NovelToon NovelToon

النجدة

-

(شهيق)...آه.الهواء لا يصل إلى صدري...كأن الظلام يلتف حولي كحبل يخنقني.

قدماي...ثقيلة كأنها جذور مغروسة في الأرض. الألم ينتشر من أطرافي كأنه طوفان لا ينتهي.

ما تلك الدموع؟.كأنها ماء ساخن يغلي لكن لا يبرد قلبي فقط يزيدني هشاشة.

أيعقل...أنه الاختناق؟!*

قلبي يصرخ بطبول مدوية داخل صدري يحاول الاستغاثة في فراغ لا نهاية له.

النجدة...النجدة...صوتي يختنق وكأنني أقاوم حبلًا غير مرئي.

أااههه!!

(شهقة طويلة)

هااااعع…استيقظت لكن العالم حولي بدا كما لو أنه يُغلق عليّ مجددًا.

كان حلمًا..لكن...لماذا يبدو وكأنه يلاحقني؟

(تيييت) (تيييتت) (تيتت)

أااهه مااهذاا!!... إنه المنبه.صوته كأنه قادم من عالم آخر يصرخ ليُوقظني من بقايا الحلم.

(يغلقه بيده المرتجفة)

التاسعة؟! مهلاً...لقد تأخرت..(غير مبال) ترى اي يوم هذا اليوم؟..

في المطبخ كنت أحمل كوب القط المحبب لديّ أحاول استعادة رباطة جأشي.

لكن فجأة...سقط الكوب على الأرض وتحطم إلى شظايا متناثرة...

سحقًا! تمتمت وأنا أجمع القطع لكن قلبي كان يصرخ في داخلي: إنه مجرد كوب فلماذا تشعر وكأنك خسرت أكثر من ذلك؟

بدأت أتجهز وكانت الساعة بين العاشرة والتاسعة. نظرت إلى الغيوم خلف نافذتي تتحرك ببطء كأنها تناديني لأركبها وأهرب بعيدًا.

لا تخدعني السماء وتمطر اليوم فقط لا تفعل.

اوه لقد انتهيت هذا اليوم سريع..

أخذ الحقيبة من دولابه

𝒴𝓊𝓀𝒶𝓃ℴ

أهه يبدو انني قد اعتدت على الوضع لكن يا ترى هل سأصل بالموعد...لا يهم بالنهاية درجاتي لا ترتفع أو تتدنى أنها متوسطة...امم ترى إذا ما سبب المتنمرين لمضايقتي فدرجاتي جيدة اه لقد وصلت!! ااهههععع...مـ..ماذا يحدث لا استطيع التنفس!!..

قام أحدهم بضرب ظهره

هل أصبحت بخير صوته بدا واثقًا لكن يحمل مسحة قلق خفية.

أ... أجل... من أنت؟

*تراجع هيوري خطوة للخلف وكأنه يتفحصني، ثم قال بنبرة مزيج بين الدعابة والجدية:

ألم تعرفني؟

لا.

هيوري: أنا هيوري من الصف المجاور لصفك.

آه... إذاً هيوري. ماذا تريد؟

ضحك هيوري ضحكة قصيرة تحمل نبرة تهكمية ثم قال: هل هذا هو شُكرك؟ بعد أن أنقذت حياتك؟

لا أقصد ذلك لكن..."

*تقاطعت عيناه معي وقال بهدوء ساخر: بالتأكيد. إذن دعني أُعطيك نصيحة...إذا كنت مقتدرًا كما تحب أن تظهر ربما ينبغي عليك أن تبدأ بإصلاح تلك الجوارب المختلفة.

شعرت بحرارة تتصاعد إلى وجهي وكأن كل كلمة قالها كانت سهمًا يخترق دفاعاتي.

الشخصية الرئيسية: ااا لاا ه..هذه...

هيوري: "توقف عن الأمر. من الواضح جدًا أنك محتاج مسكين.

𝒴𝓊𝓀𝒶𝓃ℴ

نظراته كانت تحمل شيئًا أكثر من مجرد سخرية وكأنها تقول: "أنا أعرفك أكثر مما تتصور.

نظرت إلى هيوري بحيرة. مشاعري كانت تتأرجح بين الإحراج والغضب. أردت الرد لكن الكلمات تعلقت في حلقي.

هل...هل أنت هنا لتستفزني فقط؟ قلت بصوت متردد.

