11 الفصل

[يستجيب النظام: وليس كل الناس، يا سيدي، هناك من يتحول إلى مهمة، وهناك من لا يفعل، ولكن عليك أن تقوم بأمور مفيدة لأنك حصلت على فرصة ثانية للحياة]

"هم ... إذًا تقصد أنني متّ أمس؟" استفسر فِرْزو وقد توقف فجأة.

[كدت تموت، إذا تأخرت المساعدة، ربما لم تكن حياتك لتُنقذ]

"هكذا إذًا، شكرًا لأنك أنقذتني،" قال فِرْزو وهو يعاود دفع عجلته نحو بيته.

بعد وصوله إلى البيت، أدخل فِرْزو دراجته إلى غرفته المستأجرة، ولا ينسى - لأن الدراجة جديدة - أن يمسحها جيدًا ليخلصها من الغبار العالق بها.

أشعل فِرْزو حاسوبه المحمول ثم بدأ يشغّل الموسيقى كرفيق لنومه، لأنه ليس لديه صديق آخر.

لم يكن هناك من يحبه في المدرسة، كانوا دائمًا يسخرون منه، وعلى الرغم من ذكاء فِرْزو، كانوا يأتون إليه فقط عندما كانوا بحاجة إليه، ثم يتظاهرون بأنهم لا يعرفونه. كانوا يطلبون منه أداء الوظائف ويأمرونه بتدوين الملاحظات من دفاترهم، مما جعل فِرْزو لا يُدوّن ملاحظات لنفسه. ومع ذلك، كان يفضل الاستسلام ولطف قلبه، ولكن لم يظهر أحد الرغبة في التحالف معه، كانوا يستمرون في التجافي عنه.

دوت أصوات الدراجات النارية في الصباح معلنةً وصوله. شعر بأنه قد نام جيدًا الليلة الماضية، وهو أمر غير معتاد، إذ كان يستيقظ عادة منتصف الليل خائفًا من أن تُسرق الماعز التي يرعاها لصاحبه. ولكن كل ذلك بات الآن ذكريات، فالمال الذي يكسبه في يوم يكفيه لمدة خمسة أشهر من العمل، وهو أمر لم يكن يقدمه له صاحب العمل.

استيقظ فِرْزو وسارع بالذهاب للاستحمام، ثم تغيير ملابسه. أخرج دراجته وبدأ يقودها على جانب الطريق. كانت الرحلة ممتعةً للغاية.

فور وصوله إلى المدرسة، ركن فِرْزو دراجته في موقف الدراجات، حيث كانت دراجته لوحدها والباقي كانوا يقودون الدراجات النارية والسيارات.

تجهم يون، متى كان فِرْزو يمتلك المال ليشتري دراجة؟ أكان يدخر كل هذا الوقت؟

بعد أن ركن دراجته، دخل فِرْزو إلى فصله.

"انظروا، لديه دراجة جديدة، ما رأيكم إذا تلفنا دراجته؟" اقترح يون.

"فكرة جيدة،" أيد مول بتأييد. واتجهوا الثلاثة نحو دراجة فِرْزو، ثم فتحوا ********\* الهواء وأخرجوا الهواء من كلا العجلتين.

على الرغم من وجود طلاب آخرين يركنون مركباتهم ويراقبون ما يفعله يون، اختاروا الصمت أو سيكونون هم أيضًا ضحايا لتبعات ذلك.

يُعد يون من الأطفال الأشقياء، وعلى الرغم من ارتكابه أخطاء صغيرة، إلا أنه سيرد عليها، فما بالك بالأخطاء الكبيرة، فسيردها بمضاعفة. وبما أنه ابن عائلة غنية، فإن والده أيضًا لا يهتم بما يفعله ابنه، لأنه قادر على حل المشاكل بالمال.

راحوا يضحكون فرحين، ولم ينسوا أن يركلوا الدراجة ثم يدوسوا على دعاسة الدراجة حتى تنحني.

"سأتخلص منك حتى تغادر المدرسة،" قال يون راضيًا بعد أن أتلف دراجة فِرْزو. ثم دخلوا إلى الفصل ضاحكين وألقوا نظرة صوب فِرْزو.

"أيها الفقير الراعي للماعز، تبدو سعيدًا؟" سأل يون بابتسامة ساخرة.

"ليس شأنك!" أجاب فِرْزو بشكل حاد، ثم تركّز في هاتفه.

"اللعنة! كيف تجرؤ على التحدث بتلك الخشونة، أتريد الضرب؟" تقدم يون نحو فِرْزو ثم طوح بياقة قميصه، ولكن فِرْزو مسك يد يون واستعدّ للانقضاض عليه.

ومع ذلك، فجأة دخلت المعلمة، فأرخى يون ياقة قميص فِرْزو.

"أنت محظوظ الآن، انتظر حتى نهاية اليوم الدراسي،" هدّد يون ثم عاد إلى مقعده.

"هف! كان ينبغي أن أقول ذلك، أنت الذي نجوت لأن المعلمة دخلت، وإلا لكنت انتهيت منك،" همس فِرْزو.

"حسنًا يا أطفال، يمكنكم تقديم واجباتكم إلى الأمام،" قالت المعلمة، وأظهر بعض الطلاب الاستياء لأنهم لم ينجزوا واجباتهم، في حين أن البعض الآخر أنجز الواجبات لكنهم لم ينهوها.

بما أنه انتهى من الواجب، سلّم فِرْزو كتبه إلى مكتب المعلمة وعاد إلى مقعده.

"انظروا، مرة أخرى فِرْزو يُقدّم واجباته أولًا، متى ستقومون أنتم بالمثل؟" قالت المعلمة بغضب.

"تفو! مرة أخرى فِرْزو، لا يطاق!" تذمر يون وهو يخمش جبهته وينظر إلى فِرْزو، لكن فِرْزو زاد ابتسامته.

"يا إلهي! منذ متى استطاع هذا الولد أن يبتسم، سأرى كيف سأجعلك تبكي لاحقًا!" قال يون منفعلاً ومحبطًا.