في مثل هذه الليلة؟" استفسرت كلارا وهي ترفع حاجبها بتعجب.
"إذاً، متى أخرى؟ سيُستخدم المسبح غداً!" ردت لينا بنظرة حادة.
"يمكن تنظيفه صباحاً، أمي" قالت كلارا مدافعة عن زوجها.
"أصدقائي سيأتون غداً، ولكن من يدري ما مواعيدهم، قد يكونوا صباحًا، أو ظهراً، أو مساءً، من أين لي أن أعلم. لذلك يجب تنظيفه الليلة، لا أريد أن يظهر المسبح متسخًا عند وصولهم. هيا بسرعة، نظفه!" صاحت لينا.
"حسناً لا بأس، أنتِ استريحي، سأذهب لتنظيفه الآن،" قال تشارزو مبتسمًا لكلارا، ومن ثم توجه خلف حماته وإلى المسبح جانب البيت.
"أمي، لماذا تعاملينه هكذا؟ ماذا لو اشتكى من مرض" قالت كلارا بوجه يكاد يظهر عليه الاستياء.
"من يُبالي به! وأنتِ أيضًا! هناك الكثير من الرجال في العالم لديهم وظائف، فلماذا هو من اخترتي؟ انظري إلى كارين وكاري، لديهما أزواج يعملون في مكاتب ويذهبون يوميًّا مرتدين ملابس نظيفة، جالسين في غرف بالمكيفات. وزوجُك؟ لو لم تعملي، ربما لا تأكلان، لا أدري ما الذي أعجبكِ في ذاك الرجل البائس!" انتقدت لينا.
"لندع ذلك جانباً يا أمي، أريد أن أستريح قليلاً،" قالت كلارا وأغلقت الباب رغم وقوف والدتها أمامه.
"يا لها من ابنة ناكرة الجميل! سترين، عاجلاً أم آجلاً ستندمين على زواجكِ بهذا الرجل العديم الفائدة! وحتماً ستطلبين الطلاق!" تذمّرت لينا بغضب وغادرت غرفة كلارا.
"حسناً، سأقوم بتفريغه، لكن... بالطبع يجب أن أقدم شيئاً لحماتي الكريمة هذه،" تأمل تشارزو.
بسرعته، قام بتنظيف المسبح الذي قياسه ثلاثة أمتار في ثلاثة بكفاءة.
بعد التنظيف، ملأ تشارزو الماء، وترقب ملء المسبح، ثم ذهب لاصطياد بعض الضفادع الصغيرة وقام بإخفائها.
"ها ها ها، هذا يكفي، غداً سيكون الوقت للعبة،" قال تشارزو بابتسامة ماكرة.
عاد تشارزو إلى المسبح وانتظر حتى اكتمل الماء.
"لماذا تأخرت كثيراً! ماذا فعلت!" نهرته لينا.
"ما الذي يمكنني فعله، يا حماتي، المسبح كبير، والمياه هنا ضئيلة، كيف لها أن تتدفق بسرعة؟ لا يمكنك لومي هكذا، فالأمر عادة ما يكون كذلك،" أجاب تشارزو ببساطة.
"مجرد أعذار!" تذمّرت لينا بعصبية وعادت إلى غرفتها.
"ها ها ها، يا حماتي، لا بد أنك تتطلعين إليها،" قال تشارزو بضحكة خفية.
عاد تشارزو للداخل لغرفته ورأى كلارا ترتدي الفستان الذي اشتراه لها.
"هل أعجبك؟" سأل تشارزو.
"أعجبني جداً، شكراً لك، لقد مضى وقت طويل منذ أن تلقيت منك هدية،" قالت كلارا التي كانت تنظر في المرآة.
"في المرة القادمة سأشتري لك شيئاً أفضل، لكن لا أعرف متى، ولكني أعدكِ بتحقيق ذلك،" قال تشارزو وهو يعانق كلارا من الخلف.
"لكن... من أين لك المال لشراء هذا الفستان؟ أنت لا تعمل، أليس كذلك؟" سألت كلارا وهي تلتفت نحوه.
"أمم... نعم، تلقيت بعض المال من سيدة كتقدير لإمساكي بلص، ولأني تذكرتُك وأهديتُك من قبل فكرت بشراء هذا الفستان، سعيد أنه أعجبكِ،" قال تشارزو بابتسامة.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
100تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments