بين الزقاق الضيق، وقعَ خطوات تجري بسرعة، وكأن هناك من يتبعها. واصلت الفتاة السير حتى اختفت تمامًا عند وصولها إلى الطريق العام. كانت فتاة صغيرة مختبئة خلف ملابس الفتيان، سقطت جالسة على الأرض متكئة على جدار أحد المتاجر على طرف الطريق.
عيونها متعبة وأنفاسها متقطعة، كانت تغطي رأسها وجسدها النحيل برداء رقيق، والأرض مبللة من بقايا المطر. كان الشتاء قد حلّ بالفعل، وحترقت السماء بلون المغيب الأحمر.
اقترب شاب متوسط العمر من الفتاة الجالسة على قارعة الطريق، لكنه لم ير وجهها بسبب الغطاء الذي كانت ترتديه، ولم يملك الوقت لمحادثها، فقد فقدت وعيها من التعب. تحسس الشاب وجهها، فوجدها دافئة للغاية لكنها على قيد الحياة، فلحملها الى اقرب عيادة صغيرة، كان يستخدمها العامة من الناس. وضع الفتاة على إحدى الأسرة، ودخل الطبيب ليؤكد أن كل شيء سيكون على ما يرام بعد القليل من الراحة.
في مكان آخر، في مدينة بعيدة، استيقظ شاب في أحد الفنادق الصغيرة على صوت طرق الخادم من حلم يمكن وصفه بالكابوس السيء.
بين السنة واللهب وصوت الصراخ والبكاء والظلام الدامس، كان يقف هناك بلا حراك، يحدق في طفل يبكي بحرقة أمام نيران أكلت كل شيء، لكنه أدرك أن الطفل شخص يعرفه منذ زمن طويل، ربما صديق قديم أو أقرب من ذلك.
نهض الشاب من مكانه وهو يفكر في ذلك الحلم، وأجاب بعد أن وقف بجانب النافذة يحدق في الطرقات:
الشاب: "من هناك؟"
الخادم: "سيدي الشاب، حان وقت المغادرة. هل يجب أن آخذ حقائبك الآن؟"
الشاب: "أجل، يمكنك أخذها."
دخل الخادم وأخذ الحقائب ونزل بها إلى العربة التي كانت تستعد للمغادرة، ثم تبعه الشاب وغادرت العربة في طريقها.
استيقظت الفتاة أخيرًا بعد يوم كامل من النوم، بانفاس رقيقة وخافتة، وكأنها غاصت في حلم جميل قديم. همست لنفسها وعيونها تجوب المكان:
الفتاة: "أين أنا؟"
الطبيب: "هل استيقظت أخيرًا؟ كيف تشعر الآن؟"
الفتاة (تتحسس صدرها باحثة عن قلادة صغيرة): "أنا .. بخير… أين القلادة؟"
أخرج الطبيب القلادة من درج الخزانة بجانب السرير: "هل هذه هي؟ اعتقدت أنها ستعيق نومك الهادئ لذلك نزعتها عن عنقك، لا تخاف، لم يلمسها أحد."
الفتاة (تأخذ القلادة وتتمعن فيها بهدوء): "شكرًا لك، هل لي أن أسأل كيف وصلت إلى هنا؟ لا أذكر شيئًا."
الطبيب (يجلس على طرف السرير): "دعنا نتأكد أولًا من أنك بخير. ربما لم تنخفض الحمى بعد." (يفحص يوجين مجددًا) "أنت بخير الآن، كانت هناك حرارة بسيطة لكنها زالت. هل تعرف سببها؟"
يوجين (بتردد واضح، كأنها تخفي شيئًا): "كلا… لا أعلم، لكن شكرًا لمساعدتك، انت لم تخبرني بعد كيف وصلت الى هنا؟"
الطبيب: "هل ترى ذلك الشاب؟ لقد أحضرك الليلة الماضية، بدا قلقًا حقًا وكأنك أحد معارفه، لكنه قال إنه لا يعرفك."
كان الشاب واقفًا بتواضع، يسند ظهره إلى الحائط، مغلق العينين، مجعد الحاجبين. اقترب من يوجين بعد ان غادر الطبيب، وجلس على طرف السرير:
الشاب: "أنت مستيقظ! هذا جيد، ما اسمك؟"
يوجين (بتردد): "أنا يوجين، ما اسمك سيدي؟"
الشاب: "اسم جميل حقًا، أنا كاربن." (يبتسم وعيناه لم تغادر السيف بجانب السرير) "هل أنت سياف؟"
يوجين: "أنا مبتدئ… بالكاد أستطيع الدفاع عن نفسي بالسيف، لكن لماذا تسأل؟"
كاربن بابتسامة: "في الحقيقة، أنا أبحث عن مرافق لأخي، وكنت أفكر إذا كنتِ تستطيع تولي هذا الدور. ما رأيك؟"
يوجين: "لا أعلم إن كان مناسبًا، لكن بما أنني أريد رد جميلك هذا، فسأحاول مساعدتك… أو ربما أخبرك بشخص آخر يمكنه القيام بذلك."
