في غرفة العذاب
-(رن):في ذلك اليوم...حياتي العادية تغيرت للأبد،
دون وسيلةٍ للعودة..
بوابة عملاقة مشعة تفتح في ملعب المدرسة يتقدم جميع الطلاب ويدخلونها دون وعي منهم كانت أعينهم خاليةً من البريق ووجوهم خاليةً من الملامح البطلة رنا كان من بينهم كانت لا تذكر شيئاً عن البوابة ولا دخولها لا بل ما وعت عليه نفسها وهي تسقط من مكانٍ مرتفع
-(رن):ها(مع ملامح رعب).. هذا حلم..إنه مجرد حلم..يجب أن أستيقظ يجب أن...
بالفعل تتمكن من الإستيقاذ ولكن على مشهد جثةٍ تسقط أمامها تضع يدها على فمها وتبدأ بالشعور بالغثيان من هول المظهر...تستجمع قوتها لتمشي وترجع للوراء لقرب الحائطٍ الذهبي تلحظ يداً بملابس ذهبية تمتد نحوها عبر الحائط وتحاول إمساكها لكنها تهرب كان تركيزها مصبوباً على اليد حيث لم تلحظ فأس رجلٍ بجسدٍ مظلمٍ وملامح ميتة تنهال على عنقها من الخلف لكن شاباً بملابساً ذهبيةً يحمي عنقها فتقطع ذراعه بدلها تطير الذراع عالياً وتسقط أرضاً لم تذرف قطرة دماء بدلاً من ذلك تلاشت لتصبح وحلاً ذهبي يبدأ جسد رنا بالإرتجاف وعيناها تتمعان وهي لا تزال تحاول مقاومة الغفيان والرعب لتتمكن من البقاء واقفة بجسدها الذي تغلغل الرعب فيه لكن الرجل الذهبي يلتفت إليها صارخاً وهو يصد رجل الفأس بسيفٍ يقاتل به بيدٍ واحدة....
-(ر):الحائط هو طريق الخروج القتلة لا يمكنهم إختراقه لذا خذي أحد الطلاب الذين هنا واسرعي به خارج المكان
تنظر رنا نحوه بخوف
-(ر):هيااا إن أردتي أن لا تموتي أسرعي بالجري!
تجري رنا نحو الحائط تلمح طالباً صغيراً في سنته الأولى بالمدرسة يبكي في طريقها فتحمله أثناء جريها من دون أن تتوقف وتهرب تجري وكأنها مطاردة بسرعةٍ دون النظر للوراء تلهث تتعلثم لكنها لم تتوقف حتى رأت أمامها بوابةً كبيرةً مفتوحة وكان جزءٌ من العالم الخارجي ظاهرٌ أمامها
-(رن):إنه المخرج...
تذهب نحو البوابة وتحاول الخروج لكنها تعجز عن ذالك فقد بدى وكأن هناك جداراً غير مرئي يسد البوابة
-(رن):ل..لماذا
يأتي لقربها رجلٌ أشقر يلبس ملابس ذهبية ويحمل طالبةً بيديه يدفع بالطالبة نحو البوابة
-(ز):عليك دفع الطفل للبوابة ليتمكن من العودة لعالمه أيتها المستجدة
تدفع بالطفل الذي معها الى الخارج فيخرج وترثوا على ركبها بعد ذلك تلتقط أنفاسها ينبعث منها نورٌ ذهبي وتتحول ملابسها للون الذهبي كالتي يرتديها الشاب الأشقر يظهر سيفٌ صغير كالخنجر بيدها فتنظر إليه
-(ز):لا بأس لقد أديت مهمتك لم يعد هناك حاجة للعودة الى هناك في الوقت الحالي
يقول ذلك ويذهب باتجاه غرفة ذهبية كبيرة
-(رن):الى هناك؟المجزرة التي كنت فيها...بالطبع لا أريد العودة...
تتذكر ذاك الشاب الذي فقد ذراعه ليحميها
-(رن):لكن ذاك الرجل..لا يزال بالداخل..حتى لو ذهبت أنا ضعيفة ولن أحدث فرقاً...لكن...لما يا ترى أنا أشعر انه شخصٌ لا يجب علي خسارته... أنا...
لم تحسم الأمر مع صراعها الداخلي لكنها كانت من النوع الذي لا يحب الاستسلام للخوف فوقفت على قدميها الراجفتين مجدداً وركضت نحو الغرفة وهي تحاول في ذهنها عدم تذكر أي شيء...عدم التفكير بأي شيء وقفت أمام حائط الغرفة واستجمعت قواها لتدخل لكن تفاجأ بالرجل أمامها خرج من الحائد وهو يحمل طالباً بيده
-(ر):انتهى كل شيءٍ لذا لا عليك
-(رن):انت...
تسمع رنا صوت بكاء فتلتفت لترى إحدى أصحاب الملابس الذهبية وهي تبكي كان هناك عددٌ ضئيل منهم حولي ٦ او ٧ ينظرون إليها بحزن
تلمح الغرفة وهي تتلاشى وعندما تنتهي الغرفة من التلاشي تلك الفتاة الباكية تنفجر لتصبح تراباً ذهبياً تبقى رنا واقفةً جامدةً في مكانها تنظر برعب الى مشهد رفاقها وهم يكنسون رفاتها
فيأتي الشاب بعد أن أوصل الطالب الذي كان معه الى البوابة ويضع يده على كتف رنا بملامح حزن وهي لا تزال غير قادرة على استيعاب ما يحصل
-(رن):رغم أنني كنت مجرد طالبةٍ في سنتي الأخيرة...تحولت فجأة المشاهد الطبيعية التي ألفتها ذاكرتي الى مشاهد الجثث وأصوات من حولي الى صرخات ألمٍ وبكاء...وكأن العالم من حولي...
عندما ينتهون من جمع الرفات يأخذه أحدهم ويذهب بعيداً
كأن العالم من حولي...العالم الذي أصبحت أعيش فيه قاتم السواد
Comments