NovelToon NovelToon

المحقق كيم رونيز: لعبة القاتل

الفصل 1

في صباحٍ مشرق، انسكبت أشعة الشمس الدافئة على نوافذ الشقة الصغيرة الواقعة في الطابق الخامس من مبنى حجري قديم. ارتدّت خيوط الضوء على الأثاث الخشبي، وأيقظت بهدوء رائحة القهوة التي أعدّها كيم رونيز، المحقق الذي عرفته المدينة بذكائه الفذ وقدرته على قراءة الجرائم كما تُقرأ الكتب المفتوحة.

كان في الثامنة والعشرين من عمره، لكنه امتلك نظرة رجلٍ عاش ألف قضية وألف صمت. يقول دائمًا: "كل جريمة، مهما كانت محكمة، تترك خيطًا أبيض لا يراه سوى من يؤمن بأن لا أحد كامل في الشر."

وقف أمام المطبخ الصغير، يعد الفطور لنفسه ولأسرته. أصوات أدوات المائدة كانت تصنع موسيقى صباحية ناعمة. وبينما كان يصبّ العسل على الفطائر، انطلقت ضحكة خفيفة من خلفه، تبعها صوت طفولي مليء بالحيوية:

ــ صباح الخير، أبي!

التفت كيم مبتسمًا، فوجد ابنه الصغير، جونيو، أو كما يحب أن يناديه أحيانًا «ليون»، واقفًا بملابس نومه، وعيناه نصف نائمتين.

حمله كيم بين ذراعيه وقال برقة:

ــ أنظر يا بطل، فطيرة العسل المفضّلة لديك. لكن قبل الإفطار... ماذا يجب أن تفعل؟

ابتسم الصغير بفخر وقال بصوتٍ عالٍ:

ــ أغسل وجهي ويدي وأسنانِي أيضًا!

ضحك كيم، وأنزله برفق على الأرض وهو يفرك شعره:

ــ أحسنت يا صغيري، هيا، قبل أن تبرد الفطيرة.

كان البيت يعبق بدفءٍ لا يوصف، حتى أن السكون نفسه بدا سعيدًا. خرج كيم متوجهًا إلى غرفة النوم، حيث كانت زوجته، كلارا، لا تزال نائمة تحت الغطاء.

وقف بجانبها للحظة يتأمل ملامحها. كانت صحفية مشهورة بعنادها وشغفها في كشف الحقائق، وهي الصفة التي جعلته يقع في حبها ذات يوم. ابتسم، ثم مدّ يده بخبثٍ وأمسك بأنفها برفق، فشهقت مفزوعة.

ــ كيم! توقف!

ــ صباح الخير يا جميلة.

فتحت عينيها بتثاقل، رمقته بنظرة غاضبة وقالت:

ــ أيها الزوج السيئ، هكذا توقظ زوجتك؟

ضحك كيم وقال ببرودٍ ساخر:

ــ أردت فقط تذكير الصحفية النائمة بأن العالم ينتظر مقالاتها النارية.

فجأة، تبدّل وجهها من الغضب إلى الحماس، وجلست بسرعة تحتضنه وهي تقول بلطفٍ مصطنع:

ــ أحقًا؟ هل هناك خبر عاجل؟ قل لي فورًا، يا أفضل زوج في العالم!

تنهّد كيم وابتسم بخيبة:

ــ حتى المجاملات لا تجيدينها يا كلارا.

دخل الصغير جونيو في تلك اللحظة وهو يصرخ:

ــ أمي الكسولة! أبي يوقظك منذ نصف ساعة!

تبادلت كلارا النظرات مع زوجها، ثم قالت ببرودٍ قاتل:

ــ رائع، نسخة مصغّرة منك يا كيم… الذكاء نفسه، والوقاحة ذاتها.

ضحك كيم، وقبّل جبينها:

ــ هيا انهضي. الإفطار ينتظر، وورق التحقيق أيضًا.

بعد دقائق، اجتمع الثلاثة حول مائدة الطعام. كان الجو مليئًا بالمرح، رغم مشاغلهم التي تنتظر كل واحد منهم في هذا اليوم الطويل.

كانت كلارا تتناول قهوتها بسرعة وهي ترتدي معطفها استعدادًا للذهاب إلى مقر الجريدة.

قالت متصنّعة الحزن:

ــ أنتم لا تحبّونني، لم تنتظراني لتناول الإفطار معكما.

ردّ جونيو بمرحٍ مشاكس:

ــ لأنك تأكلين كل شيء يا أمي، من الأفضل أن نحمي الفطائر قبل أن تختفي!

أمسكت أذنه بخفة وهمست بتهديدٍ لطيف:

ــ ابن عاق… لن أطعمك الحلوى مجددًا.

ضحك الصغير وارتمى في حضنها:

ــ أنا أمزح يا أمي، أنتِ أفضل من كل الحلوى في العالم.

راقبهما كيم من بعيد بابتسامةٍ هادئة، ثم نهض متجهًا نحو المغسلة ليغسل الصحون. كان هاتفه موضوعًا على الطاولة، وما إن انتهى من شطف آخر كوب حتى دوّى رنينه بنغمةٍ حادة مألوفة.

مسح يديه سريعًا، التقط الهاتف، وظهرت على الشاشة صورة صديقه المقرّب وزميله في العمل، كاليب.

ــ صباح الخير يا عبقريّ التحقيق، لدينا جريمة جديدة.

ــ جريمة؟ في الغابة كالعادة؟ أم في البحر هذه المرة؟

ضحك كاليب:

ــ لا، هذه مختلفة. وُجد رجل مشنوقًا في مكتبه، والكرسي مقلوب أسفل قدميه. تبدو كأنها انتحار، لكن… لا شيء في المشهد مقنع.

سكت كيم لثوانٍ، ثم قال بهدوءٍ جاد:

ــ أرسل لي العنوان. سأوصل عائلتي أولًا ثم آتي مباشرة.

ــ جيد. وكالعادة، لا تمرّ على القسم لتتجنّب الأسئلة، أليس كذلك؟

ابتسم كيم:

ــ تعرفني جيدًا.

أنهى المكالمة، ثم التفت إلى كلارا التي كانت تراقبه باهتمامٍ خفي.

ــ كيم، هل هي جريمة جديدة؟

ــ نعم، لكن لا تقلقي، مجرد حالة انتحار مبدئيًا.

ابتسمت بمكر:

ــ إذن سأرافقك.

ــ لا، لستِ من فريق التحقيق.

ــ وأنا لست مجرد زوجة أيضًا. أريد أن أكتب تقريرًا صحفيًا عن الجريمة، سأنقل الوقائع فقط.

تنهّد وهو يلتقط معطفه:

ــ لا فائدة من النقاش… حسنا، لكن لا تلتقطي الصور، ولا تتحدثي إلا بإذني.

صفّقت كلارا بحماس:

ــ صفقة!

خرج الثلاثة معًا من الشقة. أوصل كيم ابنه أولًا إلى الروضة.

انحنى أمامه وقال بابتسامةٍ دافئة:

ــ كن ولدًا مهذّبًا، يا بطل.

ــ نعم أبي، عد بسرعة قبل أن تحل أمي مكانك في الجريمة!

ضحكت كلارا بقوة، فيما اكتفى كيم بهزّ رأسه يائسًا.

قاد كيم السيارة متجهًا نحو ضواحي المدينة. الطريق الطويل كان يمرّ بين صفوفٍ من الأشجار العارية، والسماء بدأت تغيم ببطء، كأنها تشارك في ثقل الجوّ القادم.

كانت كلارا تكتب ملاحظاتٍ في دفترها بينما تراقب وجه زوجها المنعكس في زجاج السيارة.

قالت بهدوء:

ــ أتعرف، ملامحك تتغير حين تذهب نحو جريمة… تصبح أكثر صمتًا.

أجابها دون أن يشيح بنظره عن الطريق:

ــ لأنني أتعامل مع الموت، والموت لا يحب الضجيج.

بعد دقائق، وصلا إلى منزلٍ فخم محاطٍ بشريطٍ أصفر، تتجمّع حوله سيارات الشرطة.

ترجّل كيم وكلارا، ودخلا بعد أن ألقيا التحية على الحراس.

في الداخل، كان صديقه كاليب يقف بجانب الضابطة مارغريت، وكلاهما يراجع تقارير أولية.

رفع كاليب رأسه وقال:

ــ تأخرت أيها الفيلسوف.

ــ كنت أوصل أسرتي، تعرف أني أعيش حياة مزدوجة: نصفها تحقيق ونصفها فطائر عسل.

ضحك كاليب، ثم أشار إلى الغرفة المجاورة:

ــ الجثة هناك، والزوجة تصرّ أنه لم ينتحر.

تقدّم كيم بخطواتٍ هادئة نحو المكتب. كان الباب نصف مفتوح، والهواء باردًا رغم دفء الخارج.

الكرسي مقلوب، الحبل يتدلّى من السقف، و مكان الجسد معلّق كدميةٍ من قماش.

توقّف لحظة يتأمل المشهد، ثم نظر إلى الأرض.

هناك، بين الغبار الخفيف، خيط أبيض رفيع يمتد من السجادة إلى زاوية الطاولة.

انحنى، التقطه بين أصابعه، وابتسم.

في تلك اللحظة، دخلت كلارا بخطواتٍ بطيئة، دفترها في يدها، وعيناها تلتقطان التفاصيل بحذرٍ مهني.

ــ هل هو انتحار حقًا؟

لم يجبها كيم. تقدم أكثر نحو الجثة، ثم قال بنبرةٍ غامضة:

ــ ربما… لكن ثمة شيءٌ لا يتناسب.

اقترب كاليب وسأله:

ــ ماذا لاحظت؟

ــ الجثة مشنوقة، نعم، لكن العقدة من الخلف، لا من الأمام.

ــ وماذا يعني ذلك؟

ــ يعني أن الرجل لم يشنق نفسه، بل ساعده أحدهم على ذلك.

ساد الصمت لثوانٍ، قبل أن تهمس كلارا بدهشة:

ــ إذن… جريمة قتل؟

التفت إليها كيم بابتسامةٍ خافتة وقال:

ــ يبدو أننا أمام خيط أبيض جديد.

الفصل 2

اندَهشت كلارا من هدوء كيم وتركيزه، فقد بدا عليه الحماس الخفي حين تبلور أمامه نسيج الأدلة البيضاء المتناثرة، وكأنها خيوط تؤشر إلى حلٍّ محتوم.

كلارا: أخبرني، كيم — ماذا رأيت؟

كيم (بصوتٍ متحكم): اصمتي قليلاً. أحتاج الهدوء والتركيز.

بقيت كلارا تراقب، بينما كان كيم يتفحّص زوايا المكتب بعين المحقق: رُسُومٌ على الطاولة، قلمٌ ملقى على الأرض، كتبٌ مرتَّبة بشكلٍ غير طبيعي. أمسك القلم بيده ثم نظر حوله بعين ثاقبة، وكأنه يقصّ على نفسه صورة الجريمة بأكملها.

خرجا من المنزل، ولحقت به كلارا. توجّها إلى كاليب.

كيم: كاليب، أعطني تقرير الضحية، وصور المشهد، وأي شيء وُجد في يده.

كاليب: الجثة لم تُنقل بعد، هي في سيارة الإسعاف بالخارج. اذهب وتفحصها بنفسك.

أوقف كيم السيارة بجانب عربة نقل الموتى، وطلب من فتح بابها الخلفي. دخل بنفسه، وكانت كلارا تراقب من بعيد دون أن تتقدّم.

فحص كيم الجسد بهدوء؛ راقب لون الرقبة، موضع الكدمات، والذبذبة الخفيفة في أنسجة الجلد. عند زاوية رأسه، وسط شعره الأبيض، لمحت عيناه خصلة سوداء — تباينٌ لافت لم تستطع الصدفة تفسيره. أمسك كيم بالخيط الأبيض الصغير الذي كان ملفوفًا على السجادة، ومرّره بين أصابعه. التقطته تفاصيل صغيرة وأعطته ابتسامة واثقة: لم يعد هناك مجال للشك.

عاد إلى غرفة الجلوس وطلب بسرعة:

كيم: اجمعوا جميع أفراد الأسرة هنا الآن.

بعد قليل، تجمع أهل الضحية في غرفة المعيشة. تردّد الحزن والقلق، لكن كيم كان هادئًا كمن يحمل صناديق أدلة لا تُخطئها العين. راقَب وجوههم وأيديهم، يبحث في تعابيرهم عن شَذَرات تكشف التناقض.

كيم (موجهًا حديثه إلى الحاضرين): أعتذر لإجباركم على التجمع... لكن لدي بعض الأسئلة. أحتاج تعاونكم وإجابات صادقة.

تقدّم أخ الضحية، رازبا، متوترًا:

رازبا: لقد انتحر! ما الداعي لكل هذا؟ اتركوا الأمور لأهلِه.

صرخت الزوجة، ليلا، باكيةً:

ليلا: مستحيل! زوجي لم يكن لينتحر. لا يوجد سبب.

حاول الابن ماكس تهدئتها:

ماكس: هيا يا أمي، أخبره بكل ما تعرفين.

ابتسم كيم بابتسامة قصيرة:

كيم: سأحتاج أن أسمع كلّ منكم. لكن أولًا، أين كنتم ليلة الأمس عند الحادية عشرة تقريبًا؟

كان حديث الشهادات متشابكًا ومليئًا بالتفاصيل اليومية: سليا قالت إنها كانت في بيت أهلها، رازبا أصرّ على عدم معرفته، ماكس وأمه يعطون رواية متضامنة. ثم نادى كيم على المدخل: اتصلتُ بسكرتيرة الضحية — أينا — وقد حضرت للتو.

تقدمت أينا بخطوات متزنة، عينان هادئتان، لكن صوتها كان متوتراً حين سأله كيم: أين كنت ليلة أمس؟

أينا: أوصلت بعض التقارير للسيد جون، ثم ركبتُ سيارة الأجرة وعدتُ لمنزلي.

كيم: لماذا كلتا يديك ملفوفتين بالضماذ... ماذا حدث لهم.

أينا: إسأل من سكبه الماء ساخن على يدي.

ثار نقاش سريع عن سبب حروق يديها؛ سليا اعترفت بغضب أنها من سكبه عنها حين تشاجرا، ثم هدأت الغرفة. بدا كيم أنه يستغل كل نقطة لصنع صورةٍ أكبر.

ثم قال كيم بهدوءٍ حاسم:

كيم: لدي دليلان مهمان. الأول — خيط أبيض صغير وُجد على السجادة. الثاني — خصلة شعر سوداء بين شعره الأبيض.

ارتفعت أصوات الاعتراض: أينا كانت غاضبة: كيف تتهموني دون دليل؟ لكن كيم لم يردّ بادعاءات عامة.

كيم: لم أقل شيء... أنت من إفترضت ذلك.

فجأة قالت أينا بصوتٍ مفاجئ: تحققوا من كاميرات المراقبة داخل المكتب... هناك كاميرا مخفية داخل الجدار.

صمت الحضور. لم يكن أي منهم يعرف بوجودها.

كيم (مندهشًا): كاميرا؟ أين بالضبط؟

أينا أشارت نحو جدار المكتب: هذه هناك — تحت اللوح المتحرك. وضعتها لأسبابها الخاصة، حتى لا يكتشفها أحد.

ذهبا إلى المكتب. أينا ضغطت على اللوح بحركة متقنة، فانزاح الغشاء الشفاف، وكُشف عن عدسة صغيرة قاتمة. امتلأت الوجوه بالدهشة؛ لم يتخيّل أحد وجود هذه العين الصامتة.

أخذ كيم الكاميرا بين يديه، حملها برقة وكأنه يحمل نواة الحقيقة. في الداخل، على شاشة التخزين، قد يكشف ما طوى الليل من أسرار.

كيم (بنبرة ثابتة): سنشاهد التسجيل الآن. إما أن يكشفُ لنا الحقيقة، أو يزيدها غموضًا.

وقف الجميع في صمت ثقيل، لا يسمع فيه سوى أنفاس متقطعة وتنهيدات مكبوتة. حمل كيم الكاميرا الصغيرة بين يديه بحذر، كمن يخشى أن يسقط منها سرّ الزمان. جلس أمام المكتب، ووصلها إلى الحاسوب المحمول الذي أحضره كاليب من سيارة الشرطة.

أطفئت الأنوار العيون، وسط عيون ثاقبة تراقب، ولم يبقَ إلا ضوء الشاشة البارد الذي ألقى ظلالًا غامضة على وجوه الواقفين حولها: ليلا، رازبا، ماكس، سليا، أينا، مارغريت، وكلارا — وكلٌّ منهم يحمل خوفًا مختلفًا في عينيه.

ضغط كيم على زر التشغيل.

بدأت الصورة تتحرك ببطءٍ متقطع، ثم اتضحت تدريجيًا. المكتب ذاته، كما هو الآن — نفس الترتيب، نفس الأثاث، نفس الهدوء الكئيب. ظهر الضحية "جون" جالسًا خلف مكتبه، يرتدي قميصًا أبيض مفتوح الياقة، ووجهه يحمل شيئًا غريبًا بين التفكير والانطفاء.

كانت الساعة في زاوية الشاشة تشير إلى التاسعة وأربعٍ وعشرين دقيقة مساءً.

في التسجيل، يُفتح الباب، يدخل رازبا، الأخ الأصغر. بدا وجهه غاضبًا، خطواته متوترة، وصوته مرتفعًا حتى أن الميكروفون الضعيف التقط بعض الكلمات.

رازبا: قلت لك مئة مرة! المشروع لي، أنا من بدأته.

جون (بهدوءٍ متعب): المشروع ليس ملكًا لأحد، إنه لشركتنا، للفريق كله.

رازبا يضرب بيده على المكتب: لا تتهرب! كنت دائمًا تسرق مجهودي، والآن تريد أن تسرق الأرض أيضًا؟

صمتٌ.

جون ينظر في وجهه طويلاً، ثم يقول بصوتٍ هادئٍ موجع:

جون: لا أريد المال يا رازبا، أريد فقط أن تبقى لي أخًا... لا خصمًا.

يرد رازبا بانفعال:

رازبا: أنت لم تعد أخي منذ اليوم الذي رفضتَ فيه أن تعطيني حقي.

ثم يدير ظهره، ويغادر، والباب يغلق بعنف خلفه.

تظل الكاميرا صامتة لبضع ثوانٍ.

تظهر يد جون ترتجف، يضع رأسه بين كفيه. يبقى هكذا طويلًا، حتى يظن المشاهد أنه سينهض ويخرج.

لكن بدل ذلك، ينهض ببطء، يتجه إلى زاوية الغرفة، يفتح خزانة صغيرة ويخرج منها حبلًا بنيًا متينًا، يلمسه بعناية، يمده بين يديه، يقيس طوله... ثم يرفع رأسه نحو الدعامة المعدنية في السقف.

كلارا وضعت يدها على فمها، وارتجفت أنفاس ليلا.

كيم لم يتحرك، لكنه حدق في الشاشة بتركيزٍ كمن يقرأ ما وراء المشهد، لا ما فيه.

في التسجيل، يضع جون الكرسي في منتصف المكتب، يثبت الحبل في الدعامة جيدًا، ويقف فوق الكرسي.

صوت خافت يصدر من فمه، أقرب إلى الهمس:

جون: ربما سيُفهم الأمر يومًا... أو ربما لا.

ثم — يسقط الكرسي.

يبقى الجسد متأرجحًا في الهواء، يتحرك ببطء، بينما يداه معلقتان كأوراقٍ في مهبّ الريح.

الوقت على الشاشة: 10:57 مساءً.

ارتفعت شهقة ليلا من بين الدموع، صرخت وهي تمسك صدرها، وكأن الألم يعصر قلبها:

ليلا: لاااا! جون! لا تفعل هذا...!

اقتربت كلارا منها تحاول تهدئتها، فيما أغمض ماكس عينيه، يضغط بيده على فمه، والدموع تتساقط بصمت.

حتى مارغريت، التي اعتادت مشاهد الجثث، أشاحت وجهها للحظة.

كيم لم يتكلم. كان ينظر للشاشة، يعيد المشهد أكثر من مرة.

مرة ينظر إلى حركة الكرسي، مرة إلى اتجاه الحبل، ومرة إلى الزاوية المظلمة خلف المكتب.

شيء ما لم يكن طبيعيًا.

قال كيم بهدوء:

كيم: توقف الفيديو عند الدقيقة 10:55... كاليب، عدّ اللقطات ببطء.

أعاد كاليب الفيديو ثانيةً، والإطار يتقدّم جزءًا جزءًا.

قال كيم وهو يشير بإصبعه إلى الزاوية اليمنى للشاشة:

كيم: هناك ظلّ خلف الستار، انظروا.

اقترب الجميع.

الظلّ بدا واضحًا في لحظةٍ واحدة فقط، قبل أن يتحرك جون نحو منتصف الغرفة. ثم اختفى.

كيم أوقف التسجيل، ونظر إلى أينا.

كيم: لماذا وُضعت الكاميرا هنا أصلاً؟ هذا ليس مكانًا طبيعيًا لكاميرا في مكتب خاص.

أينا نظرت نحوه بثبات:

أينا: هو من طلب ذلك. أراد أن يحتفظ بتسجيل دائم لما يحدث في مكتبه، خاصة بعد أن بدأت المشاكل بينه وبين أخيه. قال لي بالحرف الواحد: “لا أريد أن يُسرق شيء يخصني، لا فكرة، ولا مشروع.”

كيم (بصوتٍ منخفض): المشروع اإذًا... مشروع تحويل الأراضي.

أينا: نعم. كان يخشى أن يُتم سرقة الوثائق. الكاميرا كانت لتوثيق أي لحظة وهي مباشرة مع مكتبه.

صمت الجميع.

كيم أغلق الفيديو، ثم جلس على الكرسي أمام المكتب ذاته الذي كان فيه الضحية في التسجيل.

نظر إلى السقف، إلى نفس الدعامة التي عُلّق منها الحبل، ثم إلى الأرضية حيث كان الكرسي مرميًا.

كيم (محدّثًا نفسه): الغريب أن طول الحبل لا يكفي لجعل الجسد يرتفع بهذا الشكل. لو كان وحده، كان سيسقط جسده أرضًا بمجرد أن يفقد الوعي...

كلارا اقتربت منه:

كلارا: لكن الفيديو واضح يا كيم، لقد شنق نفسه أمامنا.

كيم (بصوتٍ بارد): في الظاهر نعم... لكني لا أؤمن بالظاهر.

نهض، واتجه نحو زاوية المكتب التي بدت في الفيديو مظلمة.

انحنى، رفع السجادة ببطء.

ابتسم بخفة وهو يرى الخيط الأبيض الصغير الذي اكتشفه سابقًا.

كيم: هذا هو ما لا يظهر في الكاميرا... الخيط الأبيض، لم يكن هناك صدفة.

كاليب تقدّم:

كاليب: ماذا تعني؟

كيم: في الفيديو، عندما تحرك جون نحو الكرسي، كان الخيط ممدودًا تحت السجادة من هنا، متصلاً بالطاولة.

إذا كان أحدهم سحب الطاولة أو الخيط في اللحظة المناسبة، فقد يسقط الكرسي تلقائيًا... دون أن يلمسه جون نفسه.

ساد صمتٌ رهيب.

حتى ليلا التي كانت تبكي، توقفت، تنظر نحوه غير مصدّقة.

كيم أكمل:

كيم: أعتقد أن جون كان ميتًا قبل أن يُشنق. تم رفعه لاحقًا بالحبل بعد أن شُلّت عضلاته أو خُنق بطريقةٍ أخرى.

وهذا ما يفسّر الخط الأحمر في رقبته من الجانب... لم يكن خط ضغط الحبل أثناء الشنق، بل من يدٍ أو خيطٍ سابق.

مارغريت همست بدهشة:

مارغريت: هذا يعني أن من فعلها كان ذكيًا جدًا.

كيم (بهدوء): ذكي... وبارد القلب. أراد أن يُظهره كمنتحر ليغلق القضية بهدوء.

رفع رأسه نحو الجميع، عينيه تتنقل بين الوجوه:

كيم: والسؤال الآن... من كان يعلم بوجود الكاميرا غير أينا؟

أينا فتحت فمها لتجيب، لكن كيم قاطعها:

كيم: قبل أن تجيبي — تذكّري أن كل كلمة ستكون مسجلة الآن في تقرير رسمي.

الكل بدأ يشعر أن الحقيقة، تلك التي ظنّوها انتحارًا، بدأت تنقلب عليهم كمرآة تكشف الوجوه الخفية.

جلس كيم على الكرسي، وأدار التسجيل مرةً أخرى، هذه المرة وهو يراقب العيون خلفه أكثر من الشاشة أمامه.

كان في الغرفة شيءٌ أثقل من الموت ذاته — اليقين بأن ما بدا انتحارًا، ليس إلا قتلًا متقنًا بذكاءٍ فاحش.

الفصل 3

بعد أن شاهد الجميع شريط الكاميرا، تيقّنوا بأن الرجل انتحر. لكن كيم لم يقتنع سريعًا. راقب اللقطة بعين المحقّق، جمع المقاطع الصغيرة وربطها بشريطٍ مترابط كي يرى الحقيقة بعينٍ صلبة.

تأكد كيم أنها جريمة قتل — تنفيذها محترف. توقف ونظر إلى دعامة السقف حيث كان الحبل مربوطًا، وإلى مكان نصب الكاميرا. لم يكن يعلم بهذه التفاصيل سوى الضحية جون سكرتيرته. دلائل قليلة لكن حاسمة، وهذا ما جعل القضيّة أكثر شدّة.

كلارا كانت تراقبه. استدار نحوها كيم: — عزيزتي، أنت جيدة في اكتشاف التلاعب بالفيديو، أليس كذلك؟

أومأت كلارا متفاجئة ثم قالت: — نعم. أعطني نصف ساعة، سأكشف إن كان الفيديو مزوَّرًا.

ابتسم كيم: — أريد الحقيقة، لا تضيّعي الوقت.

جلسا أمام الحاسوب. طلب كيم من كلارا أن تركز على الزوايا والظلال. كان واثقًا أن هناك تلاعبًا واضحًا.

بعد 37 دقيقة صمت، صرخت كلارا: — انتهيت. انظروا.

هرع كيم وكل من مارغريت وكاليب نحو الشاشة. كل دليل صغير صار الآن صورة أكبر يتكوّن منها المشهد الحقيقي. أغلق كيم الحاسوب، ورفع سبابته نحو أينا مبتسمًا بثقة: — أنتِ القاتلة، يا الآنسة أينا.

صمتت الغرفة. أينا بقيت هادئة، بنظرة حادة وضحكة ساخرة: — أيها المحقق، هل تكرهني؟ حتى تلفق لي تهمًا؟

قال كيم ببرود: — ليست كراهية. الدليل أقوى منكِ.

سألت أينا بتحدٍّ: — إذًا ما دليلك؟

تدخّلت ليلا باكية: — كيف تجرؤ! على فعلتك هذه اعتبرك كابنته.

أجاب كيم: — عندما فحصت الضحية وجدت خصلات شعر ملتصقة بلباسه وعلى السجادة وبجانب المكتب. الخصل شقراء ورفيعة. والوحيدة ذات الشعر الأشقر هنا أنتِ. ثم، أين الخيط الأبيض الذي خُنِق به الضحية؟

تغيّر وجه أينا، فقد فقدت توازنها ولم تردّ. صرخ ماكس: — أخبرينا! هل قتلتِ أبي؟

انهارت أينا بالبكاء مدّعية البراءة: — لست القاتلة!

تقدّمت مارغريت: — أجبي على السؤال.

أخذ كيم يد أينا اليمنى: — انزعي الضماد. آثار على يدك تشير إلى أنك أمسكتِ الخيط. إذا دفعتي وسحبتِ ستظهر آثارٌ تشبه آثار الخيط على جسد الضحية.

دفعت أينا يدها بعنف: — لستُ القاتلة. أنا جعلته يفقد وعيه فقط، لكن لم أقتله!

قبضت ليلا على ثياب أينا بجنون: — لماذا فعلتِ هذا؟ كان زوجي يعاملك كابنة له!

قال كيم بصوت جامد: — ليلا، أنتِ الشريكة الثانية. والشريك الثالث هو أخُ الضحية.

ارتفع الغبار في الغرفة. ماكس صارخًا، متّهمًا والدته: — كيف تتهم أمي بلا دليل؟

تابع كيم: — في البداية ظننت أنها جريمة مشتركة. لكن الفيديو والأدلة المادية تُظهر تخطيطًا: مخرج سابق (ليلا) يعرف كيف يجهز المشهد، وسكرتيرة (أينا) لها دافع، والأخ ساعد في تنفيذ الجزء الأخير. الآن علينا أن نرى اعترافهم أو المزيد من الأدلة التي تكمل الصورة.

كيم وضع الحاسوب المحمول على الطاولة، شغّل الملف الأخير، ورفع الصوت قليلاً. كل الجماعة ركزت، صمت مطبق يملأ الغرفة. على الشاشة ظهر الفيديو الأصلي — ليس سوى الانتحار المزيف، بل المشهد الحقيقي الذي صوّرته ليلا على شكل فيلم: الضحية مكبل، الخيط الأبيض ممتد، كل الحركة مسجلة وأن من صعد على الكرسي شخص يلبس زي أخضر وهو من مثل شنق، وقد كان زاربا أخو ضحية.

كيم ابتسم برفق، ثم نظر إلى ليلا وأينا وأخ الضحية:

— شاهدوا جيدًا. هذا هو ما حدث بالفعل، كل شيء مسجّل. الفيديو الذي شاهدتموه سابقًا كان مجرد تمثيل، محاولة لإخفاء الحقيقة. الآن، لا مهرب.

ليلا التفتت إلى الفيديو، ثم بدأت بالكلام بصوت منخفض، هادئ لكنه مشحون بالغضب القديم:

— زوجي لعين… كان السبب في موت أخي. كذب عليه، بسببه ذخل السجن بالتهمة سرق الأموال، بينما هو يبيّن أن أخي مذنب… مات هناك، ولم يكن هناك من ينصفه. لذلك قررت الانتقام.

أينا لم تستطع الصمت بعد رؤية الفيديو:

— نعم، أنا ساعدتها… أنا قبضت على الحبل… خنقت جون بالخيط الأبيض. كنت أعلم أنه سيسقط… لكنه لم يكن ليعيش ليدافع عن نفسه... لأنه سبب في موت بالسيارة بعد أن إصطدم به وهرب، تذكرت وجهه جيدا، وساعدتني انسة ليلا لأخذ بإنتقامي.

كيم أشار لهم أن يشرحوا تفاصيل التنفيذ:

— كيف فعلتم ذلك؟ خطوة بخطوة.

ليلا أخذت نفسًا عميقًا:

— أولًا، خططت لكامل المشهد. أعددت الفيديو المزيف مسبقًا، مثل فيلم. صوّرته وكأنه انتحار… ووضعت النسخ في ملفات الكاميرا. كل زاوية، كل حركة، كل تعبير على وجهه، تم تصويره بدقة.

أينا أكملت، بصوت متهدج:

— بعد أن أخدتُ الحبل الأبيض، اقتربت منه عندما كان بمكتبه. ضغطت عليه بلطف أولًا، جعلته يفقد وعيه… ثم سحبت الخيط إلى الأسفل عبر النافذة إلى الحديقة. كان موصولًا إلى شجرة هناك.

ليلا أوضحت أكثر، نبرة صوتها حادة:

— كنت جالسة في الحديقة مع ابنها، وأدرت العملية بحذر حتى لا يلاحظ ابنها شيئًا. كل شيء محسوب… لا أحد كان ليشكّ، لأن النسخة المزيفة على الكاميرا أظهرت الانتحار، لكن الحقيقة كانت أمامنا.

تجمد ابنها ماكس سقط على كلتا ركبتيه، لم يستطع تحمل أن والدته قتلت والده.

أخ الضحية، الذي ساعد في حمل الجسد، تحدث بصوت منخفض:

— أنا ساعدتهما في نقل جسد جون… إلى المكان المحدد. حملنا الجثة، وكنا نرتب مشهد الانتحار، لتتماشى مع الفيديو المزيف.

كيم نظر إليهم جميعًا بعين ثابتة:

— والسبب؟

ليلا تنهدت بمرارة:

— الانتقام. لأن هذا الرجل دمّر حياة أخي. لم يكن الموت كافيًا، أردت أن يشعر بالذنب قبل أن يغادر الحياة… وكان من الضروري أن يكون كل شيء مثاليًا، لا يمكن أن يترك أي أثر… لذلك استخدمنا الفيديو، الخيط، كل شيء.

أينا أكدت بصوت منخفض:

— وأنا نفذت الخنق، وكانت ليلا المخططة. أخوه ساعد في تغطية كل شيء… وهكذا انتقمت لأبي العزيز وامي التي توفيت حزنا عليه.

كيم أومأ ببطء:

— الآن كل شيء واضح. الفيديو الأصلي يثبت كل خطوة، كل خطة، كل فعل. لا يمكن لأحد إنكار الحقيقة بعد هذا.

الدموع بدأت في أعين أينا، ليلا كانت هادئة لكن نظرتها قاتلة، وأخ الضحية منحني رأسه، يعرف أن العدالة لا يمكن أن تتجاهل كل هذا بعد تسجيل كل شيء.

كيم أغلق الحاسوب ببطء، وقال بصرامة:

— هذا التسجيل سيذهب مباشرة إلى النيابة. اليوم، انتهى خداعكم، وستُواجهون العدالة على كل خطوة فعلتموها.

اما سليا كانت تواسي، ماكس الذي صار ابه ضحية لخطة امه، وكانت منصدمة كيف لعائلة كانت واحدة تفعل هذا وتخطيط الاستراتيجي المتقن.

خرج رجال الشرطة من الغرفة وهم يقودون ليلا وأينا وأخ الضحية رازبا نحو السيارات المصفوفة خارج الفيلا، أصفاد الأيدي تلمع تحت أشعة الشمس. صمت المكان يملأه شعور بالعدالة التي بدأت تتحقق.

كيم حمل الحاسوب المحمول إلى سيارته، وكلارا إلى جانبه. فتح الباب وجلسا معًا، محاطين بصوت محركات الشرطة البعيد.

كيم ابتسم وهو يشغل المحرك:

— يبدو أنك تأخرت عن عملك في الشركة اليوم، يا كلارا.

كلارا ضحكت بخفة وهي تضبط حزام الأمان:

— لا تقلق، أنا كتبت مقالة جيدة. المديرة ستكافئني عليها، خصوصًا وهي تعلم أنني صحفية مجدة.

كيم أدار السيارة نحو الطريق السريع، عينيه على الطريق، وابتسامة هادئة على وجهه:

— حسنًا… مقالة جيدة بعد يوم مليء بالجرائم ليست بالأمر السهل، أليس كذلك؟

كلارا أومأت برأسها، وابتسمت، ثم قالت بنبرة مليئة بالرضا:

— نعم، ولكن عندما تعمل مع محقق مثل كيم، كل شيء يصبح أسهل… وأمتع.

كيم نظر إليها عبر المرآة الجانبية، وقال بهدوء:

— وربما اليوم علمتِ أن الصحافة يمكن أن تكون أقوى من الكاميرات، خصوصًا إذا اكتشفت الحقيقة.

ابتسمت كلارا ووضعت يدها على يده لوهلة قصيرة، ثم أغمضت عينيها قليلاً مستمتعة بلحظة الهدوء بعد العاصفة، بينما السيارة تسير بثبات نحو المدينة، مع شعور بأن العدالة قد تحققت، وأن الحقيقة كانت تستحق كل هذا الجهد.

صفحة 2

جلست السيارة تسير ببطء في شارع المدينة، بعد أن ابتعدت عن الفيلا وصخب الشرطة. صمت هادئ يملأ المقصورة، لم يكن صمتًا عادياً، بل صمت من نوع خاص… صمت بعد العاصفة، صمت يحمل الراحة وعبء الحقيقة في الوقت نفسه.

كلارا نظرت إلى كيم من جانبها، بابتسامة بسيطة لكنها مليئة بالامتنان:

— اليوم كان صعبًا جدًا، لكننا فعلنا ما كان يجب فعله.

كيم أدار عينيه نحو الطريق، ثم نظر إليها عبر المرآة الجانبية:

— نعم… الحقيقة دائمًا أثقل من الأكاذيب، لكن شعورك عندما ترى العدالة تتحقق… لا يقدّر بثمن.

ابتسمت كلارا، وضعت يدها على يده للحظة قصيرة، ثم قالت:

— وربما هذا يجعل كل مقالة وكل تحقيق صحفي أصغر بكثير مقارنة بما نفعله هنا، في الواقع.

كيم ضحك خفيفًا، ثم أضاف:

— وربما تجعلنا مستعدين للمهمة القادمة… لأن الحقيقة لا تنتظر، دائمًا هناك من يحتاج من يكتشفها.

كلارا أومأت، وعيونها تلمع بالشغف:

— إذًا، لننتظر… ونكتب، ونكشف، ونحمي الحقيقة.

السيارة استمرت في السير، والمدينة تبدو هادئة، وكأنها تتنفس الصباح لأول مرة بعد قضية مشحونة طويلة من الظلال والأسرار. كيم وكلارا جلسا جنبًا إلى جنب، شعور بالرضا يملأهما، مع العلم أن العدالة قد تحققت اليوم، وأنهما مستعدان لمواجهة أي تحدٍّ قادم، معًا.

وبعد لحظات وصلت كلارا لمكان عملها، ودعت زوجها قائلة:

لاتنسى إحضار جونيو... لأنني قد أتأخر في العمل.

ابتسم كيم: حسنا لا تقلقي.

ودع زوجته وتكأ على الكرسي السيارة، يتنفس بالهدوء فمع كل ابتسامة له، والقضية التي حلها اليوم، كيف أن تكون زوجة و أخ و سكرتيرة شريكان في جريمة، وحتى أن إثبات جرمهم كان مثقن.

العالم غريب وقد تتوقع أي شيء.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon