لقد وصلت الشرطة إلى مطعم السيد سمان فلم يمض وقت طويل بعد أن تمكن ألدو من هزيمة جميع أعضاء عصابة الميتال الموت، كان الأمر لا يصدق بنظرهم إذ كان كل أفراد العصابة مجرمين من العيار الثقيل.
كان القبض عليهم ليس بالأمر السهل نظرًا لحركتهم السريعة ومخابئهم التي لم تكن تُعثر عليها الشرطة أبدًا.
لذا كانوا ممتنين جدًا لألدو الذي ألقى القبض على هؤلاء الذين كانوا يسببون المشاكل ويقلقون السكان كثيرًا.
"شكرًا جزيلًا لمساعدتك، يا سيد ألدو. لدينا بعض التقديرات التي يجب أن نقدمها لشجاع كما أنت، فهل من الممكن زيارتك للمقر الرئيسي لاحقًا؟" دعاه رجل يبدو أنه رئيس الشرطة بكل احترام.
"شكرًا جزيلًا، سأفكر في الأمر لاحقًا." أجاب ألدو.
"حسنًا، نحن في انتظار زيارتك في أي وقت."
ثم غادر بعد أن قال ذلك بصحبة الشرطة الآخرين الذين اعتقلوا المجرمين.
لم يكن ألدو يريد التورط كثيرًا مع الشرطة والدولة لأنه كان يعلم بأن ذلك مزعج، لذا كان يفضل تجنبهم قدر المستطاع.
نظر ألدو إلى ابتعاد عشرات سيارات الشرطة التي أتت لاعتقال عصابة الميتال الموت، وفجأة شخص ما عانقه من الخلف.
فُوجئ ألدو قليلًا والتفت إلى الخلف ليجد ميرا تعانقه بحزن شديد.
"م- ماذا تفعلين؟"
"يا أحمق، لماذا لم تستمع لنصيحتي؟" صاحت ميرا بغضب.
كانت قد أخبرته أن يبقى هادئًا ولا يبحث عن مشاكل مع عصابة الميتال الموت، ولكن ألدو تجاهل ذلك مما أغضبها كثيرًا.
تحير ألدو، كيف يمكن لميرا أن تكون قريبة منه إلى هذا الحد؟ لكن لا أحد يعلم ما تشعر به الفتاة عندما تقلق.
"هدئي، أنا بخير الآن." قال ألدو وهو يمسح شعر ميرا رغم تردده قليلاً.
كان قلب ألدو هشًا، يمكنه بسهولة أن يقع في حب شخص على الرغم من معرفته بأن ذلك سينتهي بالألم.
لم يعد يقوى على الاحتمال وقرر إغلاق قلبه بإحكام.
"ميرا، لا تقلقيه أكثر من هذا." قال السيد سمان وهو خائف من أن يغضب ألدو، ولكن شعور الامتنان الكبير كان يفوق خوفه.
"لقد كان هؤلاء المجرمون يزعجوننا لسنوات، يستولون على أموالنا مما يجبر والدة ميرا على المكوث في المستشفى. لذا أنا ممتن لك كثيرًا، يا سيد ألدو!" واصل السيد سمان وهو ينحني رأسه.
لم يكن فقط السيد سمان بل كل الحاضرون في المطعم خفضوا رؤوسهم لتقديم أقصى درجات الاحترام لألدو.
"بذلك سيصبح هذا الحي آمنًا من المتسببين بالضوضاء مثلهم."
"نحن ممتنون لك كثيرًا، يا أخي!"
شكر الناس بصدق لألدو مما جعل الرجل المحبط يبتسم ابتسامة صادقة. كان هذا أول مرة يتلقى فيها الشكر من الكثيرين، فكانت لألدو مشاعر لا توصف حول ذلك.
"للإحتفال بهذا اليوم، سأعد ناسي جورنج خاص مجانًا للجميع!" صرخ السيد سمان بحماس تلاه تصفيق الجميع بسعادة، ولكن ليس ألدو.
"أسف، سأغادر هذا المكان قريبًا، لذا لا أستطيع الانضمام..."
صمت الجميع.
"ل- لم العجلة هكذا؟" سألت ميرا وهي لم تكن جاهزة بعد للفراق عن ألدو.
"لقد تم طردي من السكن للتو، لذا علي أن أجد مكانًا آخر للإقامة قبل حلول الليل." أجاب ألدو بصدق.
لم تكن ميرا تدرك الحقيبة الكبيرة التي يحملها ألدو، لذا كان واضحًا أنه لم يكذب بشأن سبب مغادرته.
"م- ماذا لو بقيت في منزلنا؟" قالت ميرا بتردد.
"هل أنت جادة؟"
لم يستطع ألدو أن يصدق العرض الذي قدمته الفتاة أمامه، ثم نظر إلى السيد سمان الذي أومأ بالموافقة.
بعد تفكير وجيز قرر ألدو الموافقة على العيش مع عائلة السيد سمان، بعد كل شيء سيوفر عليه ذلك مصاريف استئجار السكن، ويمكنه أيضًا مساعدة السيد سمان في المطعم بمهاراته في الطهي.
كانت ميرا سعيدة للغاية، فقد أمسكت بيد ألدو بقوة ثم قادته إلى الطابق العلوي حيث كان منزل عائلة السيد سمان متصلًا بمطعمهم.
"دعيني أرافقك إلى غرفتك." قالت ميرا بحماس.
تبعها ألدو وترك السيد سمان الذي كان يعد الناسي جورنج الخاص المجاني للجميع.
في ذلك الوقت، سمع ألدو صوت النظام في عقله.
[تم إكمال مهمة القتال بنجاح! جائزة: 100 نقطة نظام، 100 نقطة كفاءة، 15+ كاريزما]
*مثالي* - فكر ألدو.
"هذه ستكون غرفتك من الآن فصاعدًا، آسفة لأنها ضيقة وصغيرة." قالت ميرا بعد الوصول إلى الغرفة.
كانت بعض الأشياء معروضة بشكل أنيق في المكان، وهو ما كان يشير إلى أن الغرفة كانت مستخدَمة من قبل شخص آخر.
"بالمناسبة، من كان يسكن في هذه الغرفة قبلاً؟" سأل ألدو لا يستطيع كبح فضوله.
تلاشى الفرح على وجه ميرا فجأة عندما سأل ألدو عن شيء حساس بالنسبة لها، فذعر ألدو وتوسل على الفور.
"آ- آسف، كنت مجرد فضول، في الواقع لا بأس إذا لم تريدي الإجابة-"
"هي أختي الكبرى."
"إيه؟"
فاجأ ألدو أن ميرا أجابت على سؤاله على الرغم من ترددها قليلاً.
"هذه كانت غرفة أختي الكبرى التي اختفت قبل 10 سنوات خلال رحلة مدرسية، لقد أبلغنا الشرطة ووزعنا المنشورات لكنها لم تُعثر عليها حتى الآن."
"تقول الشرطة أنه من المحتمل أن تكون أختي قد ماتت في مكان ما أو اختُطفت ونُقلت إلى الخارج قبل أن يتم إغلاق قضية اختفائها. ولكننا نوقن أنها لا تزال على قيد الحياة في مكان ما..." واصلت ميرا بأسى.
بعد التفكير، تبين أن عائلة السيد سمان تعاني كثيرًا، من استمرار عملهم مع الأشرار مثل عصابة الميتال الموت، إلى والدة ميرا المُلقاة في المستشفى، واختفاء أختها.
لعل وجود ألدو مع العائلة سيجلب السلام لهم.
"سأذهب الآن لمساعدة والدي في الطهي، وداعًا يا عم!" قالت ميرا وهي تستعيد بهجتها.
بقي ألدو للحظات في دهشة، "ماذا، يا عم؟ مرحى، أنا لازلت بعمر الـ 27 سنة!"
صرخ ألدو عاليًا معترضًا على أن يُنادى بالعم في هذا العمر، ولكن لم تلتفت ميرا إليه واكتفت بضحكة خفيفة.
"أه... ما الذي أخشاه؟ إنها فتاة في مرحلة المراهقة، لذا لا ينبغي أن أقترب منها..." قال ألدو وهو يتنهد بعمق.
بدأ ألدو في ترتيب أشيائه الشخصية، وعندما فتح الخزانة استقبلت عينيه مشاهد عشرات الملابس النسائية.
ليست فقط الملابس الخارجية بل الملابس المدرسية للفتيات وبضع حمالات صدر بلون زهري فاتح.
*سيكون اختبارًا كبيرًا خلال إقامتي هنا* - فكر ألدو بابتسامة مُرّة.
أغلق الخزانة بإحكام، متمنيًا ألا يُحدث الشيطان داخله فوضى بتلك الملابس الفتاة الصغيرة الموجودة هناك.
...****************...
[رسم توضيحي لميرا]
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
80تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments