17 الفصل

تصارعت ليتيشيا مع خجلها تحت وطأة نظرات الرجل الوسيم الذي الآن يشاركها الطعام. فجلس الرجل بجوار ليتيشيا مبتسمًا من وقت لآخر وهو يراقبها وهي تأكل بحماس.

"أوه نعم، لم نتعارف بعد.. اسمي جيري"، قال الرجل الوسيم معرفًا بنفسه.

"أنا ليتيشيا.. سيدي"، ردت ليتيشيا معرفة بنفسها.

"لا تناديني بسيدي، فقط استخدمي اسمي جيري!" قال جيري وهو يبتسم إلى ليتيشيا، شاعرًا أنها نقية ومتواضعة.

لا يعرف كيف، ولكنه وجد نفسه مغرمًا بليتيشيا من النظرة الأولى.

فجأة سمعت ليتيشيا بعض النساء يصرخن.

"أه، أليس ذاك جيري؟ جيري إريكسون.. الممثل الذي يحظى بشهرة صاعدة!"

"يا لوسامته..!"

"أنا معجبة به جدًا..!"

"هو زوجي المستقبلي..!"

"من تلك الفتاة التي بجانبه.. هل هي صديقته الجديدة؟"

استدارت ليتيشيا لتنظر إلى الرجل الوسيم المدعو جيري، الذي يجلس بجانبها.

هو ممثل؟ فكرت ليتيشيا، لا عجب أنه وسيم جدًا، تبين أنه ممثل.

"لا تكترثي لهن!" قال جيري لليتيشيا، ثم أخذ الرجل مطرفة الطعام من طبق ليتيشيا باستخدام الملعقة التي استعملتها.

ثم أطعمها من يديه.

تسعر ليتيشيا وهي ترى ما فعله جيري، حيث استخدم ملعقتها.

في خضم حشد الضيوف وبين نساء جميلات يتدلين على ذراعي رجل، كان داميان يشهد المشهد الذي قام به جيري تجاه ليتيشيا.

بدا على وجهه الاستياء من هذا المشهد، وبدا ليتيشيا صامتة وهي تراقب الرجل وهو يأكل من طبقها باستخدام ملعقتها.

مسح جيري ببطء البقعة على جانب شفتي ليتيشيا.

ما لبث أن تسعرت عيون داميان عدم تصديق، متهور! فكر في غضب، وبدا وجهه مظلمًا.

دفع داميان بيد النساء اللواتي كن متدليات على ذراعه جانبًا، متجاهلًا أصوات النساء الرقيقة التي لم ترغب في ترك داميان.

اتخذ داميان خطوات واسعة نحو ليتيشيا والرجل الذي اعتبره قد تجاوز حدوده مع زوجته.

جذب داميان ليتيشيا إلى الوقوف واحتضن خصرها بطريقة ملكية.

كان وجهه مظلماً وهو ينظر إلى جيري.

"أنت حقاً متهور بلمس زوجة الغير!" قالها بلهجة حادة.

"داميان.. من هذه المرأة!" صاحت امرأة كانت مع داميان تتبعه.

لم يستجب داميان لكلمات المرأة، كان يحدق في جيري بنظرة حادة.

"أيها أنت! ابتعد عن داميان، أرحل!" الامرأة التي لم يهتم بها داميان سحبت ليتيشيا من أحضان داميان.

صُدمت ليتيشيا بهذا الفعل، فترنحت وكادت الصحن الذي تمسك به أن يسقط.

بعد أن فكت ليتيشيا نفسها من يد داميان، دفعتها المرأة حتى سقطت أرضًا.

وسقط الطبق الذي كانت تحمله على الأرض، وتناثر الطعام من الصحن على ملابس ليتيشيا.

صدم داميان من تصرف المرأة.

"ما الذي فعلته!" صاح داميان بصوت عال.

"هي تحاول إغوائك، استحقت ما حدث!" قالت المرأة بسخرية وهي تنظر إلى ليتيشيا بعدم رضا.

"أنت تتجاوزين الحدود!" صاح داميان غاضبًا.

ثم جثا داميان على ركبتيه ليساعد ليتيشيا.

لكن ليتيشيا بسرعة صدت يد داميان، ورأى جيري تلك الحركة.

غمره شعور أقوى بأنه ليس كل زواج يبدو على طبيعته كزوج وزوجته.

لابد أن هناك شيئًا يجعلهم يتظاهرون بأنهم زوج وزوجته.

أخذ جيري المبادرة لمساعدة ليتيشيا على الوقوف، ممدًا يده ليمسك بيدها.

"تعالي سأساعدك!" قال جيري برقة لليتيشيا.

فجأة، تصدى داميان ليد جيري.

"هي زوجتي، لا يحق لك التدخل في شؤون أسرتنا!" قال داميان بحزم.

"حقًا؟ إذا كانت ليتيشيا زوجتك.. لماذا تمسك بيد امرأة أخرى أمام زوجتك الخاصة؟ وتداعب امرأة أخرى أمام زوجتك؟" قال جيري وهو يبتسم بسخرية.

"لقد رأيتك منذ قليل وأنت تتمادى مع تلك النساء، ولا تشعر بالاستياء ولو قليلاً من احتضانهن لك، فاستنتاجي أنكما لستما زوج وزوجة يحبان بعضهما حقًا!" قال جيري مرة أخرى.

ثم ساعد جيري ليتيشيا لتقف.

"لا تلمسها!" صاح داميان محاولًا إزاحة يد جيري التي تمسك بيد ليتيشيا.

"عذرًا سيدي، اعتنِ بحبيباتك، فلن يسرهن أن تعيرني انتباهك!" قالت ليتيشيا متهربة من يد داميان التي حاولت مساعدتها، "سأعود للمنزل أولًا، استمتع بوقتك معهم، معذرة!"