الفصل 4

وحين توقف الطرق شعرت بأنفاس متقطعة كأنها تلهث قريبة من أذنها أنكرت الأمر في البداية ولكن حين لاحظت حركة خصلات شعرها إلى الأمام أدركت أن الأمر واقع، ولكن لم يكن هناك أحد بالقرب منها

لم يكن من الصعب أن تحدد أن صوت الأنفاس كان الرجل الأمر الذي جعل القشعريرة تسري ي جسدها والعرف يتصبب من جبينها والخوف البادي من خلال اتساع عينيها وارتفاع صوت أنفاسها ما جعلها تضع يدها على فمها محاولة إخماد اضطراب أنفاسها. مرت دقائق ولم يخلف ذلك الصوت الذي يليث من التعب... هدت سمرا يدها مترددة لتمسك بمقبض الباب لترى من

بالخارج ولكن خوفها منعها وخاصة بعد أن سمعت وقع خطواته الغير

منتظمة بدا وكأنه يمشي برجل ويجر الأخرى.

كاد أن يغمى عليها من الخوف

توقف الصوت عند الباب حيث تجمدت في مكانها واتسعت عيناها الكبيرتين وهي تنظر للظل من تحت الباب حتى تكلم بصوت

غليظ مبحوح فيه نوع من الأنين، قال:

أحيانا يجب علينا أن نفعل أشياء سيئة لكي لا نفعل أشياء أسود

ثم اختفى الظل من تحت الباب فجأة لتجلس سمرا على مقعد الحمام في ذعر تام حتى أحست بشيء ما يضرب رأسها من الخلف.

إذ هو الأستاذ المسؤول يوقظ سمرا الغارقة في نومها لتعود إلى المنزل

بدأت الشمس تغيب تدريجيا حتى حل الظلام وسمرا في منتصف الطريق إلى المنزل. كانت الطريق تخلو من المارين بحكم أن منزلها في منطقة نائية فلم يكن هناك الكثير ممن يقصدون تلك الطريق

شعرت سمرا بقليل من الخوف تسارعت خطواتها وكذلك دقات قلبها لم تدري لما هي خائفة فهي لم تخف من الظلام قط . و فجأة توقفت سيارة من طراز ميتسوبيشي لانسر بيضاء اللون أمامها....

خافت في بداية الأمر لم اطمأن قلبها لأنها عرفت فورا من الخدش الموجود على باب السيارة الأمامي على شكل حرف M بأن السيارة ليوسف

ترجل من السيارة وسأل سمرا عن سبب خروجها في هذا الوقت. قصت عليه ما حدث ثم قرر أن يعود بها إلى المنزل كان الجو دافنا داخل السيارة .....

آثار انتباه سمرا التي كانت غارقة تتفحص كل ما تقع عليه عيناها داخل السيارة القطعة الموسيقية التي تجذب كل متذوق للموسيقى الكلاسيكية

نعم، إنها سمفونية الحرب العالمية الثانية لبيتهوفن.

استرخت على الكرسي وأغلقت عيناها ومعهما جميع حواسها التي أخلت الساحة لحاسة السمع وحدها وتستمتع جيدا بالقطعة نظر إليها يوسف وابتسم وعلى وجهه علامات الرضى لأنها كانت

مرتاحة برفقته ثم قال:

يبدو بأنك ذواقة للموسيقى الكلاسيكية؟

لم تفتح سمرا عيناها واحتفظت بنفس الملامح الناعمة وأجابت

بطريقة تثير الإعجاب

لمدة خمس سنوات خلال الحرب كان هذا اللحن يمثل إشارة الحرية للشعوب المحتلة تحت أقدام النازية .... لأنه لحن فيه قوة جبارة وبناء موسيقى لا عوج فيه وجوهرة فريدة ألفها في عنفوان عبقريته، فهي ذات قوة متدفقة كأنها بركان هائج وغضب فنان خيال أوضاع بلده، وقد قال بتهوفن هذا الصديقه شندلر هو يفسر اللحن

الأساسي الأول للسمفونية. وبدأ في كتابتها عام 1805 وانتهى منها في 1808 وكان ذلك بعد انتهائه من كتابة السمفونية الثالثة ولكنه انصرف عنها في فترة حبه

لخطيبته تريزا فون برونشفي.

تواصل الحديث بين سمرا ويوسف طوال الطريق، ثم قاطعتهم

مكالمة غيرت مزاج يوسف ليصبح السكون سيد الموقف بعدها. كانت سمرا تختلس النظر إليه طوال الطريق مما جعله يكتم ضحكته

توقف يوسف بعيدا عن المنزل استغربت سمرا الأمر ولكنها لم تفكر كثيرا شكرته ثم نزلت وبالطبع وجدت الجميع ينتظرها في قلق وما إن رأتها والدتها حتى وقفت من مكانها، كانت تبدو عليها ملامح الخوف والغضب أين كنت ؟ هل تعلمين كم الساعة؟ ما الذي أخرك إلى هذا الوقت

الم تنظري حولك لقد حل الظلام .....

لم تكمل أمي كلامها وقاطعها أبي:

دعيها تخبرنا بما حدث أولا.

نظرت إلى أبي وكانت ملامح الخوف مازالت بادية على وجهه. نظرت إلى الأرض في خجل أحسست بنوع من تأنيب الضمير ولكن ما

ذنبي أمسكت أمي من يدها وأخبرتهم بما حدث ثار بركان غضبها وهذه المرة لم أكن أنا السبب بل الشيطانة مرام.

هدأ أبي من روع أمي وتوجه إلى بنظره وقال:

سمرا حبيبتي أنت تعلمين بأنه لا حوله ولا قوة لنا مع مثل هؤلاء البشر، ثم انه عليك بقليل من الصبر وكثير من الدراسة والجهد أن حاولت إهانتك أمام المعلمين أو رميك بكلام جارح مرة أخرى أمام زملائك ابتسمي لها وتجاهلها ليس لأنك عديمة الجواب ولكن يقال

بأن الحكيم لا يرد على السفهاء يا صغيرتي. بالضبط يا أبي.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***