ضحك هيوري بهدوء، ثم قال: "أوه ليس تمامًا. أنا هنا لأراقب. أنت مثير للاهتمام أكثر مما تظن.

تراجعت خطوة للخلف عاقدًا حاجبي. صوته لم يكن مجرد سخرية، كان فيه شيء غريب... شيء يجعلني غير مرتاح.

ماذا تقصد بأنك تراقب؟ قلت متوترًا.

ابتسم هيوري بطريقة أثارت استغرابي ثم قال: سأراك لاحقًا.

استدار فجأة ومشى مبتعدًا تاركًا وراءه هالة من الغموض بقيت واقفًا مكاني أحاول استيعاب ما حدث. كان هنالك شيء غريب في هيوري شيء لم أستطع وضع إصبعي عليه. لكن قبل أن أغرق في أفكاري أكثر

الجرس... تأخرت!

ركضت باتجاه القاعة والقلق يعتصر قلبي. مع كل خطوة لم أستطع التخلص من إحساس بأن هيوري كان يعلم شيئًا لا أعرفه. لكن... ما هو؟

بينما كنت أركض نحو القاعة شعرت أن نظرات الطلاب تتسلل إلى ظهري مثل الإبر. لم يكن التنمر جديدًا عليّ، لكن اليوم...كان مختلفًا. ربما بسبب هيوري. فكرة أنه يعرفني بطرق لا أفهمها جعلتني أشعر بالقلق أكثر.

لماذا أنقذني؟ ما الذي يريده؟

دخلت القاعة وبدأ الدرس لكن عقلي كان يغوص في دوامة أسئلة بلا إجابات. حتى صوت الأستاذ بدا وكأنه يأتي من مكان بعيد كأنه مجرد صدى في رأسي.

𝒴𝓊𝓀𝒶𝓃ℴ

ماذا يعني بكوني مثيرًا للاهتمام؟

أمسكت دفتري وبدأت أرسم بخطوط عشوائية. المناظر الطبيعية كانت دائمًا ملجئي، لكنها اليوم بدت مشوشة. كل خط رسمته كان مشوهًا وكأنه يعكس حالتي النفسية المتخبطة.

هل كنت دائمًا بهذه الهشاشة؟ تساءلت بصمت.

انتهى اليوم الدراسي وخرجت من المدرسة محاولًا تجاهل نظرات التلاميذ، وكل كلمة همسها أحدهم عني.

فنان المناظر الطبيعية؟ مجرد حلم سخيف لن يوصلك إلى أي مكان. قال أحدهم.

ألا يجب عليك التركيز على درجاتك بدلًا من تلك الرسومات عديمة الفائدة؟ ضحك آخر.

*تجاهلتهم كما أفعل دائمًا، لكن كلماتهم تُحفر في قلبي. بينما كنت أسير نحو الطريق المؤدي إلى المنزل، بدأت الغيوم التي كنت أراقبها من النافذة تتجمع بشكل أكبر. وكأن السماء تعكس مشاعري... ثقيلة، مضطربة، على وشك الانفجار.

فجأة ظهر هيوري أمامي مرة أخرى واقفًا وسط الطريق يداه في جيبيه وعيناه تحدقان بي بنفس النظرة الغامضة.

أوه نحن نلتقي مجددًا. قال بلهجة مليئة بالثقة.

ماذا تفعل هنا؟ سألته محاولًا كتم ارتباكي.

أراقبك. رد ببساطة.

شعرت بغضب يتصاعد داخلي. أراقبني؟ لماذا؟ لكن قبل أن أتمكن من الرد أشار إلى رسوماتي وقال:

أنت موهوب. لكن لماذا ترسم تلك المناظر الطبيعية؟ ما الذي تبحث عنه؟

*تلك الكلمات ضربتني كالسهم. لم يكن أحد يسألني عن السبب. الجميع يسخر فقط. لكن هيوري كان مختلفًا... كانت نظراته وكأنها تبحث عن شيء أعمق.

توقفت مكاني لم أستطع الإجابة على سؤاله لماذا أرسم المناظر الطبيعية؟..

