19 الفصل

كلما تقدمت في المستويات، ازدادت صعوبة المعارك، وأصبح الخصوم أقوى.

"هواااااام …." فرزو شعر بالنعاس إذ كانت الساعة قد بيّنت الحادية والأربعين دقيقة بعد التاسعة مساءً.

"قد تأخر الليل، عيناي أيضًا تأذيتا من النظر المطول إلى شاشة الحاسوب، يجب أن أشتري نظارات غدًا." تحدث فرزو وهو يغادر حسابه في اللعبة ويغلق جهاز اللابتوب. ثم استلقى على الفراش برفقة سيموت وتشوموت.

***

ومع حلول الصباح حيث يجب عليه الذهاب إلى المدرسة، لكنه لم يكن يرتضي أن يترك سيموت وتشوموت وحيدين في البيت، لكن كان عليه أن يفعل ذلك، فالمدرسة لا تسمح باصطحاب الحيوانات الأليفة.

أخذ فرزو الطعام ثم صبه في الطبق، وأفرغ كمية وافرة كي لا يجوعا عندما يعود فيما بعد.

"تناولا الطعام جيدًا يا رفيقين، لا تتشاجرا وعيشا بانسجام." قال فرزو وهو يداعب حيوانيه الأليفين.

"مع السلامة، سأذهب الآن." لوّح فرزو بيده وغادر الغرفة التي يستأجرها، أغلق الباب خلفه وقام بقفله.

صعد فرزو على دراجته النارية وشق طريقه في شوارع المدينة.

أثناء الطريق، لفت نظر فرزو بائع غادو-غادو الجوال. لم يستطع أن يقاوم نهمه فتوقف عند البائع.

"لاه، غادو-غادو واحد، أرجوك." طلب فرزو.

"انتظر قليلاً." قال البائع مأخوذاً طبقًا ووضع الطعام عليه.

"تفضل." قدّم الرجل الطعام إلى فرزو، فجلس فرزو مرتكزًا على ركبتيه إذ لم تكن هناك مقاعد. بدأ في تناول الطعام حتى إنتهى.

"كم الثمن؟" استفسر فرزو ممدًا الطبق الفارغ.

"عشرة آلاف."

نقب فرزو في جيبه حيث كان لا يزال يملك تسعمائة ألف.

"خذ هذا النقد، احتفظ بالباقي. أرجو أن يكون رزقك سهلاً." قال فرزو معطيًا مائة ألف للرجل.

"شكرًا جزيلاً لك." قال الرجل وهو يأخذ المال بكلتا يديه ويقبله.

شعر فرزو ببهجة فتبرع للرجل بثلاثة أوراق نقدية حمراء أخرى، فقد حصل عليها من هزيمة أحد الطلاب الأكبر سنًا في اليوم السابق، إذن ليس بخسارة أن يمنحها لمن يحتاجها.

"شكرًا، شكرًا جزيلاً لك." بكى الرجل.

"العفو، معذرةً فأنا مضطر إلى الذهاب." ارتقى فرزو دراجته وانطلق نحو المدرسة.

عندما كان يبعد عن المدرسة بضعة أمتار، فجأة اعترض طريقه طالب أكبر سنًا الذي كان قد هزمه فرزو بالأمس.

نزل فرزو من دراجته مبتسمًا.

"ها قد جئتم مجددًا، ألم تكن لكمة الأمس كافية؟" تساءل فرزو وهو يضع يديه على خاصرته.

كان لدى الأربعة من الطلاب الأكبر سنًا رؤوس ملفوفة بالضمادات وآخرون يضعونها على أذرعهم.

"هذا...هل يمكن أن تعيد لنا المال الذي أخذته أمس؟" سألوه بخوف وتردد.

"للأسف، لقد نفد المال. لكن لا تقلقوا، فقد أنفقته في أمر جيد. شكرًا لكم على المال." قال فرزو وهو يصفق على أكتافهم. عاد إلى دراجته وانطلق متجاوزًا إياهم جميعًا.

لم يستطع الطلاب إلا التحديق به وهو يبتعد، ولم يجرؤوا على مواجهته خشية التعرض للضرب مرة أخرى.

"ألنظر، منذ متى امتلك فرزو دراجة نارية؟" تساءل أحد زملاء الصف أثناء مروره.

"نعم، ألم يكن يعمل فقط كراعي للأغنام طوال الوقت، كيف من الممكن أن يكون قد وفر ما يكفي ليشتري دراجة؟" أضاف آخر.

"ربما كان يدخر، أو ربما باع ذلك الخروف لسيده؟" تكهنوا.

"حشش … إذا باع خروف سيده، سيُكتشف أمر شرائه للدراجة، وبالتأكيد سيُطرد." رد زميلهم.

"ربما منحه سيده خروفًا وباعه ليشتري دراجة."

"هذا أمر يُحتمل."

تتبع يون وآخرون فرزو ورأوه يركن دراجته. ثم اتجه فرزو نحو صفه.

"هيا، دعونا نتلف دراجته." قال يون.

تسللوا بهدوء واقتربوا من دراجة فرزو. وعندما كان إيان على وشك غرز مسمار في الدراجة، ظهر فرزو وأمسك بياقة قميص إيان ورفعه.

"ماذا كنت تنوي فعله؟" سأل فرزو ما جعلهم ينتفضون في الخوف. يون ومول اندفعا يجريان مهرولين تاركين إيان وراءهم.

"هيه! لا تهربا، لا تتركاني!" نادى إيان.