NovelToon NovelToon

ملك السيف الأبدي

بداية التدريب

في إحدى ليالي المملكة، كان هناك طفل صغير لا يتجاوز العاشرة يسير في الشوارع المظلمة. ثيابه ممزقة ووجهه متسخ. هذا الطفل هو كايل درايفن.

بينما يمشي، تعود إلى ذهنه ذكريات من الماضي…

قبل ثلاث سنوات – في معبد العائلة

وقف كايل ابن السابعة أمام تمثال ضخم لرجل يحمل سيفًا. بجانبه كان راهب عجوز، وخلفه والديه يراقبانه بعيون ممتلئة بالترقب.

قالت أمه:

"هيا يا كايل… تقدّم."

خطا كايل بخطوات مترددة حتى وصل إلى التمثال، ثم مد يده ووضعها على السيف الحجري. انتظر الجميع… لكن لم يحدث شيء.

قال الراهب ببرود:

"ابنكم لا يمتلك طاقة سحرية كبيرة. لو كان يملكها، لأضاء التمثال."

صرخت أمه بوجه الراهب:

"هذا خطأ! أعد الاختبار!"

تقدّم كايل مرة أخرى ووضع يده. لكن النتيجة كانت نفسها… لا ضوء.

قال الراهب بصوت قاطع:

"هذا دليل قوي. ابنكم لا يملك طاقة سحرية كافية."

في قصر عائلة درايفن

دخل كايل مع والديه من الباب الرئيسي. الغضب كان واضحًا على وجهيهما.

اقترب كايل من أبيه وشد يده قائلاً ببراءة:

"أبي… احملني على ظهرك."

صرخ والده بغضب:

"اخرس! أيها العار! أنت تملك صفات الطفل الأسطوري… لكنك مجرد خدعة! شعر أحمر وعيون خضراء… مجرد صدفة لا أكثر. أنت طفل أسطوري مزيف! اذهب إلى غرفتك حالًا!"

ركض كايل وهو يبكي إلى غرفته.

في اليوم التالي – حديقة القصر

جلس كايل وحيدًا على مقعد خشبي. التفت للخلف ورأى والديه يلعبان مع أخيه الأصغر. أعطوا أخاه سيفًا صغيرًا كهديّة.

بينما كان كايل ينظر إليهم، شعر أن قلبه يتمزق.

الحاضر – الغابة

كايل يركض وسط المطر، ملابسه متسخة وجسده مليء بالجروح. تعثر وسقط على الأرض الموحلة.

تنفس بصعوبة وقال لنفسه:

"يبدو أن… هذه هي نهايتي."

أغلق عينيه مستسلمًا.

لكن فجأة، شعر بظل ضخم يقف فوقه.

في صباح اليوم التالي – جبل بعيد

فتح كايل عينيه ببطء. وجد نفسه على سرير قديم داخل منزل خشبي صغير. نظر إلى يديه بدهشة وقال:

"هل… مت؟"

فتح الباب، ودخل رجل عجوز يحمل إبريق شاي وكوبين. جلس بجانبه بهدوء وقال:

"أصبحت بخير الآن؟"

رد كايل:

"نعم… أشعر بتحسن كبير… بل أشعر أن طاقتي السحرية ازدادت! هل فعلت شيئًا بي؟!"

ابتسم العجوز وقال:

"اهدأ، لم أفعل شيئًا غريبًا. فقط استخدمت سحر الشفاء."

اتسعت عينا كايل وقال بدهشة:

"سحر الشفاء؟! هذا السحر نادر جدًا!"

ضحك العجوز قليلًا:

"يبدو أنك ذكي فعلًا. كيف عرفت نوع السحر في عمرك الصغير؟"

قال كايل:

"قرأت عنه في الكتب."

أجاب العجوز:

"إذن أنت تحب القراءة."

قال كايل بحدة:

"هذا لا يهم. من أنت؟ ولماذا أنقذتني؟"

وضع العجوز الكوب على الطاولة وقال:

"اسمي ألدير فالان. أنقذتك لأنني كنت أبحث عن تلميذ أدربه قبل أن أموت."

قال كايل:

"تلميذ؟ ولماذا اخترتني أنا بالذات؟"

أجابه ألدير:

"لديك طاقة سحرية فريدة، ليست كبيرة لكنها مختلفة. هذا يكفي."

خفض كايل رأسه وقال بصوت حزين:

"أنا مجرد حثالة. تم طردي من عائلتي لأن طاقتي السحرية ضعيفة."

ابتسم العجوز وقال:

"لا يهمني ما يظنه الآخرون. ما يهمني هو أنني أحتاج إلى شخص يرث تقنياتي. هل تقبل أن تصبح تلميذي؟"

فكر كايل في داخله:

'في هذا العالم… لا عائلة لي ولا أحد يحبني. إذن لا بأس… سأقبل.'

رفع رأسه وقال بثبات:

"أقبل."

ابتسم ألدير وقال:

"جيد جدًا. من الآن فصاعدًا، أنت تلميذي. وسنبدأ التدريب بعد يوم."

في صباح اليوم التالي، كان كايل يقف على قمة الجبل بجوار المنزل الخشبي.

كان يلوّح بسيفه الخشبي بسرعة. أنفاسه متقطعة. وبعد خمسين تلوِيحة، سقط على الأرض من التعب.

قال العجوز وهو واقف أمامه:

"خمسون تلوِيحة فقط… يا لك من ضعيف يا كايل."

رد كايل وهو ممدد على الأرض:

"يا معلمي… أنا لا أملك طاقة سحرية كبيرة، من الطبيعي أن أكون هكذا."

قال العجوز:

"كما قلت لك، أنت تمتلك طاقة فريدة. البقية في الخارج مجرد حثالة لا يفهمون."

رفع كايل رأسه قليلًا وسأل:

"وما هي هذه الطاقة الفريدة التي أمتلكها؟"

قال العجوز:

"ستفهم في المستقبل."

قال كايل:

"فهمت."

’أنا لا أفهم شيئًا حقًا…‘

التدريب في الغابة

في الغابة، كان كايل يقوم بتمارين الضغط. العجوز يقف أمامه ممسكًا عصًا خشبية. بعد بضع عدّات، سقط كايل مجددًا على الأرض.

ضربه العجوز على بطنه بالعصا.

صرخ كايل:

"أوتش!"

قال العجوز:

"أنت موهوب، لكنك لا تعرف كيف تبذل جهدك."

قال كايل:

"كيف أبذل جهدي؟"

قال العجوز:

"يجب أن تتدرب حتى تشعر أنك ستموت. لا تتوقف بسبب التعب."

قال كايل:

"فهمت."

بعدها بدأ يركض وسط الغابة. كان يلهث بصوت عالٍ. من أعلى الجبل، كان العجوز يراقبه.

’اليوم الأول فقط… لكنه متعب جدًا. يجب أن أبذل قصارى جهدي. يجب أن أصبح أقوى سياف في عائلتي. عائلتي هي الوحيدة في هذه القارة التي تستخدم السيوف منذ مئات السنين.‘

مع غروب الشمس، سقط كايل على الأرض وهو يلهث. اقترب العجوز منه وقال:

"أدّيت جيدًا في تدريب الركض. لكن التلويح والضغط كان سيئًا."

قال كايل بيأس:

"لكنني بلا طاقة سحرية… أريد أن أكون مثل باقي البشر. على الأقل أمتلك طاقة متوسطة أو ضعيفة. طاقتي أقل من الأطفال في عمر الخامسة. أشعر أنني لا أنتمي لهذا العالم."

ربت العجوز على كتفه وقال:

"لا تيأس. امتلاك طاقة صغيرة لا يعني أنك بلا فرصة. العكس صحيح… أنت تملك فرصة ذهبية."