‧͙˚*・༓☾He follows/يتبع☽༓・*٭

-

Part2

#رواية_النجدة_تأليفي_الموسم_1

لم أفكر أبدًا في السبب كنت أرسمها فقط لأنني شعرت بالهدوء عندما أنظر إليها أو على الأقل هذا ما اعتقدت

لماذا تسأل؟ قلت محاولا كبح انفعالي

ضحك هيوري مرة أخرى لكنه لم يجب مباشرة تقدم خطوة نحوي عيناه تدرسني كما لو كنت لوحة رسمها بنفسه

لأن هناك شيء مفقود في رسوماتك قال بهدوء وكلماته تحمل ثقلًا أشعر به بوضوح

مفقود؟

اومأ برأسه أجل إنها تبدو جميلة لكنها بلا روح كأنك ترسم شيئًا لا يمكنك الوصول إليه

شعرت بأن كلماته تضربني لم يكن الأمر مجرد انتقاد لطريقتي في الرسم بل كأنه استطاع رؤية شيء لا أستطيع حتى فهمه بنفسي

ما الذي تعنيه بـبلا روح؟ هل تعتقد أنك تعرفني جيدًا لتقول ذلك؟ قلت بانزعاج

ضحك هيوري مجددا لكن هذه المرة كان صوته أكثر جدية

أنا لا أعرفك لكن يبدو أنك بالكاد تعرف نفسك

أحنيت رأسي قليلاً كلماته كانت ثقيلة لكن قبل أن أتمكن من الرد استدار هيوري ببطء وأشار إلى الغيوم الداكنة في السماء

ربما علينا التحدث في وقت آخر يبدو أن المطر قريب راقبته وهو يبتعد واختفى بين الزحام بقيت واقفًا هناك تحدق عيناي في الغيوم المتثاقلة وسؤال جديد يطاردني ماذا كان يقصد؟ ولماذا أشعر بأنه يعرف شيئًا عني لا أستطيع أن أعرفه بنفسي؟ وفي طريق عودتي إلى المنزل كانت الغيوم قد بدأت تمطر قطرات المطر كانت باردة لكنها لم تُخفف من شعور الحرارة داخل رأسي كنت أحمل حقيبتي أحاول حماية دفاتري من البلل لكن في تلك اللحظة شعرت بأن كل شيء ثقيل ليس الحقيبة فقط بل رأسي قلبي وحتى خطواتي بينما كنت أسير نحو المنزل الغيوم الداكنة فوقي أصبحت أكثر كثافة تجاهلت علامات المطر القادمة فأنا لم أكترث كما كنت أفعل دائمًا المطر؟ مجرد إزعاج آخر أضيفه إلى قائمتي الطويلة من الإزعاجات اليومية لكن بالطبع كنت مخطئًا قطرة واحدة سقطت على وجهي ثم أخرى وبسرعة أصبح الجو وكأن السماء قد قررت أن تصب كل ما تحمله من أمطار دفعة واحدة لم أحضر معي مظلة ولم أكن أرتدي أي شيء يمكنه أن يحميني من البلل حاولت الإسراع لكن الشوارع أصبحت زلقة وبرودة القطرات جعلتني أرتجف بشكل لا إرادي تباً الجو أصبح أسوأ من توقعي تمتمت بصوت منخفض بينما كنت أسحب الحقيبة نحو جسدي لحماية دفتري من البلل لكن ملابسي أصبحت مبللة تمامًا وبرودة المطر بدأت تتسلل إلى جلدي وعظامي عندما وصلت أخيرًا إلى المنزل كنت أشعر بأنني كومة مبللة من الثياب والإنسان أغلقت الباب خلفي ببطء وكأن العالم الخارجي كان يرفض تركي حتى بعد دخولي المنزل تساقطت بعض القطرات من شعري على الأرضية وابتلعت أنفاسي بينما كنت أرتجف من البرد كان الهواء البارد يلف جسدي كمعطف غير مرئي وكانت الملابس المبللة تضاعف إحساسي بالثقل رائع...الآن لن أُصيب بالبرد فقط ربما سأنام للأبد أيضًا! قلت بنبرة ساخرة بينما ألقيت الحقيبة جانبًا وبدأت أبحث عن شيء دافئ لأرتديه

جلست على السرير أخيرًا بعدما بدّلت ملابسي جسدي كان يرتجف بشدة لكن الشعور بالبرد لم يكن هو ما يزعجني أكثر كان ذلك الفراغ...ذلك الصوت في رأسي الذي يكرر كلمات هيوري

انت بالكاد تعرف نفسك جلس رين على سريره يتأمل الرسالة التي أرسلها هيوري رغم أن جسده كان مرهقًا تمامًا من البرد والمطر إلا أن عقله لم يتوقف عن التفكير ما معنى هذه الرسالة؟ كيف عرف هيوري بأمره؟ ولماذا يشعر وكأن هذا الشاب الغريب لا يراقبه فقط بل يحاول التسلل إلى أعماقه؟

لا يمكنك أن تختبئ من نفسك إلى الأبد سأراك غدًا الكلمات ترن في رأسه مرارًا وتكرارًا حتى بدت وكأنها ليست مجرد كلمات على الشاشة بل صوت داخلي يطلب منه مواجهة شيء ما...شيء ظل يتجنبه لفترة طويلة مع الوقت بدأ البرد يزداد حرارة جسده لم تعد بسبب القلق فقط الحمى تسللت ببطء وجعلت جسده ثقيلاً كان على حافة النوم لكنه لم يستطع النوم بسلام وكأن الحلم الذي أرعبه هذا الصباح ينتظره هناك يترقب عودته ليكمل ما بدأه شعر بالضيق في التنفس مجددًا لكنه هذه المرة كان مختلفًا لم يكن مجرد اختناق جسدي كان إحساسًا بأنه يغرق في شيء أكبر من نفسه الدموع بدأت تتساقط من دون أن يدرك السبب وكأن جسده يستجيب لنداء مجهول

في صباح اليوم التالي استيقظ رين بوجه شاحب وعيون منتفخة كان يعلم أنه بالكاد قادر على الوقوف لكن المدرسة تنتظره...وربما هيوري أيضًا جمع دفاتره وأمسك بحقيبته متجاهلاً شعوره بالإرهاق كانت الغيوم ما زالت تملأ السماء لكنها بدت أقل ثقلاً مما كانت عليه بالأمس

وفي طريقه إلى المدرسة التقى هيوري مرة أخرى كان يقف تحت شجرة بالقرب من البوابة يراقب الطلاب وهم يدخلون التقت أعينهما وابتسم هيوري كأنه ينتظر هذه اللحظة

تبدو أسوأ من أمس هل أصابك المطر بشيء؟

هذا ليس من شأنك رد رين بصوت منخفض محاولاً تجنب نظراته

بالتأكيد لكنك تعلم أنني على حق كل هذا الذي تمر به...هو بسببك

ماذا تعني؟ سأل رين رغم أنه لم يكن يريد أن يكمل هذه المحادثة

أنت من تضع نفسك في هذا الوضع أنت الذي تختار التراجع بدلاً من المواجهة لماذا تعتقد أن الناس هنا يتنمرون عليك لماذا تعتقد أن رسوماتك تفتقد لشيء ما؟

إنها ليست مشكلة...ليست مشكلتي

لكنها كذلك لأنك ما زلت لا ترى الحقيقة ولهذا السبب لن تتمكن من المضي قدماً

تراجعت خطوات رين لكنه لم يستطع الرد كلمات هيوري كانت مثل مرآة تعكس له شيئًا حاول تجنبه لفترة طويلة وبينما دخل المدرسة كانت تلك الكلمات تستمر في التردد في رأسه لن تتمكن من المضي قدماً

ليل ثقيل آخر رين مستلقٍ على السرير جسده مُجهَد من البرودة التي لا تزال تلتصق بجسده كظلال لا يمكن التخلص منها أغمض عينيه محاولًا الهروب من التفكير لكن الحلم عاد أقسى هذه المرة المكان مظلم كليًا والجدران تبدو وكأنها تضيق عليه أكثر فأكثر

لا أستطيع التنفس! همس محاولًا الهرب من فراغ لا نهاية له لكنه لم يجد إلا نفسه عالقًا يركض بلا وجهة بينما أشباح مجهولة تقترب منه أصواتها تتداخل مع صرخاته المكبوتة

استيقظ فجأة شهقة طويلة تخرج من صدره وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما لكنه كالعادة لا يتذكر شيئًا فقط إحساس الخوف والعرق البارد الذي يغطي جسده

ما الذي يحدث؟

༓☾He follows/يتبع☽༓

ولـٍـًيـٍتـَنًـآٍ نًـمٌلـٍـًكـٍ حًـق آٍلـٍـًتـَكـٍرٍآٍرٍ لـٍـً آٍيـٍآٍمٌنًـآ

Part3

تكررت الليالي على هذا المنوال الحلم ذاته لكن في كل مرة تزداد حدة تفاصيله وعندما يستيقظ يجد نفسه كأنه فقد جزءًا صغيرًا من روحه إحدى الليالي جلس على طاولته في المطبخ ممسكًا بكوب النسكافيه يشرب جرعة تلو الأخرى يحاول بمرارة التركيز على الورقة البيضاء أمامه

لماذا لا أستطيع أن أتذكر؟ ما الذي يحدث في الحلم؟

كان يجلس يعض أظافره وتبدو عيناه متعبة كأنهما تحملان وزنًا لا يستطيع احتماله لكن في منتصف الليل رأسه ارتاح على الطاولة دون أن يدري وعاد الحلم إليه هذه المرة كان أوضح

رأى نفسه واقفًا أمام باب عملاق خلفه أصوات صراخ مكبوتة مد يده نحو المقبض لكنه تردد كان يشعر بأن فتح الباب سيكشف له شيئًا لا يمكن مواجهته ومع ذلك في اللحظة التي استدار فيها هربًا أغلق الباب نفسه عليه فجأة حاول الصراخ لكنه لم يستطع وصوت الأنفاس المختنقة ملأ أذنيه

استيقظ فجأة هذه المرة يشعر وكأن الاختناق من الحلم تبعه إلى الواقع هواء غرفته بدا ثقيلًا وكأنه يحاول أن يسحب نفسه منه جلس على السرير يمسك بحنجرته وهو يلهث بصعوبة يحاول التقاط أنفاسه كانت عيناه تحترقان وجسده يرتجف من الحمى التي لم تهدأ

لا أستطيع الذهاب اليوم لن أستطيع حتى الوقوف هكذا

بعد فترة وفي عزلة الصمت سمع طرقًا على الباب لم يكن ينتظر أحدًا توجه بخطوات ثقيلة نحو الباب وفتحه ليجد هيوري واقفًا هناك يحمل معطفًا وابتسامة خفيفة

كيف عرفت عنواني؟ سأل رين بذهول بينما كان صوته مليئًا بالإرهاق والصدمة

لدي طريقتي الخاصة قال هيوري وأخذ خطوة إلى الداخل دون أن ينتظر دعوة

جلس رين على الأريكة جسده منهك من الحمى ونوبات الاختناق التي لم تتركه طوال الليل كان هيوري يقف أمامه يراقبه بعينين تحملان مزيجًا من الفضول والجدية الصمت بينهما كان ثقيلًا وكأن الكلمات التي ستُقال ستغير كل شيء

لماذا أتيت إلى هنا؟ سأل رين بصوت ضعيف محاولًا إخفاء ارتباكه

ابتسم هيوري ابتسامة خفيفة ثم جلس على الكرسي المقابل له

لأنك بحاجة إلى أن تتذكر

أتذكر ماذا؟ قال رين محاولًا فهم ما يقصده

اقترب هيوري قليلاً صوته أصبح أكثر هدوءًا لكنه يحمل ثقلًا واضحًا

هل تتذكر ليلة الابتدائية اليوم الذي تركك فيه والدك وسط الشارع؟

شعر رين وكأن الهواء قد تجمد من حوله الكلمات ضربته كصاعقة لكنه لم يستطع الرد كان هناك شيء في أعماقه يعرف ما يتحدث عنه هيوري لكنه لم يستطع الوصول إليه

لا أعرف ما الذي تتحدث عنه قال بصوت متردد محاولًا التهرب

لكنك تعرف قال هيوري بنبرة واثقة تلك الليلة عندما حاول أن يدوسك بعربته كنت صغيرًا جدًا لكنك لم تنسَ فقط دفنتها بعيدًا كما تفعل مع كل شيء

شعر رين بأن جسده يرتجف ليس من البرد هذه المرة بل من الذكريات التي بدأت تطفو على السطح صور مشوشة بدأت تظهر في ذهنه شارع مظلم أضواء سيارة وصوت صراخ مكتوم لكنه لم يستطع تجميعها بالكامل

لماذا لماذا تعرف هذا؟ سأل بصوت مكسور

لأنني كنت هناك قال هيوري صوته أصبح أكثر جدية وربما حان الوقت لتتوقف عن الهروب من ماضيك وتواجهه

هذا لم يحدث أنت تكذب! صرخ رين محاولًا إخفاء ارتباكه خلف غضبه

رين أنت تعرف أنني لا أكذب أنت فقط لا تريد أن تتذكر قال هيوري بهدوء لكن نبرته كانت تحمل تحديًا واضحًا

قلت لك هذا لم يحدث والدي لم يفعل ذلك أبدًا!

اقترب هيوري خطوة عيناه تركزان على رين وكأنهما تحاولان اختراق دفاعاته

لماذا تنكر لأنك خائف؟ ام لأنك لا تريد مواجهة الحقيقة؟

أنا لست خائفًا! فقط توقف عن قول هذه الأكاذيب!

بدأ رين يشعر بأن الغضب يتصاعد داخله لكنه كان يعلم أن الغضب ليس سوى غطاء للارتباك والخوف الذي يسيطر عليه

الهروب لن يساعدك كلما أنكرت كلما زادت هذه الذكريات في مطاردتك

قلت لك توقف! صرخ رين لكن صوته بدأ يضعف وبدأ يسعل بشدة

هيوري وقف مكانه يراقب رين وهو يسعل جسده ينحني من الألم ووجهه يتحول إلى لون شاحب

رين! قال هيوري وهو يقترب بسرعة محاولًا مساعدته

لا...لا أستطيع التنفس همس رين قبل أن يسقط على الأرض يلهث بصعوبة

هيوري انحنى بجانبه يمسك بكتفه ويحاول تهدئته

هدئ نفسك فقط حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا

لكن رين لم يستطع كان جسده يرتجف وعيناه تبحثان عن شيء غير موجود هيوري رغم هدوئه المعتاد بدا عليه القلق وهو يحاول مساعدته

استمع إلي أنت بحاجة إلى أن تهدأ فقط ركز على التنفس معي ببطء

بعد دقائق من المحاولة بدأ رين يستعيد بعض السيطرة على أنفاسه لكنه كان منهكًا تمامًا جلس على الأرض رأسه منخفض وعيناه مغمضتان

أنا فقط...لا أريد أن أتذكر

لكن عليك أن تتذكر لأن هذه الذكريات هي جزء منك سواء أحببت ذلك أم لا

هيوري جلس بجانب رين يراقب وجهه الشاحب ونفسه المتقطع كان يعلم أن رين بحاجة إلى الراحة والدفء وربما بعض العناية التي لم يحصل عليها منذ فترة طويلة

ابق هنا...سأعود بعد دقيقة قال بصوت منخفض ثم نهض بخفة متجهًا نحو المطبخ

بدأ هيوري في إعداد كوب من النسكافيه الساخن كان يعمل بهدوء وكأنه يحاول ألا يزعج الجو الساكن في المنزل أضاف بعض الحليب إلى الكوب ليجعل المشروب أكثر دفئًا وراحة عندما انتهى عاد إلى رين ووضع الكوب على الطاولة بجانبه

اشرب هذا سيساعدك على الشعور بالدفء قال بلطف وهو يجلس مرة أخرى

رين رغم أنه كان منهكًا أخذ الكوب بيديه المرتجفتين وشرب القليل

شكرًا همس رين بالكاد يستطيع رفع صوته.

لا بأس فقط حاول أن تستريح قال هيوري وهو يميل رأسه قليلًا ليلاحظ عيني رين التي بدأت تغلق تدريجيًا كان التعب قد سيطر عليه تمامًا

بقي هيوري جالسًا لبعض الوقت يراقب رين وهو ينام كان النوم عميقًا هذه المرة لكن هيوري كان يعلم أنها ليست نهاية المشكلة هناك الكثير الذي يحتاج رين لمواجهته والكثير مما يجب أن يتذكره

نهض بهدوء وغطى رين ببطانية كانت موجودة على الأريكة تأكد من أن الغرفة دافئة بما يكفي ثم توجه نحو الباب قبل أن يغلقه خلفه نظر إلى رين مرة أخيرة وهو يهمس

سأساعدك...مهما كان الثمن

أغلق الباب بهدوء تاركًا المنزل خلفه في تلك اللحظة كان الليل هادئ لكن داخله كان يحمل الكثير من الأسئلة حول ما ينتظرهما في الأيام القادمة

He follows/يتبع

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon