كانت مجرد صدفة؟؟!
مرحبا ، أنا أدعى تينا ، عمري 18 سنة ، أنا فتاة عربية لكتني أعيش حاليا في أستراليا .
العيش في غربة صعبا نوعا ما ، لكنه يبقى أجمل من أن تعيش غريبا وسط أفراد عائلتك ، هذا هو مفهوم حياتي
لقد سافرت هربا من عائلتي و من مجتمعنا الذي كانو لا يرون أنني إنسانة بل اعتبروني أنني وحش بلا قلب ، أو حيوان بلا كلام ، فقط الطاعة أو قنبلة موقوتة يمكنها انفجار في أية لحظة .
لم تكن طفولة جيدة و أسوء منها كانت مراهقتي،
عائلتي ليست كبيرة كما أنها ليست صغيرة
تزوج أبي و أمي و استقرا في عاصمة و ابتعدا عن الريف ،
بعد سنتين من زواجهما أنجبا البنت الكبرى ، لقد كان يحبنها كما حال مع بقية العائلة ، لقد تدللت كثيرا و كانت هيا مركز اهتمام الجميع
بعد سنة من إنجاب اختي ، أتيت أنا البنت ثانية لهذان شخصين ، حسنا من يوم ولادتي تم تبرع بي لعائلة أخرى ، حجة أنهما لا يستطيعان اعتناء بإبنتين في نفس وقت ، لكن رغم ذلك كانت حياتهم مادية جيدة ، ينفيقان عدة نقود في سبيل اسعاد اخت الكبرى ، في حين كنت أنا أعيش مع عائلة فقيرة ليس لديها نقود لشراء الحليب ..
كانت عائلة متبناة و عائلتي جارين ، كنت أنظر إلى هذه الطفلة كيف كانت تلعب بألعاب و كانت ترتدي أجمل الثياب ، و أنظر إلى حالي ، فأشعر بالغيرة و قلبي يحترق كثيرا ، كنت أتمنى في داخلي أنني مكانها ، لكن ما فائدة تمني .
كان والدي ينظران الي ملابسي رثة و مهترئة دون أن يشعروا حتى بالشفقة عليا ، كأنني حقا لست جزءا منهما .
غريب ، رغم أنني كنت أشبههما اكثر ، الا أنني كنت العضو الغير مرحب به .
حسنا .
بعدي أنا ، تم إنجاب ولد ، لكن لم يتم القاءهم مثل حالي ، بل كانو هم أيضا يلقون دلال و حنان و الحب .
لا أدري لماذا كنت أنا الوحيدة التي لقيت هذا المصير ، لماذا لم يتخلو عن أمرين بالرغم من انهم بعد انجابهم للولد أول كان وضعهم المادي ليس جيدا جدا بسبب خروج الأم عن عمل .
حسنا ربما هذا كله مجرد اختبار ، لكن كيف يمكن أن يكون اختبار لفتاة رضيعة ، حقا الدنيا لا ترحم لا صغيرا و لا كبيرا .
مرت 6 سنوات و أصبحت في السن مناسبة لدراسة ، لكن لم أرسل إلى المدرسة ، نعم !
في تلك السنة توفى الرجل و المرأة الذين اعتنى بي في حادث حافلة . لكن كنت معهم و برغم ذلك بقية أنا على قيد حياة .
لم أستوعب تلك الصدمة و نظرات الشفقة التي تحاوطني من قبل أهالي الحي ، لكن مع تلك حادثة، كانت تلك أول مرة يتحدثا فيها معي ، لقد قالا لي أنهما سيأخذانني لمنزل أحد أقاربهم لكي تعتني بي ، كنت صغيرة و أغروني بطعام شهي و ملابس جديدة ، فذهب معهم كأنني مخدرة
لا أنكر كانت العمة جيدة معي ، تعرفت على بقية أفراد العائلة الذي يعيشون في الريف و قد احبوني أيضا .
حسنا لقد أحبني كل أفراد عائلة ، الا ذاك شخصين ، كانا لا يعترفون بوجودي .
لقد كبرت في حي لقيت فيه كل أنواع التنمر ( اللفظي و الجسدي ) و خاصة العنف ، كان ابن جيراننا يكرهنا ، كان كلما راني يرعبني و يضربني ، كنت أقول للعمة لكن رغم توبيخ أمه و أبيه له ، مازال يؤذيني .
ابنة جيراننا أيضا ، كانت كلما رأتني تضربني و تشد شعري و تصرخ في وجهي و تحطم ألعاب .
حسنا ستقولون لي لماذا لا تدافعين عن نفسك ؟ لا أستطيع لقد كنت ضعيفة شخصية كثيرا ، و أيضا كنت بكماء لا أستطيع تكلم بسبب مرضي .
Comments