في صباح اليوم التالي، أزعج هاتف ألدو الذي كان موضوعًا بجانب السرير برنته الصاخبة، ما يعني أن هناك متصلًا.
ألدو الذي كان غارقًا في نومه الهادئ أزعجته الرنة فمد يده ليمسك بهاتفه متمتمًا بصوت مميز للتواقظ: "من يكون هذا الذي يتصل بهذه الساعة المبكرة؟".
لمس ألدو هاتفه بعد تحسسه بعينين يغشاهما النعاس، وبدون أن يلقي نظرة على معرف المتصل، أجاب على الاتصال: "من؟".
"صباح الخير ألدو، يبدو أنني اقاطع نومك...".
لاح نبرة صوت مألوفة في أذن ألدو، ففتح عينيه بسرعة وانتفض جالسًا من سريره على عجل.
"أ-أنا مستيقظ، فما الموضوع الهام يا آنسة آريا؟" أجاب ألدو بعد أن زاح النعاس من عينيه؛ المتصلة كانت آريا، المنتجة في مكان عمله.
"لقد أنهينا كتابة مسرحية الرومانسية التي اتفقنا عليها سابقًا، فهل يمكنك المجيء إلى الشركة لحفظها؟"
"بالطبع اعدك!" رد ألدو متحمسًا.
"إذن سأنتظرك هنا."
أنهى الاتصال الهاتفي، وشعر ألدو ببعض الحماسة تجاه دوره هذه المرة لأنه سيكون أول ظهور له على الشاشة بعد سنوات من العمل الخلفي.
"اسمي سيضيء بريقًا بدءاً من الآن، لكن... يبدو أن عليّ أولًا إكمال مهماتي اليومية..." تمتم ألدو بابتسامة مريرة لرؤيته لشاشة شفافة تعرض المهام اليومية أمامه.
--------مهمة--------
[المهام اليومية]
الجري لمسافة 5 كيلومترات
القيام بتمارين ضغط 100 مرة
القيام بتمارين البطن 100 مرة
[الجائزة]
50 نقطة نظام
50 نقطة مهارة
--------مهمة--------
...
...
...
"هفف..."
تنفس ألدو بعمق ممددًا جسده بعد التمرينات التي قام بها، اعتاد أن يجري نحو حديقة المدينة ويقوم بالتمارين الأخرى هناك.
اختار ألدو هذا المكان نظرًا لجوه المنعش في الصباح والمناسب للراحة بعد الإرهاق بالتمارين.
[تم إكمال المهام اليومية. الجائزة: 50 نقطة نظام و50 نقطة مهارة]
تم إزالة جوائز الأموال لكل مهمة يومية يُتمها من قِبل النظام كونه اعتبر أن ألدو يملك الكثير من المال بالفعل.
لكن بالنسبة لألدو فإن ثروته الحالية لا تزال لا تعني شيئًا، ولو أمكنه يود أن يمتلك ثروة تتجاوز أغنى الأغنياء في هذا الزمان.
لم يكن ألدو رجلًا طماعًا أو متعطشًا للثروات، لكن كل شيء في هذا العالم يتطلب المال.
"المال ليس كل شيء"، هذا ما يذكره الحيين عن الشخص الذي يعيش بين الثراء، فلدى هذا الشخص ما يكفيه وأكثر بسهولة، فإذاً يورد مقولة تصب الألم على الفقراء.
ولألدو، المال هو كل شيء، وكل شيء يتطلب المال حتى لتناول الطعام والعيش هو بحاجة للمال...
"يجدر بي أن أسرع إلى الشركة." تمتم ألدو ومن ثم استعد للعودة إلى المنزل قبل أن يغادر إلى الشركة بعد تغيير ملابسه.
...
...
...
> في شركة Fortune Group السينمائية.
"ألدو، أخيرًا وصلت، لقد انتظرناك طويلًا."
"عذرًا لتأخري يا آنسة آريا."
اعتذر ألدو عن تأخره بسبب التمارين التي استغرقت وقتًا طويلًا.
"دعك من ذلك، خذ هذا وحفظ نصك" قالت آريا وهي تسلمه مجموعة من الأوراق المكدسة والمجمعة، وهي النص لدور ألدو القادم.
"حب يزهر ليلة في فرنسا؟" تمتم ألدو مرتبكًا وهو يقرأ عنوان مشروعه الجديد.
"هل يا ترى سيتحول إلى فيلم للكبار؟" سأل ألدو.
"لا، هو فيلم مخصص للشباب ويحمل قصة أكثر نضجًا من الروايات الرومانسية المعتادة."
*أوليست هذه قصة للكبار بذاتها؟* - رد آريا أضاف لحيرة ألدو.
"على كل حال، كل ما عليك هو الحفظ والتمثيل حسب توجيهات المخرج جيلبرت، ولا شيء أكثر من ذلك. سأتابع العمل في اختيار الممثلين للأدوار الثانوية، سأغادر الآن." قالت آريا قبل أن تترك ألدو وحيدًا لا يزال يعضّ على حيرته.
"الأفضل أن أقرأ النص أولًا قبل أن أستخلص ما إذا كان قصة للكبار أم لا، فإذا كان كذلك فعليّ الانسحاب من المشروع لأن والدي ووالدتي وأنيتا حتمًا سيشاهدونه." تمتم ألدو.
ثم بدأ ألدو بقراءة النص في يده، مقلبًا الصفحات بسرعة.
ربما لأن معدل ذكائه قد تحسن كثيرًا حتى صار يقرأ ويفهم كتابات ذلك الحجم بسرعة.
ومع مرور خمسة عشر دقيقة، انتهى ألدو من قراءة النص بأكمله الذي تكون من 239 صفحة.
أغلق ألدو النص مستخلصًا: "هذا قصة للكبار بالفعل ولكنها لا تحتوي على مشاهد حرجة كالعلاقات الجنسية الصريحة، سأقتصر على قبلة دافئة وتصرف بعض الشيء عدوانيًّا.
"يا له من أمر لا بأس به..."
فقط بقراءة واحدة عرف ألدو النص بأكمله.
المضمون هو قصة رومانسية للكبار تحكي عن شخص فرنسي (البطل الرئيسي) ذو طباع متمردة أو زير نساء يلتقي بامرأة جميلة وساذجة (البطلة الرئيسية) من أصول إندونيسية.
الفتاة الساذجة تقع في فخ صديقاتها (الشخصية العدائية) وتنتهي ليلتها بالنوم في سرير واحد مع الرجل الفرنسي.
هكذا كانت اللقاء الأول الذي شكل بداية اضطهاد الفتاة التي كانت دومًا تحت سيطرة الرجل وتتعرض لمضايقات الصديقة العدائية.
واللقاء أيضًا يحمل نهاية مؤثرة جدًا حيث يجب على الفتاة أن تفارق الرجل وهي حامل بطفله، وتغمر الرجل مشاعر الندم.
يمكن القول إن قصة تمحور حول معاناة وكفاح الفتاة تعتبر ذات حمولة ثقيلة.
في دوره هذا، يشعر ألدو بأنه سيصبح رجلًا حقيرًا بحق، مختلفًا تمامًا عن حياته الحقيقية التي هو فيها رجل صالح.
نعم... على الرغم من أن لديه أكثر من 100 خطيبة سابقة لكنه لم يرد ذلك أبدًا...
"من الأفضل أن أساعد آريا في الاختبار بدلاً من البقاء هكذا بلا حركة..." تمتم ألدو ثم توجه نحو غرفة الاختيار.
هناك رآها آريا جالسة على الكرسي وقد رفعت ساقها اليمنى لتستند على اليسرى.
كانت تمسك بورقة بيضاء وقلم، وعيناها تركِّز فقط على امرأة تمثل أمامها.
لم يلبث أن تنهدت آريا بخيبة أمل وقالت: "لقد فشلت، التالية!".
مسحت آريا اسم الامرأة التي أمامها عن الورقة البيضاء ونادت المتسابقة التالية.
لم تقبل الامرأة التي رفضتها آريا القرار وأصرت على إعادة المشهد، لكن آريا تجاهلتها واستدعت الأمن لإخراج الامرأة.
همست آريا بتنهيدة طويلة، لقد مر أسبوع وهي تجري اختبارًا للدور الرئيسي ولم تجد المرشحة المناسبة بعد.
"يظهر أنك تعانين، هل تريدين مساعدتي؟" سأل ألدو وهو يقترب من آريا التي اندهشت بعض الشيء بوصوله.
"أنت هنا؟ ماذا عن النص الذي حفظته؟"
"لقد حفظته بالفعل." أجاب ألدو بهدوء.
****************
قصة الفيلم الذي سيمثل فيه ألدو تنتمي إلى قصص الرومانسية الرائجة التي انتشرت بكثرة، حيث تُروى قصة شاب بارد/زير نساء وفتاة ساذجة، لذلك لا داعي للقول بأنها تشابه هذه القصة أو تلك لأن الفكرة قديمة العهد.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
80تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments