NovelToon NovelToon

حبيبي مجرم

البداية العادية

الفصل الأول: البداية العادية

ليان كانت تعيش حياة عادية جدًا في مدينة مكتظة بالضوضاء والأنوار، حياة بسيطة تتكون من عملها في المقهى الصغير الذي ورثته عن والدتها، وزيارات نادرة لأصدقائها المقربين. لم تكن تبحث عن المغامرة أو الإثارة، وكانت تشعر أحيانًا أن الأيام تتكرر بنفس النمط الرتيب، وكأن الزمن نفسه قد قرر أن يتركها عالقة في مكان واحد.

لكن كل شيء تغير في ذلك اليوم الشتوي البارد، حين دخل المقهى شاب يبدو غريبًا عن كل ما عرفته ليان. كان يرتدي معطفًا أسود طويل، وعيناه الداكنتان تحملان بريقًا غامضًا، كأنهما تخفيان الكثير من الأسرار. شعر قلبها بشيء غريب، مزيج من الفضول والخوف، لكنها حاولت أن تتجاهل ذلك الشعور.

جلس في زاوية المقهى، وطلب فنجان قهوة واحدة، لكنه لم يضع نفسه بعيدًا عن العالم. كان يراقب كل شيء حوله بعينين حادتين، وكأنه يحلل كل حركة وصوت. ليان شعرت بشيء مألوف لكنه غريب، كأنها تعرفه من مكان آخر، لكنها لم تستطع تحديده.

مع مرور الأيام، بدأ يزور المقهى بانتظام. لم تكن تعرف اسمه بعد، لكنه بدأ يترك أثراً صغيراً في حياتها اليومية. في البداية كانت مجرد ابتسامة خجولة، ثم تحية قصيرة، ثم بدأ الحديث قليلاً، عن الطقس، عن المدينة، عن أمور بسيطة.

لكن مع كل كلمة ينطق بها، شعرت ليان أن هناك شيئًا أكبر يختبئ خلف صمته وغموضه. كان يبدو عاديًا، لكنه في الوقت نفسه مختلف تمامًا عن أي شخص قابلته في حياتها.

وفي أحد الأمسيات، بينما كانت تغلق المقهى، اقترب منها وقال بصوت هادئ لكنه حاد:

"ليان… هل تؤمنين أن الناس أحيانًا يلتقون لسبب أكبر من مجرد الصدفة؟"

ارتبكت قليلاً، لكنها أجابت بابتسامة صغيرة:

"ربما… أحيانًا تكون الصدف هي ما يجعل الحياة أكثر إثارة."

ابتسم بطريقة غريبة، وكأن كلمتها أثارت فيه شيئًا لم يجرؤ على الإفصاح عنه. ترك لها بطاقة صغيرة، مكتوب عليها رقم هاتفه، وقال:

"اتصلي بي إذا شعرتِ أن الحياة بحاجة إلى بعض الإثارة."

بعد هذه اللحظة، بدأ شيء ما يتغير في حياة ليان. لم تعد الأيام مملة كما كانت. شعرت بشيء جديد يطرق قلبها، شيء لم تعرفه من قبل: فضول، رغبة، وربما… حب.

لكنها لم تكن تعرف أن وراء هذا الشاب الغامض عالمًا مظلمًا، عالمًا مليئًا بالعصابات، بالمخاطر، بالقوة التي لا يقدر أحد على مواجهتها بسهولة. لم تكن تعرف أن هذا اللقاء البسيط في مقهى صغير سيغير حياتها إلى الأبد، وأن قلبها الذي بدأ يشعر بالحب سيصبح هدفًا في لعبة أكبر بكثير من أي شيء يمكنها تصوره.

في الليلة نفسها، خرجت من المقهى تتنفس هواء الشتاء البارد، تشعر بطاقة غريبة ومزيجًا من الخوف والإثارة. لم يكن بإمكانها أن تعرف أن هذه الليلة كانت مجرد البداية، البداية التي ستقودها إلى عالم لا يشبه أي شيء عرفته من قبل، عالم ستتعلم فيه أن الحب أحيانًا يولد في وسط الخطر، وأن الشخص الذي تحبينه قد يصبح أقوى عدو لك في المستقبل.

وما لم تكن تعلمه ليان بعد، أن الشاب الغامض الذي جذب قلبها بابتسامة واحدة، كان يختبئ خلفه سر أكبر من أي شيء يمكن للعقل أن يتخيله… سر سيقلب حياتها رأسًا على عقب، ويجعلها تدخل عالم المافيا والعصابات، عالم القوة، الحب، والخيانة، الذي لم تحلم به أبدًا.

نهاية أول فصل من قصة حبيبي مجرم

أرجو أن تعجبكم

شكرا على متابعتكم

انتظرونا في الفصل القادم

الشرارة الأولى

الفصل الثاني: الشرارة الأولى

كانت ليان تحاول إقناع نفسها أن وجود ذلك الشاب في حياتها مجرد صدفة، وأن لقاءاته المتكررة بها في المقهى لا تعني شيئًا أكثر من زبون اعتاد الجلوس في المكان. لكنها في أعماقها لم تستطع تجاهل ذلك الإحساس الغريب، إحساس يوقظ قلبها كلما دخل بابتسامته الهادئة ونظرته التي تخترق الصمت.

اسمه ظهر لأول مرة في حياتها حين قدّم نفسه ببساطة: "آدم".

اسم عادي، لكنه في نبرته كان يحمل ثقلًا أكبر من مجرد كلمة.

منذ تلك اللحظة، صار اسمه يتردد في ذهنها أكثر مما أرادت أن تعترف به لنفسها.

في أحد الأمسيات، بينما كانت تنهي عملها وتجمع الطاولات، حدث ما لم تتوقعه. دخل رجلان غريبان إلى المقهى. لم يبدُ عليهما أنهما يبحثان عن قهوة أو جلسة هادئة. كانا يتفحصان المكان بعينين جافتين، يتحدثان بصوت منخفض، وتتحرك أيديهما بعصبية. ليان شعرت بالقلق، لكن قبل أن تتدخل أو تسأل، وقف آدم من مقعده وتوجه إليهما.

صوته كان باردًا وهو يقول:

"أخبرتكم أن هذا ليس وقتكم ولا مكانكم."

لم تفهم ليان ما يحدث، لكنها رأت الشرر يتطاير من أعين الرجلين. أحدهما أمسك بسكين صغير، والآخر اقترب بخطوات تهديدية. قبل أن تدرك كيف، كان آدم قد سيطر على الموقف بضربة سريعة جعلت السكين يسقط، ثم دفع الآخر إلى الخارج كأنه يتعامل مع أطفال.

الهدوء عاد إلى المقهى بسرعة، لكن قلب ليان لم يهدأ. للمرة الأولى رأت وجهًا آخر لآدم: وجه يعرف كيف يواجه الخطر بلا خوف. أرادت أن تسأله، لكن عينيه كانتا واضحتين: "لا تتدخلي".

حين انتهى الموقف، عاد إلى طاولته وكأن شيئًا لم يكن. جلس بهدوء، أخذ رشفة من قهوته الباردة، وقال بابتسامة خفيفة:

"أحيانًا، يا ليان، الحياة تجبرنا على إظهار وجوه لم نخترها."

لم تستطع الرد. كل ما شعرت به هو خليط من الرهبة والإعجاب. من هو هذا الرجل حقًا؟ ولماذا يبدو كأنه يعرف أكثر مما يجب عن ذلك العالم المظلم؟

تلك الليلة، لم تستطع النوم. صورة المواجهة ظلت عالقة في ذهنها، وعيناه وهو يواجه الخطر بلا خوف جعلتها تفكر: هل هذا الرجل عادي فعلًا كما يبدو؟ أم أنه يحمل أسرارًا أخطر مما تستطيع احتماله؟

في اليوم التالي، لم يأتِ إلى المقهى. غيابه أثقل قلبها أكثر مما توقعت. لكن في مساء اليوم الذي يليه، عاد، بنفس ابتسامته الغامضة، وكأنه لم يتركها لتسهر ليلتين تفكر فيه. جلس أمامها وقال:

"أحيانًا الغياب اختبار… أردت أن أعرف إن كنتِ ستتذكرينني."

ابتسمت ليان رغمًا عنها، لكنها لم تستطع إخفاء قلقها:

"آدم، من كان هؤلاء الرجال؟ ولماذا… لماذا بدا الأمر وكأنك تعرفهم؟"

نظر إليها طويلًا، ثم قال بجدية:

"ليان، العالم ليس كما ترينه من مقهاك الصغير. هناك وجوه كثيرة تختبئ خلف الأقنعة. هؤلاء جزء من وجه قبيح… حاولت أن أبعده عنك."

صمتت. قلبها أراد أن يصدق، لكن عقلها بدأ يدق ناقوس الخطر.

ومع ذلك، هناك شيء في داخله جذبها بقوة أكبر من الخوف.

في تلك اللحظة، لم تكن تعرف أن ما حدث في المقهى لم يكن سوى الشرارة الأولى.

آدم لم يكن مجرد زبون عابر، ولا رجل غامض عادي. لقد كان يقف على عتبة عالم لا يرحم، عالم العصابات والمافيا، وقدرها كان يجرها ببطء إلى قلب العاصفة.

ليلة بعد ليلة، بدأت ملامح هذا العالم تتكشف أمامها، صغيرة في البداية، لكنها تزداد وضوحًا. مكالمات هاتفية غامضة، وجوه غريبة تراقب من بعيد، وأحاديث مبهمة تتوقف كلما اقتربت. كانت تشعر أن هناك شيئًا كبيرًا يتحرك في الظل، و"آدم" هو مركزه.

لكن السؤال الذي لم تجد له جوابًا:

هل كان قدرها أن تهرب منه… أم أن تُحبّه حتى لو صار "مجرمًا" يحكم العالم؟

نهاية الفصل الثاني

بوابة الظلام

الفصل الثالث: بوابة الظلام

الأيام التي تلت الحادثة في المقهى كانت كافية لتزرع القلق في قلب ليان. رغم أن آدم حاول أن يظهر طبيعيًا، إلا أن شيئًا ما تغير. مكالماته الهاتفية صارت أكثر، عينيه صارت أكثر يقظة، وكأنه يتوقع أن يقفز الخطر من أي زاوية.

ليان، بحسها الأنثوي، بدأت تشعر أن حياته تسير في اتجاه مظلم، لكن قلبها كان أضعف من أن يتراجع. كلما حاول عقلها أن يحذرها، كانت كلماته ونظراته تمحو أي مقاومة.

ذات مساء، تأخر آدم عن موعده المعتاد. جلست ليان في المقهى وحدها، والساعة تجاوزت منتصف الليل. لم تكن معتادة أن تبقى في المكان كل هذا الوقت، لكنها شعرت بحاجة غريبة للانتظار. وفجأة، انفتح الباب بقوة، ودخل آدم بخطوات مسرعة، وجهه متعرق، عيناه حادتان. لم يكن وحده. خلفه رجلان يحملان علامات القسوة، تبدو على أجسادهم آثار معارك طويلة.

اقترب منها وقال بصوت منخفض لكنه مفعم بالقوة:

"ليان، سأقول لك شيئًا… من الآن، حياتي لم تعد لي وحدي. دخلت طريقًا لا رجعة فيه. وإن بقيتِ بجانبي، فهذا يعني أنك ستدخلينه معي."

لم تفهم كلماته تمامًا، لكن الشعور بالخطر كان حاضرًا. قبل أن تسأله، جلس الرجلان في الزاوية، وبدأت بينهم محادثة لم تفهم تفاصيلها، لكنها التقطت كلمات: "الزعيم"، "الحرب"، "الخيانة". كلمات جعلت جسدها يرتجف.

بعد دقائق، نهض آدم وقال لها بلهجة لا تقبل الجدل:

"سأوصلك إلى المنزل. لا أريدك هنا الليلة."

في طريق العودة، كان الصمت يسيطر. ليان شعرت أن المسافة بينهما صارت أكبر رغم قربهما الجسدي. حين توقف أمام بيتها، نظر إليها وقال:

"أنتِ الشيء الوحيد الحقيقي في حياتي الآن. لا أريد أن تخافي… لكن يجب أن تعرفي أنني لم أعد الرجل العادي الذي قابلته أول مرة."

عادت ليان إلى غرفتها، لكنها لم تنم. تساءلت: هل كانت مستعدة لأن تُحب رجلًا يدخل عالمًا يعج بالخطر؟

في اليوم التالي، غاب آدم مجددًا. هذه المرة لأيام متتالية. قلبها لم يعرف الراحة. وفي الليلة الرابعة، تلقت اتصالًا منه. صوته كان متعبًا، لكن فيه قوة لم تسمعها من قبل.

"ليان، لقد تغير كل شيء. الليلة… أصبحت مسؤولًا عن رجال، عن حرب، عن مستقبل لم أخطط له. لكنني فعلت ما كان علي فعله… وإلا كنتُ ميتًا."

كانت هذه المرة الأولى التي تسمع نبرة السلطة في صوته. لم يعد فقط الرجل الغامض الذي يجلس في زاوية المقهى. الآن، كان شيئًا آخر، شيئًا أكبر، وربما أخطر.

مرت الأيام، وبدأت الأخبار تنتشر في الشوارع: عصابة كبيرة فقدت قائدها فجأة، ورجل جديد صعد بسرعة غريبة، يثير الرعب في خصومه والولاء في رجاله. لم تكن ليان بحاجة لأن تسأل من هو. لقد عرفت. كان "آدم".

حين عاد إليها بعد أسبوع، لم يكن نفس الشخص. مظهره أكثر صلابة، خطواته أثقل، لكن عيناه… عيناه ما زالتا تحكيان القصة نفسها: أنه لم يطلب هذه الحياة، لكنه لن يتراجع عنها.

جلس أمامها في المقهى، وضع يده على يدها، وقال:

"أعرف أنني أجرّكِ إلى عالم لم تختاريه. لكن صدقيني، لم أفعل هذا من أجل القوة فقط. فعلتُه لأني أريد أن أكون قويًا بما يكفي لأحميك، حتى من أولئك الذين يحاولون أخذك مني."

كلماته اخترقت قلبها.

كانت تعلم أن الطريق أمامهما محفوف بالدم والخيانات، لكنها أيضًا عرفت أن قلبها أصبح أسيرًا له. لا يمكنها أن تتراجع الآن.

ومن تلك الليلة، فتحت ليان بابًا لم يكن مقدرًا لها أن تدخله: عالم المافيا.

بوابة الظلام التي ابتلعت آدم بدأت تبتلعها معه، خطوة بخطوة، حتى دون أن تدرك.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon