10 الفصل

بعد تعارف ألانا مع عائلة دوايت، لم يعد الاثنان يلتقيان أو يستفسران عن أحوال بعضهما البعض إلى أن مضت أسبوعاً كاملاً. تجدد اللقاء بينهما عندما أحضرت ألانا سكاي مع السيد دوايت والسيدة ساندرا إلى منزلها لمناقشة ترتيبات زفافهما.

"أل، هل أنت متأكدة من أنكِ ستتزوجين بسكاي؟" تساءلت ألونا، مؤشرة بذقنها نحو الشاب الوسيم ذو ملامح الوجه الحازمة. كان يجرب الزي الذي سيرتديه في يوم الزفاف مع ألانا. نعم، كانت ألونا ترافق شقيقتها التوأم في تجربة فستان الزفاف. "أليس سكاي قد تحرش بألينا من قبل، وإذا لم أكن مخطئة فقد أحبها أيضاً، أليس كذلك؟" استفسرت ألونا بفضول.

كانت العائلة الكبيرة في الحقيقة سعيدة للغاية عندما أعلنت ألانا أنها ستتزوج قريباً. لكن عندما علموا من هو خطيبها، شعروا ببعض الصدمة. لقد كان من المعروف أن سكاي قد اقترب من فينوس، وبيبي، وحتى من ألينا، مع أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل.

"لا أنا غير متأكدة"، أجابت ألانا لكن ذلك كان في سرها. "سواء كنت متأكدة أم لا، يجب ألا يكون هذا شأنكِ، أليست الحقيقة أنكم جميعاً تريدون لي أن أتزوج بسرعة؟" قالتها بسخرية.

"نعم، ولكن أل، ألا تخافين إذا كان سكاي ما زال يحب فينوس، أو بيبي، أو حتى ألينا؟ لا أريد أن تلقين مصيراً كمصير ألينا، أن تتزوجي برجل يحب امرأة أخرى."

تنهدت ألانا. "لا يهمني إن كان ما زال يحبهم أم لا، حتى لو أردتِ الاقتراب منه، لا يهمني." لم تكن تلك الكلمات بلا سبب. فمنذ أن جاء سكاي إلى قصرهم للتعرف على السيدة ديزي والسيد أنطوني، بدت ألونا مهتمة بسكاي، ربما حتى منذ المرة الأولى التي التقته فيها خلال حفل زفاف أبيان وألينا.

"أأنتِ جادة؟ من المستحيل أن أقترب من رجل سيكون أخي بالزواج." ردت ألونا بغضب.

لم تأبه ألانا لغضب ألونا، وذلك لأنها لا تزال تشعر بالمرارة نحو أختها التي تسببت في نوم أبيان مع ألينا. لم يكن السبب أن ألانا لا تزال تاسف على علاقتها العاطفية الفاشلة مع أبيان، بل لأنها لم ترتضي الأسلوب الذي استخدمته ألونا لجمع ألينا وأبيان معاً، وكأن أختها لا تهتم بمشاعرها.

"تفضلي يا آنسة، اتبعينا." أنقذ خطاب الخادم في البوتيك ألانا من شرودها.

توجهت على الفور إلى غرفة القياس لتجربة فستانها، متجاهلة سكاي الذي كان منشغلاً لدرجة أنه لم يعرها النظر منذ البداية.

"واو.. كم هي جميلة خطيبة ابني."

نظرت ساندرا إلى ألانا بإعجاب شديد، وكذلك فعلت السيدة ديزي وألونا. أما سكاي، فكانت نظراته لألانا غامضة.

"سكاي لم الصمت؟ تعال إلى هنا!" سحبته ساندرا ليقترب من ألانا.

وهكذا وقف سكاي وألانا جنباً إلى جنب، ينظر كل واحد منهما إلى الآخر أحياناً.

"لماذا تصر على إقامة حفل زفاف فخم للغاية؟" همست ألانا بضيق. نعم، منذ أسبوع مضى، اتشحت بالرغبة في الاعتراض لأن عائلة دوايت كانت تعد لحفل زفافهما هذا بتفاصيل فارهة، مع العلم أن الزواج المزمع إقامته سيستمر تسعة وتسعين يوماً فقط.

"أنا من عائلة مرموقة، وكذلك عائلتكِ؛ سيكون حديث الناس إذا تزوجنا ببساطة." رد سكاي بهمس.

صمتت ألانا، لا ترغب في الجدال لأن ما قاله سكاي كان له بعض المنطق. لكن عند تفكيرها مرة أخرى، ألن يصبحون حديث الناس أيضاً عندما يطلقون لاحقاً؟ إذ أن زواجهم سيستمر لتسعة وتسعين يوماً فحسب.

"لكن يا سكاي —"

"ماذا تتساوسان عنه هناك؟ لماذا الهمس؟" سألت ديزي وساندرا أيضاً.

"لا شيء يا أمي، نحن فقط نتفاوض حول عدد الأطفال التي سننجبهم." أجاب سكاي بارتجال دون أن يقدر رد فعل ألانا المتفاجئ.

"أوه، هذا لا يحتاج إلى تفاوض، يجب ومن الضروري أن تنجبوا الكثير من الأطفال." ابتسمت ساندرا بسعادة. "على الرحب والسعة كل عام إنجاب ألانا ووضعها،" إذ أرادت ساندرا أن يصبح منزلها مليئاً بالحركة والنشاط وليس خالياً كما هو الآن لأنها ليس لديها سوى طفل واحد.

"أمي، أتريدين أن تتحول ألانا إلى قطة تلد كل عام؟" قال سكاي.

ضحك جميع الحضور في الغرفة، باستثناء ألانا التي كانت تكافح بشدة لكبح جماح دموعها وسط هذا الحديث عن الأطفال.