4 الفصل

بعد أن ساعدت ليتيسيا العمة لينا في المطبخ، ذهبت لتنظيف الفوضى التي أحدثها داميان الليلة الماضية.

تجمعت الأحجار المكسرة المتناثرة في مكان واحد، وكنست بقاياها التي تحولت لشظايا صغيرة.

سمعت مرة أخرى صوت صراخ يأتي من داخل القصر، لكن ليتيسيا لم تعره انتباهًا.

واصلت عملها بجهد، دون أن تتأثر بذلك الصراخ.

قالت جانيت التي جاءت مسرعة نحو ليتيسيا وبدا على وجهها الخوف الشديد: "الآنسة ليتي... السيد داميان يستدعيك!"

توقفت ليتيسيا عن عملها، ووضعت المكنسة جانبًا وخلعت قفازاتها.

"ماذا يريد مني؟" سألت ليتيسيا دون أن تظهر مخاوف.

"لا أعلم، الآنسة... السيد داميان يأمرك بالصعود إلى غرفته!" قالت جانيت وما زالت تشعر بالقلق.

غرفة؟ شعرت ليتيسيا بالضيق لمجرد سماع كلمة غرفة، فلم تشعر بأي رغبة يومًا في دخول غرفة داميان.

"لماذا يستدعيني إلى هناك؟" سألت ليتيسيا وهي مترددة في مغادرة مكانها.

"ربما لتنظيف الغرفة" قالت جانيت.

عادة ما تقوم جانيت ودونا بتنظيف الغرف، لا هي.

سمعت صوت الصراخ مجددًا يأتي من داخل القصر.

"أسرعي يا آنسة! لئلا يثور السيد داميان مرة أخرى!" صاحت جانيت مضطربة.

باضطراب ليتيسيا تتجه نحو الداخل، وهي تعزم على البقاء هادئة وعدم الشعور بالخوف.

"إذا تجاوز حدوده، سأركله في مكانه الحساس"، هكذا فكرت ليتيسيا.

سمعت صوت ارتطام آخر من الطابق العلوي، وصعدت ليتيسيا الدرج وهي تتَّسم بالحذر.

بدا داميان لم يستحم بعد، مرتديًا ثياب نومه، وتبدو ملاءمته فوضوية.

نظر داميان إلى ليتيسيا التي صعدت إلى الطابق العلوي.

"لماذا تأخرتِ؟ إنكِ كالحلزون!!" صرخ داميان بصوته الباريتوني الجهوري، وبدا مخيفًا جدًا.

رأت ليتيسيا امرأة جميلة تقف ليست ببعيد عن داميان، كانت تلك السيدة تبدو خائفة بشدة.

"أسرعي ونظفي غرفتي!" صرخ داميان مرة أخرى.

تقدمت ليتيسيا مترددة نحو غرفة داميان.

"بسرعة!!" صرخ داميان بصوت أعلى.

"حسنًا، يا سيد!" قالت ليتيسيا وهي تسرع خطوتها إلى داخل غرفة داميان.

بمجرد أن دخلت ليتيسيا الغرفة، دخل ذلك الرجل المتغطرس خلفها.

باااام!!

أغلق الباب بقوة شديدة.

قفزت ليتيسيا من مكانها خائفة لسماع ذلك الإغلاق، كاد قلبها يتوقف.

"أسرعي ونظفي، لا تقفي مذهولة!" صرخ داميان مجددًا.

رأت ليتيسيا الغرفة في حالة فوضى، كانت أغطية السرير والوسائد متناثرة كأن أحدهم قد سحبها من مكانها وألقاها عشوائيًا.

كان نور النوم الجانبي ملقى على الأرض ومحطمًا، كذلك صورة كبيرة مؤطرة محطمة على الأرض.

كانت شظايا الزجاج تنتشر على الأرض.

كانت بحاجة للقفازات للتعامل مع تلك الشظايا.

دخل داميان إلى الحمام، وأغلق بابه بقوة.

بمجرد أن دخل داميان الحمام، أتيحت الفرصة لليتيسيا لأخذ القفازات وسلة النفايات لوضع الزجاج فيها.