في زقاق ضيق ومُظلم، كان المطر الغزير يجلد الأسفلت، ويعكس الضوء الخافت من مصابيح المدينة البعيدة. وقف زين، زعيم المافيا، شامخًا بهيئته التي تبلغ مترًا و 90 سنتيمترًا. كانت بذلته السوداء الأنيقة ومعطفه الطويل مرتبة بعناية، ولكن ملامحه كانت باردة وحادة كشفرة سكين.
في عتمة الليل، لم يكن يضيء المشهد سِوى توهج غريب من عينيه: عينان قرمزيتا اللون (حمراوان)، تلمعان بتركيز لا يُبشر بالخير. همس زين لنفسه، والأفكار تتصارع في رأسه: "القصر الذهبي. مهمة تبدو روتينية... لكن رائحة الدم في هذا الحي لا تغادرني. هذه الليلة سأقتحم عرشهم. بلا شفقة، بلا تردد."
في الوقت نفسه، داخل أسوار القلعة الذهبية الضخمة، حيث الفخامة تتجاوز الخيال، كانت ليانا تقف في إحدى القاعات الملكية. كانت ابنة الإمبراطور ترتدي فستانًا ملكيًا فخمًا، وشعرها الأشقر الطويل واللامع ينسدل حول كتفيها كشلال ذهبي. نظرت إلى الخارج بعينيها الزرقاوين السماويتين، وهما تحملان مزيجًا من اللطف والحسرة.
في داخلها، كانت تعلم: "هذا القصر هو زنزانتي الفاخرة. الجمال هنا كاذب... بارد." كانت تتوق لكسر هذا القيد، لتتسلل إلى الحدائق البعيدة وتلمس العالم الحقيقي.
بفعل القدر، أو بفعل خطة محكمة من زين، تقاطعت العوالم.
بعد تسلل بارع، كان زين يتقدم بخطوات محسوبة عبر الحديقة الشاسعة. كان يخطو في الظل، يراقب كل زاوية بحذر قاتل.
وفجأة، توقف.
في بقعة شبه مظلمة، كانت تقف ليانا، التي تسللت للحديقة هربًا من ضجيج القصر. نظرت إليه بصدمة. لم ترَ في حياتها ملامح حادة وقوية كهذه، ولا عيونًا بهذا اللون المخيف.
صاحت ليانا بخوف متماسك: "مَن أنت؟ وكيف تجرؤ على التسلل إلى هذا المكان؟"
رد زين بصوت منخفض وبارد: "هذا ليس شأنك أيتها الأميرة. عودي إلى غرفتك."
ازدادت جرأة ليانا، وهي ترى مظهر زين الغريب: "أنت لست من الحرس! عيناك... لماذا هي حمراء هكذا؟"
أجاب زين وهو يمد يده ببطء نحوها: "اللون لا يهم... ما يهم أنكِ رأيتِ ما لم يكن عليكِ رؤيته."
في تلك اللحظة الحرجة، اخترق صمت الليل صوت مدوٍ: إنذار القصر. وبدأ دوي خطوات حراس قادمة من الجهة الشمالية.
تغيرت نظرة زين الباردة إلى تركيز حاسم. لعن في سره: "اللعنة. ليس الآن!"
دون تردد، أمسك زين بذراع ليانا وسحبها معه بعنف نحو عمق الظلام، بعيدًا عن الأضواء القادمة. كانت ليانا في حالة صدمة تامة، عيناها الزرقاوان متسعتان على اتساعهما.
همس زين في أذنها بتهديد لا يحتمل الجدل:
"ستأتين معي. وإلا سأموت أنا وتموتين أنتِ."
وفي تلك اللحظة... تقاطع عالم المافيا القاسي مع عالم القلعة الذهبية، إلى الأبد.
في اللحظة التي أطلق فيها القصر إنذاره، وتسللت يده القوية لتلتقط ذراعها الرقيقة، أصبحت ليانا أسيرة لقرار حاسم لم تكن طرفًا فيه. على الرغم من الصدمة، قاومت الأميرة بعناد نادراً ما يظهر من خلف أقنعة القصور.
ليانا (تتألم وتلهث): "أتركني! من تظن نفسك لتلمسني هكذا أيها الوغد؟"
لم يعرها زين اهتماماً، كان وقته ينفد. في لقطة قريبة ومرعبة، ظهر التناقض الصارخ بين قفازه الجلدي الداكن وبشرتها الناعمة. مال برأسه نحوها وهمس ببرود مطلق، بينما كانت أضواء مصابيح الحراس تومض في الأفق القريب:
زين: "صمت مطلق يا أميرة! أو أقوم بتكميمك. لا وقت للعب دور البطلة الآن."
على الرغم من عنف المشهد، كان عقل زين يعمل بدقة استراتيجية. التقت عيناه القرمزيتان بأضواء القصر القادمة. فكر داخلياً: "هذه الفتاة ليست جزءاً من الخطة. لم آتِ لأجلها. لكن وجودها... قد يكون سلاحاً غير متوقع ضد الإمبراطور." تحول الاختطاف من كارثة إلى ورقة رابحة في عقل رجل المافيا.
اندفع زين بها نحو أقصى الحدود الظل، ودفعها عبر ثغرة أو بوابة صغيرة وسرية في جدار القصر. أطلقت ليانا صرخة خافتة، بينما كان شعرها الأشقر الطويل يتطاير في الهواء مع قوة الدفع المفاجئة.
بمجرد خروجهما، دفع زين ليانا داخل سيارة سوداء فخمة كانت تنتظره في الشارع المظلم. كانت السيارة هي الفارق الوحيد بين فخامة عالمها وقسوة عالمه.
قال زين ببرود، بينما يغلق الباب على عالمها القديم:
"انتهى وقتك في القفص الذهبي، يا أميرة."
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon