8 الفصل

بعد أن شعرت كايلين بالخجل والغضب بالأمس بسبب تصرف ابن أخيها الذي كان ينادي أليكس بكلمة "بابا"، عادت هذه المرة معنوياتها مرتفعة وهي تشع بالسعادة. فاليوم كانت تخطط للقاء رجل أوصى به أخوها. الرجل الوسيم الذي عرفت أن اسمه ماريو لوالاتا وهو شريك تجاري لكينان ماير.

كانت كايلين قد استعدت تماما وخرجت من الغرفة بثقة كاملة، وهي تتذكر جميع استعداداتها.

...الظهور بمظهر جميل ومتألق ✓...

...رائحة عطرة ✓...

...محفظة ✓...

...هاتف جوال ✓...

كل شيء كان جاهزًا، لكنها توقفت فجأة عندما تذكرت شيئًا مهمًا جدا، شيئًا يشكل أكبر تهديد لها عند لقائها بالمرشحين المحتملين لها.

"ريكس ماير! يجب أن أتأكد من تأمينه أولا كي لا يزعجني". اتجهت كايلين نحو غرفة ابن أخيها. لكن الغرفة كانت فارغة ولم تجد أثرا لابن أخيها. قررت أن تبحث عنه في الأسفل ونزلت الدرج وهي تنادي على ريكس، لكن بسبب استعجالها وعدم انتباهها كادت أن تسقط لولا أن أمسك بها شخص ما في اللحظة الأخيرة.

"إياك!" كايلين فوجئت عندما علمت أن من أنقذها هو الشخص الذي لا ترغب في مقابلته أبدًا. "اتركني يا أليكس!" صرخت عندما أدركت أن خصرها محتجز بين يديه، وهي الآن تحته وهما وجها لوجه بشكل قريب جدًا.

"حسنًا!" أفلتها أليكس. وفي اللحظة التالية، سُمع صوت شيء يسقط بقوة وتأوهات وشتائم سيدة.

"لعنة! لماذا تفلت؟" كايلين التي سقطت على الأرض، حاولت النهوض وهي تمسح على مؤخرتها التي شعرت بالألم.

"ألم تطلبي مني ذلك؟"

"أنت...!" كايلين طقطقت بامتعاض. كيف يجرؤ هذا الرجل على تركها هكذا دون أن يساعدها على النهوض أولاً؟ "ماذا تفعل هنا أصلاً؟"

لقد كان أليكس منذ ذلك الحين في الغرفة في انتظار كايلين، فقط يتنهد بعمق. لم يكن يرغب في التواجد في قصر ماير، وخاصة انتظار سيدة غير معروفة مثل كايلين. لكن ليس أمامه خيار آخر، فهو يحتاج للتصرف بمهنية وتحمل مسؤولياته كحارس شخصي لها.

في الحقيقة، عندما اتصل أليكس بكينان البارحة ليخبره أن كايلين لا تريد أن يحرسها، أصر الرجل على أن يستمر أليكس في حمايتها. حتى السيد بوي أربيتو لم يقبل استقالته من هذه المهمة، مما أجبر أليكس على مواصلة عمله على مضض.

"هيا.. أجبت عن سؤالي، ماذا تفعل هنا؟" كررت كايلين سؤالها بشيء من الغضب. والآن، تدهورت معنوياتها على الفور عندما رأت وجه أليكس البارد.

"أنا في مهمة،" أخرج أليكس هاتفه من جيب سترته.

"مهمة؟" عقدت كايلين حاجبيها بنظرة حائرة. "ألم ننهِ شؤوننا بالأمس؟ ألم تكن—" توقفت عندما قدم أليكس الهاتف لها.

"السيد كينان يرغب في التحدث إليك."

شعرت كايلين بالامتعاض وهي تقبل هاتف أليكس وتستمع لصوت كينان.

"أخي، لا أرغب في وجود حارس شخصي."

"عليك بقبول ذلك، ولا مجال للجدل! إذا لم تفعلي، سأقوم بحجب كل بطاقاتك المصرفية،" قال كينان من خلال الخط الهاتفي.

"ماذا؟" صاحت كايلين مندهشة. إذا تم حجب كل بطاقاتها المصرفية، كيف ستتسوق إذًا؟ "أخي، كيف تجرؤ على ذلك؟" قالت بصوت حزين.

"كل هذا من أجل مصلحتك، الآن اذهبي، ماريو ينتظر."

"لكن أخي..." لم تتمكن من مواصلة احتجاجها، فقد انقطع الاتصال فجأة. في تلك اللحظة نظرت كايلين إلى شاشة هاتف أليكس حيث ظهرت صورة صبي صغير. "هل يكون قد تزوج؟ هل هذا ابنه؟" تساءلت في داخلها بخيبة أمل.

كيف لا تشعر بالخيبة بينما كانت تجد صعوبة في تجاوز مشاعرها تجاهه حتى أنها بكت عليه طوال شهر كامل. وأليكس من جانبه كان قد تزوج ولديه حياة سعيدة مع صبي صغير. من المفهوم الآن لماذا بعد انفصالهما لم يحاول أليكس حتى رؤيتها مرة أخرى، كأنه اختفى من على وجه الأرض.