الفصل 5

بعد اطمئنان القلوب بعودتي إلى البيت سالمة طلبت من أمي أن تحضر لي أي شيء لاكله.

اغتسلت وأكلت وتوجهت إلى غرفتي للدراسة.

دخلت أمي إلى غرفتي وهي تجر كيسان أسودان كبيران بصعوبة ...

ما هذا يا أمي ؟

ابنة السيدة التي أنظف منزلها كل أسبوع .

أي سيدة ؟

السيدة جورجيت يا سمرا صاحبة الشعر الأحمر هل تذكرتها ؟

نعم هل هي من أرسلت هذه الأكياس؟

نعم، لقد سافرت ابنتها لتكمل دراستها في بلغاريا وقبل أن تغادر لم تأخذ أي من ملابسها وأحذيتها أمرتني السيدة جورجيت بتنظيف

غرفتها وإخراج الأمتعة منها قبل إغلاقها

وأعطتهم لي وحرصت على أن ترتديهم.

لقد أرسلت الكثير من الأشياء ألم تبقي شيئا لنفسها ؟

عائلة ثرية مثلهم لا يهتمون با عزيزتي، فلن ينقص من البحر ذلك القدر الذي أخذته منها

تعالي يا حبيبتي لتري كم في فاخرة هذه الأشياء، ونصفها لازلت

جديدة لم تلبس.

كم هي لطيفة هذه السيدة اشكريها بالنيابة عني يا أمي.

ما بك يا بنيتي ؟ لما عبسني فجأة؟

ابتسمت سمرا بحزن وقالت:

لا ادري إن كنت يجب أن أفرح أو احزن يا أمي

هات الأكياس يا أمي لترى إن كانت متناسبني ملابس ابنة السيدة جورجيت الفاخرة. فتحت الأكياس وأخرجت الملابس وبدأت بتجريب القطع الواحدة

تلو الأخرى، وكانت أمي تثني عليا في كل قطعة أجربها.

لقد بدون رائعة بالفعل

لقد ولى زمن الثياب القديمة يا أمي انظري كم أبدو جميلة . تبدين رائعة يا عزيزتي رتبيها في خزانتك وارمي ثيابك القديمة، هل تعلمين ماذا؟ أظن بأن التنورة السوداء القصيرة مع القميص الأحمر والحذاء الطويل سيكونان أفضل خيار ليوم الغد خاصة ونحن في

فصل الخريف

أي قميص احمر أتقصدين هذا؟

لا القميص الأحمر الصوفي ذو الياقة الطويلة . لديك حسن في الموضة يا أمي عينتك منذ الآن كمساعدة لي في اختيار ملابسي

وأنت لديك حسن فكاهي لا ادري من أين ورثته

من أبي بالتأكيد.

ذاك اللسان الطويل نامي الآن سيكون غذا يوم طويلا.. يوم سمرا الجديدة لا تدعي أحدا ينال منك هذه المرة وادرسي جيدا

اتفقنا ؟ حسنا يا أمي غدا يوم سمرا وسيكون كل يوم سمرا.

تصبحين على خير .

أمي اتركي لي هاتفك من فضلك أريد الدخول إلى صفحتي على الفايسبوك

حسنا يا عزيزتي لكن لا تطيلي السهر وسأشتري لكي هاتفا قريبا.

ليلة سعيدة.

بدأت بترتيب الثياب في خزانتي. أخذت هاتف أمي وشغلت قطعتي المفضلة لأسترخي وأنا أرتب الملابس .....

سوناتا ضوء القمر ليتهوفن .... كانت سمرا من عشاق الموسيقى الكلاسيكية وتاريخ أوروبا القديم

ولطالما اعجبت بالحقبة الفكتورية.

كانت تكن مشاعرا خاصة من الصعب تفسيرها للموسيقار لود فينغ فان بيتهوفن ربما لان حياته مشابهة لحياتها رغم اختلاف

الحقبة الزمنية والاحداث، إلا أن كلاهما كافح الظروف الصعبة من أجل الاستمرار في الحياة أغلقت سمرا عيناها وأسندت ظهرها على الحائط وهي تضم قدماها وتسند رأسها بالجدار مع ابتسامة جميلة لتصبح في خيالها

وتسافر عبر الزمن كعادتها.....

فهي تعشق الإستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية في مثل هذا الجو.

رياح وأمطار والجو البارد ومدفأة صغيرة مع ضوء الغرفة الخافت.

أخذها الموسيقى بعيدا وغرقت في أفكارها تتخيل الفترة والأحداث التي مر بها ينتهوفن لأنه مثلها الأعلى في الكفاح، ورغم المعيقات التي يعتبر البعض مهمة تجاوزها مستحيلة، إلا أنه أصبح من أعظم

الشخصيات التاريخية تجاوز عائق عجزه عن السمع واحتمله وتمكن من مواصلة الأعمال الموسيقية، عرفت تلك الفترة بالفترة البطولية، ألف خلالها سنة 3سينفونيات وخمس رباعيات وتربة وستة سوناتات والكثير غيرهم

عبست سمرا فجأة وهي في جولة ما بين الإنتقال من الحقبات الزمنية واختفت ابتسامتها عندما مرت بمخيلتها كيف عاش بيتهوفن حياته وحيدا وبانها فقد لسبب مزاجه المتقلب وهوسه في دخوله في نزاعات كثيرة مع اصدقائه وتلاميذه واخوته وحتى داعميه

حتى أنه لم يتزوج خلال حياته أبدا، ربما يرجع ذلك إلى خجله الشديد و مظهره غير الجميل ولكنه دخل في بعلاقة حب فاشلة مع امرأة متزوجة اسمها التوني بيرناتو ربما سبب مزاج سمرا هو خوفها من أن تعيش وحيدة مثله أن ينفر الجميع منها فجأة، كانت دائما تعاني من هذه الأفكار السلبية حتى أصبحت مهووسة بها وتفضل الإنطواء على نفسها

فتحت سمرا عينها وضربت راسها ضربة خفيفة وقالت: يا لك من غيبة يا سمرا تحزنين لشخص مر على وفاته عصور تم ابتسمت وواصلت عملها.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***