...“ماذا قلتِ للتو؟”...
...قال ذلك الرجل الذي كان يبتسم ابتسامةً خاوية وهو يزأر في وجه المرأة التي أمامه. لكنها لم تكترث لتهديده المباشر، واكتفت بارتشاف الشاي ببرود. ...
...كانت تعرف أن من يهاجمها الآن هو ولي عهد مملكة تريان الوحيد وخطيبها الحالي، ومع ذلك لم يتغير لون وجهها قيد أنملة. ...
...لم يسبق لها منذ ولادتها أن أحنَت رأسها أمام أحد. بل كانت هي من أجبرت الآخرين على خفض رؤوسهم....
...“أوه، ألم تسمع جيدًا؟ قلتُ لنُلغِ خطوبتنا.”...
...هكذا، باغتته بعرضٍ أحادي الجانب فجأة....
...فقد الرجل حتى أبسط قدرةٍ على التحكم بتعابير وجهه، وأخذ يحدّق بها كمن يواجه ألدّ أعدائه لا خطيبته....
...ولم يكن ذلك توصيفًا بعيدًا عن الحقيقة. فبالنسبة لولي العهد، فريك تريان، كانت ليرييل تينيبريس أكثر شخصٍ يكرهه في العالم....
...“وهل يحق لمن فرض الخطوبة بالإكراه أن يتفوه بمثل هذا الكلام؟”...
...مجرد أن أجبرته على إقامة الخطوبة كان إهانةً وذلًا لا يُمحى. والآن تريد أن تُلغى كأنها لم تكن؟...
...سخافةٌ كهذه جعلت فريك عاجزًا حتى عن إطلاق ضحكةٍ ساخرة....
...فالخطوبة ليست وعدًا عابرًا على طاولة شاي بين بنات النبلاء. فكيف يُعقد الأمر ثم يُحلّ بمشيئة طرفٍ واحد؟ ...
...إن لم يكن يُنظر إليه كدمية للعب، لما كان بوسعها التجرؤ على تقديم عرضٍ بهذه الوقاحة....
...“ألستَ أنتَ من يريد فسخ الخطوبة أصلاً؟”...
...وكأنها كانت تتعمد إثارة غضبه، وضعت ليرييل فنجانها جانبًا، ثم رمقته مباشرةً وقالت هذه الجملة. وكأنهت تقول: منحتكَ ما كنتَ ترغب به. و بدلاً من شكري، لماذا تثور غضبًا؟ ...
...كان تعبيرها الغامض يوحي وكأن المشكلة فيه هو، لا فيها. فعجز فريك عن كبح نفسه، ورفع صوته ضاربًا كفه على الطاولة بقوة. فارتجّ صدى صوته الغاضب في أرجاء صالة الاستقبال....
...“هاه، مستحيل! لقد كنتُ أترقب هذا اليوم دومًا، يا آنسة. اللحظة التي أقطع فيها كل صلةٍ بيننا وأتحرر منكِ!”...
...كانت خطوبةً بلا حب، ولا احترام، ولا حتى مجاملة....
...حين وضعت ليرييل خاتم الخطوبة في إصبعه لم يكن لأنها أرادته، بل لتستخدم امتيازات العرش كما تشاء....
...و ما زالت ملامح المدعوين الذين سخروا منه وازدرَوه يومها عالقةً في ذهنه بوضوح. ...
...لم يمضِ على ذلك سوى شهرٍ واحد. والآن تعود لتقلب الموازين؟ لا بد أن وراءها سببًا ما. فكل فعلٍ وكلمة من ليرييل لم تكن إلا جزءًا من خطةٍ أكبر....
...إنها المرأة التي وُصفت بأنها أشدّ نساء عائلة تينيبريس شرًّا وخبثًا. تلك هي ليرييل تينيبريس....
...“لكن ليس بهذه الطريقة. إن كان هناك من سيفسخ الخطوبة فهو أنا، لا أنتِ. لا بد أن وراء كلامكِ هذا مؤامرةً جديدة، أليس كذلك؟”...
...لم يكن ليرضخ لخططها مجددًا. إذ تكفيه مرارة الخزي الذي تجرّعه يوم الخطوبة....
...أظهر أسنانه من الغيظ، وضرب الأرض بقدمه بعنف وكأنه يأمرها أن تكف عن ترهاتها. فارتعش الفنجان على الطاولة من الاهتزاز المتصاعد من الأرض....
...خفضت ليرييل بصرها نحو الفنجان الذي بين يديها، فإذا به يهتز هو الآخر كغصنٍ ضعيف في مهب ريح شتوية....
...'يا إلهي، يبدو أنه غضبَ بشدة. كيف أُسوّي هذا الموقف؟'...
...لكن الحقيقة أن ارتجاف الفنجان لم يكن بسبب اهتزاز الأرض، بل لأن يديها كانت ترتجفان....
...'لو كنتُ مكان سموّه، لرحّبتُ بكل سرور بكلام فسخ الخطوبة.'...
...وعندما دققت النظر، بدا واضحًا فوق عينيها المنقبضتين أثر الخوف الذي حاولت إخفاءه. ...
...غير أن سمعتها كـ”شريرةٍ بالفطرة” حالت دون أن ينكشف ذلك بسهولة....
...أما فريك، الذي لم يدرك شيئًا من ذلك، فواصل صبّ شكوكه عليها. دون أن يعلم أن الجالسة أمامه لم تكن ليرييل الحقيقية....
...“أتريدين الزواج من نبيلٍ آخر لتقوية نفوذ حزب النبلاء؟”...
...'متى سأجد وقتًا لذلك أصلًا؟ ألستُ مشغولةً بالهرب من القديسة؟'...
...“أم لعلكِ تريدين إشاعة أن ولي العهد بغيضٌ إلى حد أن حتى خطيبته رفضته؟ كي لا تستعيد العائلة المالكة هيبتها أبدًا؟”...
...'لم يجِب بإجابة صحيحة واحدة حتى! كيف يمكن أن يخطئ بكل هذا الشكل؟'...
...أمام فريك الذي كان قد فقد عقله وراح يفرغ غضبه، لم تستطع ليرييل سوى التزام الصمت....
...وحين أعادت التفكير في الأمر، بدا لها أنها تسرعت كثيرًا بمحاولة فسخ الخطوبة. فمهما أحسنت خلال الأسابيع الماضية، فإن عشرين عامًا من السمعة السيئة لا يمكن محوها بسهولة....
...'أرجوكَ، انفصل عني! ليس لديّ خططٌ ولا مؤامرات. أنا فقط…..أريد أن أعيش!'...
...كادت أن تمسكه من تلابيبه وتصرخ بهذا الكلام وهي تهزه بعنف، لكنها أدركت أن رجلاً غارقًا في الشك مثل هذا لن يقتنع ببضع كلمات....
...فما السبيل إذاً لإقناعه؟...
...وبينما كانت تغوص في التفكير، فتحت فمها فجأة وهتفت،...
...“حسنًا! إذاً فلنفعل هذا!”...
...صُدم فريك من مقاطعتها المفاجئة، فابتلع كلماته لبرهة....
...وكانت هذه فرصتها الوحيدة. استشعرت ليرييل ذلك فأسرعت تكمل،...
...“سأثبت أنني أريد فسخ الخطوبة بلا أي سوء نية! حينها ستطمئن وتفترق عني، أليس كذلك؟”...
...“…..تُثبتين؟”...
...“نعم.”...
...بدا كلامها للوهلة الأولى هراءً محضًا. وطبعًا لم يتخلّ فريك بسهولة عن شكوكه....
...“وكيف؟”...
...فالخديعة يفقهها أكثر من وقع ضحيتها، وكم نال منها مذلةً بسبب مكرها القديم، فكيف يثق بها الآن؟...
...'لكن كل تلك الأفعال كانت من صنع ليرييل السابقة، لا شأن لي بها أنا!'...
...ولكي تُوصل تلك الحقيقة المبطّنة، كان لا بد أن تقولها الآن. الهدف الذي عقدت العزم عليه منذ أن أدركت أنها قد “تجسّدت” داخل هذا العالم الروائي....
...الحلم....
...الرغبة....
...السبيل الوحيد لتنجو بحياتها....
...“سأتعرّض للطرد من العائلة خلال شهرٍ واحد!”...
...نعم، هذا هو. أن تصبح الابنة المشينة التي تُقصى من بيت الدوق الشرير....
...وأمام إعلانها الجريء لخطةٍ بدت لا منطقية بل جنونية، لم يستطع فريك سوى أن يرمش بعينيه مذهولًا....
...“ماذا..…؟”...
..._______________________...
...ارحبوا شخباركم شعلومكم هذي روايه رايعه منتازه كوميديه وعلاقه عقد وكذا ✨...
...المهم مدري من البطل صدق نسيت القصه من زمان مترجمتها على العموم مسكتها اصلا عشان البطله😂...
...شخصيتها حلوه يعني لو تكمل الشر بس مبطن احلا واحلا ...
...واهلها بعد يضحكون مجانين😭...
...ذي حساباتي للسوالف والتهاوش المؤدب 😘...
...تويتر: Dana_48i انستا: dan_48i تلقرام: dan_xor...
...Dana...
...“لم تكن ابنتي هكذا من قبل!”...
...صرخت لوفرين تينيبريس بصوتٍ متهدج يغلبه الانفعال....
...أما زوجها، أنوين تينيبريس، فقد بدا وكأنه يشاركها الألم تمامًا، إذ لم تفارق محيّاه نظرة الأسى....
...“اهدئي يا عزيزتي. ستكون ابنتنا بخير.”...
...“لكن..…!”...
...ثم احتضن زوجته محاولًا تهدئتها بصبرٍ وحنيّة. و لوفرين، وكأنها لم تحتمل قول المزيد، أخفت وجهها في صدره وهي ترتجف وتبكي....
...عندها، تجرأ المستشار الجالس قبالتهما على فتح فمه بحذر. وقد كانت عيناه الصغيرتان خلف نظارته تدوران يميناً ويساراً مرتبكتين....
...“إذاً…..ما هي المشكلة تحديدًا التي تعانون منها مع ابنتكم؟”...
...“…..قلتَ مشكلة؟”...
...“هـيك!”...
...بمجرد أن تفوّه بتلك الكلمة، انكشفت على الفور حقيقة طباعهما. فنظراتهما التي انطلقت نحوه كانت باردةً حدّ القسوة، تكاد تقطع....
...تكلم أنوين وهو لا يحاول إخفاء اشمئزازه، وانقباض حاجبيه ينضح بوميضٍ قاتم،...
...“انتقِ كلماتكَ جيدًا. ابنتنا لا تعاني من مشكلة. إنها فقط تمرّ ببعض الحيرة مؤخرًا، لا أكثر.”...
...“نـ- نعم..…! بالتأكيد! خطئي، أعذراني! أرجوكما، سامحاني..…!”...
...فزع المستشار حتى كاد يلتصق جبينه بالطاولة وهو يستجدي الصفح. فراود أنوين خاطرٌ قوي بالتخلص منه والبحث عن بديل أكثر كفاءة، لكنه كبح نفسه بصعوبة. ...
...فما يهم الآن هو ما أصاب ابنته العزيزة، ليرييل تينيبريس، من تغيرت مفاجئ. ولأجل ذلك استدعوا مستشارًا نفسيًا اشتهر ببراعته....
...زفر أنوين بعمق، ثم عاد يربّت على ظهر زوجته مشجعًا لها أن تتحدث....
...حينها فقط، وبعد أن أرسلت نظراتها الغاضبة كأنها تخترق المستشار، بدأت لوفرين بالكلام بصوتٍ متقطع تغلبه العبرة،...
...“إنها….ابنتنا.…”...
...“ابنتكم.…؟”...
...يبدو أن الوضع أخطر مما ظن. فقد مال المستشار برقبته إلى الأمام بوجهٍ متوتر....
...لكن ما جاء بعدها لم يشبه أي استشارة اعتاد سماعها بل كانت مختلفةً تمامًا....
...“ابنتنا فجأة…..أصبحت طيبة!”...
...خيّم صمتٌ ثقيل. حتى المستشار أمال رأسه بتعجب، كأنه سمع خطأً....
...'أليست الطيبة شيئًا حسنًا؟'...
...كاد يقولها، لكن شفتاه أطبقتا سريعًا وهو يلحظ الجو الثقيل المحيط بالزوجين....
...لقد كانا مقتنعَين، بكل جدية، أن طيبة ابنتهما كارثة. وإن تجرأ على الاستهزاء ثانية، فلربما أودت تلك العائلة النافذة بحياته....
...فارتجف صوته وهو يحاول ضبط نبرته،...
...“تقصدان…..أنها أصبحت طيبة؟ أيمكنني أن أعرف ما الذي يجعلكما تعتقدان ذلك؟”...
...وبينما يكتب ملاحظةً على دفتره: الابنة أصبحت طيبة فجأة (؟؟؟)، حاول جاهدًا أن يبدو حياديًا....