كاربن: "هذا جيد، هل نلتقي غدًا؟ سآخذك معي إلى منزلي، دعنا تستعد قبل الذهاب."
يوجين: "حسنًا… يجب أن أذهب لأدفع لقاء علاجي للطبيب."
الطبيب (يقاطع حديثهما): "لا حاجة، لقد دفع عنك بالفعل." (يضع صينية أمام يوجين، عليها طبق حساء وخبز ودواء وكأس ماء) "ويجب أن أتأكد ألا تعود الحمى إليك."
يوجين: "شكرًا لك أيها الطبيب."
كاربن مربتا على راسها: "سآتي غدًا لرؤيتك، لذا من الأفضل أن تتعافى جيدًا." (نهض وابتسم وغادر العيادة)
في اليوم التالي، جاء كاربن وأخذ يوجين لشراء ملابس جديدة تحميها من برد الشتاء. بعد ذلك، توجها إلى قصر كبير حيث استقبلهم كبير الخدم ورحب بهما.
أخبر كاربن كبير الخدم بأنه سيأخذ يوجين إلى الطابق الأعلى. أثناء سيرهما في الرواق الطويل، كانت المشاعل تضيء المكان والنيران تتراقص على الجدران المزخرفة، والخدم يركضون حاملين أدوات الزينة والأقمشة، مستعجلين لإنهاء التجهيزات قبل وصول الضيوف.
شعرت يوجين بالتوتر والرهبة، متأملة الجدران المزخرفة والثريات اللامعة، عالمة أن المكان ليس لمجرد عائلة نبيلة، بل أكثر من ذلك.
صعدا إلى الطابق الثاني، ودخلت يوجين إحدى الغرف، وأخبرها كاربن بعدم المغادرة مهما حدث، ثم غادر.
نظرت يوجين حولها، الغرفة تشبه قاعة اجتماعات صغيرة مع أريكة كبيرة وأمامها منضدة صغيرة، ونافذة تطل على شرفة صغيرة. لم تلمس شيئًا وبقيت واقفة بصمت، لا أحد يعلم بوجودها في تلك الغرفة.
بعد لحظات، فُتِحَ الباب ودخل خادم يحمل أوراقًا، وخلفه شاب وسيم المظهر بعيون رمادية وحواجب مقطبة، بدى التعب ظاهرًا على وجهه.
كانت يوجين مغطية رأسها بالكامل، ظهر نصف وجهها من الاسفل فقط. كاد الخادم أن ينادي الحراس لإلقاء القبض عليها، لكن أوقفه الشاب وطلب منه المغادرة وإرسال كاربن.
دخل الشاب، ألقى معطفه على طرف الأريكة وجلس، مغلق عيناه، وكأنه يعلم أن يوجين لا تستطيع إيذائه.
بعد لحظات، طرق كاربن الباب ودخل بهدوء.
كاربن: "أخي آرثر، لماذا ناديتني إلى مكتبك؟"
آرثر (يرفع رأسه بعينين حادتين، مليئتين بالغضب والانزعاج): "يا له من سؤال جريء، اتبعني لنتحدث في الداخل."
وقف الحارس يراقب يوجين بحذر، لكنها لم تتحرك من مكانها قيد أنملة.
في غرفة المكتب:
آرثر: "لماذا أحضرت طفلاً إلى هنا؟"
كاربن: "طفل! هل تقصد يوجين؟ لكنها ليس طفل، كما أنه سياف."
آرثر: "كاربن، هل تعلم هو كم عمره؟"
كاربن: "في الحقيقة، نسيت السؤال، لكن أعتقد أنه تجاوز 16 عامًا."
آرثر: "وتقول ليس طفلا؟ وكيف حكمت أنه سياف؟ فقط لامتلاكه سيف!"
كاربن: "مهلا! لما لا نمنحه فرصة لبضع أيام؟ إذا لم يكن مناسبا، سيغادر. ما رأيك؟"
آرثر: "هل كنت تستمع إلي عندما أخبرتك بالبحث عن شخص موثوق ليكون مرافقًا خاصًا؟"
كاربن: "سأطلب من سيزار أن يعلمه إذا كان هناك أي نقص."
آرثر (تنهد): "هل يعلم أين هو؟"
كاربن (بنصف ابتسامة): "آه… نسيت إخباره."
ازداد انزعاج آرثر، مشيرًا له بيده أن يغادر، وفي طريقه ابتسم ليوجين، وغادر مغلق الباب خلفه.
بعد أن غادر كاربن الغرفة، خرج آرثر من كتبه، بينما يوجين لا تزال تنظر حولها، وذلك الفارس الصارم يحدق بها من بعيد من جانب الباب الرئيسي للغرفة. وقف آرثر أمام باب مكتبه يحدق في ذلك الطفل الذي يغطي وجهه وجسده بالرداء، ثم جلس على الأريكة.
آرثر: "أيقظني بعد عشر دقائق."
يوجين بارتباك: "أ.. أنا، سيدي."
آرثر تنهد: "لا أعتقد أنه هناك أحد آخر هنا غيرك، إلا إذا كنت تعتقد أن الفارس كذلك!"
يوجين: "كلا سيدي، سأفعل ذلك."
أغلق آرثر عينيه وأسند رأسه إلى ظهر الأريكة البيضاء. مر الوقت، وما زالت واقفة مكانها، حتى أشار الحارس لها بأن توقظ السيد الشاب من نومه.
الحارس: "احم احم."
يوجين بارتباك: "هل حان الوقت بالفعل؟ كيف أوقظه؟ هل أهزه من كتفه أم أناديه فقط؟"
الحارس ينظر بتعجب: "نادِه فقط."
يوجين اقتربت قليلاً بخطوات خفيفة: "سيدي الشاب، حان وقت الاستيقاظ، سيدي… هل تسمعني؟"
الحارس قالها بابتسامة ساخرة، وكأنه يهزأ منه: "إذا لم توقظه الآن فسوف يتأخر عن عمله لاحقًا، ماذا ستفعل؟ قد تُطرد من هنا حينها."
نهضت يوجين من مكانها، والتفتت حول المنضدة من الجهة الأخرى، وجلست جاثية على الأرض أمام آرثر مباشرة، ثم مدت يدها إلى كتفه بهدوء تام، وكأنها خائفة من إيقاظه، رغم أنه يجب أن يبدو عكس ذلك تمامًا.
يوجين تهز كتفه بلطف، مع ابتسامة صغيرة: " سيدي الشاب، حان وقت النهوض، قد تتأخر على عملك إذا لم تنهض الآن سيدي."
فتح آرثر عينيه أخيرًا، ليرى تلك الابتسامة الخفيفة على وجهها الذي كان أسفل منه.
آرثر: "أعطني كأسًا من الماء."
نهضت يوجين، والتقطت الكأس من على المنضدة ووضعته أمام عيني آرثر وسكبت الماء فيه، ثم قدمته له. شرب آرثر الماء، ونظر إلى يوجين قليلاً قبل أن يطلب منها خلع رداءها.
آرثر: "انزع الغطاء عن وجهك."
يوجين بتردد: "حسنًا، سيدي."
عندما أسدلته للخلف ليظهر ذلك اللون الغريب، كان لون شعرها غير مألوفٍ على الإطلاق. الشعر الأشقر الفاتح القصير المنسدل على عنقها من الخلف بدا ملفتًا للغاية، لكن كان للحارس رأي مختلف عندما لمح السيف على وسطها، شعر وكأنه يمكن أن تكون تهديدًا لسيده.
استل الحارس سيفه من غمده، لكن آرثر أوقفه قبل أن يفعل أي شيء، وعندها علم لماذا تغطي هذه الطفلة نفسها بهذه الطريقة.
كانت يوجين تفكر حينها، طالما ستعمل هنا، فسيعلم الجميع بشأن شعرها، لذا لا فائدة من إخفائه بعد ذلك.
آرثر: "ما هو اسمك؟"
يوجين: "اسمي يوجين، سيدي."
آرثر: "من أين جئت يا يوجين؟"
يوجين: "أنا لست من هذه البلاد، سيدي. أنا من الجنوب، من سيرانو. كنت أعمل مرتزقة قبل أن أقابل السيد كاربن، الذي قدم لي مساعدة كبيرة بإنقاذه لي."
آرثر: "هل تعلم أين أنت الآن؟"
يوجين: "كلا سيدي، لم يخبرني أحد بذلك."
آرثر: "إذًا هل تعرف من أنا؟"
يوجين: "أستطيع أن أخمن أنك يا سيدي من عائلة نبيلة ذات مقام مرتفع، لكن لا أعلم أكثر من هذا."
آرثر تنهد بعمق: "حسنًا، من أين يجب أن أبدأ… أنت في قصر الحاكم في مدينة كاسيون، وأنا الأمير الأول آرثر، وأخي كاربن هو الأمير الثاني. هل فهمت الآن؟"
يوجين: "نعم، سيدي، أفهم ذلك الآن."
آرثر: "أنت يافع للغاية، وتملك جسدًا ضعيف البنية، لا أخفي عليك أني لا أثق بك بالفعل، ولا أعتقد أنك قادرة على استخدام السيف جيدًا أيضًا، لذا لما لا تحاول إقناعي أنك شخص مناسبٌ على الأقل؟"
يوجين: "وكيف تريد مني أن أقنعك بذلك، سيدي؟"
آرثر: "حسنًا، لقد اقترح كاربن أن أمنحك ثلاثة أيام لتثبت أنك مناسبة لهذا العمل، لكني سامنحك اسبوع كاملا. أنا لا أريد أن أعتني بطفل التقطته عن طريق الخطأ لأي سبب كان. سأمنحك بعض الوقت، واختبرك خلاله، لن أخبرك إنه هذا اختبار لك أو ليس كذلك، لذا استعد جيدًا لهذا الأمر، فقد بدأت اختبارك الأول منذ بعض الوقت."
تفاجأت يوجين من حديث آرثر، لكنها لم تبدي ردة فعل، علمت أنها ستخسر الاختبار إذا أبدت أي رد فعل منذ البداية.
نهض آرثر، وأخذ معطفه، وحين كان على وشك الخروج من الغرفة، تذكر أنها كانت في الغرفة منذ وقت طويل بمفردها، وأن الخدم لم يكونوا على علم بوجودها، بالتالي فهي لم تأكل شيئًا منذ يوم كامل تقريبًا.
آرثر: "لدي بعض الأعمال لإنهائها، ابق هنا برفقة الحارس… آه، تذكرت، أنت لم تأكل شيئًا بعد. (مشيرًا للحارس) أخبر الخادم أن يحضر بعض الشطائر له، ولا تغادروا الغرفة حتى أعود، طالما لم يكن هناك أمر مهم."
الفارس: "أجل سيدي."
غادر آرثر الغرفة وتوجه إلى غرفة نومه، أخذ حمامًا سريعًا، وساعده الخدم على تبديل ثيابه للاستعداد لحفل النصر الذي كان على وشك أن يبدأ
بدأ الناس بالتجمع في قاعة الاحتفالات الضخمة، كان الجميع يرتدي ملابس أنيقة ومزخرفة. كانت القاعة كبيرة للغاية، مضاءة بالشموع الجميلة ومملوءة بالروائح الزكية، مزينة بالأقمشة الجميلة والورود الملونة، وكان الطعام يملأ الطاولات. الناس يتحدثون فيما بينهم عن كم طالت هذه الحرب وأنها أخيرًا آتت ثمارها بنصر عظيم على يد الأمير الأول للملكة.
بين صخب الموسيقى والأحاديث المتناثرة، نطق الخادم بصوت مرتفع:
"سيدخل الآن.. جلالة الملك راديوس إريك إيفرهارت الأول، والملكة إيلينور فاليريس إيفرهارت."
انحنى الجميع لعظمة ملكهم، الذي سار حتى وصل إلى وسط القاعة برفقة زوجته، ثم صرح الخادم مرة أخرى:
"سيدخل الآن.. ولي العهد الأمير آرثر راديوس إيفرهارت، والأمير كاربن راديوس إيفرهارت، إلى القاعة."
رحب الجميع ببطل الحرب العظيم آرثر بصخب كبير وتهاني لا تتوقف. وقف الملك وسط القاعة وبيده كأس من النبيذ، يقدم نخبا للأمير آرثر بمناسبة انتهائه من حرب طويلة استغرقت سنوات عديدة أخيرًا، وهتف الجميع خلف هتاف الملك بسعادة كبيرة. بدأ الحفل أخيرًا.
بدأ الناس بالرقص والشرب والمرح، واستمر لساعات طويلة حتى حل الظلام الدامس وأعلن عن منتصف الليل، حينها استأذن آرثر من والده أنه متعب وبحاجة للراحة بعد سفر طويل وعمل شاق، وغادر قاعة الحفل بهدوء.
سار آرثر بهدوء وهو يفكر بأنه بحاجة للراحة وأن لديه الكثير من الأعمال في اليوم التالي، لكنه توقف أمام الممر الطويل في الطابق الثاني، حيث تذكر أن يوجين لا تزال في تلك الغرفة. فتوجه إليها على مضض من التعب، وأخبر الحارس أن يصطحبها حاليًا إلى غرفة أخرى خاصة بين غرف الفرسان، ويعرفها على المكان بعدها، ثم غادر إلى غرفته.
في صباح اليوم التالي، طرق الخادم الباب لإيقاظ آرثر، نهض بشعور من الثقل من آثار الشرب والتعب، لم يلبث قليلاً حتى نهض من مكانه واستعد للنزول إلى الطابق السفلي لتناول الطعام مع عائلته.
كان المكان صاخبًا قليلاً أثناء تناول الطعام، كانت الملكة تحث آرثر على الزواج والارتباط، وكان الملك يمدح إنجازاته في هذه الحرب، في حين كان كاربن يتناول الطعام بهدوء، بينما كان آرثر على وشك أن يصاب بعسر هضم من كثرة الحديث عن هذه الأمور.
انتهى الطعام، وتوجه كل شخص إلى عمله، صعد آرثر إلى مكتبه، وخلال عمله تذكر فجأة أن لديها حارسًا مرافقًا، فوضع قلمه وتنهد بعمق، ثم أرسل طلبه إلى المكتب.
طرق الباب مجددًا، فتح مساعد آرثر الباب، فرأى يوجين واقفة أمام الباب.
المساعد: "ماذا تفعل هنا أيها الطفل الصغير؟"
يوجين: "(بغضب) أنا لست طفلا، سيدي. لقد استدعاني الأمير آرثر إلى هنا."
المساعد: "(بدهشة) سموه استدعاك! انتظر قليلًا، سأستشير سموه عن هذا الأمر أولًا."
يوجين: "حسنًا."
غادر المساعد وعاد بعد لحظات وهو غير مصدق لما سمع عن كون هذا الطفل مرافقًا شخصيًا.
المساعد: "ادخل، إنه الأمير في الداخل ينتظرك."
يوجين دخلت إلى غرفة المكتب الداخلية حيث كان يعمل آرثر: "حسنًا. سيدي."
آرثر: "اقترب، هل حدث شيء ما أمس؟"
يوجين: "كلا سيدي، لم يحدث شيء."
آرثر: "جيد، اجلس ريثما أنهي عملي."
يوجين: "حسنًا، سيدي."
جلست يوجين على مقعد بجوار النافذة، لم يكن هناك شيء لتفعله، لذا بدأت بالنظر حولها لتتأمل أرجاء الغرفة. كانت غرفة كبيرة تحتوي على مكتبان فقط، مكتب كبير يستخدمه آرثر، وآخر أصغر بقليل لمساعده، وعلى الجهة الأخرى كانت هناك مدفأة جميلة مرصوفة بالأحجار الصلبة الملساء، وحولها رفوف تمتد من الأرض إلى السقف وعلى طول الجدار، مليئة بالوثائق والكتب، ونافذة كبيرة خلف مكتب آرثر تعطي نوعًا من الشموخ بضوئها الذي يسقط على المكتب.
جلست يوجين بلا حراك لوقت طويل، لم تتذمر أو تتململ، لكنها كانت تحدق بين الحين والآخر من النافذة خلف آرثر، حيث كانت جالسة على كرسي صغير بعيدًا عن الأوراق المتكومة فوق المكتب.
حلت الظهيرة أخيرًا وتوقف آرثر عن العمل، وطلب من مساعده المغادرة لليوم، وطلب من يوجين الجلوس أمامه.
آرثر: "اليوم سيأتي قائد الفرسان ليصطحبك معه، لذا افعل ما يقوله لك، واحفظ الأماكن جيدًا، ثم استعد للخروج. سنذهب في جولة تفقدية في الأسواق، وأخبر القائد أن يعد لك زي المرافق الخاص ويعدله بما يناسب حجمك."
يوجين: "حسنًا سيدي، هل يجب أن أنتبه إلى أي شيء آخر سيدي؟"
آرثر: "لا، لا يوجد."
بقيت يوجين برفقة سيزار، قائد الحرس الملكي، في ذلك اليوم، يعرفها على الأماكن ويرشدها بين الحين والآخر، وأثناء انتظار انتهاء الزي الرسمي، خاض كل من سيزار ويوجين نزالًا، ليعرف إن كانت حقًا مناسبة لدور المرافق الخاص، حيث لاحظت أنه كانت متساهلا في القتال قليلًا.
حل المساء، كان الزي جاهزًا، واستلمته أخيرًا، وقبل أن ترتديه أخبرها سيزار أن ترتدي ملابس بسيطة، وتستعد للخروج مع سمو الأمير آرثر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon