11 الفصل

لقد حل الصباح، وكان شارزو يستيقظ مبكرًا لإعداد الطعام، وفي ذلك اليوم قام عمدًا بطهي جميع المواد الغذائية المتوفرة في الثلاجة واستعد للطهي بكمية وفيرة، حتى يتمكن في وقت لاحق من الذهاب للتسوق مرة أخرى.

تجمع الجميع حول طاولة الطعام لتناول الفطور.

فقال عدي زوج كارين: "لقد طهيت الكثير اليوم يا شارزو، هذا غير معتاد منك."

فرد شارزو بابتسامة: "بالطبع يا عدي، نادرًا ما أقوم بالطهي بهذا الشكل، فلا بأس بذلك من وقت لآخر."

ثم أضاف بني زوج كاري: "هذا صحيح، يجب أن يكون الشخص العاطل عن العمل ماهرًا في الطهي، خاصة إذا كان يأكل مجانًا."

ظل شارزو صامتًا دون أن يرد، بينما كان يدرك جيدًا أنهم يحاولون إهانته، لكن هل يجهلون حقيقة أن حتى الخادم يأكل مجانًا ويتقاضى أجرًا؟

فقال عدي وهو يلتهم طعامه: "الواقع أن ذلك يجب أن يكون قاعدة، لا أدري حتى متى ستجد عملاً، فمن الصعب جدًا على شخص بلا تعليم أن يجد وظيفة، ربما من الأفضل لك أن تصبح جامع قمامة، فذلك أفضل من عدم القيام بأي شيء."

ابتسمت لينا لسماعها كلام أحد أصهارها يقلل من شأن شارزو، بينما صمتت كلارا وهي تعتدل واقفة.

قالت كلارا: "أمي، أبي، سأذهب إلى العمل الآن، لقد تأخرت عن موعد الخروج."

وبينما تتجه كلارا إلى الخارج، تحدثت كارين قائلة: "انظر يا شارزو، إن قلبي يحترق شفقةً على أختي التعيسة، فهي تعمل لتطعم رجلاً ضعيفًا مثلك."

رنّ الهاتف برنات متتالية.

ردت لينا على الهاتف: "مرحبًا، كيف الحال؟" لتسمع الرد: "نحن على وشك المجيء إلى منزلكم، لنكون معًا."

سألت لينا بوجه مبتهج: "الآن؟" لتتلقى الإجابة: "بالطبع، سنكون هناك."

فأجابت لينا بفرح وأدارت نظرها نحو شارزو قائلة: "عليك أن تنظف هذا المنزل الآن وأن تطبخ أكلة شهية وبكمية كبيرة! وهناك أمر يجب أن تتذكره! لا تنادني بامرأة حماك أمام صديقاتي، فأنت الخادم هنا، نادني سيدة لأنك تجلب إليَّ العار كزوج لابنتي."

فأجاب شارزو قائلاً: "إذا أردت طهي كمية كبيرة من الطعام، فمن الضروري أن أحتاج إلى كميات وافرة من المواد الغذائية، وعليّ أن أذهب للسوق لشرائها."

ردت لينا: "نظف المنزل أولًا، ثم توجه للشراء." وقابلها ضحك ساخر من الأصهار الذين يجدون في ذلك متعةً في إذلال غيرهم.

قال شارزو مطأطئًا رأسه: "حسنًا سيدتي."

وابتسم شارزو بمكر وأضاف في نفسه: "ها هو الوقت يقترب لقدومهن."

ذهب الجميع إلى أعمالهم، وبدأت لينا وبناتها بتزيين أنفسهن لاستقبال الضيوف.

قام شارزو بتنظيف المنزل بسرعة.

رنّ جرس الباب.

فتح شارزو الباب متوقعًا: 'من المؤكد أنهن تلك السيدات المتصابيات صديقات الجدة.'

وما إن دخلن حتى قال: "تفضلن يا سيداتي الكريمات."

"شكرًا لك، أين تقيم السيدة لينا؟" دخلن المنزل وكأنه لهن، وتبادلن الهمسات.

"المنزل قديم للغاية، لا أتواصل معها إلا للحاجة، وإلا لما صادقت شخصًا فقيرًا مثلها،" همست إحداهن وهي ترتدي ثوبًا أبيض.

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***