17 الفصل

دبي.

بعد رحلة استمرت أكثر من ثماني ساعات، مع توقف واحد للترانزيت. وصلوا أخيرًا إلى دبي. وصلوا إلى واحدة من أغنى المدن على وجه الأرض، التي تقع في شبه الجزيرة العربية، على وجه الدقة في خليج الساحل الفارسي.

المدينة الأكبر في الإمارات العربية المتحدة، المعروفة بناطحات السحاب الكثيرة التي تسيطر تقريبًا على كل مناطقها، تُعرف أيضًا بأنها نجمة السياحة في الشرق الأوسط التي تقدم جمالًا فائقًا وفخامة عالمية.

صف من الأبنية الشاهقة الفاخرة والملفتة للنظر مع سماء زرقاء كاللوحة الفنية، مشهد قد لا تجده في أي دولة أخرى سوى في دبي.

"هل نذهب مباشرة إلى الفندق، أم ترغبين بالتجول أولاً؟" سأل ماريو، وهو ينظر إلى وجه كايلين الجميل الذي بدت عليه السعادة.

"أفضل أن نتجه إلى الفندق."

لم تختر كايلين الذهاب مباشرة إلى الفندق دون سبب، إذ كانت تعلم أن لدى ماريو لقاءً هامًا مع عملاء أعماله أثناء حديثهما في الرحلة. على الرغم من أنها كانت ترغب في استكشاف جمال وفخامة دبي التي بدت واضحة في كل زاوية، إلا أنها كانت واعية بأنها يجب أن تتصرف بنضج أكبر وألا تعمل ما يحلو لها إن لم ترغب في خسارة ماريو.

"حسنًا إذًا،" فتح ماريو باب السيارة لكايلين.

لكن عندما كادت كايلين تصعد إلى السيارة، تجمدت في مكانها عند رؤية سيارة أخرى فاخرة توقفت بالضبط خلف السيارة التي كانت على وشك الركوب فيها.

سيدة بملامح جميلة تتميز بمزج آسيوي أوروبي بقامة واضحة، وبشرة نقية، وأنف مستقيم وشعر داكن اللون، خرجت من السيارة متجهة نحوهم. ولكن الأدق قولًا أنها تجه نحو أليكس. "انتظر لحظة! هل هي ترى جيدًا؟" التفتت المرأة عن يمين أليكس وعانقت ذراعه بودِّية ملحوظة.

"سيدتي، لقد انتهى دوري هنا، من الآن فصاعدًا سيعتني بوبي بكِ."

"ماذا-؟" كايلين التي كانت لا تزال مصدومة بما حدث، تلعثمت غير قادرة على الكلام بينما أليكس انحنى مودعًا قبل أن يذهب.

كل ما استطاعت فعله كايلين الآن هو أن تراقب أليكس وهو يصعد إلى السيارة نفسها مع تلك السيدة الجميلة.

"كاي، هيا!" التفت ماريو إلى امرأته على وشك الاقتران بها لتلحق به داخل السيارة.

بوبي، الذي أُوكِلت إليه مهمة حماية الآنسة كايلين، صعد هو الآخر إلى نفس السيارة بلا كلمات كثيرة.

طوال الطريق إلى الفندق، بقيت كايلين صامتة تفكر في من تكون تلك المرأة التي ذهبت مع أليكس. وما هو الأمر الأهم من حمايتها الذي يُعنى به أليكس حتى يذهب مع تلك المرأة الجميلة.

"هل هي تلك السيدة، أم الطفل الذي ظهر في الهاتف في تلك المرة؟ يعني ذلك أن المرأة هي زوجة أليكس؟"

كل تلك الأسئلة تدور في ذهنها كخيوط معقدة ليس لها نهاية.

"كاي..." أمسك ماريو بيد كايلين، عندما لاحظ انشغالها في تفكيرها منذ فترة. "هل أنتِ بخير؟"

"نعم، أنا بخير. لماذا؟" اضطرت كايلين لتصنع الابتسامة رغم أن قلبها كان في غير محله من الراحة.

ابتسم ماريو ثم قبّل ظهر اليد التي كان يمسكها. "بعد أن أوصلك، عليَّ أن أغادر، ولكنني سآتي لأخذك على العشاء هذا المساء."

"حسنًا،" الآن، ابتسمت فمها ابتسامة عريضة حقًا عندما تلقت المعاملة الحنونة من ماريو. شعرت بسعادة غامرة لأن ماريو يعاملها بلطف ورقة، كايلين شعرت وكأنها مُتوجة ملكة. مشاعر مختلفة تمامًا عن معاملة أليكس الباردة تجاهها دائمًا، إلا عندما يشتركان في لحظات الحب.