14 الفصل

في اليوم التالي، وبعد تحزيم حقائبهم، خرجت آلانا مع سكاي وهي تضم ذراعه بدفء. لكل من يراقبهما، بدوا كزوجين في غاية الانسجام مما يثير الحسد في النفوس. لكن ما لم يعرفه الآخرون، أنها ما إن دخلت المصعد، حتى انفلتت من احتضانه ووقفت على مسافة منه.

أما سكاي، فلم يبد عليه الاكتراث. بل واصل التقرب من آلانا كلما حاولت الابتعاد عنه، وكأنه يجد متعة خاصة في إغوائها، في جذب امرأة متعالية تبدو بمنأى عن اللمس.

قالت آلانا: "سكاي، إنها العاشرة صباحًا وأنا لا أريد الجدال معك." وحاولت دفعه بعيدًا عنها، لكنه كلما دفعته اقترب أكثر، حتى وجدت نفسها محشورة بينه وبين جدار المصعد.

"يا حبيبتي، نحن زوجان جديدان، يجب أن تلتصقي بي هكذا." وأخذ سكاي يضحك وهو يجذب رأس آلانا إلى صدره العريض.

"سكاي!" صرخت آلانا مطالبة بأن يتركها، ولكنه عانقها بإحكام أكبر حتى شعرت بالضيق.

قال سكاي بنظرة متفحصة: "يبدو أن الزواج منك أمر ممتع، لماذا لم نتزوج قبل ثلاث سنوات؟" وتبادلا النظرات في صمت، كل يغوص في أعماق مشاعر الآخر، كمشهد من مشاهد الأفلام الرومانسية حيث يقع البطل والبطلة في الحب. لكن هذا لم ينطبق على آلانا وسكاي، إذ ما لبثت أن عضت يده.

"أوه، لعنة!" صاح سكاي وهو ينظر إليها بحدة.

سألته آلانا وهي تبتسم بسخرية: "أمتعتك تجربة الزواج مني، أليس كذلك؟"

"أنتِ..." كاد سكاي أن يرد لكن الباب فُتح وخرجت آلانا دون انتظاره. "امرأة غريبة." وخرج هو الآخر من المصعد ليلاحظ أن آلانا قد عادت مرة أخرى بسرعة وضمت ذراعه.

أصبح جليًا أن أفراد العائلة متواجدون هناك، لأن الجميع يقيمون في نفس الفندق.

سألت ساندرا بخيبة أمل: "هل أنتما متأكدان من عدم رغبتكما بقضاء شهر العسل؟" كانت تأمل أن تحمل عروس ابنها في أقرب وقت.

أجاب سكاي بتنهيدة: "أمي، لقد ناقشنا هذا بالفعل."

أما ديزي وأنتوني فظلا صامتين، فمجرد موافقة آلانا على الزواج كانت مصدر سعادة لهما.

حذر أنتوني بنظرة شديدة: "اعتن بابنتي، فهي فخر عائلتنا. قد تبدو قوية، لكن قلبها رقيق وحساس، إذا أذيتها، ستندم!" فابتلع سكاي ووالديه ريقهم بصعوبة.

ابتسمت ديزي بتصنع وقالت: "لا تأخذ كلام زوجي على محمل الجد، إنه يمزح. أليس كذلك يا حبيبي؟"

أجاب أنتوني بحزم: "أنا جاد، جاد جدًا."

فابتلع أهل سكاي ريقهم مجددًا بصعوبة، في حين سحبت ديزي زوجها بعيدًا، لا تريد أن تكون آلانا أرملة في يوم زفافها بسبب تصرفات زوجها.

همست ألونا في أذن آلانا: "أود التحدث معك يا آل."

تبعت آلانا توأمها بعيدًا عن الجميع، وسألت باستغراب لدى رؤية ألونا تنظر إلى سكاي: "ما الأمر؟"