8 الفصل

بعد لقائه بألانا، اتصل سكاي بإريك مباشرة للحصول على رقم هاتف ألانا وجميع المعلومات عنها. إذ كان يريد جعل ألانا عاجزة عن الحراك لضمان استمرار تنفيذ الاتفاق الفجائي الذي عقداه والذي يحمل عنوان "زواج التسعين يوماً".

"أخيراً عدت يا سكاي، لقد اتصلت بي ألانا وأخبرتني أنها لن تتمكن من الحضور بسبب مريض يتوجب عليها إجراء عملية جراحية فوراً" فسرت ساندرا لدى رؤيتها لابنها.

اكتفى سكاي بالابتسام وهز رأسه ضاحكاً رداً على كلام أم ساندرا. كان لا يزال يعيش حالة من عدم التصديق لحظة الصدف الغريبة التي جمعته بألانا ريكاردو، والاختلاط الذي حدث بسبب تطابق الأسماء.

"هاي، لماذا تبتسم هكذا؟ غريب أمرك." قالت ساندرا وهي تشعر بقشعريرة لرؤية ابنها وهو يبتسم بطريقة غير واضحة السبب. "أوه نعم، لقد أعدت ترتيب لقائكما ليوم السبت هذا، ف-"

"ألغي اللقاء يا أمي"، عاود سكاي المشي باتجاه غرفته.

"ماذا؟ هذا مستحيل يا حبيبي" تبعته ساندرا أم الولد الوحيد لها. "إلى متى ستعيش وحيداً دون شريك حياة" قالت بغضب وهي لا تدرك أن سكاي قد توقف عن السير. "أين ذهب؟" التفتت ساندرا للخلف ونظرت إلى ابنها وهو يبتسم بابتسامة معبرة.

"أمي، جهزي حفل زفاف رائع في الخامس عشر من الشهر القادم."

"حفل زفاف لمن؟" سألت ساندرا بحيرة.

"لزفافي بالطبع" أجاب سكاي وهو يستأنف طريقه نحو غرفته، تاركاً ساندرا واقفة مصدومة في مكانها. "زفاف سكاي؟ هل ابني سكاي سيتزوج؟" همست لنفسها.

وفي اللحظة التالية، انفجرت ساندرا ضاحكة بفرح وهي تصرخ معلنة أن ابنها سيتزوج. كانت سعادتها عظيمة لدرجة أنها لم تعد تهتم بأي امرأة يختارها سكاي للزواج؛ جميلة كانت أم قبيحة، أرملة أم عزباء. المهم أن ابنها سيتزوج من امرأة ويمنحها حفيداً.

في المقابل، كانت السعادة تغمر عائلة دوايت لأن وريثهم العظيم على وشك الزواج. بينما كانت ألانا تشعر بالصداع منذ لقائها بسكاي قبل أسبوع. إذ كان الرجل يطاردها يومياً برسائل قصيرة، مذكراً إياها بتاريخ زفافهم المنتظر، وداعياً للقائها بالعائلة الكريمة دوايت. لم تكن تعلم من أين حصل على رقم هاتفها، ولكنها كانت تشعر بالإزعاج الشديد.

وها هي ألانا، وقد وجدت نفسها في منزل عائلة دوايت بعد أن خطفها سكاي بينما كانت في طريقها إلى العودة لشقتها.

"واو.. يا لجمال خطيبة ابني" استمرت ساندرا في النظر إلى المرأة التي اختارها ابنها. تلك المرأة التي كانت تحمل اسم ألانا، كما الاسم الذي كانت ساندرا تنوي تزويجه لابنها. كلتاهما تشتركان في مهنة الطب، لكن الفارق كان أن ألانا ريكاردو طبيبة نساء وتوليد، في حين كانت خيار ساندرا طبيبة جراحة.

ومع أن ألانا الممدوحة ابتسمت بجمود، كيف لا وهي تشعر بالتوتر منذ وصولها وأولياء أمور سكاي لا يفارقهما النظر إليها كأنهما خائفان من أن تغمض أعينهما فتختفي.

"أمي.. أبي، لا تتصرفا هكذا. المسكينة ألانا ستخاف منكما" صاح سكاي في والديه.

على إثر ذلك، سارع الوالدان دوايت إلى تحويل نظرهما، إذ لم يرغبا في إخافة ألانا وتسببها في إلغاء الزواج من ابنهما.

"سأصطحبها في جولة حول القصر"، قال سكاي وهو يمسك بيد ألانا ليتحدث معها بشأن أمر ما.

وهكذا وجدت ألانا نفسها مضطرة لمتابعة سكاي، الذي أخذها إلى الحديقة الخلفية، في مكان يتسم بالرحبة مع قصرٍ شامخ في بهائه وفخامته. لم تكن ألانا تتخيل أن سكاي يأتي من عائلة مرموقة وذات نسب نبيل، فقد كان كل ما تعرفه عنه أنه مجرد رجل أعمال وشريك تجاري لأبيان أتماجايا في مجال المجوهرات.