

صانعوا العدالة

 

لم شملٍ أليم

"-(ض):اخي وسام هل ستذهب أيضاً غداً؟

يمسك وسام بيد ضياء الصغير ويبتسم

-(و):اممم لذا ضياء يجب أن تكون ولداً جيداً وتهتم بماما جيداً فأنت ستصبح الكبير بعد ذهابي

عند الباب قبيل ذهاب وسام كانت الأم تمسك يد ضياء وتبكي لكن وسام ودعهما مع بسمة

-(و):"يجب أن أبتسم أن أذهب من هنا مع بسمة"

سأكون بخيرٍ يا أمي لذا لا تقلقي

يزداد بكاء الأم حدة بينما ضياء كان يشعر بالقلق لرؤية أمه تبكي هكذا لكن وسام يحتضنه ويقول له مع ابتسام

-(و):سأذهب الآن لا تنسى ما وعدتني به اهتم بماما وبنفسك أيضاً

يقف وينظر لوالدته مع بسمة

-(و):وداعاً ماما

يجري وسام يبتعد حتى يختفي"

-(ض):أخي!؟

-(كل):أخوك؟!

-(ب):أختي بارعة...

تتقدم بارعة من بهاء مع ملامح قلق لكنه يندفع ويعانقها بعيون دامعة بينما يجري ضياء بسرعةٍ ويحضن اخوه الكبير

-(با):ما خطب وجهك ما هذه الندوب؟

-(ب):لا عليك أنت حية! ظننت أنني لن أراك مجدداً!

-(با):اممم ذلك بفضل وسام والسيد شادي

يبدي كل من كريم وجوري ملامح استغراب

-(و):لا بأس كل شيءٍ بخير مع أنك كبرت إلا أنك لا تزال طفلاً بكاءً فعلاً

-(ض):أمي أمي قد...لقد..

يجيبه وسام مع بسمة فيها شيءٌ من الحزن

-(و):امم لقد علمت بذلك فقد رأيت جثتها

-(ض):جثة اين؟

-(و):عند التنين احتفظت بها لتغيظني غالباً ...

يبدي الجميع ملامح حزن

-(س):أنا سراج من قبيلة الأفعى زعيمة القبيلة هي صديقتي أريج لكنني قوية أيضاً لذلك سأقاتل معكم

-(جس):أنا جسور زعيم قبيلة الأسد

-(كل):بهذا ينقصنا فقد زعيم قبيلة الفيل

-(با):أنت كليو-تشان؟

-(كل):هذا صحيح

-(با):فهمت أنت تشبهين أمل كثيراً

-(كل):شكراً لمحاربتك برفقة أخي

-(با):اممم لا عليك

-(كل):هل تمانعين إخباري أي نوعٍ من الأشخاص كان أخي أمل؟

-(با):كالقمر في عتمة الليل

-(كل):ها؟

-(و):ضوء الأمل للجميع

-(ب):لكن ما هذا المكان ولماذا انتم هنا؟

-(و):إنه يدعى عالم السراب وهو عالمٌ التنانين فقد من تستطيع فتح بوابته أو إغلاقها لهذا نحن حبسنا داخله لسنوات

-(ب):التنين الأسود حبستكم هنا؟

-(و):ليس هي بل أمل

-(كل):لا أفهم لماذا يفعل أخي شيئاً كهذا؟

-(و):سنحكي لكم كل شيء لكن أولاً تعالوا معنا

يحمل وسام جثة لينا ويذهبون جميعاً نحو كوخ كان في الكوخ ما يشبه برادات بشكل تابوتٍ فتح وسام إحداها ووضع لين فيه ثم ارشد كليو نحو الآخر تتقدم كليو وتنظر داخله لترى جثة أخيها داخل البراد تضع يدها على فهما وتذرف عيناها الدموع فيأتي ضياء ويقوم باحتضانها لتبكي بحضنه

-(ج):كريم! كر...

تبدأ جوري بالبكاء فيأتي كريم ليرى ما خطبها فينتبه للرجل الذي في التابوت الآخر فيحضن جوري بقوة وهي تبكي وتبكي

الجميع كان ينظر لهما بصمت

-(و):أنتما ابنا السيد شادي؟

يومأ كريم برأسه بمعنى نعم

ينحني وسام وبارعة لهما

-(با):عزائي الشديد لكما

-(و):قدم والدكما الكثير من أجلنا

ينظر كريم نحوهما بشيء من الاستياء وجوري لا تزال تبكي وبعد أن هدأ الجميع أتت فقرة الأحاديث القديمة

-(با):في المعركة ضد الملكة اتحدت جميع القبائل مع عائلتك اختاروا ارسالك بعيداً عن المعركة لأنك كنت لا تزالين طفلةً صغيرة لقد مات أبواك أثناء مواجهة الحاكم وأخيه وبقية الحاكمة...سمعنا أنها أمرت بأسر جميع افراد قبيلة الذئب فعلت ذلك لتستخدم دماءهم لمداوات نفسها وجنودها غالباً كان لشادي زوجةٌ وطفلين هناك بالفعل...لكنه فضل منح قوته لأمل والبقاء مع المقاومة على الذهاب للبحث عنهما كانت المعركة على أشدها بين أمل والحاكمة أثناء هجوم باقي أفراد القبيلة على قبيلة الذئب كنا قد منحنا قوتنا لأمل ونهاية تلك المعركة كانت سقوط كلاهما لقد تأكدنا من رؤية جثة الملكة أنها ماتت لكننا لم نجد أمل حينها انفصل شادي عنا وقد قال إنه سيحاول التسلل الى القصر لينقذكما أما أنا فعدت الى عائلتي حيث أننا افترضنا موت أمل بعد أن يأسنا من البحث عنه عندما عدت الى المنزل ظهرت زعيمةٌ جديدةٌ أمام بهاء وقد هربت معه عندما احرقت قريتنا هناك التقيت بشادي ووسام الذان أنقذاني من التنانين الحراس

-(و):قبيلة التنانين كانو أسيادنا لذا لم يسعنا سوى طاعتهم في الحرب على هذا فقد استدعى جميع أخواني وأبي وعندما تم استدعائي قابلت ليلة وعلمت أن الحرب انتهت بموت أمها لكنها استعدعت إخواني بدافع التسلية وقتلتهم بعد أن انتهت منهم...مع ذلك لقد طفح كيلي منها لذا هربت برفقة السيد شادي الذي عاد خائباً ..

"-(با):سيد شادي امم من أنت

-(و):ادعى وسام من قبيلة *****

-(با):*****!؟

-(ش):لا تقلقي فهو مسالمٌ في صفنا

-(با):أيمكننا الوثوق به؟

-(ش):أجل فقد مر بأوقاتٍ عصيبة بسبب التنين

-(با):هل تمكنت من انقاذ زوجتك وواداك؟

-(ش):..(ملامح حزن)

-(با):فهمت..آسفةٌ من أجلك،انتقلت قوة الزعامة من جديد

-(ش):هذا لأن النسل الفاسد لم يتدمر تماما إذ إن ابنة تلك العائلة لا تزال حية

-(با):وما العمل

-(ش):لدي مركبةٌ فضائيةٌ في منزلي نستطيع فيها السفر الى الكوكب الذي يدعى الأرض ونجد أخت أمل لندربها لتواجهها

-(با):لكنها طفلة

-(ش):لا خيار آخر لدينا صحيح؟

-(بل)(ش):اممم"

-(با): عندما ذهبنا الى منزله لم نجد أي شيء نظر السيد شادي الى المكان الفارغ وانهمرت من عينيه الدموع

"-(ش):لا بد أنه كريم هرب بها مع جوري وأمه! حمدلله إنهم أحياء هم الآن يعيشون بأمان بعيداً"

-(با):فكرت أنه من المستحيل لطفلٍ قيادة مركبة مع ذلك صمت ولم أقل شيءً عدم رغبةٍ مني بتدمير سعادته وأمله ولو كانا مزيفين

-(كر):أبي علمني القيادة والصيانة وأشياء كثيرة

-(با):هكذا إذن لا بد أنك كنت ولداً ذكياً

-(كر):نوعاً ما

-(و):سمعنا صوت أمل إذ ذهبنا مسرعين لنجده مستلقياً في الغرفة المجاورة كانت علامات المرض والإرهاق باديةً بوضوح عليه

"-(با):أمل!

-(أ):بار...

-(با):هل أنت بخير؟!

-(أ):سم أنياب التنين إثر إصاباتي

-(ش):هذه ليست مشكلة اشرب دمائي وست..

-(أ):لن أفعل ذلك!

-(ش):أيها الأحمق! ابنة الحاكمة لا تزال حية ستستهدفك بالتأكيد يجب أن تصبح بالقوة الكافية لمواجهتها!

-(أ):ما دمت بهذه القرية المهجو...

-(ش):إن أرادت إيجادك فستبحث بكل مكان!

-(أ):مع ذلك أنا لا أريد العيش على شرب دم صديقي أساساً لو فعلت ذلك فسأفقد حق قتال التنين الأسود

يقبض شادي أسنانه علامةً على الغضب

-(ش):إن كنت لن تشرب دمي لتعيش فلا تفعل لكنني سأشرب دمك لتعيش!

-(أ):ايه ما...

يجرح أمل ويشرب من دمه

-(أ):شادي...

يتحول شادي الى مخلوق السراب ثم الى بوابة ويبتلع الثلاثة لداخله

داخل العالم أمل ووسام وبارعة يبكون"

رأى أن يأخذ أمل الى مكانٍ آمنٍ طالما أنه لن يستطيع انقاذه ليتعافى بهدوء

-(كر):لكن التنين الأسود تستطيع فتح بوابة هذا العالم صحيح؟

-(و):فتحه باستخدام اللعنة لا يتطلب طاقة لكن فتح البوابة بشكلٍ عادي يختلف ستستنزف الكثير من قوتها لتفتحها ثم حتى لو فعلت فإن القتال في هذا العالم ممنوع إذ سيتم نفي أي مخلوق معادي لخارجه

-(ب):خلاصة الكلام أننا عالقون هنا وحتى لو تمكنت كليو من فتح البوابة لاخراجنا فهي ستخسر قدراً كبيراً من قوتها بسبب ذلك

-(و):اممم حتى مع موت السيد شادي أمل رفض شرب دمه ومات إثر تسممه

-(كل):أخي..

عندما حل الليل ونام الجميع يخرج ضياء ليجد كليو مستيقظة تتأرجح على الأرجوحة المجاورة للمنزل فيذهب نحوها ويدفعها

-(ض):أهو سعيدٌ بذلك وقد حماكي وحمى جثة صديقه بموته بهذه الطريقة؟

-(كل):ضياء

-(ض):أمي..أمي كانت والدةً لثلاث أبناء أنا الرابع ملاك وليد وسام وأنا

تنظر كليو نحو ضياء الذي يتابع الحديث بحزن

-(ض):كان أبي جندياً لدى التنين وقد استدعي أبنه الأكبر بعده وبعد موته استدعي الذي يليه والذي يليه حتى لم يبقى سواي(مع بكاء) أمي لم تتحمل رؤيتي أسلب منها أنا كذلك لذا حملتني وهربت بي من القبيلة كانت الخطة أن نهرب في مركبة الاخلاء الخاصة بقبيلة الثعلب المجاورة لقبيلتنا فعند سماع أمي لخبر إحراقها قررت الهرب بي لكن...لكن...كنا نجري ونجري وهي تحملني ورأس تنينٍ عملاق ٍ خلفنا كانت اسنان التنين ضخمة وفمه حالك الظلمة انقض على والدتي التي رمت بي بعيداً لأنجوا كانت تصرخ اهرب اهرب! ظلت تصرخ حتى انقطع صوتها بتلاشي حياتها...

تداعب كليو شعر ضياء الذي يبكي ثم تحضنه

-(ض):عند تذكر ذلك اتمنى لو كنت قوياً كفايةً لحمايتها لكنني كذلك أفكر أن أمي كانت تعلم أنها ليست نداً لتنينة كانت تعلم أنها أضعف من تحمل عواقب تلك المعارضة ومع ذلك اختارت الهرب لا أستطيع منع نفسي من تمني لو أنها تركتني أذهب ولم تقم بهذه المعارضة من أجلي اكره نفسي كثيراً انا...

-(كل):لا تقل ذلك كما أنها لم تكن عاجزة فبفضل معارضتها أنت الآن حي صحيح؟امك ارادتك أن تنجوا أنت وليس هي لذا يا ضياء إنها الآن سعيدةٌ فلا تبكي أنا كذلك سأكون عند حسن ظن أخي الذي حماني وأقتل تلك المجرمة حتى لا يطر طفلٌ آخر للمرور بما مررت به من، ألم أعدك بان أكون سيدتك الجديدة؟لن أدعك تمر بهذا النوع من الذكريات مجدداً

-(ض):أنا آسف لإخبارك كل هذا مع أنك كنت في حداد أخوك..

-(كل):لا..أنا سعيدةٌ لأنك فتحت قلبك لي أخيراً أخبرني بكل شيء من ليوم ولا تدع هذه المشاعر تخنق قلبك

-(ض):امم أنت كذلك كليو أخبريني بكل شيء

-(كل):اممم (مع ابتسام)

-(ل):لا شيء مثيراً للاهتمام انهم يبكون وحسب...هذا ممل تلك البغيضة لا تزال تريد سلبي بهاء حتى بعد أن شوهت وجهه اوي اتسمعني ماذا افعل الآن؟

-(؟):جربي استغلال هذه المشاعر؟

-(ل):المشاعر؟حب البغيضة؟

-(؟):من يهتم بالبغيضة كنت أقصد مشاعر ذنب ضياء تجاه امه ومشاعر التنينة تجاه ضياء إنها ورقتنا الرابحة

-(ل):مع أنني مهتمةٌ بشأن البغيضة و بهاء اكثر من تلك الضعيفة فعلاً

-(؟):لأنك غبيةٌ كعادتك ارسالها لعالم السراب سلاحٌ ذو حدين فهي ستغدوا أقوى بمخاطرة أرواح التنانين هناك لذا علينا أن نستبق الأمور ونتجهز لما سيحصل

-(ل):ستخسر تلك القوة إن فتحت البوابة على أي حال

-(؟):ألا زلت تحتفظين بها؟