قال كايل وهو ينظر إلى الأرض:

"حاضر يا معلمي… سأبذل قصارى جهدي."

قال العجوز:

"غدًا نكمل التدريب."

في المنزل الخشبي

دخل كايل إلى غرفة صغيرة داخل البيت. سأل معلمه:

"يا معلمي… أهذه غرفتي؟"

قال العجوز:

"نعم. كانت غرفة ابني. كان عمره خمسةً وثلاثين عامًا، لكنه اختفى منذ عشر سنوات. لم أعرف عنه شيئًا حتى الآن."

قال كايل:

"فهمت. لكن أين ستنام يا معلمي؟"

قال العجوز:

"سأنام في السرير الذي كنت نائمًا عليه عندما فقدت وعيك، أيها الضعيف."

قال كايل:

"لا تكن قاسيًا هكذا يا معلمي."

ابتسم العجوز وقال:

"ليلة سعيدة. هيا، نم."

أطفأ الضوء وخرج من الغرفة. غطّ كايل في النوم بسرعة.

حلم كايل

رأى نفسه يمشي في الغابة ممسكًا بيد أمه وأبيه. ابتسم وقال:

"هل تحباني؟"

قالت الأم:

"نعم، أحبك."

قال الأب:

"وأنا أيضًا أحبك يا كايل."

ابتسم كايل وقال:

"وأنا أيضًا أحبكما."

لكن فجأة تحوّل المشهد إلى ظلام.

عندما نظر إليهما، وجد أنهما أصبحا مخلوقين من الظلال بعيون حمراء.

قال كايل بصوت مكسور:

"أمي… أبي…"

قالا له:

"أنت ضعيف… وستبقى ضعيفًا للأبد."

ثم ظهر شخصان آخران خلفه وقالا:

"أعد لنا ابنتنا، أيها القاتل… أيها الضعيف."

بعدها ظهر ظل آخر بجانبه وقال له:

"لم تستطع حتى حماية أختك… ومع ذلك تريد أن تصبح الأقوى؟ يا لها من أحلام فارغة. أنت مجرد فاشل."

صرخ كايل بصوت مرتفع واستيقظ وهو يلهث. تنفس بعمق ثم نظر إلى النافذة.

"لقد جاء الصباح… يجب أن أتدرب بجد."

شرح المستويات

في الغابة، جلس كايل على الأرض أمام العجوز الذي جلس على جذع شجرة.

قال العجوز:

"هناك ثمانية مراحل للقوة. الأولى البيضاء. الثانية الرمادية. الثالثة السوداء. الرابعة البرتقالية. الخامسة الزرقاء. السادسة الحمراء. السابعة الفضية. والثامنة والأخيرة البلاتينية. كل مرحلة مقسمة إلى خمسة مستويات."

قال كايل:

"وفي أي مرحلة أنا الآن؟"

قال العجوز:

"أنت لم تصل لأي مرحلة بعد. أنت مثل طفل لم يستيقظ بداخله أي شيء."

قال كايل:

"لماذا أنت قاسٍ هكذا يا معلمي؟ أليس المفترض أن تشجعني؟"

ابتسم العجوز وقال:

"هل تريدني أن أشجعك مثل أول يوم؟"

قال كايل:

"نعم."

ابتسم العجوز بخبث وقال:

"حسنًا… سأشجعك."

المطاردة

بدأ كايل يركض بأقصى سرعة. خلفه ذئب ضخم يطارده حول الجبل. في كل مرة يمر، كان يرى العجوز واقفًا يضحك ويسخر منه.

صرخ كايل:

"أوقف الذئب! أرجوك!"

ضحك العجوز وقال:

"أنت الذي طلبت مني أن أشجعك."

صرخ كايل:

"لا أريدك أن تشجعني! فقط أوقفه!"

قال العجوز:

"توقف."

اقترب من الذئب وربّت على ظهره. سقط كايل على الأرض من التعب.

قال كايل وهو يلهث:

"يا معلمي… هل تمتلك مهارة ترويض الوحوش؟ أليس المفترض أنك متخصّص في السيف؟"

قال العجوز:

"هذا الذئب يتبعني بإرادته الخاصة. أنا لا أجبره."

’هذا العجوز يخفي شيئًا…‘

قال العجوز:

"كل شخص يولد في هذا العالم يمتلك عنصرًا من أربعة: الماء، النار، الرياح، الأرض. ومع كل عنصر، تظهر مهارة خاصة به أو بعائلته."

قال كايل:

"إذًا عائلتي تستخدم السيف لأن لديها مهارة مرتبطة به؟ لكن… ما عنصري أنا؟"

قال العجوز:

"ليس لديك أي عنصر الآن. عندما تصل إلى المرحلة البيضاء مثل أي طفل، ستحصل على عنصر."

قال كايل:

"قاسٍ كعادتك يا معلمي…"

في الليل

جلس كايل على حافة الجبل ينظر إلى النجوم. اقترب العجوز من خلفه وسأله:

"لماذا تجلس هنا؟"

قال كايل:

"أريد أن أنظر إلى النجوم… وأتذكر ذكرياتي."

قال العجوز:

"ذكريات؟ عمرك عشر سنوات فقط… تتحدث كأنك عشت مئة عام."

قال كايل:

"لماذا تسخر مني دائمًا يا معلمي؟"

قال العجوز:

"هذه طريقتي في تشجيعك."

قال كايل:

"هكذا طوال اليوم…" ثم ابتسم وأضاف:

"في التدريب التالي… سأبذل قصارى جهدي. أعدك."

ابتسم المعلم وقال:

"سنرى غدًا."

نهاية الفصل (الفصل الأول)

عائله درايفن

كايل كان يقف بجانب البيت الخشبي، يلوح بسيفه الخشبي بسرعة متتابعة.

"102... 103... 104... 105... 106..."

عرق يتساقط من جبينه وذراعيه ترتجف من كثرة التلويح.

في الغابة أسفل الجبل، كان كايل يركض حول الجبل بأقصى سرعة يستطيعها. قدماه تغوصان في الطين، وأنفاسه تتلاحق. فوق قمة الجبل، جلس العجوز يراقب بعينين حادتين.

'هذا الطفل... يتطور بسرعة كبيرة. يا له من موهوب.'

بعد ساعة كاملة، كان كايل ملقى على الأرض يلهث بشدة، صدره يرتفع ويهبط بسرعة، ووجهه شاحب. اقترب العجوز منه ووقف أمامه.

"لقد أديت عملاً جيداً اليوم يا كايل."

رفع كايل نفسه بصعوبة، وأسند يده على ركبته، ثم وضع قدمه اليمنى فوق اليسرى وهو ينظر إلى معلمه بابتسامة متعبة.

"أنت اليوم لطيف يا معلمي. لماذا اليوم بالتحديد؟"

تغيرت ملامح العجوز فجأة وهو يصرخ بغضب.

"ليس لك دخل في هذا أيها الشقي!"

ضحك كايل بخفة وهو يرفع يده وكأنه يستسلم.

"اهدأ نفسك يا معلمي."

تنفس العجوز بعمق وقال بجدية.

"هذا لا يهم الآن. أخبرني... ماذا تشعر الآن يا كايل؟ هل تغير شيء في جسدك؟"

نظر كايل إلى يديه وهو يفتح أصابعه ويغلقها عدة مرات.

"نعم يا معلمي... شعرت بقوة غريبة. واستطعت الإحساس بالطاقة السحرية."

تجمد العجوز في مكانه، عيناه اتسعتا.

"ماذا قلت؟! كيف؟!!"

اقترب خطوة للأمام وكأن الأمر لا يُصدق.

"هذا مستحيل... سأفحص مستواك بنفسي."

تقدم خلف كايل، وضع كفه على ظهره وأغمض عينيه. مرت دقيقة كاملة قبل أن يفتح عينيه مجدداً، وجهه مليء بالدهشة.

"هذا... هذا مستحيل! كيف؟!"

التفت كايل بسرعة، ملامحه متوترة.

"ما الذي يحدث في جسدي يا معلمي؟!!!"

تنفس العجوز ببطء وقال بجدية.

"لقد وصلت إلى المرحلة البيضاء، المستوى الثالث."

ارتبك كايل وهو يميل برأسه.

"وما الغريب في هذا يا معلمي؟"

صرخ العجوز.

"لكي تصل إلى المرحلة البيضاء المستوى الثالث تحتاج ثلاثة أسابيع من التدريب المستمر على الأقل! أنت لم تتدرب سوى يومين فقط! كيف وصلت إلى هذا المستوى؟!"

رفع كايل رأسه بثقة وقال.

"كنت أتدرب طوال الليل بعد أن تنام. نفذت ألف تلويحة بالسيف، وخمسمائة عدة ضغط، وركضت حول الجبل عشرين مرة."

فتح العجوز فمه مصدوماً، ظل يكرر.

"كيف... كيف... كيف... كيف... كيف...؟ هل يمكن أن تكون...؟"

لكنه توقف عن الكلام فجأة ثم ابتسم ابتسامة صغيرة.

"هذا لا يهم الآن. أنت عبقري حقيقي. كيف تحملت كل هذا التدريب رغم أن جسدك لم يتجاوز العشر سنوات وهو ضعيف أساساً؟"

قال كايل وهو يضغط قبضته.

"هذا لا يهم. أريد أن أعرف، ما العنصر والمهارة التي ستظهر لي بعدما وصلت إلى المرحلة البيضاء؟"

أجاب العجوز ببرود.

"المهارة والعنصر لا يظهران مباشرة. سيظهران بعد شهر كامل من وصولك إلى المرحلة البيضاء. السبب أنك وصلت إلى هذه المرحلة في سن متأخر نسبياً."

أومأ كايل.

"فهمت يا معلمي."

أشار له العجوز.

"الآن ادخل المنزل وغيّر ملابسك. سأنتظرك بجانب البيت على الكرسيين. لدينا ما نتحدث عنه."

قال كايل.

"حاضر يا معلمي."

دخل إلى غرفته وهو يبدل ملابسه، لكن عقله كان مشغولاً.

'معلمي يخفي شيئاً عني. الأمر غامض فعلاً.'

بعد دقائق خرج كايل وجلس على الكرسي أمام معلمه.

"ماذا تريد أن تعرف يا معلمي؟"

تأمل العجوز وجهه قليلاً قبل أن يتحدث.

"أريدك أن تخبرني من أي عائلة أنت... ومن أي مملكة بالضبط."

تجمد كايل.

"لماذا تسأل عن هذا الآن؟"

رد العجوز مباشرة.

"أريد فقط أن أعرف الحقيقة."

تنفس كايل ببطء وبدأ يتحدث.

"أنا من عائلة درايفن. واحدة من العائلات الخمسة الكبرى. عائلتي معروفة باستخدام السيف، وهي العائلة الوحيدة في المملكة التي تتمسك بفنون السيف. كانت مشهورة بأنها تنجب أعظم السيافين في مملكة فاليرن."

رفع رأسه وهو يضغط أسنانه.

"لكنني ولدت بصفات استثنائية... شعر أحمر وعيون خضراء. هذه الصفات تعني أنني الوريث الأسطوري للعائلة. لكنني لم أملك الطاقة السحرية الكافية. عندما تم اختباري لم يظهر أي ضوء. لهذا اعتبروني عاراً، وطُردت من القصر."

أخفض رأسه وهو يتذكر.

"تم طردي قبل شهر. منذ ذلك الوقت أعيش في الشوارع. أتناول بقايا الطعام من الأرض، وأشرب من النهر في الغابة."

ظل العجوز صامتاً لثوانٍ، ثم قال بجدية.

"لقد مررت بكل هذا... ومع ذلك عقلك لم ينهار. هذا نادر فعلاً."

رفع كايل حاجبه.

"ولماذا يجب أن ينهار عقلي؟"

رمقه العجوز بنظرة حادة.

"هل أنت غبي أو شيء من هذا القبيل؟"

ابتسم كايل ابتسامة صغيرة وقال.

"آسف يا معلمي."

مر الوقت حتى حلول الليل. كان كايل في الخارج، يلوح بسيفه مرة أخرى.

"656... 657... 658... 659..."

كان يلهث بشدة قبل أن يسقط على الأرض.

'حقاً... يجب أن أبذل قصارى جهدي. يجب أن أصبح أقوى سياف وأقوى فارس. علي أن أنتقم من عائلتي.'

داخل المنزل، كان العجوز واقفاً أمام النافذة، ينظر إلى القمر المضيء.

'إذن... هل يمكن أن يصل حقاً إلى مستوى ذلك الشخص؟ مستحيل... مستحيل.'

انتهى الفصل (الفصل الثاني)

بداية التدريب القاسي والمؤامرة في الظلام

كان رجل في الثلاثين من عمره يقف وسط غابة كثيفة الأشجار، شعره أحمر وعيونه خضراء متوهجة. إلى جانبه كانت تقف امرأة لها الملامح نفسها؛ شعر أحمر وعيون خضراء تشع بالقوة. كان الرجل يحمل بين ذراعيه طفلًا رضيعًا، شعره الأحمر القصير يلمع تحت أشعة القمر، وعيناه مغمضتان.

قال الرجل بصوت منخفض:

— هذا المكان المناسب لوضع الطفل.

ردّت المرأة وهي تحدّق بالأرض:

— نعم. ضعه هنا، ولنرَ ماذا سيفعل في هذا العالم.

انحنى الرجل ووضع الطفل على الأرض، ثم طار مع المرأة إلى السماء حتى اختفيا بين الغيوم. عندها فتح الطفل عينيه للمرة الأولى، عينان خضراوان متألقتان أشبه بوميض زمردي يخترق الظلام.

...

استيقظ كايل من نومه فجأة، فتح عينيه ببطء، وتنهّد قائلاً:

— ما هذا الحلم الغريب؟

التفت إلى النافذة بجانبه، ورأى ضوء الصباح يتسلل. ابتسم وقال:

— أخيرًا، الصباح أتى. عليّ أن أتدرّب.

خرج من البيت الخشبي البسيط وبدأ يتأمل الجبل المحيط به. فجأة، شعر بيد توضع على ظهره من الخلف. ارتجف جسده والتفت بسرعة.

— لقد أرعبتني يا معلمي! لماذا تحب إخافتي دائمًا؟

ضحك العجوز، وقال بلهجة صارمة:

— لأنك ضعيف جدًا. عليك أن تتدرّب بجدية أكبر.

ردّ كايل بابتسامة ساخرة:

— ضعيف؟ لقد وصلت إلى المرحلة البيضاء خلال يومين فقط. أنا موهوب، لست مثلك.

عبس العجوز، وضربه على رأسه بيده:

— أيها الوغد! كيف تجرؤ على السخرية من معلمك؟

ضحك كايل قليلًا، ثم قال:

— أخبرني يا معلمي، لقد مرّ أسبوعان الآن. ما هي مهارتي العنصرية؟ ما العنصر الخاص بي؟

...

في قصر عائلة درايفن، كان الأب واقفًا أمام النافذة المطلة على الحديقة. دخل أحد أبنائه إلى الغرفة، أخو كايل الأكبر، كاين.

قال كاين بصوت غاضب:

— يا أبي، لماذا طردت كايل؟ إنه كان موهوبًا.

أجابه الأب ببرود:

— هو ليس موهوبًا يا كاين.

صرخ كاين:

— بل كان موهوبًا بلا شك! وُلد بصفات ملك السيف الساحر!

التفت الأب إليه بغضب:

— هل تجرؤ على مقارنة هذا الشخص الأسطوري بمجرد قمامة لا تملك ذرة من الطاقة السحرية؟

— إنه ليس قمامة يا أبي! قد يكون التمثال قد أخطأ في تحديد قوته.

— التمثال لا يخطئ. كايل ضعيف، وهذا أمر محسوم. أنت على الأقل وصلت إلى المرحلة السوداء، أما هو فلا يملك أي مرحلة أصلًا.

صرخ كاين:

— لا تقارنني بأخي!

ضرب الأب الطاولة بيده وصاح:

— اخرُج من غرفتي أيها الوغد!

خرج كاين يائسًا وأغلق الباب خلفه بعنف. جلس الأب بعدها وهو يفكر:

(كايل بلا طاقة سحرية… أي أنه ميت بالفعل).

...

على الجبل بجانب البيت الخشبي، كان كايل يلوّح بسيفه بلا توقف.

— 1555… 1556… 1557…

سقط على الأرض وهو يلهث من التعب. نظر إلى السماء وقال في نفسه:

(لماذا لم أصل إلى المستوى الرابع بعد ألف تلوِيحة؟).

ظهر العجوز فجأة أمامه وقال:

— لقد تطوّرت. لديك مستقبل مشرق.

— معلمي، لماذا لم أصل إلى المستوى الرابع بعد؟

— يا لك من غبي. قلت لك من قبل: كلما تقدمت في المراحل والمستويات، أصبح التقدّم أصعب فأصعب.

— آسف يا معلمي.

— لا بأس. الآن عليك أن تتدرّب حتى تشعر بالموت.

فتح كايل فمه بصدمة:

— ماذ—ماذاااااا؟؟؟ لقد أنهيت تدريبي للتو!

ضربه العجوز على رأسه مرة أخرى:

— عليك أن تلوّح بالسيف خمسة آلاف مرة، وإلا…

ابتسم العجوز ابتسامة شريرة وأكمل:

— سأضعك في الغابة مع حيواناتي الأليفة.

ارتعد كايل وقال بسرعة:

— حاضر! حاضر! سوف أتدرّب حتى الموت!

...

ليلاً، على الجبل. كان كايل يتصبّب عرقًا وهو يلوّح بسيفه بصوت متعب:

— 4994… 4995… 4996… 4997… 4998… 4999… 5000…

سقط على الأرض وهو يلهث بقوة:

(سوف أموت بالتأكيد… أشعر أني سأموت).

ظهر العجوز أمامه ومدّ له كوب ماء. التقطه كايل بسرعة وشرب بشراهة.

— كدت أن أموت…

ابتسم وهو ينظر إلى معلمه:

— شكرًا يا معلمي. لقد تعلمت الكثير اليوم.

ابتسم العجوز:

— على الرحب والسعة. الآن اذهب للنوم، تدريب الغد سيكون أكثر قسوة.

— حاضر.

دخل كايل غرفته وجلس على السرير وهو يفكر:

(اليوم لوّحت بالسيف خمسة آلاف مرة في دفعة واحدة… لقد تطورت حقًا).

تمدد على السرير وقال:

— عليّ أن أنام جيدًا حتى أكون مستعدًا لغدٍ.

...

في أعماق الغابة، داخل كهف مظلم، كان رجلان يقفان وجهًا لوجه.

قال الأول:

— ذلك العجوز يختبئ جيدًا. عليّ أن أقتله قريبًا.

أجابه الثاني بنبرة باردة:

— كما قلت، أمامك خمس سنوات فقط. أعطيتك هذه المدة لأن العجوز بارع جدًا في الاختباء. كن حذرًا.

انحنى الأول وقال:

— حاضر يا سيدي.

ضحك الثاني ضحكة شريرة وقال:

— ذلك العجوز… لن ينجو هذه المرة.

... وهنا ينتهي الفصل الرابع.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon