلاد ليلعن عن الامر وهم ايضا سيزورون اماكن اخرى وبالتالي كل بلد سيسمع بشأن الامر والزواج قد اوكد بالفعل.

"هل تغير قلبه؟ ألم يعد يحبني؟" همست لاتيل لنفسها.

شعرت بالمرارة، وأغلقت لاتيل عينيها وضربت رأسها بشكل متكرر بإطار النافذة، "كان يجب أن أصلي من أجل أن يحبني دائما"

لا بد أن صلواتها كانت تميل نحو رغبتها في سماع أخبار النصر، كانت غاضبة من الفكرة، هل يمكن أن تكون صلواتها قد جاءت بنتائج عكسية عليها؟ بكت لاتيل، بين احتمالية إصابته خلال حرب العرش وأخبار خيانته، أيهما سيكون أكثر حسرة؟

"يا إلهى من فضلك إنزلي من هناك يا صاحبة السمو! إنه أمر خطير للغاية" صاحت المربية عليها.

ردت لاتيل: "ليس الأمر كذلك، إلا إذا تم بناء هذا القصر بطريقة خرقاء"

"ماذا لو أفقدتك الريح توازنك؟"

"أعلم أن الريح لا يمكنها أن تؤثر على لا جسدي الثقيل"

"انتِ لستِ بذاك الثقل"

"كم أتمني ألا يكون رأسي ثقيلًا أيضًا" تمتمت لاتيل بفتور وعادت لتسند رأسها على إطار النافذة

"أيضا، هيسينت لقيط.."

عندها بدأت المربية بالتجول في الغرفة والتفقد على الرغم من عدم وجود أي شخص آخر بالغرفة.

" ماذا تفعلين؟" سألتها لاتيل في حيرة، وأخرجت المربية بعناية رسالة من صدرها. (ام سماح)

"هذه من أجل سموك"

لقد كانت رسالة في مظروف أزرق فاتح مصنوع من ورق عالي الجودة.

"رسالة؟" نزلت الأميرة المحبطة للحصول على الرسالة، لتكتشف أن اسم المرسل لم يكن مكتوبا، "إنها رسالة مجهولة المصدر، ما الذي تتحدث عنه؟"

"لقد سحبني أحد أعضاء الوفد بهدوء جانبا ليطلب مني تسليم هذا إلى سموك سرا، اعتقد انها من الإمبراطور هيسينت"

***

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon