...أخيرا جاء دوري !...
...صرتم تعرفونني جميعا ......
...اسمي رغد ، و أنا يتيمة الأبوين أعيش في بيت عمّي الوحيد شاكر منذ الطفولة . أنهيت دراستي الثانوية مؤخرا و أفكر في الالتحاق بكلية للفنون و الرسم . أعشق الرسم كثيرا و أنا ماهرة فيه . الجميع يعرفني برغد المدللة ، حيث أنني تعودت منذ الصغر الحصول على كل ما أريد ، و بأي طريقة ! اليوم نقيم في منزلنا الصغير حفلة متواضعة بمناسبة تخرجي من المدرسة الثانوية . لم يتسن لنا إقامتها قبل الآن لأن والدتي ـ أي زوجة عمي ـ كانت متوعكة الصحة . في الواقع ، صحة والدتي ليست على ما يرام منذ سنين ......
...دانه تبالغ في وضع المساحيق لتبدو ملفتة للنظر ! ...
...رغم أنها لم تكن ترحب بفكرة الحفلة ، إذ أننا لم نقم حفلة عند تخرجها ، إلا أنها مصرة على سرقة الأضواء مني هذه الليلة !...
..." إنها حفلة بسيطة و لا تقتضي منك كل هذا ! تبدين كعروس بكامل زينتها ! "...
...قلت لها و أنا واقفة أراقبها و هي ( مزروعة ) أمام المرآة منذ ساعات !...
...لم تلتفت إلي ، و قالت :...
..." ما دمنا قد دعوناهن، فلنبهرهن ! قد تعجب بي إحداهن فتخطبي لأخيها مثلا ! "...
...و ابتسمت بدهاء ! أنا أعرف من تقصد تحديدا ... لديها صديقة من عائلة ثرية جدا و شقيقها رجل تحلم نصف فتيات العالم بالزواج منه ، أما النصف الآخر فيبغضه بشدة ! إنه لاعب كرة قدم مشهور و صوره تملأ الصحف و المجلات و برامج التلفاز أيضا!...
...قلت :...
..." لا أعرف ما الذي يعجبكن في شخصية كهذه ! إنه حتى لا يتوقف عن توزيع الضحك و الابتسامات و كأنه مهرج ! "...
...نظرت إلي بحدة من خلال المرآة ، ثم قالت :...
..." على كل ٍ ، الأمر لا يعنيك فأنت أخذت نصيبك و انتهى دورك ! "...
...ثم انشغلت بتزيين خصلة من شعرها بسائل ملمّع ... صرفت نظري عنها ، إلى يدي اليمنى ، بالتحديد إلى إصبعي البنصر ، و بمعنى أدق ، إلى خاتم الخطوبة الذي أضعه منذ سنين ......
...بمجرد أن بلغت الرابعة عشر من عمري أي قبل ثلاث سنوات و أكثر ، تم عقد قراني على ابن عمي سامر ... و بقينا مخطوبين حتى إشعار آخر . سامر ... يكبرني بخمس سنوات تقريبا ، و ما أن تخرج من الثانوية حتى بادر بطلب الزواج مني والدي ، بل و والدتي و دانة أيضا ... الجميع كان يريد ذلك ، فأنا أصبحت فتاة بالغة و لم يكن من الممكن بقائي و ابن عمي في بيت واحد دون حرج على كلينا عدا عن ذلك ، فإن سامر يحبني بجنون ! كما و أنني كنت السبب في الحادث الذي شوه وجهه ، و قلل فرصه لنيل إعجاب الفتيات قطعا أما أنا ، و بالرغم من كوني جميلة أيضا ، إلا أن هذا الخاتم يصرف الجميع عن الالتفات إلي ... على أية حال نحن لا نفكر في الزواج الآن فسامر لا يزال يبحث عن وظيفة و أنا أطمح إلى الحصول على شهادة جامعية ......
...نبهتني دانة من شرودي الذي لاحظته من خلال انقطاعي عن التعليق المستمر على مظهرها ...
...قالت :...
..." أين سرحت ؟ ألن تبدلي ملابسك ؟ إنهن على وشك الوصول ! "...
...غادرت غرفتها و اتجهت إلى غرفتي ، حيث ارتديت فستاني الجديد الرائع ... و الذي أضطر والدي لشرائه لي رغم ارتفاع ثمنه ، فقط لأنني قلت : أريده لي ! كان فستانا خمري اللون مطرزا بخيوط ذهبية ، طويل الذيل ، و بدون كمّين ، مما يسمح للندبة القديمة في ذراعي اليسرى بالظهور ... أكملت زينتي و تحليت بطقم العقد الذهبي الذي أهدتني إياه والدتي قبل أيام ... حينما لففت السوار حول معصمي الأيسر ، لم يبدُ منظره متناسقا مع الساعة ... إذ أن السوار ذهبي بينما الساعة فضية اللون ... هممت بخلعها ، لكنني لم أستطع ... لا أريد أن أبقيها بعيدة عني في هذه الليلة ... لطالما كانت قريبة مني و ملتصقة بي ... لم أكن آبه لتعليقات زميلاتي المزعجة حول ارتدائي لساعة رجالية ! إنها شيء لا أستطيع التخلص منه ... تماما كهذه الندبة ! نزعت السوار الذهبي ، و حاولت لفه حول معصمي الأيمن ففشلت !...
..." سحقا ! "...
...صحت بغضب ، في ذات اللحظة الذي طرق فيها الباب ... لابد أنها دانه جاءت تقارن بين مظهرينا كالعادة !...
..." ادخل "...
...قلت ذلك و أنا مازلت أحاول إغلاق السوار بيدي اليسرى حول معصمي الأيمن دون جدوى ...
..." مساء الخير ! "...
...لم يكن هذا صوت دانه ، بل سامر...
...رفعت بصري إليه و باندفاع قلت :...
..." سامر ، هل لا أغلقت هذه قبل أن أحطمها ؟ "...
...و أقبلت نحوه أمد إليه بمعصمي الأيمن و بالسوار ......
..." رويدك ! هاتي .. "...
...و أغلق السوار حول يدي اليمنى ، فسحبتها إلا أنه أمسك بها و قال :...
..." تبدين رائعة ! جدا "...
...تورد خداي خجلا .. ثم قلت : ...
..." مساء النور ... ! هل قلت ُ ذلك ؟ "...
...ابتسم ، و قال :...
..." لا أظن ! "...
..." إذن مساء النور ! "...
...ثم سحبت يدي فأطلقها توجهت إلى سريري ألملم الأشياء التي بعثرتها أثناء تزيين نفسي ، و دخل سامر و أغلق الباب ......
..." رغد "...
...ناداني بصوت مرح و بابتسامة مشرقة ، و سعادة تملأ عينيه ...
..." نعم ؟ "...
...أقبل نحوي ، و عاد يمسك بيدي و قال :...
..." لدي خبر سار جدا "...
...ابتسمت و قلت :...
..." هات ؟ "...
..." لقد عثرت على فرصة ذهبية للعمل في وظيفة مرموقة "...
...فرحت كثيرا ! قلت بسرور :...
..." حقا ! أوه أخيرا ... ممتاز ! "...
...شد سامر قبضته على يدي و قال منفعلا :...
..." أخيرا ! كم أنا سعيد و لا يتسع صدري لفرحتي هذه ! سأحصل على راتب عظيم ! "...
...بالنسبة لنا فهذا شيء مهم جدا ، لأن أحوالنا المادية كانت في انحطاط بسبب ظروف الحرب ، و كنا بحاجة لدعم مادي جيد ....
...قلت :...
..." متى تباشر العمل ؟ "...
..." حالما أنهي الإجراءات اللازمة . سأحاول إتمامها خلال يومين أو ثلاثة " ...
..." وفقك الله "...
...قرب سامر يدي من صدره ، و قال :...
..." يجب أن نحدد موعد الزواج "...
...تفاجأت ، فنحن لم نتحدث عن الزواج بجدية بعد ... حالما رأى سامر علامات التعجب ظاهرة على وجهي قال :...
..." عملي سيكون في مدينة أخرى ، و أريد أخذك معي "...
...سحبت يدي مجددا ، في توتر .....
...فالخبر قد فاجأني ، و لم يعجبني ... قلت :...
..." في مدينة أخرى ؟ ... لم عليك الذهاب لمدينة أخرى ؟ "...
...قال :...
..." تعرفين كم هو صعب العثور على وظيفة جيدة بسبب ظروف البلد ... إنها فرصة لا يمكنني رفضها مطلقا . أخبرت والدي ّ فشجعا ذهابي "...
...صرفت نظري عنه إلى الأرض بضع ثوان ، ثم عدت أنظر إليه و قلت :...
..." و شجعا زواجنا ؟ "...
...ابتسم ، و قال :...
..." لم أذكر ذلك لهما بعد . أود أن نناقش الأمر نحن أولا " ...
...من البرود الذي اعترى تعابيري أدرك سامر عدم موافقتي ، فقال :...
..." لم لا ؟ "...
...قلت :...
..." و الكلية ؟؟ "...
...قال :...
..." الكلية ... هل هناك ضرورة لها ؟ "...
..." بالطبع ... أريد أن أدرس ، إنها فرصتي "...
...صمت سامر قليلا ، ثم قال :...
..." اصرفي نظر عنها يا رغد أرجوك ... أنا لا أريد تضييع الفرصة ، كما لا أريد العيش وحيدا هناك ... تعلمين أنني لا أستطيع الابتعاد عنك ... "...
...و أخذ ينظر إلى نظرات رجاء و أمل ... كنت على وشك قول : لنؤجل النقاش في الأمر لوقت أنسب لأن ضيفاتي على وشك الوصول ، إلا أن طرق الباب سبقني ، و دخلت دانة مباشرة و هي تقول :...
..." رغد ! ألم تنتهي ؟ وصلت نهلة ! "...
...التفتنا أنا و سامر نحو دانة ، و التي أخذت تحدق بي قليلا ثم التفتت إلى سامر و قالت :...
..." أنت هنا سامر ؟ قل لي كيف أبدو ؟ أليس فستاني أكثر جمالا من فستان رغد ؟ "...
...سامر أخذ يدور ببصره بيننا ثم قال مداعبا :...
..." أنا لا أصلح للحكم بين خطيبتي و أختي ! فخطيبتي ستبدو أجمل في كل مرة ! "...
...ثم انصرف مسرعا و هو يضحك . بقينا نحن الاثنتان كل منا تتأمل الأخرى ، حتى وقعت عينا دانه على ساعة يدي ، فقالت بحدة :...
..." رغد ! ستبدين في منتهى السخافة هكذا ! اخلعيها و لا تحرجينا أمامهن ! "...
...نظرت إليها بغضب و قلت بعناد :...
..." لن أخلعها ، و سأظل الأجمل أيضا ! "...
...في غرفة الضيوف حيث نقيم الحفلة ، وجدت نهلة و سارة ، ابنتا خالتي قد وصلتا و كانتا أول من حضر ....
..." واو ! فستان رائع ! ما أجمله يا رغد ! "...
...قالت نهلة و هي تبعد يدها بعد مصافحتي ... نهلة كانت صديقة طفولتي الأولى ، و انتقلت مع عائلتها للعيش في هذه المدينة مثلنا أيضا منذ سنين ، و لا تزال أفضل صديقة لدي . أما سارة فهي الشقيقة الوحيدة لنهلة ، و تصغرني بست سنوات ، و تلازم نهلة كالظل !...
..." هل أعجبك حقا ؟ اشتراه والدي بسعر مرتفع ! إنني أعامله كأي قطعة من حليي هذه ! "...
...ابتسمت نهلة و قالت :...
..." كم أحسدك ! لديك أب يدللك كما لا يدلل والد ابنته ! رغم أنك لست ابنته الحقيقية ! "...
...هذه الكلمة تزعجني كثيرا ، فأنا لا أحب أن يشير أحد إلى والدي ّ بأنهما ليسا والدي ّ الحقيقيين . إنني اعتبرتهما كذلك منذ الصغر و لا أعرف والدين غيرهما مطلقا ....
...قلت بنبرة مازحة :...
..." لأنني البنت الصغرى ، و آخر العنقود ... يجب أن أتدلل ! " ...
...ثم نظرت إلى سارة و قلت :...
..." أليس كذلك سارة ؟ "...
...أجابت ببرود :...
..." كما تقول أختي " ...
...رفعت نظري عن هذه الفتاة البليدة ، و عدت أخاطب نهلة :...
..." و كيف حال خالتي و زوج خالتي ؟ و حسام ؟ "...
...أجابت :...
..." بخير جميعا ! حسام أوصلنا إلى هنا و أظنه يلقي التحية على والدك الآن "...
...ثم أضافت ، و هي تنظر إلي من زاوية عينها بخبث : ...
..." و على فكرة ، هو يبعث إليك أيضا بتحية حارة مشتعلة !! "...
...رفعت إصبعي السبابة الأيمن و ضربت جبينها ضربة خفيفة و أنا أقول :...
..." لا تتوبين ! "...
...و انبعث ضحكاتنا تملأ الأجواء ....
...ما إن حضرت صديقتنا الثرية حتى استقبلتها دانه استقبالا حميما ، و أولتها اهتماما مركزا طوال الحفلة ! أتساءل ... هل هذا ما يحدث مع جميع الفتيات ! هل يجذبن العرسان إليهن بهذه الطريقة ؟؟ حقيقة لا أعرف !...
...بينما كنا في أحاديثنا المتواصلة في الحفلة ، سألتني هذه الصديقة :...
..." هل أنت مخطوبة ! "...
...و كانت تنظر إلى خاتم الخطوبة المطوق لإصبعي ، و في دهشة واضحة !...
...تولت دانة الإجابة بسرعة :...
..." ألم أخبرك مسبقا ؟ إنها و شقيقي مرتبطان منذ زمن ! " ...
...قالت الصديقة :...
..." و لكن ... تبدين صغيرة ! " ...
...و مرة أخرى تدخلت دانة قائلة :...
..." تصغرني بعامين و بضعة أشهر ، لكن حجمها صغير ! "...
...صحيح أن طولي لا يقارن بطول دانه أو سامر ، لكنني لست قصيرة ! بل هما الطويلان كما هما أبي و أمي ! إنني أبدو بالفعل لست من هذه العائلة ! ...
...قلت مداعبة :...
..." هذا يجعلني قادرة على ارتداء الأحذية الأنيقة ذات الكعب العالي المتماشية مع الموضة ! على العكس من دانة ! "...
...و ضحكنا جميعا بمرح ... قضينا سهرة ممتعة أنستني تماما موضوع سامر الأخير . و بعد الحفلة ، أويت إلى فراشي مباشرة و نمت بسرعة ، دون أن يخطر الموضوع ببالي . في اليوم التالي ، و فيما أنا منشغلة برسم لوحة جديدة في غرفتي ، جاءني سامر ......
..." ألم تتعبي ؟ قضيت فترة طويلة في الرسم ! "...
..." الرسم لا يتعبني مطلقا يا سامر ، بل أهواه و أجد راحة كبرى أثنائه و سعادة غامرة لا أجدها مع أي شيء آخر " ...
...قال :...
..." و لا حتى معي أنا ؟؟ "...
...كان سامر يقف إلى جانبي يتأمل رسمي الجديد ... و كنت أنا أدقق النظر في اللوحة و ألقي عليه نظرة بين الفينة و الأخرى و حين نطق بجملته الأخيرة هذه ، أطلت النظر إليه ، فشعرت بالخجل و طأطأت رأسي ...
..." رغد ... "...
...لم أجب ... مد سامر يده فامسك بوجهي و رفعه للأعلى ......
...قال :...
..." رغد ... هل فكرت بموضوعنا ؟ "...
...في تلك اللحظة فقط تذكرت الموضوع ! آه يا إلهي كم هي ضعيفة ذاكرتي ! سامر كان يتحدث باهتمام ... فالأمر يعني له الكثير ، و قد قضى وقتا طويلا في البحث عن عمل ... لم أشأ أن أصيبه بخيبة بقولي : كلا ...
...فقلت :...
..." لازلت أفكر ... "...
...سامر قال بنبرة مليئة بالرجاء :...
..." أرجوك يا رغد ... يجب أن أبدأ الإجراءات المطلوبة قبل أن تضيع الوظيفة "...
...نظرت إليه و قلت :...
..." ماذا لو ... عملت أنت هناك ، و أكملت دراستي أنا هنا ... ثم ... "...
...لم أتم جملتي ، إذ أن سامر هز رأسه اعتراضا و قال :...
..." لا ... إما أن نذهب سويا ... أو نبقى سويا ... "...
...كنت أدرك أن سامر لا يستطيع الابتعاد عنا ، كما أن علاقاته بالآخرين محدودة و كثيرا ما كان يتجنب الاجتماعات المختلفة ، ليتلافى الحرج من وجهه المشوه . حتى أنه حين أراد إكمال دراسته ، اختار مجالا لا يدع له الفرصة للاحتكاك بالآخرين إلا نادرا سامر ... هو شخص هادئ و مسالم ... و طيب القلب ... ...
...قلت :...
..." دعنا نأخذ برأي أبي و أمي كذلك ... يجب أن تتم أنت الإجراءات الآن ، فيما نفكر بروية " ...
...ابتسم سامر و قال :...
..." سأذهب الآن لإنجاز ذلك ، و أعرض الأمر على والدي ّ الليلة ! سنفاجئهما ! "...
...ابتسمت ابتسامة قلقة حائرة ، و تركته يذهب و واصلت رسم لوحتي ... كنت مصرة على إنجاز تلك اللوحة بأسرع وقت ......
...و في الليل ، تركت سامر يذهب إلى غرفة والدي لعرض الفكرة ، فيما بقيت في غرفتي في قلق و حيرة ... و أخذت أفكر ... و يبدو أن كثرة التحديق في اللوحة أصابت عيني بل و جسدي بالإعياء ، فأغمضتهما و لدهشتي استسلمت للنوم !...
...أفقت بعد ذلك فزعة على صوت طرق متواصل على الباب ......
...نهضت عن سريري بفزع ... و أصغيت إلى الهتاف ......
..." رغد ... رغد افتحي ... افتحي بسرعة ! "...
...كانت دانة !...
...سرت إلى الباب بسرعة و ارتعاش و أنا في قمة القلق ... ...
...و قبل أن أصل إليه رأيته ينفتح و تدخل دانة في انفعال ......
...كانت في حالة يصعب علي وصفها ......
...كان جسدها يرتعش ، و أنفاسها تتضارب و تتلاحق بسرعة عبر فيها المفغور ... ذراعاها مفتوحتين ... و يداها مرفوعتين و أصابعها منفرجة ، و تهتز بشدة ... و الدموع تنهمر بغزارة على خديها ...
...قلت في هلع و أنا أرفع يدي إلى قلبي من الذعر :...
..." دانه ... ماذا حدث ؟؟ "...
..." رغد ... رغد ... "...
...و عادت تلهث ......
..." رغد ... رغد ... أخي ... أخي ... "...
...تجمّدت و انحبس نفسي الأخير في صدري ... ...
...حاولت قول : ماذا ......
...ألا أنني عجزت من الذعر ......
...هززت رأسي و أنا أشد الضغط بيدي على صدري فوق قلبي ، كمن يحاول حماية قلبه من تلقي صدمة ما ......
...كانت دانة تحاول النطق و عجزت إلا عن إصدار أصوات مبهمة ، و أشارت إلي أن اقترب ......
...خطوت خطوة نحوها و نطقت أخيرا :...
..." سامر ... "...
...هزّت دانة رأسها و قالت بصوت لا أعرف من أين خرج ......
..." و ... ...
...و ... ...
...وليد ......
...وليد عـــــــــــــــــــــــــــــاد " ...
...للحظة ... ظللت أحدق في دانة ... في تشتت لم أكن أعرف ... هل هذا واقع أم أحد أحلامي ... ؟ تلفت من حولي علّي أرى شيئا واضحا أكيدا بالنسبة لي ... كل شيء كان مبهما ......
...دانة عادت تقول :...
..." وليد قد عاد ... عاد يا رغد ... عاد "...
...لم تكن كلمات واضحة بالنسبة لي ... و بقيت واقفة على نفس الوضع ... فأقبلت دانة نحوي و أمسكت بكتفي و ضغطت عليهما ... لمجرد إحساسي بيديها على كتفي أدركت أنه ليس حلما ...
...لم أشعر بأي شيء يتحرك في جسدي لكنني رأيت الجدران تتحرك بسرعة و الأرض تجري من تحت قدمي ّ و الطريق يقودني إلى خارج الغرفة ......
...و أطير ... أطير ... نحو مصدر أصوات البكاء التي أسمعها منبعثة من مكان ما في المنزل ... بالتحديد ... مدخل المنزل ... و عند أعلى الدرجات المؤدية إلى المدخل ... توقف الكون فجأة عن الحركة من حولي ... و ترنحت ذراعاي إلى جانبي ّ ... و تشبثت أنظاري بالصورة التي ظهرت أمامي ... و تمركزت فوق العينين السوداوين اللتين تعلوان الرأس العريض الثابت فوق ذلك الجسد الطويل .....
💗 منقوله عن كاتبه اخرى 💗
40تم تحديث
Comments
Maya Rosiya
لا اشعر بنفسي حتى اجيد نفسي ابكي
2024-12-10
0
♕Sedra♕
واخيرا انشاء الله نتوقف عن البكاء المستمر مع كل كلمه نقرئها من هاذه الروايه التي لم يسبق وان كان لها بمثيل
2023-07-15
7
Tae-stan🖤🥀🦋2
واخيرا رجع وليد ابغى اعرقف ردة فعلها بس تشوفه😭😭❤🤧
2022-06-04
0