...تحدّثت لوفرين، وهي تستعيد صورًا بدا تذكرها عذابًا،...
...“ألا ترى؟ بدأت تفعل ما لم تفعله من قبل! تهتم بالخادمات…..و تتبرع لدار الأيتام..…”...
...“آه….نعم، فهمت.…”...
...“حتى خطوبتها التي أُبرمت كورقة تهديدٍ مع ولي العهد، حاولت أن تُلغيها! آه….آه.…!”...
...“لوفرين!”...
...لم تحتمل لوفرين الانفعال الذي اجتاحها، فاهتز جسدها وكادت تسقط، فسارع أنوين ليمسكها ويُسندها إلى كتفه....
...ثم انسابت دمعةٌ من عينيها نصف المغمضتين، وبملامح أبٍ وأمٍ مكلومين تمتمت بصوت مبحوح،...
...“ابنتي….لم تكن هكذا قط….يا ليرييل….لماذا..…؟”...
...كانت هذه المرة الثانية التي تردد فيها أنها “ليست كذلك”، ما يعني أنها في الماضي لم تُظهر ما يعدّونه مشكلة....
...ورغم أن الأمر بدا ملتبسًا إن كان حقًا مشكلةً أم لا، إلا أن المستشار النفسي دوّن كل ما قيل بعناية على دفتره، عازمًا على أداء عمله بأقصى ما يمكن....
...خفض رأسه متظاهرًا بالتفكير، ثم سأل،...
...“منذ متى بدأت تظهر عليها هذه…..الأعراض؟”...
...“ذلك…..متى كان بالضبط؟”...
...أجاب أنوين مكان زوجته المرهقة، محاولًا استرجاع اللحظة التي بدأ فيها كل شيءٍ ينحرف. ...
...ابنته التي تربّت على الشر الخالص بلا عيب في نظرهما، متى انقلبت أحوالها فجأة؟...
...وبعد لحظة من التذكر، رفع رأسه وعيناه مشدودتان بالعزم، وصوته يحمل نبرةً من التمسك بخيط أمل،...
...“لقد كان ذلك…..منذ شهرٍ مضى.”...
...***...
...طَراخ!...
...كان مساءً هادئًا، تجمعت فيه عائلة تينيبريس حول مائدة العشاء. وفجأة قطع صفو الأجواء صوت زجاجٍ يتحطم....
...“آه….هه.…”...
...ارتجفت يدا الخادمة وهي تحدق في شظايا الكأس المكسور عند قدميها، و وجهها شاحبٌ كالموتى. وحين رفعت رأسها، تلقت طعنات من النظرات المحيطة. ...
...كانت نظرات اشمئزاز، كأنها لا ترى إنسانًا بل دودة حقيرة....
...'ماذا أفعل الآن..…؟'...
...خفضت رأسها ثانيةً بائسة...
.... لم يكن في بيتٍ كهذا مجال لارتكاب الأخطاء. لكنها لم ترتكب مجرد خطأ عادي هذه المرة. فالكأس لم يكن عاديًا؛ بل كان يحوي الشراب المفضل لدى ليرييل. ...
...وبسقوطه أرضًا، كان الأمر قد انتهى منذ تلك اللحظة. فالكل يعلم أن ليرييل مشهورةٌ حتى داخل عائلة تينيبريس الشريرة بطبعها القاسي والفظيع. و كم من خادمات تركن الخدمة في القصر، غير قادراتٍ على تحمل تعذيبها....
...“أ-أعتذر! سأُنظفه حالًا..…!”...
...تداركت الخادمة الموقف متأخرة، واندفعت تجمع الشظايا بيدٍ مرتعشة، رغم علمها أن ذلك لن يغير شيئًا....
...كانت حركاتها متوترةً ومستميتة، فيما دموعها الحارة غمرت جفنيها....
...“توقفي.”...
...تجمدت يدها في مكانها. فالصوت البارد الخفيض الذي سقط كالسيف جعلها تتصلب....
...ارتسم ظِلٌ أسود فوقها؛ ليرييل كانت قد نهضت من مقعدها، وتقدمت خطوتين حتى صارت واقفةً أمامها. بينما لم تعد الخادمة قادرةً حتى على التنفس بانتظام....
...“أ-أنا….أقصد….أعتذر حقًا.…”...
...اختنق صوتها، ولم تعد الكلمات تخرج كاملة. وقد انسابت قطرات الدموع على ذقنها لتلطخ السجادة....
...عادت يدها تتحرك بسرعة أكبر، وفي غمرة الارتباك انجرحت أصابعها بالزجاج الناعم، حتى سال الدم. لكنها لم تُعره انتباهًا؛ فما ينتظرها أعظم من أي ألم جسدي....
...طَرق!...
...“ألم تسمعي؟ قلتُ توقفي.”...
...“آه!”...
...لكن يدها توقفت قسرًا هذه المرة، إذ أمسكت ليرييل بمعصمها بقوة ومنعتها من الاستمرار. فارتفع رأس الخادمة بغير إرادةٍ منها، ليقع بصرها أخيرًا على وجه سيدتها....
...عينان خضراوان غائمة، باهتة كأنهما مسمومتان، حدّقتا فيها ببرودٍ خالٍ من أي إحساس. أما شفتاها الممتلئتان، الوردية اللون، فلم تنبسما ولم تنكمشا، بل ظلت ساكنة تمامًا....
...كان من الأفضل لها لو أن سيدتها صرحت بازدرائها مثل بقية أفراد العائلة، أو صبّت جام غضبها عليها. لكن هذا السكون الجليدي في غضب ليرييل كان أكثر رعبًا من أي عقابٍ صاخب....
...استسلمت الخادمة لقدرها وأطبقت عينيها بقوة....
...صفعة قاسية لا بد منها، يعقبها وابلٌ من الإهانات، ثم ربما ضربٌ مبرّح قبل أن تُلقى خارج القصر. ومعها دينٌ ضخم يفرضونه تحت ذريعة “تكاليف التعويض”....
...كل هذا حدث مرارًا من قبل، لم يكن أمرًا جديدًا. فعائلة تينيبريس لطالما عاشت على هذه القسوة، بل كانت تتفاخر بها....
...سكنت القاعة للحظة، ثم فُتحت شفتا ليرييل أخيرًا،...
...“التقاط الزجاج بيديكِ العارية يؤذيكِ. عليكِ أن تكوني أكثر حذرًا.”...
...في تلك اللحظة، لم يصدق أحدٌ ما سمع....
...طقطق!...
...سقطت أدوات المائدة من يد أنوين. أما زوجته لوفرين ففتحت عينيها إلى حد بدت فيه البياضات من كل جانب....
...وها هو شقيقها هيفال، وقد سال الشراب من فمه حين توقف عن الشرب فجأة....
...لكن ليرييل لم تكترث بكل ذلك، بل أخذت تتفقد أصابع الخادمة. ...
...كان الجرح سطحيًا، دمٌ صغير يتجمع عند طرف الإصبع، لكن نظراتها كانت جدية كأنها أمام إصابةٍ بالغة....
...“أوه…..لقد نزفتِ بالفعل. ما العمل الآن؟”...
...“آنـ-آنسة.…؟ إنه خطئي….أرجوكِ، توقفي.…”...
...لم تستوعب الخادمة ما يجري. و بدا لها المشهد ضربًا من السخرية الجديدة، عقابًا ملتويًا أخطر من أي عقوبة....
...فتحول وجهها من شاحبٍ إلى أقرب إلى التراب، والذعر قبض على أنفاسها. و أحست أن حياتها ذاتها مهددة....
...“آه….نعم، ربما هذا يكون أفضل.”...
...لكن ليرييل لم تصرخ ولم تعاقب. بل أخرجت من صدرها منديلًا فخمًا، وبدأت تربط أصابعها المصابة بعناية....
...ضغطت المنديل بإحكام….إحكام….ثم عقدت شريطًا أنيقًا كأنه ربطة هدية. ...
...بعدها فقط أطلقت يدها. و على وجه ليرييل أشرقت ابتسامةٌ كأول خيوط الشمس في صباح ربيعي....
...“احترسي في المرة القادمة، حسنًا؟”...
...______________________...
...فكرة ان العائلة كلها شريره ويكملون اكل وعادي عندهم تضحك😭 ...
...بس الي يضحك اكثر انهم رايحين لدكتور نفسي عشان بنتهم صارت حبيبه😭😭😭😭😭😭😭...
...حتى الخدامه تشوف حركتها ذي بدايه عقاب😂 يارب تطول سمعتها الشريره على كذا✨...
...Dana...
...ذلك الحادث الصادم الذي وقع في غرفة الطعام في ذلك اليوم انتشر بسرعةٍ داخل قصر الدوقية. و لم يكن الخدم حين يلتقون يتحدثون عن شيء آخر سواه....
...حتى الخادمات اللواتي تجمعن في المطبخ لتنظيف وتحضير مكونات طعام صباح الغد لم يكن حديثهن مختلفًا....
...“هل سمعتِ بالخبر؟”...
...“عن الآنسة ليرييل التي قامت بتهدئة الخادمة التي كسرت كأسًا زجاجيًا؟”...
...“نعم! لم تغضب منها، بل قامت بتضميد جرحها بنفسها بمنديلها الخاص!”...
...قالت ذلك إحدى الخادمات وهي تقشر البطاطس، ثم هزّت رأسها بعدم تصديق....
...'ليرييل تينيبريس، الشريرة المعروفة؟ كان من الأسهل أن تصدّق أن القمر ظهر في وضح النهار!'...
...“لقد طردت العشرات من الخادمات لمجرد أنهن لم يرقن لها! لا بد أن الشائعة قد حرّفت القصة.”...
...“أبدًا، الأمر حقيقي! بل يُقال أنها ذهبت بعد ذلك بنفسها إلى تلك الخادمة وقدّمت لها مرهمًا! هناك من رآها بعينيه!”...
...الخادمة التي بدأت الحكاية لوّحت بسكين التقشير في الهواء وهي تبرر حماسها، مما جعل الأخريات يتحركن خطوةً مبتعداتٍ عنها بحذر....
...“لكن…..لماذا؟ هل أصابها شيءٌ في رأسها؟”...
...“حتى لو جُنّت، فالأمر يثير الريبة. أن يتبدل كل شيء فيها إلا شخصيتها؟ غريبٌ فعلًا.”...
...“قلت لكِ، لا بد أنه سوء فهم. لا أحد يتغير بهذه السهولة. ثم إننا نتحدث عن ابنة عائلة تينيبريس! من فيهم يريد العمل هنا بإخلاص؟ نحن نصمد فقط لأنهم يغدقون علينا المال.”...
...“آه…..”...
...سادت لحظة صمت، فالجميع فهم تمامًا ما تعنيه كلماتها....
...عائلة ينيبريس— العائلة المشهورة بأنها الحاكم الحقيقي لمملكة تريان....
...بيت نبيلٍ ذو تاريخ يمتد لأكثر من مئتي عام، وفي مركزه دائمًا يقبع أناسٌ لا يعرفون الرحمة، قساة القلب حد الوحشية....
..."تخلّصوا من هؤلاء القاذورات حالًا، لا أريد أن أراهم أمامي."...
...أنوين تينيبريس، الدوق الثامن للعائلة، كان رجلاً باردًا، حسابيًا حتى العظم....
...كان يقطع علاقته حتى بأقرب أصدقائه إن لم يعد في وجودهم منفعةٌ له، حتى وإن كانت تلك الصداقة تمتد لعشر سنواتٍ أو أكثر....
...وبسبب جفافه الشديد وانعدام أي أثر للمشاعر في تصرفاته، كان الخدم يعتقدون أن لا امرأة في العالم يمكن أن تتزوجه....
...ولذا حين أقام زفافًا فخمًا وقدّم للعالم عروسه التي سيقضي معها حياته، لم يجد الناس إلا أن يقرّوا بأنهما الثنائي الأنسب في الوجود....
..."يجب أن نسحقهم سحقًا حتى لا يفكروا، مجرد التفكير في الوقوف أمامنا."...
...كانت لوفرين تينيبريس، حين كانت لا تزال الآنسة لوفرين من عائلة الإيرل مابليريا، من أشهر السيدات الشريرات في المجتمع المخملي....
...بكلمةٍ واحدة منها كانت السمعة تنهار، وببضع شائعات خافتة كانت بيوت النبلاء تُدمَّر ولا تعود....
...ثم كانت تبتسم ابتسامةً رقيقة خلف مروحتها، “لو تصرّفوا كما ينبغي من البداية لما حدث هذا.”...
..."أنا فخورةٌ بكِ يا ليرييل."...
..."ابنتنا ستكون سيدةً عظيمة بحق. انظري فقط إلى مهارتها في التعامل مع الخدم منذ الآن!"...
...وقد وُلدت ليرييل تينيبريس من أبٍ باردٍ كالجليد وأمٍ ماكرةٍ كالثعبان، فكان طبيعيًا أن تكون استثنائيةً منذ نعومة أظفارها....
...جمعت بين برودة أنوين وخبث لوفرين، وزادتهما جمالًا آسرًا يلفت الأنظار....
..."أما زلتِ لا تدركين ما الخطأ الذي ارتكبتِه؟"...
...لم تكن من أولئك الأشرار الذين يصرخون بلا تفكير حين يغضبون، بل كانت طبقةً أعلى من ذلك تمامًا. كانت تبتسم ابتسامةً هادئة متعالية، بينما تسحق خصمها بدقة باردة تضرب نقاط ضعفه دون رحمة....
...إنها حقًا كانت من ألمع الشريرات في تاريخ عائلة تينيبريس بأسره....
...وخلال عشرين عامًا قضتها في قصر الدوق، فقد عددٌ لا يحصى من الخدم وظائفهم، وعمّ الخوف أرجاء المقاطعة، وأصبح النبلاء في العاصمة يراقبون تصرفاتها بحذرٍ دائم....
...حتى العائلة المالكة نفسها اضطرت في النهاية إلى الاعتراف ضمنيًا بنفوذ عائلة تينيبريس....
...وحين تم عقد خطبتها على ولي العهد بطريقةٍ شبه قسرية، اكتفت ليرييل بابتسامةٍ فاتنة هادئة، وكأن هذا المجد العظيم لم يكن سوى نتيجةً طبيعية لما تستحقه....
...“ولكن هل يُعقل أن تُخرج تلك المرأة منديلاً لأجل خادمةٍ جرحت إصبعها؟! على المرء أن يتحدث بما يُصدق!”...
...ضحكت الخادمة التي قالت ذلك وأكملت تقشير البطاطس، وصوت السكين الحاد يُصدر خشخشةً متتابعة في المطبخ....
...لكنها أدركت بعد بضع ثوانٍ أن هناك شيئًا غير طبيعي. فالخادمات اللواتي كنّ يتحدثن معها بحماس قبل لحظات، تجمدت وجوههن فجأة وقد ارتسم عليها الرعب....
...'ما الأمر؟ ما الذي حدث؟'...
...كانت على وشك أن تسأل، لكن إحدى الخادمات تمتمت بصوتٍ مرتجف وهي تحدّق خلفها،...
...“اللـ….الآنسة ليرييل..…”...
...استدارت الخادمة ببطء، وعندها فقط أدركت الموقف. فخلفها تمامًا كانت تقف صاحبة كل تلك الشائعات، وريثة عائلة تينيبريس الصغرى، ليرييل تينيبريس نفسها....
...كانت تنظر إليهن بعينين باردتين، ينبعث منهما صقيعٌ يكاد يخترق القلب. فاجتاح المكان جوٌ خانق من البرودة....
...“…….“...
...دحرجت الخادمة بفمٍ مفتوح ثمرة البطاطس التي كانت تمسكها. و سقطت على الأرض، وتدحرجت إلى أن توقفت عند طرف حذاء ليرييل....
...وقفت ليرييل لوهلةٍ بصمت، ثم انحنت بهدوء والتقطت البطاطس. و في تلك اللحظة عضّت الخادمة شفتها بشدة. ...
...'الآن، ستطير تلك البطاطس إلى وجهي.'...
...إن انتهى الأمر بكدمةٍ على العين فقط فسيكون حظها جيدًا، لكنها لم تتوقع أن تكون محظوظةً إلى هذا الحد....
...“لقد بذلتن جهدًا كبيرًا، حتى في هذا الوقت المتأخر من الليل.”...
...“آه…..؟”...
...لكن المعجزة حدثت مجددًا....
...“لا تُجهدن أنفسكن أكثر من اللازم، مفهوم؟”...
...لم تغضب، لم تصرخ، ولم تشتم. بل سلّمت البطاطس للخادمة بهدوء، وربّتت بخفةٍ على ظهر يدها....
...تصرفٌ لم يُكذّب الشائعات بل زادها تأكيدًا. فتجمدت الخادمات في أماكنهن، وعيونهن اتسعت دهشةً وذهولًا وهن يحدّقن بليرييل....
...ورغم أن هذا التصرف بحد ذاته لم يكن خاليًا من التعالي، إلا أن ليرييل لم تُعر الأمر اهتمامًا....
...ابتسمت مرةً أخرى، ثم غادرت المطبخ بخطواتٍ هادئة. و لم تحتج إلى الالتفات لتعلم أن عشرات الأنظار تتبعها من الخلف. تمامًا كما أرادت....
...'جيد…..تمامًا كما خططت.'...
...الآن ستنتشر هذه القصة أكثر، وستتناقلها الألسن في كل مكان، ومن يدري؟ لعلها تصل إلى أرجاء المملكة كلها....
...تمتمت لنفسها وهي تسير في الممر ثم دخلت غرفتها. و أغلقت الباب، وعندها فقط ظهرت على وجهها المتجهم لمحةٌ من الارتباك....
...كان ذلك تعبيرًا لم يرتسم مثله على وجه “الشريرة الأسطورية” ليرييل تينيبريس طوال حياتها....
...'لو أني فقط أستطيع أن أبتعد عن عيني الدوق…..'...
...نعم كما هو متوقّع—الحقيقة أن ليرييل تينيبريس لم تكن ليرييل تينيبريس على الإطلاق....
...صحيحٌ أن جسدها جسد ليرييل، لكن من بداخلها كان شخصًا آخر تمامًا. كانت في الأصل طالبةً جامعية عادية من كوريا الجنوبية، تُدعى هان كيونغ أول....
...الفتاة التي تحمل وجه ليرييل جلست على السرير بخطواتٍ متثاقلة، ثم ارتمت فوقه بتعبٍ واضح....
...“هاه…..” ...
...خرجت تنهيدةٌ طويلة من بين شفتيها دون وعي....
...“آه، كيف انتهى بي الحال إلى هذا؟”...
...دفنت وجهها في الوسادة وهي تتنهد بحسرة....
...البداية ربما لم تكن سيئةً تمامًا، لكن الطريق أمامها لا يزال طويلًا وشاقًا. إلا أن لا خيار أمامها. أن تُصبح “ليرييل الطيبة”—فذلك هو السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة داخل هذا العالم الروائي....
...إن لم تعكس تصرفات عائلة تينيبريس…..فالموت فقط ينتظرها....
...ومع استحضارها لهذه الحقيقة القاسية، أغمضت هان كيونغ أول، أو بالأحرى ليرييل، عينيها ببطء....
...***...
...أين أنا؟ ومن أكون؟ لم تكن هناك حاجةٌ لتلك الأسئلة النمطية....
...حين فتحت هان كيونغ أول عينيها، وجدت أمامها مرآةً ضخمة. فقد استعادت وعيها أمام طاولة المكياج في غرفة الملابس....
...وعندما التقت عيناها بعينا امرأةٍ شديدة الجمال، باردة الملامح كأنها منحوتة من الجليد، أدركت هان كيونغ أول على الفور حقيقة وضعها....
...'ليرييل تينيبريس..…؟'...
...كانت الرداء الأحمر المائل للبرتقالي يتمايل مع حركتها....
...أما عيناها الخضراوان الداكنتان كغابة لا تدخلها شمس، فكانتا تبرزان دهشتها، ترمشان بسرعة كمن يحاول إخفاء ارتباكه....
...لمست هان كيونغ أول المرآة بأصابعها الطويلة والنحيلة، التي بدت عظامها واضحة، ثم لمست نقطةً صغيرة تحت الشفاه الوردية....
...لم يكن هناك شك. ما تعكسه المرآة هي نفسها—ليرييل تينيبريس، الشخصية الشريرة من الرواية «القديسة لا تتسامح»، والمعروفة باسم «سونبا أن»....
...و تذكرت الرسومات التي رأتها في الرواية....
...'هذا مستحيل…..'...
...ما إن أدركت الحقيقة، غمرها اليأس، لأن ليرييل كانت في الرواية من الشريرات المقدر لها السقوط....
...لو كان سقوط شريرةٍ عادية، لكان الأمر مقبولًا نسبيًا. لكن المشكلة تكمن في أن الرواية التي تجسدت فيها كانت مشهورة بتطوراتها الصادمة، حتى ضمن نوعية روايات الرومانسية الخيالية....
...____________________________...
...قصة امها وابوها حلوه خير ابي اشوف رومانسية الاشرار😭...
...بعدين ليتها تغير تصرفاتها شوي شوي كذا احسن يعني ابي اشوف شوي من شرها😂...
...المهم وش صار على امها واوبها عند المستشار ذاك ...
...Dana...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon