لم تكن ليارا تؤمن بالصدف، كانت تؤمن أن كل شيء في الحياة يحدث لسبب…
حتى اصطدامها بشخصٍ غريب جعل أوراقها تطير وكرامتها تهاجر، كان له سبب لم تفهمه بعد.
هو شابٌ لا يعرف الجديّة، يرى الحياة مسرحًا كبيرًا للضحك والتجارب.
وهي فتاةٌ تخاف الفوضى أكثر من الفشل، تعيش بخطواتٍ محسوبة، وكلماتٍ محدودة.
لكن حين يجتمع النظام مع العشوائية… يولد شيء لا يمكن السيطرة عليه.
ذلك الشيء اسمه: آيدن.
ومن هنا تبدأ الحكاية — حكاية مشروعٍ جامعي تحوّل إلى حربٍ صغيرة بين قلبين لا يعترفان بالحب،
وصدامٍ ساخر بين فتاةٍ تكره المغرورين، وشابٍ يظنّ أنه سبب دوران الأرض.
لم يكن أيٌّ منهما يعلم أن تلك “الفوضى الجميلة”
ستكون أول شرارة تغيّر كل ما اعتقداه عن أنفسهما… وعن الحب
دخلت ليارا إلى القاعة متأخرة كعادتها، تتنفس بصعوبة وكأنها أنهت سباق ماراثون.
همست لنفسها وهي تحاول ترتيب شعرها بسرعة:
> "يا إلهي، لو فقط أستطيع المرور يومًا واحدًا دون فضيحة…"
تسللت إلى مكانها في الخلف بخفة، ظنّت أن أحدًا لم يلاحظها… إلى أن قال صوتٌ مألوف ساخر:
> "الطالبة الجديدة في فنّ الاصطدام وصلت أخيرًا!"
رفعت عينيها ببطء، وهناك كان آيدن، جالسًا في المقعد المقابل لها، يبتسم بتلك الابتسامة التي تثير أعصابها.
همست بغضب:
> "أنت هنا أيضًا؟! أرجوك قل إنني أعيش كابوسًا!"
ضحك وقال بخفوت:
> "بل حلم جميل… على الأقل لي أنا."
تجاهلته بعبوسٍ واضح، وبدأ الأستاذ الحديث عن مشروعٍ جماعي جديد سيستمر طيلة الشهر.
لكن الكارثة لم تبدأ إلا عندما قال الأستاذ وهو يراجع القائمة:
> "الفريق الأول: آيدن و… ليارا."
سقط القلم من يدها على الطاولة في صدمة، بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر.
همست غاضبة:
> "لا… لا لا لا، مستحيل!"
قال الأستاذ بصرامة:
> "هل هناك اعتراض يا آنسة ليارا؟"
سقط القلم من يدها على الطاولة في صدمة، بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر.
همست غاضبة:
> "لا… لا لا لا، مستحيل!"
قال الأستاذ بصرامة:
> "هل هناك اعتراض يا آنسة ليارا؟"
ابتسمت ابتسامة مجاملة وقالت بصوتٍ مصطنع الهدوء:
> "أبدًا أستاذ، فقط… أشعر أن القدر يكرهني قليلًا."
ضحك بعض الطلاب، بينما أمال آيدن رأسه نحوها هامسًا:
> "يبدو أن القدر يحبني كثيرًا."
تنهدت وقالت ببرود:
> "بل يحب تعذيبي."
وبينما هم يغادرون القاعة بعد الحصة، التفت نحوها مبتسمًا وقال:
> "بما أننا فريق الآن، ما رأيك نبدأ العمل غدًا؟"
ردت بسرعة:
> "ما رأيي؟ رأيي أن نبدأ الأسبوع القادم، أو الأفضل… لا نبدأ أبدًا."
ابتسم بثقة وقال:
> "تمام، غدًا إذًا."
نظرت إليه بدهشة وصاحت:
> "هل تتجاهل كلامي؟!"
ردّ وهو يسير مبتعدًا:
> "أنا أسمعك جيدًا، بس ما أطبّق."
وقفت تنظر إليه بغيظٍ مكتوم، ثم قالت لنفسها:
> "رائع، شريك مشروع وعنيد… هذا تمامًا ما كنت أفتقده في حياتي الفوضوية."
ثم تنهدت وأضافت بابتسامة صغيرة رغمًا عنها:
> "لكن… لِمَ قلبي ينبض بهذه السرعة؟! يا رب، لا يكون بداية مصيبة جديدة."
في صباح اليوم التالي، جلست ليارا في المقهى القريب من الجامعة، تنظر إلى ساعتها بملل.
قالت في نفسها وهي تحتسي القهوة ببطء:
> "أكيد سيتأخر… نوعه من الذين يجعلون العالم يدور حولهم."
وقبل أن تنهي جملتها، سمعت صوتًا مألوفًا يقول من خلفها:
> "أوه، ظننتُ أنني سأنتظركِ أنا… لكن يبدو أن القدر يُحب المفاجآت."
التفتت نحوه ببطء، وها هو آيدن يقف مبتسمًا كعادته، يحمل دفتراً وكوب عصير، وكأنه جاء إلى نزهة لا إلى عملٍ جامعي.
قالت ببرود:
> "جميل، أتيتَ في الوقت المحدد… المعجزة الأولى لهذا الأسبوع."
جلس أمامها وقال بثقة:
> "كنت متأكدًا أنك ستقولين شيئًا لطيفًا عني."
ردت ساخرة:
> "لطيف؟ هذا أقصى ما يمكنني فعله تجاهك."
ضحك بخفة وقال:
> "تمام، هذا تقدم رائع بالنسبة لي."
بدأا بالعمل على المشروع، لكنها لاحظت أنه لا يأخذ الأمر بجدية.
كان يكتب سطرًا ثم يرفع رأسه ليقول تعليقًا تافهًا كل دقيقتين تقريبًا.
قالت له أخيرًا بنفاد صبر:
> "هل بإمكانك التركيز قليلًا؟ نحن هنا للعمل، لا لإلقاء النكات."
أجاب مبتسمًا:
> "أحاول أن أجعل العمل أقل مللًا، أليس هذا ما تفعله الفرق الناجحة؟"
قالت بصرامة:
> "نحن فريقٌ دراسي، لا فرقة كوميدية!"
تأملها للحظة وقال بنبرة هادئة غير متوقعة:
> "تعلمين… عندما تغضبين، يلمع ضوء في عينيك يشبه شعاع الشمس وقت المطر."
تجمدت في مكانها، ثم قالت بسرعة وهي تخفي وجهها خلف الورق:
> "هل تقول هذا لكل فتاة تعمل معها؟"
ابتسم وقال:
> "فقط للفتاة التي لا تبتسم إلا نادرًا."
ارتبكت، وبدأت تنقر بأصابعها على الطاولة لتغيّر الموضوع:
> "حسنًا، لنعد إلى العمل قبل أن يتحول مشروعنا إلى رواية رومانسية رخيصة!"
ضحك بخفوت وقال:
> "لا تقلقي، ما زلنا في المقدمة فقط."
قاطعته بصرامة، لكنها لم تستطع منع ابتسامةٍ صغيرة من الظهور على وجهها.
أما هو، فكان ينظر إليها وكأنه وجد شيئًا لا يفهمه بعد… شيء يثير فضوله أكثر من أي مشروعٍ جامعي.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon