"حالكِ جيد، آنسة؟"
"أنا... أنا لا أدري..."
كانت لورا في حيرة شديدة بعدما استفاقت فجأة في المستشفى ويدها موصولة بإبرة الوريد.
بعد تفكير قصير تذكرت ما حدث قبل أن تفقد الوعي، حيث كانت محاصرة بألسنة اللهب وأُنقذت على يد شخص بات بطلاً في نظرها.
"بالمناسبة، أين هو ذلك الشخص؟" سألت لورا مساعدتها التي بدت مشوشة قليلًا.
"أي شخص تعنين؟"
"الشخص الذي أنقذني من وسط الحرائق."
انتفضت المساعدة، "أوه، هو. لقد أُصيب بحروق شديدة في يده عندما أمسك بقضبان حديدية ساخنة، لذا تم نقله أيضًا إلى المستشفى. هل ترغبين في رؤيته، آنسة؟"
فكرت لورا لبرهة قبل أن تجيب، "نعم، أود رؤيته، من فضلك قوديني إلى غرفته."
"لا جدوى من ذلك لأنه ليس في هذا المستشفى."
"ماذا؟"
شعرت لورا بالحيرة قبل أن تتذكر بأن ألدو لم يكن رجلًا ثريًا يستطيع الدخول إلى مستشفى كبير مثل الذي تُعالج به.
"دعينا ننسى ذلك الشخص للحظة، ينبغي أن ترتاحي الآن حتى تتعافي بسرعة." قالت المساعدة وهي تعيد لورا إلى وضعية الاستلقاء وتغطيها بالبطانية.
"عندما أتعافى، أرغب في رؤيته في أقرب وقت..." قالت لورا والمساعدة تومئ برأسها.
...
في المقابل، في مستشفى عام، كان ألدو يُشاهد وكلتا يديه مغطاتان بالضمادات الكاملة.
"ألدو، أنا هنا!"
فُتح باب الغرفة فجأةً وظهر ليون يحمل صينية مليئة بالطعام.
"هل بإمكانك أن تظل هادئًا ليوم واحد على الأقل؟" سأل ألدو غاضبًا من سلوك ليون الدائم الضجيج.
"ستموت عندما أُغلق فمي ليوم واحد." ضحك ليون ثم جلس على كرسي بجانب سرير ألدو.
"أتعلم؟ رائحتك تماثل تلك الثور المشوي بجسدك المحروق." تابع ليون.
أدار ألدو عينيه كسلاً، "أأنت هنا لتعتني بي أم لتسخر مني؟ لقد جلبت الطعام، فغادر الآن!" صاح ألدو.
"ألست قادرًا على الأكل بيدين بهذه الحالة؟ فأنا هنا لأطعمك."
"أفضل أن آكل كالكلاب على أن تطعمني أنت." رد ألدو بنظرات متهكمة.
"هاهاها. أنا فقط أمزح، سأطلب من الممرضات الجميلات أن يطعمنك لاحقًا."
"على فكرة، ما حال جسد الآنسة لورا؟" تابع ليون مدفوعًا بالفضول الشديد..
"مجددًا تتحدث عن تلك المرأة."
"اترك ذلك وأخبرني! لقد حملتها، ألم ت؟ لابد أن يديك لمست جسدها وشعرت بنعومتها، ماذا فعلت في تلك اللحظة؟ لماذا لم تُحرّك يديك أعلى قليلاً لتلمس تلك المنطقة؟"
بدا ألدو متعجبًا من الأفكار القذرة التي يملأ بها صديقه رأسه، كيف يمكنه أن يقول مثل هذه الأشياء غير المعقولة لشخص يرقد عاجزًا كما هو.
"ألا ترى حالة يدي؟ كيف يمكنني أن أستمتع بمثل هذه اللمسات بيدين كهاتين؟" قال ألدو بلا مبالاة لصديقه المنحرف.
وضع ليون وجهًا جادًا وقال، "أنا مستعد لأخسر يدي إذا كان بوسعي أن ألمس امرأة مثل الآنسة لورا."
"هل أنت حمق؟ لا، أنت فعلًا حمقاء..."
تنهد ألدو بعمق، إذا مكث أطول مع ليون ليس فقط الجروح الجسدية هي ما سيعاني منها بل سيُصاب بمرض نفسي أيضًا.
لم يمض وقت طويل حتى فُتح باب غرفة ألدو مرة أخرى، مما جعل ليون يتوقف عن الهذيان.
ألتفت ليون إلى الباب ورأى جمال فتاة شابة خلابة كملاك نزل من السماء.
"كنت بصدد إحضار الطعام لك، لكن يبدو أن شخصًا قد فعل ذلك." قالت الفتاة الشابة التي لم تكن سوى ميرا.
"أتركيها جانبًا، سأأكلها لاحقًا هذا المساء." قال ألدو بهدوء، ومغايرًا في تصرفه لتلك الفضّة والخشونة التي يُظهرها مع ليون.
بدا ليون مضطربًا وظل يدير رأسه ذهابًا وإيابًا بين ألدو وميرا كأنما يحل لغزاً.
صُعق ليون عندما أدرك شيئًا، "لعلّ السبب الذي يجعلك غير مهتم بامرأة ناضجة مثل الآنسة لورا يكمن في أن ذوقك يميل نحو الفتيات الصغيرات في المدرسة الثانوية؟"
"هذا غير صحيح!" صاح ألدو غاضبًا. ولكن بدلًا من إسكات ليون، ازداد الأخير إلحاحًا.
"رجل عازب في الثلاثينيات من العمر يرافق فتاة في السابعة عشر من عمرها، هل يجب أن أبلغ عنه لمكتب التحقيقات الفيدرالي؟"
"قلت لك لا! وعلى فكرة، أنا في السابعة والعشرين من العمر!"
"ترك هذا وتفضل، أما أنت لم تفطر بعد سيدي؟ هيا دعني أطعمك."
قاطعت ميرا نقاشهما ومدت ملعقة طعام نحو ألدو الذي أُثيرت نخوته.
بما أن ألدو كان جائعًا جدًا، فلا بد له من الرضوخ لتغذيته على يد الفتاة الشابة التي تقف أمامه.
*على الأقل هذا أفضل بكثير من أن يُغذّيني ذلك الرجل الحقير.* - فكّر ألدو بسخرية تجاه ليون.
*لا يمكنك الإنكار بعد الآن يا ألدو، أعلم أنك في الحقيقة شخص تُغرى بالقاصرات.* - رجع ليون يسخر من ألدو.
مر الوقت سريعًا، وغادر ليون وميرا إلى منازلهما، تاركين ألدو تحت مراقبة الأطباء المستمرة.
بعد مغادرتهما، اكتسب ألدو بعض الحرية لتهدئة ذهنه واستدعاء النظام الداخلي لديه.
"النظام، ما حالتها مهمتي السابقة؟"
[لقد أكملت المهمة بنجاح!]
----------𝑴𝒊𝒔𝒔𝒊𝒐𝒏----------
[مهمة الإنقاذ]
-إنقاذ لورا من حادث التصوير ✓
-أن تصبح بطلاً في نظر الجميع ✓
[المكافآت]
200 نقطة نظام
200 نقطة مهارة
10+ الكاريزما
مال بقيمة 5 ملايين روبية
----------𝑴𝒊𝒔𝒔𝒊𝒐𝒏----------
*مثالي* - ابتسم ألدو مسرورًا.
لم يكن إنقاذ ألدو لحياة لورا بلا سبب، فبعد لحظات من وقوع الحادث في موقع التصوير، تلقى ألدو مهمة من النظام تُطالبه بإنقاذ لورا.
وبفضل ذلك، حصل ألدو على العديد من نقاط النظام ونقاط المهارة، بالإضافة إلى نقود نقدية تعادل راتبه الشهري.
وإذا ما تم إجمال النقود التي يملكها ألدو في حسابه الآن، تصل إلى حوالي 18 مليونًا، نظرًا لأن كل مبلغ يحصل عليه من إتمام المهمة يُحوّل مباشرةً إلى حسابه البنكي.
وألدو ليس مطالبًا بدفع تكاليف العلاج لأن الوكالة التي يعمل بها هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن موظفيها الذين يتعرضون لحوادث في موقع العمل.
ومنبطحاً على السرير دون قدرة على الحركة، بدأ ألدو يفكر في هدفه الرئيسي من الآن فصاعدًا.
"يجب أن أجد نوفيتا." همس ألدو.
لقد افترق هو ونوفيتا منذ عشر سنوات دون سبب واضح، كان ألدو يبلغ من العمر 17 عامًا وكانت أيام المدرسة الثانوية هي الأكثر سعادة بالنسبة له، حيث كان لديه العديد من الأصدقاء المقربين دومًا إلى جانبه.
لا يستطيع ألدو تذكر جميع أصدقائه ولكن هناك بعض الأشخاص الذين لا زال يتذكرهم.
"هل يجب علي أن ألتقي بهم؟ لا بد أنهم سيسخرون مني لأنني ما زلت عازبًا حتى الآن..."
جميع أصدقائه قد بنوا أسرًا وأنجبوا أطفالًا، لذا كان يشعر بالإحراج أن يجتمع بهم، ناهيك عن وظيفته التي لم تكن تُرضيه.
"على أية حال، عليّ أن التقي بهم، ربما يعرفون شيئًا عن نوفيتا." همس ألدو متّخذًا قراره.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
128تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments