لم تكن آريا تصدق أن ألدو قد حفظ نصها بالفعل، لكنها أيضًا لم ترغب في التحكم به، خاصةً أن وقت التصوير لا يزال بعيدًا.
والآن، عليها أن تجد شخصًا مناسبًا لدور البطولة النسائي.
"أليس هناك ممثلة مشهورة ترغب في الانضمام إلى هذا المشروع؟ ألا يعني ذلك أننا لن نحتاج إلى القيام بعملية اختيار الممثلين." سأل ألدو بقليل من الحيرة.
إن FGC شركة كبيرة تضم العديد من الممثلين والممثلات المعروفين، وقد شاركوا في العديد من الأفلام والمسلسلات تحت إشراف FGC.
لذا، استخدامهم للمشروع الجديد سيكون أسهل بكثير من الاضطرار لإجراء اختبارات الأداء التي يشارك فيها أشخاص هواة لم يظهروا في أي فيلم من قبل.
"للأسف، لا يوجد أحد يرغب في الانضمام لمشروعنا الجديد لأن سمعة فريقنا تدهورت منذ ذلك الحادث، لذلك علينا مرغمين البحث عن وجوه جديدة." قالت آريا بعد تنهيدة طويلة.
أومأ ألدو متفهمًا، يمكن القول إن فريقهم يكافح بشدة لإنجاز المشروع الحالي نظرًا لقلة الدعم من الممثلين والممثلات الآخرين.
"إذا كان الأمر كذلك، دعني أساعدك في اختيار الشخص المناسب." قال ألدو ثم جلس بجانب آريا.
أومأت آريا موافقة وانتظرت وصول المتقدم التالي.
كانت هذه فرصة جيدة للناس للانضمام إلى شركة FGC. بعد أن نشرت آريا أنباء عن الاختبارات التي ستجريها على وسائل التواصل الاجتماعي، تقدم الكثير من الناس للتسجيل.
لم يكن الجميع يرغبون في تفويت هذه الفرصة الرائعة للنجاح تحت رعاية شركة ضخمة مثل FGC.
لذا، في غضون بضع ساعات فقط، سجل أكثر من 5000 شخص في الاختبارات نظرًا للمتطلبات البسيطة التي وضعتها آريا.
كانت المرأة التي تشغل منصب المنتج تأمل في اكتشاف موهبة عبقرية وسط هذه الجموع من الأشخاص العاديين، لكن الحقيقة بعد قضاء أسبوع في الاختبارات، كل ما وجدته كان مهرجًا.
كان على كل متقدم يشارك في الاختبارات أن يمر بسلسلة من الاختبارات أولاً ليتم قبوله، أحدها هي التمثيل وفقًا للنص الموجود في اقتراح التسجيل.
في لقطة تمثيلية واحدة استطاعت الإمساك بجميع أشكال التعبير الإنساني كالفرح، الحزن، الغضب، الخوف، الاكتئاب وغيرها.
إذا تمكن المتقدم من أداء كل ذلك بشكل جيد، فسوف ينجح ويحصل على دور البطولة النسائية في مشروع 'حب يزهر ليلة واحدة في فرنسا'.
لكن بعد مرور بعض الوقت، بدأ ألدو أيضًا يشعر بالملل من مشاهدة أداء المتقدمين السيء للغاية وغير الطبيعي.
لم تكن هناك أي مشاعر يُظهرونها في تعبيراتهم مما جعل ما يقومون بتمثيله يبدو فارغًا ومثيرًا للاشمئزاز.
"أنت أيضًا فشلت." قالت آريا، بينما كانت تشطب اسم امرأة أمامها.
كالعادة، رفضت تلك المرأة الاستسلام عندما تم رفضها وانتهى بها الحال مطرودة بواسطة رجال الأمن.
"مع هذه المهارات الضعيفة، ما زالوا يحلمون بالانضمام إلى FGC؟"
ازدرت آريا المتقدمين الرديئين ونهضت بكسل من مقعدها، "جدول الاختبارات لليوم انتهى، وكالعادة، لم نجد سوى الفاشلين..." قالت.
"هذا صحيح..." أضاف ألدو ونهض من مقعده، وهو يريد العودة إلى المنزل على الفور.
كان مللاً بشدة مما شاهده، ولم يستطع ألدو أن يتخيل كم كان شعور آريا طوال الأسبوع الماضي أثناء إدارتها لهذا النشاط الممل.
"ت-توقفوا، من فضلكم أعطوني فرصة لتجربتي مرة واحدة!"
سمع صراخ فتاة من عند الباب حيث يأتي المتقدمون مما تسبب في الارتباك قليلًا لآريا وألدو لأن جدول الاختبارات قد انتهى بالفعل.
"مرحبًا!! هل هناك أحد؟ عذرًا لتأخري لأنني علقت في الازدحام المروري، لذا أعطوني فرصة أخرى لأجري الاختبار لليوم، أرجوكم..."
توسلت المرأة من الجهة المقابلة بشكل مؤثر، لكن بدلاً من رد من ألدو وآريا، ما تلقته كان توبيخًا من رجل الأمن.
"هي! ألم تعرفي أن جدول الاختبارات اليوم قد انتهى؟! لذا يمكنك العودة غدًا!"
"لا، لا أستطيع العودة غدًا لأني أنفقت كل مالي لركوب الحافلة إلى هنا!"
"عنيدة!"
تطورت المشادة بينهما إلى جدل لا يمكن تفاديه، مما جعل ألدو وآريا يهزان رؤوسهما بخفة.
"ماذا نفعل؟"
"أعتقد أنه لا بأس بالنظر إلى أداء شخص واحد آخر."
لأن آريا سمحت بذلك، فقد بادر ألدو بلا تردد وصاح في رجل الأمن للسماح للمتقدمة الأخيرة بالدخول.
فُتِح الباب ودخلت امرأة جميلة، لا، بدلاً من القول امرأة، كان ينبغي القول إنها فتاة لأنها كانت لا تزال صغيرة جدًا، ربما في نفس سن ميرا وتتمتع بجمال لا يقل عن جمالها.
كانت الفتاة ذات شعر بني ذهبي يشبه لون السماء عند الغسق مع عيناها الخضراء النقية، بالإضافة إلى ملامح الوجه الجميلة، كانت تتمتع أيضًا بقوام مثالي لفتاة في سنها.
"شكرًا لمنحي فرصة سيد وسيدة، أنا ممتنة للغاية لذلك." قالت الفتاة وهي تنظر إلى ألدو وآريا اللذان عادا للجلوس أمامها.
"إذًا يا آنسة... كاثرين؟" حركت آريا عينيها فوق سلسلة الأسماء المدرجة في ورقتها البيضاء حتى وجدت الاسم الذي تعتقد أنه يعود للفتاة أمامها.
"نعم، هذا اسمي." أكدت الفتاة ذلك.
"إذًا من فضلك، ابدئي بعرض قدراتك يا آنسة كاثرين."
"حاضر!"
تحمست كاثرين وهي تضم قبضتيها بقوة وتغمض عينيها، إشارة إلى أنها جادة في التركيز.
بدأت أنفاسها، التي كانت متلاهثة في البداية بسبب الذعر، تصبح منتظمة مع فتح عينيها لتظهر نظرة مختلفة تمامًا عما كانت عليه قبل ذلك.
اندهش ألدو، فمن وجهة نظره المحترفة كممثل، بدت الفتاة أمامه كشخص مختلف عندما مثلت بكل هذا الكمال.
بدأت كاثرين المونولوج كما هو مدون في اقتراح التسجيل، وأظهرت كاثرين كل ما لديها من مهارات بدءًا من اختيار كلماتها بعناية وتعابير وجهها الطبيعية عند التمثيل للغضب أو الحزن.
كل المشاعر التي أظهرتها كانت وكأن لديها شخصيات متعددة لمدى طبيعية أدائها.
"شكرًا جزيلًا على الوقت الذي منحتموه لي..." قالت كاثرين وهي ترجع إلى طبيعتها بعد انتهائها من التمثيل.
كانت كاثرين متوترة وهي ترى آريا وألدو صامتين بعد انتهاء تمثيلها، فظنت أنها فشلت في الاختبار بعد أن شاهدت ألدو وآريا دون حراك.
بشعور من الخيبة، أنحنت الفتاة رأسها حزنًا وأرادت أن تنصرف.
لكن قبل أن تتمكن من ذلك، وقف ألدو وآريا وقدموا لها تصفيقًا حارًا.
"إيه؟ ما الأمر؟" استغربت كاثرين.
"موهبتك استثنائية جدًا لدرجة أنها حبست أنفاسنا، أنت بالفعل تتجاوز كل التوقعات!" قال ألدو.
"مع هذا، فإن دور البطولة النسائية قد حُسم، مبروك على انضمامك إلى شركة FGC يا آنسة كاثرين." أضافت آريا.
****************
[رسم توضيحي لكاثرين]
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
80تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments