((باب الحرية)) بقلم.. هبة محمد عبد الرب..
أصواتُ طلقاتٍ نارية، تبعها صوت تحطم زجاج النافذة! خطفتُ مسدسي وادخلتهُ في جيبِ سترتي الداخلي، وهرولت نحو الشرفة لأقفزَ إلى باحةِ المنزلِ، وأهرب! أركض في الأزقةِ الضيقةِ.. وهم يركضونَ خلفي كفريسةٍ تطاردها وحوشٌ جائعة!! إختبأتُ في إحدِ الأزقةِ لألتقطَ أنفاسي اللاهثةِ من شدةِ التعب، ولكن هيهات.. فقد استدلوا على مكاني بسبب صوت لهاثي الذي كان يسمعُ لخارجِ الزقاق! إنه هناك.. أطلقوا النار.. طاااااخ... طاااااخ...ركضت مجدداً، ولا زالوا يركضونَ خلفي! وصلتُ إلى طريقٍ مسدود!! تسلقتُ السور لأعلى وقفزتُ من فوقهِ إلى الجهة الأخرى.. ياإلهي... لقد تسلقوا السور ليلحقوا بي!! يبدو أن ما من نهايةٍ لهذا، أستمرُ بالركضِ والهرب، ويستمرون بِالَّحاقِ بي.. لا فائدة إنهم لا يتعبون! وبينما كنتُ أركضُ رأيتُ حقلَ زيتونٍ فدخلتُ إليه واختبأتُ خلفَ إحدى أشجارِ الزيتونِ أتصببُ عرقاً! وهاهم مجدداً! طاااااخ... تباً.. ركضُت بين الأشجارِ وحينما وصلت لنهاية الحقل وجدتُ نفسي بينَ الأطلال!! ياإلهي... لقد سئمت هذا.. إختبأتُ خلفَ أنقاضِ أحدِ المباني، وأخرجتُ مسدسي ووضعتُ إصبعي أمامَ الزنادِ وَرُحتُ أنتظر حتى رأيتُ أحدهم فضغطتُ على الزنادِ لتخرجَ رصاصة غاضبة مشتعلة حاملةً معها قلبي الذي أثقلتهُ صرخات الخوف، والظلم، لتستقرَ في صدرهِ.. وتطرحهُ أرضاً مضرجاً بالدماء! حينها أحسستُ براحةٍ واتكأتُ على الجدار وأنا اراقبُ حالةَ الرعبِ، والفزعِ التي أصابتهم.. فراحوا يطلقونَ النارَ في كلِ مكانٍ، بشكلٍ عشوائي من شدةِ خوفهم! ومرةً أخرى صوبتُ مسدسي نحوهم وأطلقتُ منهُ بضعَ رصاصات لتخرجَ معها أنفاسي التي خنقتها أدخِنَةُ قنابل الغاز المسيل للدموعِ التي يلقونها نحوي، وبعدَما نفذت كلُ الطلقات، جلستُ.. واتكأت على الجدار، رفعتُ رأسي ورحت أنظرُ للسماء.. تنهدت.. يبدو أنه لامفر فإن بقيتُ في مكاني خنقتني غازاتهم السامة! وإن تحركت أصبحت هدفاً سهلاً لبنادِقهم الحاقدة! لا يهم.. فأنا افضلُ الموتَ على الإستسلامِ لهم.. وقفتُ من جديدٍ، ووضعتُ يدي على أنفي، لأمنع تسرب الغاز ِ إلى صدري! والتقطتُ بعضَ الأحجارِ وأخذتُ أرشقهم بها فحجر صغير كهذا كفيل بأن يشعلَ نارَ الخوفِ في قلوبهم، خارت قواي! فسقطتُ جالساً.. تعالوا إنهُ هنا.. طااااااااخ... أزحفُ بجسدي بين الركام! وقبلَ أن ألفظَ آخرَ أنفاسي.. وبيدٍ مُضَرَجةٍ بالدماءِ! طرقتُ بابَ الحرية....
((وللحريةِ الحمراء باب.. بكلِ يدٍ مضرجةٍ يدق)) أحمد شوقي..
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon