20 الفصل

"ها-ها-ها، يبدو أن صديقك غير وفي، لو كنت مكانك لبحثت عن صديقٍ آخر، ولو كان قبيحاً أو غبياً أو فقيراً، المهم أن يكون وفياً في مثل هذه الأوقات" قال فرزو وهو يقدم النصيحة.

"على الأقل يمكن اعتباره مصدراً للمال" أجاب إيان.

"يبدو أنك لا تختلف عن العلق، لكنني بالطبع لن أتركك هكذا، يجب أن تتلقى عقابك" قال فرزو وهو يبتسم شراً.

"هي! ماذا تنوي أن تفعل!" صرخ إيان محاولاً تحرير يده من قبضة فرزو التي كانت تمسك بياقة قميصه، لكن قبضة فرزو كانت أقوى بحيث لم يستطع تحرير نفسه.

اقترب فرزو من حقيبة إيان وفتحها ليتفقد محتوياتها.

"أعد لي حقيبتي!" صرخ إيان وهو يحاول استعادتها، لكن فرزو منعه. ابتسم فرزو لأنه وجد شيئًا، وهو جهاز بي إس ثمين، اقتناه بطريقة أو بأخرى من يون بعد أن قام بكل شيء بما في ذلك توصيل الطلبات ليون، والعمل معه في بيته لمدة أسبوع كمساعد حتى وإن كان لديه خادم.

"لا تأخذه، أعده!" صرخ إيان وهو لا يريد التخلي عنه، حاول استرجاعه ولكن دون جدوى، رمى فرزو بحقيبة إيان بعيداً وأخذ جهاز البي إس فيتا مبتسمًا.

"فرزو، الرجاء أعده!" صرخ إيان وهو يتبع فرزو حتى دخل الفصل الدراسي.

"فرزو، من فضلك أعده" قال إيان وهو يتوسل. ابتسم فرزو وجلس على مقعده ورفع قدميه على الطاولة. نظر يون ومل إلى الموقف باستغراب شديد.

"ماذا يحدث مع إيان؟" همس يون.

"كيف لي أن أعلم؟" أجاب مل مرفعاً كتفيه.

"يمكنني أن أعيد لك هذا الجهاز، لكن بشرط" قال فرزو وهو ينظر إلى يون ويبتسم. نظرت بقية الفصل إلى فرزو وشعروا بالدهشة من تغير سلوكه الذي بدا شجاعاً فجأة.

"ماذا بفرزو؟ هل أخطأ في تناول دوائه؟ ليس هو كالمعتاد" قالوا بهدوء.

"صحيح، لقد شهدت تغيراً كبيراً في الأيام الأخيرة" همس الآخرون.

"ما هو الشرط؟" سأل إيان وهو مليء بالأمل كي يعيد فرزو اللعبة في أسرع وقت.

"حسناً... خُنهم، وسأعيد لك لعبتك" قال فرزو وهو يبتسم.

نظر إيان نحو يون ومل، رأى وجوههم الجامدة. لاحظ أن يون غمز بعينه اليمنى وهذا جعل فرزو يدرك أنهم سيتظاهرون فقط، وبعد استعادة اللعبة سيعودون للصداقة كالمعتاد.

"لا، لا، أريدك أن تضربهما حتى يصبحا مثل الكدمات كما ضربتني أنت ويون في ذلك الزقاق المسدود" قال فرزو.

كان ذلك شيئاً لا يمكن تصوره، فقد كان الضرب حينها شديداً، وإذا فعل ذلك فسيخسر صداقة يون الذي تعتبر اللعبة كنزاً ثميناً وهو لم يلعبها بعد ويون اشتراها له حديثاً. إذا تخلى عنها فلن يتمكن من الحصول عليها مرة أخرى لأن سعرها خمسة ملايين.

هنا وضع وفاء إيان على المحك.

"يون، إذا كنت وفياً لك، هل ستشتري لي واحدة أخرى؟" سأل إيان ناظراً إلى يون وأمل في أن يقول نعم.

"أين لي بالمال، لقد أنفقت عشرة ملايين من أجلكما، فأنتما صديقاي، عليك أن تحاول استرجاعها بنفسك" قال يون.

نظر إيان إلى فرزو بصرامة، لا يزال يتذكر كيف ضرب فرزو آنذاك. انقض إيان على فرزو وقام فرزو بحمل إيان ورميه على الأرض. كان ذلك مؤلماً للغاية.

حاول إيان الوقوف وأمسك بياقة قميص فرزو محاولاً لكمه، لكن المعلمة دخلت الصف.

"إيان، ماذا تفعل؟" سألت المعلمة. أفلت إيان مرغماً يده من ياقة قميص فرزو.

"هل أردت ضرب فرزو؟ تتظاهر الآن بأنك أصبحت بطلاً؟ هذه المرة سأعطيك تحذيراً أولاً. لكن إذا كررت فعل هذا مرة أخرى ورآك أي من الأساتذة فسأدعو والديك" هددت المعلمة.