الفصل الثالث: الظلال تكشف نفسها

مرت أيام على ليلة المرآة، لكن هيون لم يعد كما كان. الأرق أصبح رفيقه، والكوابيس تلاحقه. في كل مرة يغلق عينيه، يرى صور الضحايا وصوته الداخلي يُذكّره بالحقيقة: "أنت القاتل."

في صباح أحد الأيام، تلقى مكالمة طارئة. جريمة قتل جديدة. ارتدى معطفه على عجل وغادر، تاركًا أماكي تراقبه من بعيد، تتأمل تعبير وجهه الذي أصبح أكثر غموضًا.

وصل إلى مسرح الجريمة، ليجد زملاءه في حالة من الارتباك. كان المشهد مشابهًا للجرائم السابقة: الضحية شابة، مغطاة بوشاح أسود، مع علامة محفورة على معصمها. لكن هذه المرة، كانت هناك رسالة مكتوبة على الحائط بالدماء:

"أعرف من أنت."

شعر هيون ببرودة تسري في جسده. من كتب هذه الرسالة؟ هل هناك شخص آخر يعرف؟ حاول الحفاظ على هدوئه بينما راقب زميله المحقق "لي جون" يعاين الرسالة.

"هل تظن أن القاتل يحاول توجيه رسالة شخصية؟" سأله لي جون.

أجاب هيون بصوت متماسك: "ربما، أو ربما يحاول تضليلنا."

لكن داخله كان يغلي. هذه الجريمة مختلفة. الرسالة بدت وكأنها موجهة إليه شخصيًا، وكأن القاتل الآخر – أو جانبه المظلم – يريد كشفه.

---

في تلك الليلة، عاد هيون إلى المنزل منهكًا. وجد أماكي تنتظره في غرفة المعيشة، وكانت بيدها صورة وجدتها في أغراضه.

"ما هذه؟" سألت وهي تمد يدها بالصورة.

كانت صورة من كاميرا مراقبة، تظهره في أحد أحياء المدينة في وقت متأخر من الليل. المكان قريب جدًا من آخر مسرح جريمة. شعر أن قلبه يتوقف.

"أماكي، لماذا تبحثين في أغراضي؟" قال بنبرة حادة غير معتادة منه.

ردت بصوت قوي: "لأنك أصبحت غريبًا. هناك شيء تخفيه عني. أنا زوجتك، ومن حقي أن أعرف ما الذي يحدث معك!"

كانت تلك اللحظة ثقيلة. نظر إليها بصمت، يدرك أن الحقيقة بدأت تتسلل إلى حياتهم. لكنه لم يكن مستعدًا للبوح بعد. "هذا جزء من تحقيق. لا تقلقي، كل شيء تحت السيطرة."

لكن أماكي لم تقتنع. "أنت لست بخير يا هيون، وهذا يؤثر علينا جميعًا... حتى مايا تشعر بذلك."

أخذ نفسًا عميقًا وحاول تهدئتها، لكنه شعر أن وقته ينفد.

---

في منتصف الليل، استيقظ هيون مجددًا. وجد نفسه هذه المرة في القبو. يداه مغطاتان بالدماء، وعلى الطاولة أمامه، سكين ملطخة. لم يتذكر كيف وصل إلى هناك أو ماذا فعل. كل ما يعرفه هو أن جانبه الآخر بدأ يأخذ السيطرة بالكامل.

فجأة، سمع صوت خطوات قادمة من الأعلى. كانت أماكي تبحث عنه.

"هيون؟ هل أنت هنا؟" جاء صوتها خافتًا لكنه يقترب.

ارتبك هيون. إذا رأت أماكي ما في القبو، فإن كل شيء سينتهي. هرع نحو السكين، وأخفاها بسرعة داخل أحد الأدراج، ثم وقف عند الباب يحاول السيطرة على أعصابه.

"أنا هنا!" قال بصوت عالٍ بينما فتح الباب.

أماكي نظرت إليه بعينين مليئتين بالقلق. "ما الذي تفعله هنا في هذا الوقت؟"

"لم أستطع النوم،" قال وهو يحاول الابتسام، لكن تعبيره كان يحمل الكثير من التوتر. "كنت أفكر في بعض القضايا."

أماكي لم تصدقه تمامًا، لكنها لم تضغط أكثر. "تعال إلى السرير. مايا استيقظت وسألت عنك."

أومأ هيون، لكن داخله كان يعرف أن الأمور تزداد سوءًا.

---

في اليوم التالي، تلقى هيون ظرفًا غريبًا في مكتبه. داخله صورة: صورة حديثة لأماكي ومايا وهما تسيران في الحديقة. خلفهما، كان هناك ظل غامض لرجل يحمل وشاحًا أسود.

وعلى ظهر الصورة، كانت هناك كلمات مكتوبة بخط يده:

"أحيانًا، لا يمكنك حماية من تحب."

شعر هيون برعشة تجتاح جسده. اللعبة بدأت تأخذ منعطفًا جديدًا.

الجديد

Comments

𝓰𝓱𝓪𝓽𝓼

𝓰𝓱𝓪𝓽𝓼

كملي تحمست

2025-01-17

2

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon