أستيقظ ، على صوت هطول الأمطار ، أنهظ من فراشي ،
أتوجه إلى الحمام ، لا يوجد مياه ساخنة كالعادة في هذه المنطقة البائسة .
أتجهز لأنزل بملابس عادية ، جينز و قميص صوفي أبيض ، أخرج من الغرفة ، أمر بين ممرات القصر ، قصر ؟ نعم ، إنه
قصر ، أعلم أن الإستغراب في عقولكم ، كيف هنالك قصر من دون مياه ساخنة ، أنا أسأل نفسي هذا السؤال منذ أن إنتقلت إلى هنا.
أتجول في الممرات الكلاسيكة ، صور لأجدادي من جهة و صور للحروب من جهة ٱخرى ، ماذا نفعل إنه ذوق المسنين.
كعبي يطرق على الأرض ، أصل إلى باب قاعة
الطعام ، أطرق الباب قبل أن أدخل ، ليصدح في الأرجاء صوت مضى عليه الدهر ببحة مميزة :
" أهلا ، بحفيدتي المفضلة "
قلت بضحكة خفيفة و أنا أتأمل جدي أرنيستو دي لاكروز :
" وهل تملك حفيدة غيري يا ترى ؟ "
" لا لا ، تفضلي بالجلوس يا إبنتي "
سحبت أقرب كرسي لجدي وجلست أنضر لتلك القاعة المزخرفة بشبكة خيوط ذهبية متصلة ببعضها البعض لتلتقي كلها في المنتصف حيث شعار العائلة.
أخرج من شرودي على صوت جدي :
" لونا ، عزيزتي هل سمعت بالأخبار الأخيرة "
" أية أخبار "
" البارياس هجمو على المملكة مرة ٱخرى ، هجمو على المنطقة الغربية بالتحديد"
إنعقد لساني من الصدمة ، يال وقت فراغهم ألا يملون من الهجوم ! لا ٱصدق ، البارياس هم مجموعة من المنبوذين أو المطرودين من كل مملكة .
" أرأيت جدي أخبرتك عقولهم فارغة ، وماذا فعل الرئيس هناك إنتظر لا تخبرني أنه حبسهم مرة ٱخرى و أطلق سراحهم أحيانا أشك أنه يملك عقلا حتى "
" ماذا نفعل إنه مجرد صبي طائش ، المهم ماهي خططك لليوم لونا ؟ "
تنهيدة طويلة ، و أجبت :
" اليوم هو يوم خروج النتيجة ، لذا أنا متوترة قليلا ، سأذهب للمقر الرئيسي لإستلامها ، بعدها للمقهي للإحتفال مع أصدقائي "
النتيجة التي أنتضرها هي التي ستحدد مصيري النجاح والإلتحاق بحرس المملكة الذي هو حلمي من الصغر أو الرسوب ولن تكون لي فائدة في المجتمع و يتم نفيِي .
أمر صعب أليس كذالك ؟
يد تمسك كفي بحنان إنه جدي أرفع رأسي أنتظر كلماته:
" لا تقلقي ، لا تنسي أنك عملت بجد طوال السنوات الخمس
الفائة، هل تذكرين ما أقوله لك دوما ؟ "
" عندما يسكن العقل ، يخضع الكون كله " قلناها في نفس الوقت بتناغم .
" أحسنت يا إبنتي ، يمكننك الذهاب لقد تأخرتي "
أنضر لساعة الحائط اللعنة ، لقد تأخرت ، أنهظ من الكرسي
أمسك حقيبتي ٱودع جدي و أتوجه مباشرة لباب الخروج .
أسير بين الأشجار ، السماء مغيمة بإحتمال سقوط الأمطار مرة ٱخرى ، لماذا أشعر بالقلق ؟ ، 5 سنوات من التدريب الجسدي و العقلي ، خاصة أني ساحرة متمرسة و من قطيع الوپو مانارو ، أي المستذئبين .
أنتم ضائعون أليس كذالك ؟ سٱعرف عن نفسي.
أنا لونا أرنيستو دي لاكروز ، فتاه عادية في سن السادسة و العشرين ، جمالي عادي ، صهباء أي ذات شعر ناري و عيون خضراء مائلة للبني.
توفيّ والدي عندما كنت في السابعة ، أخذني عمي لتربيتي هو و زوجته ، تخرجت من مدرسة السحر ، إنتقلت للعيش مع جدي .
و ها أنا ذا ، في وسط الغابة ذاهبة للمكان الذي سيقلب حياتي رأسا على عقب.
أصعد الدرج الذي يؤدي للمبني الكبير في الأعلى ، أمشي بإتجاه الباب الإلكتروني ، أدخل ، أتلفت يمنة و يسرة
أبحث عن ركن الإستقبال ، و ها هو هناك ، أتوجه نحوه .
ٱوجه حديثي للعاملة هناك :
" مرحبا ، أنا هنا من أجل نتائج إختبار حرس المملكة "
" أكيد ، الإسم كاملا "
" لونا أرنيستو دي لاكروز "
تبتسم في وجهي تسلمني الظرف ، أمسكه بيد مرتجفة دليل على خوفي ، أشكرها ثم مباشرة لباب الخروج ، أستقل سيارة ٱجرة الى المقهى و أنا لم أفتح الظرف إلى الآن بنية فتحه مع الأصدقاء.
أدفع ذالك الباب الثقيل ، لا ٱصدق أنه لم يستبدله إلى الآن .
" أنا هنا "
ترفع جوانا رأسها بإبتسامة واسعة ، هرولت نحوي بسرعة وأعطتني عناق الكوالا خاصتها .
" لقد أتيت ، لا ٱصدق تعالي هنا ألم ٱخبرك ألا تتصلي بي مرة في الٱسبوع "
قالت جملتها الأخيرة بغيض ، وهي تمسك بٱذي والضحكة تغمر وجهي ، ليفاجئها شخص من الوراء يمسكها من تلابيب
ثيابها ، إنه زاك الأربعيني المتجهم و يرميها بعيدا ، ويرحب بي بترحيب أخوي .
في طاولة جلسنا كلنا في جو من المرح و الضحك لا يخلو من مشاكسة زاك لٱخته الصغري . أقول بإبتسامة خفيفة مفاجئة لهم :
" لقد ذهبت للمقر ، وأحضرت النتيجة "
عمّ السكون الطاولة ، ليقطعه صوت صراخ جوانا :
" أيتها الخائنة ، لماذا لم تخبريني لذهبت معك "
" إهدئي لقد كنت في العمل وقتها "
" صحيح " قالتها بتنهيدة غيض.
" أعلم أنك لم تفتحيها بعد ، لذا إفتحيها معنا " قالها بهدوءه المعتاد .
أومأت برأسي و أخرجت الظرف من حقيبتي ، مزين بخطوط سوداء رمادية بختم المملكة ، قمر أسود يمثل قطيع لوپو مانارو ، شعور غريب يقمعُ في صدري ، خليط
من الحماس و التوتر ، حماس للمجهول و توتر إن تم رفضي .
فتحته في جوٍ من الترقب من جوانا و زاك ، أخرجت الرسالة و قرأت بصوت عالٍ ليسمعاني:
" تعلن قيادة حراس المملكة قبولك في صفوفها ، بعد إجتيازك لمراحل التقييم بنجاح . لقد أضهرت إنضباطا و إلتزاما يعكسان روح المسؤولية التي نبحث عنها في عناصرنا ،
القوى العقلية بنسبة 92 % دقة في التحليل وإتخاذ القرارات ، القوى الجسدية كانت 89 % قوة بدنية ومرونة عالية.
بناءا على ذلك ، تم تسجيل إسمك ضمن قائمة الأعضاء الجدد في حرس المملكة ، و ستشرفينا بحضورك ليتم تدريبك التدريبات الازمة وتكليفك بمهامك وفق الأنضمة
المعمول بها .
قيادة الحرس الملكية . IJ "
سكوت تام ، تنفسي أصبح سريعا ، أنا لا ٱصدق عيناي ، لقد قبلت في الحرس ، يا إللهي . ٱجفل بعناق جانبي من كلا اصدقائي:
" هل رأيت ؟ أخبرتك أنك ستقبلين ، من يستطيع رفضك حتى "
" مبروك ، لقد إنضممت للجيش أنا لم أتوقع هذا ".
بعد التهاني منهما رفعنا نخب لونا الحارسة الأعضم في التاريخ ، كانت أروع اللحضات ، كان يوم من حلم.
🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬
كاااات
كان هذا الفصل الأول . من حكاية لونا .
أعلم هو قصير بعض الشيء لاكنه نقطة بداية للأحداث
السرد لم يكن أفضل شيء أعلم سيتحسن مع الوقت .
سٱوضح بعض النقاط :
أولا : مملكة إيثيريا هي مملكة لونا التي ولدت فيها.
كحال
كل ممالك هذا العالم الخيالي كل مملكة تنقسم إلى أربعة أجزاء القطاع الأول الذي يحتله مُستحسي الدماء أي مصاصي الدماء ، الثاني وهو لوپو مانرو كما قلنا سابقا المستذئبين ، و الثالث يكون الشياطين ، الرابع يجمع مجتمع السحرة ، وفي حواف المملكة يوجد الروسالكا وهم الحور و الحوريات ، وفي الوسط أي وسط القطع الذي ذكرناهم هنالك تقمع العاصمة الملكية التي تحتوي على قصر الملك .
ستُوضح باقي النقاط في الفصول القادمة .
دمتم سالميين 🌹🌹🌹
بعد مرور ٱسبوع .
وقفت أمام إنعكاسي في المرآة ، أتأمل هذا الزي الذي أرسلوه لي كما لو كان حُلمي وحلم والدي قد تجسد أخيرا .
الجلد الداكن المشدود على جسدي لم يبدو ثقيلا ولا قاسيا
بل بدا لي كدرع صنع لي وحدي ، كأنه يهمس أنني ولدت لأرتديه نعم هذه الحقيقية لقد ولدت لأجل هذا لمكاني الوحيد ساحة الحرب ، كل حزام يلتف حول خصري وكل مشبك معدني على كتفي كان يروي قصة صبر ، كأنني عبرت إليه من بوابة حلم قديم .
مررت أصابعي على النقوش الغائرة في الذراعين لم تكن مجرد زخارف ، كانت كلمات صامتة تقول : " ها قد أصبحت واحدة منا" .
إبتسمت ، وأنا أعلم أنني لم أعد تلك الفتاة التي كانت تراقب الحراس من بعيد ، بل صرت جزءا من الصفوف
جزءا من القوة ، جزءا من الحلم ، لم يكن هذا الزي جزءا من جسدي فحسب ... كان يحرر روحي .
أنظر في المرآة وإلى إبتسامتي الشاردة ، أشعر
بسعادة و حماس يشكلان شعورا لا يمكن وصفه ، جمعت شعري الناريّ في ضفيرة فرنسية حتى لا يعيقني أو يتم توبيخي بسببه .
أتوجه نحو حقيبتي التي جمعت فيها كل ملابسي وأغراضي المهمة لأني سٱقيم في المجمع هناك كباقي الحرس المختارين ، أعودع غرفتي التي قضيت فيها نصف سنين حياتي وكل ضائقة مرت علي من حزن و سعادة و غضب و فرح و توتر و حماس . تنهيدة طويلة سأشتاق إليها وكل ركن من هذا القصر .
ٱطفئ الأضواء ، وأخرج .
أنزل للأسفل لقاعة الطعام ، أجد كل المقربين مني ينتضرونني لتوديعي ، عمي جيسن ، زوجته ليلي ، جدي ، جوانا ، زاك ، كلهم كانو هناك ينظرون لي بنضرات حزن لفراقي و سعادة لسعادتي ، أتمني لو والديّ كانا هناك أيضا .
أقول بإيجابية لإبعاد قلقهم:
" ما خطب هاذه النظرات ها ؟ أنا لست ذاهبة لموت لذا إبتهجو سأزوركم كلما تسنح لي فرصة "
قالت عمتي بحنان ٱموي " كل الشر بعيد عنك يا إبنتي ، بالتأكيد ستزوريننا إن لم يسمحوا لك سآتي و ٱريهم من هي
ليلي " نطقت جملتها الأخيرة بغرور يليق بها .
" لالا لاداعي لذلك ليلي ، أنا متأكدة أنهم عندما يعلمون أنك من عائلتي أنا متأكدة ودون شك أنهم سيسمحون لي ولن يدعوني أدخل القاعدة مرة ٱخرى "
قلتها ببعض السخرية ، فرجاءا من لا يعرف ليلي دي لاكروز ؟
إنفجر الجميع بالضحك وهي هناك بجانب عمي تقلب عينيها لتخفي إبتسامتها .
تقدمت نحوي جوانا صديقتي منذ الصغر لم نفترق ولو للحظة.
" من هذه المثيرة التي ترتدي الزي العسكري ها ؟ إسمعي أحظري لي صِهرا أضرب به مثل الوسامة لأحفادي و نصحح
نسل العائلة الأصهب هذا لقد مللت ، لذا عديني "
" حسنا حسنا أعدك ، إنتضري ماذا تقصدين بأنك مللت من الصهب "
بضحكاتها العالية و إبتسامتي الهادئة عانقنا بعضنا بإشتياق كانت نِعم الٱخت و الصديقة و صاحبة الدرب ، ٱحاول كبح دموعي ، ليس وقتها .
ٱكمل وداع عمي و جدي و زاك الأخ الأكبر ، توجهنا كلنا نحو الباب ، و دموعنا تهدد بالنزول .
أقف أمام عتبة الباب ، أتأمل العائلة المحبة التي حصلت عليها ، كل من أخ و أخت ، أب و ٱم ، جدٍ كان لي الصاحب و المعلم ، أنظر إليه ، يتقدم إلي وفي يده شيء ، إنها قلادة
ٱنزل رأسي قليلا ليتسنى له إلباسي إياها ، يلبسها لي كأنها وسام شرف ، كانت قلادة ذهبية بنقوش سوداء.
" إحتفضي بها يا إبنتي كانت لجدتك التي أعطتها لٱمك و الآن هي لك ستساعدك كما ساعدت أجيال قبلك "
لم أهتم بجملته الأخيرة كما إهتممت بجملة
" أعطتها لٱمك " ٱمسكها بيدي ، الكل يراقبني ، أشمها أستنشقها بأمل وجود ولو ذرة من رائحتها لاكن لا فائدة. تنهدت أنظر لهم جميعا ، عناق أخير ، وداع أخير ، لمحات أخيرة .
إستدرت راحلة من هناك ، إلى مكاني و مكان قدوتيّ سابقا .
الحرب .
◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️
بعد مرور ساعات ، _ العاصمة _
أقف هناك مع ذلك الجمع الذي ينتضر ، أشعر و كأني وحيدة
الجميع إما كون صداقات أو يقف مع جماعته ،وأنا لا هذا ولا ذاك .
أقف وحدي أتأمل السماء ، متكأة على الحائط أنتظر مثلهم فتح البوابة الدخول للمقر ، ٱحول بصري للحشد الذي هنا
مستحسوا الدماء ، لوپو مانارو ، ساحرات ... كلهم مجتمعون هناك يكسبون الحلفاء ظنا منهم أنهم سيحتاجونهم يوما ما ، هاه أغبياء .
صوت خافت من جانبي :
" أهلا .. أنا ٱورورا "
أتطلع إلى ما قربي ، فتاة قصيرة تصل إلى كتفي تقريبا ، ترتدي الزي الموحد فوقه صوفية وردة ، تتشنج عيني من الحنق كيف تجرٱ على تشويه هذا الزي العضيم ، سرعان ما أنتبه لوجهها ، أعين زرقاء شعر أصفر ، نظرات بريئة لا كن أنا متأكدة أنا ليست كذالك ، تنضر لي ببسمة مشرقة ، لطيف .
تمد يدها ، أنتبه ٱصافحها قائلة بإبتسامة :
" مرحبا ، معك لونا ، سررت بلقائك ٱورا ، لقد شوهت إسمك على ما أضن ، لاكن إسمك طويل "
ضحكت بخفة ، لتضهر تلك الغمازات ، تحكني يدي لقرصها .
" ماذا تفعلين هنا يا أميرة ، لو لم أرى الزي الموحد لكنت أضن أنك ذاهبت لحفلة "
قلتها بمزاح ، رأيت ملامح الحرج في وجها:
" لا فقط ٱمي أصرت عليّ لإرتدائها ، ماذا أفعل إنها عنيدة "
قالتها بتنهيدة و هي تمسح أرنبة أنفها ، إلتفتت لي و سألتني :
" هل تنتضرين أحدا ، أم أنك وحيدة هنا مثلي"
" أجل مثلك نوعا ما ، إن كنت تلمحين أن نصبح أصدقاء فأنا موافقة يا أميرة "
أشرق وجهها ببسمة لطيفة كلما ٱناديها بأميرة ، ظريف .
" نحن أصدقاء منذ هذه اللحظة ، إذاً لما أنت هنا ؟ "
ببسمت شاردة أجبتها :
" الإلتحاق بالحرس كان حلمي منذ أن كنت صغيرة ، خاصة أن أبي كان جينيرالا برتبة عالية و ٱمي كانت الطبيبة الخاصة هنا في هذا المكان بالتحديد ، لذا أنا هنا لأتبع خطاهما "
" جميل ، يبدوان أبوان صالحان من اللمعة التي في عينيك
أتمنى أن ٱقابلهما يوما "
ضحكت بمرارة قائلة :
" لن تقدري يا أميرة ، إنهما في السماء الآن"
شهقت بقوة وهي تمسك بذراعي :
" أنا آسفة لم أقصد أن ٱذكرك "
ضحكت بخفة ، لاٱفاجئها بعناق جانبي و أنا ٱخرب شعرها المجدول في ضفيرتين .
" إنسي الأمر لا بأس ، دورك أخبريني لم أنت هنا ؟"
رتبت شعرها و هي تنظر لي بحنق طفيف ، وبتنهيدة قالت :
" لقد أتيت هنا بدل ٱختي الكبرى ، في عادات عائلتنا يجب على الأفراد التجنيد عند بلوغ العشرين لضمان السلامة ، ٱختي كانت رافضة للفكرة تماما ، فتطوعت بدلا منها ، خاصة أني أفوقهامهارة ، أنا من الٱوساكا بالمناسبة و أنت ؟"
نظرت لها بإنبهار ، لاطالما حلمت بأن ٱقابل فردا من هذا الشعب العضيم .
" أنا هجينة ، نصف لوپو مانارو و نصف ساحرة "
" رائع ... "
قبل أن نكمل حديثنا ، صوت بوق عال يقطع تلك الفوضى
وصوت الباب الحديدي يفتح ، ليبدأ الجميع بالدخول ، أمسكت ٱورا بيدي تجرني ورائها ، خطوت الخطوة الٱولى
في تلك الساحة ، ساحة عملاقة يبدو أنا الخاصة بالتدريب .
في آخر الساحة يوجد منصة حيث سيلقي الرئيس خطابه
ويأخذ كل قائد فريقه .
يتوجه الحشد إلى هناك ، نقف في صفوف مرتبة ، ضهورنا مستقيمة ننتضر قدوم الرئيس .
و هاقد أتى مع أربعة من الأشخاص ، يبدون ذو مرتبة عالية
صعدو إلى المنصة ، تقدم شخص يبدو في أوائل الخمسينيات ، كان يعدل مكبر الصوت :
" إستعداد "
قالها بصوت جهوري ، فسرعان ما رفعنا أيدينا بالتحية العسكرية المتعارفة .
" إستريحوا "
قالها بمعنى أن ننزل أيدينا ، فالإحترام قد وصل :
" أنا الرئيس جيرالد آدمز ، أنا المسؤو في هذه القاعدة ، نحن نتشرف بقدومك ، لقد إخترناكم بعناية هذا العام
أتمنى أن ترفعوا رؤوسنا " .
" حاضر سيدي "
" سيتقدم أحد أعلى المراتب في قاعدتنا ، السيد آيزاك ويستون ، ليلقى الخطاب "
بالفعل تراجع الرئيس من تلك المنصة الخشبية الكبيرة
ويتقدم أحد الأشخاص الأربعة ، آيزاك ويستون ، طول وعرض ، بنيته و وجهه يوحيان بالقوة ، و الصرامة ، رائع.
" أيها الحراس :
أنتم لستم رجالا و نساءا فحسب ، أنتم جدار المملكة الأخير
ونبضها الذي لا يزول .
إن الحارس الحق لا يحيى لنفسه ، بل لغيره ، حياته ملك للمملكة ، وموته عهد يتوارثه الأحياء من بعده.
كونو يقضة كالليل ، ثابتين كل الجبال ، إن سقط أحدكم فليسقط واقفا: هنا كان الحارس ، وهنا لقيت المملكة "
قال خطابه بصوت عال أشك حتى أنه إستعمل المكرفون
صوت بث الرهبة و الرعب في قلوبنا . حان دورنا الآن:
" نقسم بالعرش الذي نحرسه و الأرض التي أنبتتنا ، وبالدم الذي يجري في عروقنا .
أن تكون حياتنا ولاءا ، و موتنا فداءا .
أن نفنى كي تبقى المملكة .
أن نصير ظلها و سيفها ، جدارها الأخير ، و صوتها الصامت في وجه الأعداء .
إن سقطنا .. سقطنا قياما ،
و إن حيينا .. حيينا حراسا .. إلى الأبد " .
نزلنا كلنا على ركبة واحدة ، أيدينا على قلوبنا ، نتلوا قسم الولاء ، قسم الولاء الذي إعتدت ترديده مع أبي و أنا صغيرة
لذا هو قريب على قلبي .
نظر لنا القائد نظرات فخر ، تحولت لبرود عندما نطق :
" إن كان أحدهم لم يتحمل حقيقة التضحية ، فليتراجع نحن لا نجبر أحد هنا "
تراجع بعض الجنود ، وهو كان هناك يقف بشموخ ينظر لهم بسخرية ، يالهم من جبناء .
تقدم الرئيس مرة ٱخرى ، ليفرقنا ، كل أحد لفريقه .
بداء نداء الأسماء ، لحسن الحظ أنا مع ٱورا . ولسوء الحظ
آيزاك هو القائد و المشرف علينا و على تدريباتنا طاقته الغامضة لا تشعرني بالإرتياح .
كان فريقي هو الثالث في الصف الأول ، أجل هناك صفوف كالمدرسة بالضبط ، صفنا تكون من ثلاثين شخصا من فصائل مختلفة.
تقدم القائد نحونا قائلا بهدوء :
" فترة لقائنا بعد الغداء ، الآن سأصطحبك لمكان إقامتكم "
و بالفعل كنا قد قطعنا الساحة الخارجية ودخلنا الساحة الرئيسية ، ومررنا بالفعل ب المقر الرئيسيّ ، كان يوجد ورائه مكان إقامة الحراس ، أشار القائد إليه و عاد أدراجه .
ذهب الحراس الآخرون لغرفهم ، و فعلنا المثل أنا و ٱورا
الحظ حالفنا مرة ٱخرى ، نحن في نفس الغرفة .
دخلنا إلى الغرفة 120 في الطابق الثاني كانت بثلاثة أسرة
بما يعني أننا نملك شريكا آخر هنا ، حمام صغير و خزانة مقسمة لثلاث أقسمة ، وضعنا أغراضنا ، وذهبت للإستحمام و تغيير ملابسي لملابس رياضية سوداء ، و ٱورا بالمثل لاكن بملابس ورديّة تعكس هوسها للون .
جلسنا في أسرتنا نتحدث عن ٱمور مختلفة ، حدثتني عن إخوتها الصغار و كيف هم مشاغبون بطريقة جعلتني أرغب بمقابلتهم ، حدثتها عن حبي و هوسي الغير مبرر للقوس
السهم لدرجة أني عندما كنت صغيرة كنت أنام و أنا أحتضنهم ، أمر محرج ، حدثتني عن تطور ذيلها لأنها من الٱوساكا طوال السنوات الخامسة و العشرين من عمرها .
قطع حديثنا صوت طرق الباب ، فعدلنا جلوسنا و أمرنا الطارق بالدخول :
" ٱدخل "
دخلت فتاة تبدو في العشرينات ، شعر بني عيون خضراء
بإبتسامة متحمسة زيادة عن اللزوم ، قالت وهي تتقدم نحو سريرها :
" أهلا ، أنا آلين سررت بلقائكما ، الغرفة صغيرة بعض الشيئ لا ٱصدق كم هم بخيلون ، ياليتني سمعت كلام أبي
وجلست في المنزل ، أنا من الساحرات ، ساحرة في المستوى 70 ، مازلت أتدرب ، ٱوه صحيح ما إسمكما أنا ؟"
قالت كلامها بدفعت واحد لم تتنفس حتى ، تداركت في جملتها الأخيرة أنها لم تدع لنا فرصت الكلام ، قلت ٱعرف عن نفسي :
" أنا لونا ، هجينة لوپو مانارو و ساحرة ، وهذه ٱورا من الٱوساكا "
" لدي رفيقتين من القواطع الٱخرى هذا رائع "
أتت و جلست معنا و أخذنا الحديث ، لقد أصبح لي صديقتين لم أتوقع هذا.
◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️
بعد مرور بعض الوقت ، سمعنا صوت البوق مرة ، حسنا أضن أنه وقت الغداء ، لما هم منضمين هكذا ؟ نحن في الجيش حرفياً .
خرجت أنا و الفتيات ، نمشي في الأروقة مازلنا نرتدي ملابس الرياضة ، كانت آلين و ٱورا تتشاجران عن من الأفضل الٱوساكا أو الساحرات ، هاجمني الصداع بسبهما
رأيت شيئاجذب إنتباهي ، إنسحبت بهدوء كي لا يلاحظا غيابي ، هناك في ذاك الرواق ، ركضت كي أصل ، إنها صورة لوالدي بالزي العسكري ، وسيم ، مددت يدي لألمسه ، أوقفني صوت شخص ما إلتفت و رأيته ، آيزاك كان ينظر لي بشك:
" لماذا أنت هنا ؟ أظن أنه وقت الغداء ، و الكل بلا إستثناء يجب أن يكون في القاعة "
إنتبهت أنه كان مصابا في ذراعه ، كما جعلني ٱبادله نظرات الشك. لم يظهر آثار أنه يتألم حتى .
صوته ، كان رجولياً مميزا يليق بمضهره ، إنتبهت لعينيه
كانت ... لونها غريب أزرق غامق ، بشرته شاحبة ، أنياب
إنه حتما من مُستحسي الدماء ، سرعان ما أدركت أنني أطلت في تأمله قليلا :
" آسفة سيدي ، سأذهب حالا "
أنهيت جملتي و إستدرت مسرعة ، لأزال أشعر بنضراته تثقب ظهري .
من بعد ذلك الموقف ، ذهبت مباشرة إلى غرفة الطعام لم أضع لأنهم أعطونا خرائط في الصباح .
دخلت إلى القاعة ، الأنضار تتوجه نحوي ، اللعنة أكره جذب الإنتباه ، رأيت ذراعا تلوح لي إنا آلن ، أتوجه إلى تلك الطاولة في الزاوية ، أجلس في أول كرسي أمامي ، نطقت ٱورا أولا بهمس :
" أين كنتي يافتاه ، لقد بحثنا عنك في كل مكان "
أيدتها آلن و هي تومٱ برأسسها ، فأجبت بإختصار :
" لقد رجعت للغرفة إحتجت شيئا من هناك"
قالت آلن : " حسنا لا بأس ، كلي طعامك و سنذهب مباشرة للغرف أضن أننا ليس علينا فعل شيء ، حتى حصت التعارف ٱلغيت بسبب أن القائد مصاب لسبب مجهول "
لم أسأل كثيرا ، لقد رأيت ذلك بٱمِ عيني .
أنهينا الغداء و توجهنا إلى الغرف .
🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬
كااااااااااااات
كان فصل طويل قليلا . 1300 كلمة رقم قياسي .
هل عرفتم من هو البطل يا ترى 🌝🌝 ؟؟
الآن وداااعا نلتقي في الفصل القادم .
دمتم سالميين 🌹🌹.
أتقلب في سريري ، ٱحاول النوم فلم أستطع ، لقد سهرت مع البنات البارحة نتعرف أكثر فأكثر ، أنظر يميننا يسارا ، آلين و ٱورا نائمتان بعمق . فرصتي للخروج.
أنهظ من الفراش أمسك سترتي الطويلة فوق منامتي القصيرة ، أفتح الباب ببطء كي لا ٱصدر أيّ صوت .
أخرج من المبنى كاملا ، أضل أمشي في العشب الرطب
أتأمل سكون الليل في السماء الذي يقطعه صوت الصراصير .
أجوب في أفكاري ، ماذا يفعل جدي الآن ياترى ؟ هل يفتقدني ، هل يفتقد شرب الشاي من يدي ؟ ، ماذا يشعر حيال أني إتبعت طريق أبي الذي أدى لموته ، أنا بصراحة لا أدري ، جزء من نفسي يقول أني سأجد طرف الخيط لسبب وفاته ، و الجزء الآخر فاقد للأمل تماما ، أعود بذكرياتي للماضي .
Flash back :
كان أبي يمسك بيدي بقوة كأني سأهرب منه ، كنا في المتحف العريق الذي في مدينتي ، كان أبي يريني و يشرح لي القوة التي يملكها الذئب وهو يشير للصور التي في الحائط ، ٱقاطعه في نصف كلامه :
" أبي ، هل سٱصبح لوپو مانارو مثلك في المستقبل ؟ ، هل ستصبح لدي قوتك الخارقة في التحول إلى ذئب ضخم ؟ ماذا عن حاستك في الشم ... "
ليقاطع أسإلتي الطفولية صوت ضحكة أبي الصاخبة ، قال و هو يلتقط أنفاسه :
" إنتظري قليلا قمري ، يبدو أنك مهتمة بالأمر كثيرا "
إنه يحاول تشتيت إنتباهي بنطقه لكلمة قمري قمره الخاص لن أعترف أنه نجح ، لاكن ليس هذه المرة طفح الكيل .
" أبي أجب علي ، لا داعي لمحاولاتك تلك "
قلتها بجدية مضحكة ، عاقدة حاجبي ، مما جعله يطلق ضحكة صغيرة و يبعد نظره عن الصور و يوجه عينيه العسلية علي التي ورثتها منه ، بإبتسامة خفيفة قال :
" مارأيك أن أشتري لك مثلجات ، و بينما أنت تأكلين أشرح أنا "
و بالفعل ، ذهبنا و جلسنا في الكراسي خارج المتحف ، أتلذذ بالمثلجات التي إشتراها ، أنظر إليه و هو يبتسم و ينظر في الٱفق ، ليبدأ حديثه :
" كما تعليمين ، أنت هجينة ساحرة من ٱمك و لوپو مانارو مني ، و هذا شيء نادرا ما يحدث ، الوپو مانارو يتميزون بحاسة شم قوية جدا تمكنم من تتبع أي أثر "
أنظر إليه بإنبهار و أنا ألمس أنفي ، قائلة :
" رائع "
" أعلم ، وأيضا معضمهم و أنت أيضا قريبا ، يتحولون لذئاب
في عمر السادسة عشر ، ينكنهم القفز لمسافات عالية
و أنيابهم حادة خاصة أضافرهم ، ويمكنهم حتى التواصل
مع ذئبهم الداخلي "
كنت بجانب أبي فاغرة فاهي ، هل هذه القوة كلها ستصبح لدي ؟ .
and of the flash back.
أخرج من دوامة أفكاري على المبنى الكبير الذي أمامي .
اللعنة ، لقد وصلت للمقر الرئيسي ، يجب أن أعود أدراجي الآن و حالا و إلا سيعطونني إنذارا بتهمة إقتحام و تلصص
أمشي بعض الخطوات عائدة للمرقد .
أتوقف لاكن الجميع نيام لما لا ٱلقي نظرة صغيرة فقط و أستكشف ما يوجد ، أستدير وٱكمل طريقي إلى هناك .
غريب الباب مفتوح ، أدخل بهدوء على أطرف أصابعي المكان فخم على أن يكون قاعدة عسكرية .
الثريات الكريستالية تعطي طابعا راقيا على الحيطان السوداء الداكنة .
أذهب إلى الدرج الولبي في الوسط ، الطابق الأول يحتوي على غرفتين لا أعلم الغرض منهما .
درجة تلو الٱخرى و على وجهي ملامح الإنبهار ، لقد تغير المكان على آخر مرة أتيت هنا مع أبي .
أصل إلى الطابق الثاني ، لحظة .. أنا أشم رائحة ٱناس هنا ، لوپو مانارو بالتحديد .
أتتبع الرائحة ، كلما أقترب أسمع تمتمات شبه عالية ، أصل إلى المصدر ، إنها وراء هذا الباب الذي أمامي كانو ثلاثة اشخاص .
أضع ٱذني على الباب بفضول مالذي يجتمعون عليه في هذا الوقت من الليل ، قال الشخص الأول بصوت واهن فيه إنكسار :
" الجنرال أرنيستو دي لاكروز ، لم يكن رجلا عاديا لقد كان العامود الذي إتكأت عليه المملكة في أحلك أيامها ".
م .. ماذا يقول ؟
نطق شخص ثان كانت إمرأة :
" لكن حين إكتشف سر الأطفال ... صار وجوده تهديدا لسر الملك الأعظم ، لم يكن مسموحا له أن يعرف "
أطفال ؟
قال شخص ثالث :
" لقد كنت هناك ، لقد أمر مساعده بإنهاء حياته ، فقد قال بصريح العبارة : إن لم يسقط سيسقط الجميع "
يدي كانت ترتجف ، و أنا أظغط على صدري ، أشعر بالهواء يختنق في صدري .
تلك المرأة قائلة :
" لقد قُتل أطهر رجال المملكة ، كان صراخه في تلك الليلة يطاردني لليوم " .
أتراجع للخلف بخطوات مرتعشة ، أشعر بأحد الرجال يتقدم من الباب لفتحه ، لم أستطع فعل أي شيء ، كأن جذورا خرجت من الأرض لتمسك قدماي .
حدث كل شيئ بسرعة أحدهم إحتضنني من الخلف ، ذراعه تمسك بخصري يلفني بعبائته السوداء الطويلة .
فجأة أجد نفسي في الغابة التي تفصل بين مساكن الطلاب و المقر ، أنظر للوراء ، اللعنة على حظي ، إنه القائد آيزاك ، يقف هناك ينظر لي ببرود يرفع حاجبه كأنه ينتظر تفسيرا لوجودي هناك ، كان قد لاحظ دموعي لاكنه لم يقل شيئا .
أتدارك نفسي بسرعة و أقدم له التحية ، أومأ برأسه قائلا :
" إنها المرة الثانية التي أجدك في أماكن لا ينبغي عليك أن تكوني فيها ، ماذا كنت تفعلين هناك ؟ "
" أنا أسألك نفس السؤال سيدي ، لماذا أنت هنا ؟ "
" نفس سبب وجودك ، التجسس " قالها بغموض .
" أنا لم أكن ... " ليقاطع حديثي إقترابه مني ، كان قد تجاوز حدود أماني ، أتراجع للوراء ، قاطع خطواتي إصطدامي بشجرة ، لقد حُوصرت ، أفكاري سريعة ، غريزة الهجوم سيطرت علي :
" إذا ، ماذا أحظرك ؟ " لم أجد جوابا مقنعا لقد نسيت الأمر الصادم الذي سمعته قبل قليل .
" أعتذر عن وقاحتي سيدي ، لاكن هذا ليس من شأنك "
" لا علينا ، الآن أنت مُدينة لي فقد أنقذتك "
ليبتعد عني ، ويختفي بسرعة من أمامي ، يبدو أن لديه قوى الإنتقال ، ذهب و تركني ٱفكر في محاثتي معه ، لاكن لم ٱركز معها كثيرا ، كما ركزت على المحادثة التي سمعتها
مرت الليلة الشنيعة بصعوبة ، لم أنم من فرط التفكير في الشيئ الذي مرّ على ٱذناي ، أصبح هدفي أوضح .
◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️
على أعقاب الفجر حيث تختلط الألوان من أصفر و أحمر تنتج مزيجا رائعا ، أقف مع زملائي في الفريق في صف واحد كل واحد تائه في أفكاره ، ننتظر وصول القائد آيزاك
بعد فترة قصيرة جاء أخيرا ، بخطوات واثقة و ملابس عسكرية ، ألقينا عليه التحية المعتادة ، نظر لنا برضا قائلا :
" يسرني العمل معكم ، أنا قائدكم طوال الأربع سنوات القادمة ، البارحة كانت لدي مهمة فلم أستطع مقابلتكم ، سنبدٱ بداية جديدة ، عرفوني عنكم "
كان الفريق يتكون من عشرة أفراد ، من آخر الصف بدأو بالتعريف عن أنفسهم :
" كايد روبنسن سيدي "
" إليانا تشارلز سيدي "
" إيثان سومر .."
إيثان سومر كانت تخرج منه طاقة قوية لا أعرف مصدرها مثير للإهتمام .
" نيرفانا روي "
" آلين جونغ "
" لونا دي لاكروز "
نظر لي القائد لثوان قليلة كأنه يسترجع شيئا ، لاكنه سرعان ما أبعد نظره .
" ٱورا أليخاندرو "
وإستمر هذا إلى الفرد العاشر ، إطّلع إلينا بنضرات راضية قائلا :
" تشرفنا ، لم أجمعكم هنا لمجرد تعارف ، بل لٱقيم مستوياتكم و ٱقرر من الذي سيلتحق بقسم المهمات الصعبة
ومن الذي سيصبح مجرد جندي ، هذا لم يكن في الماضي ، لاكن يجب أن نعرف أن الماضي و الحاضر لا يتشابهان "
أمرنا القائد بالإحماء و بعد فترة من الوقت كان قد خرج الرؤساء الكبار ليشهدوا على إختبارنا مثل ما فعلوا مع الفرق الٱخرى البارحة لاكن و بسبب إصابة قائدنا ٱجلت . كان الرؤساء رجلين و إمرأة ، هل يعقل ؟ .
إجتمع الجميع في الساحة ، التي تحيط بها جدران شاهقة تبقي بظلال طويلة تحت أشعة الشمس ، الهواء كان باردا يحمل رهبة غامضة كأن الساحة نفسها تختبر قلوب الواقفين .
وقف القائد أمامنا ، وجهه صارم و صوته يعلو:
" هذا هو المكان الذي صنعت فيه أسماء عظيمة ، وهزمت فيه قلوب ضعيفة ، لا تتوهموا أنكم جئتم لمجرد اللعب بالسيوف أو إلقاء التعاويذ ، أنتم هنا لتثبتوا ، أنكم جديرون بالبقاء أحياء في عالم لا يرحم " .
أشار بيده نحو منتصف الساحة ، حيث ظهر من حيث لا نعلم خمس دوائر مرسومة على الأرض ، كل دائرة أغمق من الٱخرى .
" ستدخلون هذه الدوائر مع شريك واحد ، في كل دائرة إختبار مختلف سيكشف من أنتم لاحقا "
هنا تبادل الرؤساء نظرات صامة ، ولم تفت علي تلك النظرات ، همس أحدهم حين ظن أن لا أحد سيستمع لاكنه كان مخطئا : "تماما كما فعلنا مع الجنرال أرلان ... لكنه لم يخرج من الدائرة كما دخل "
شعرت بوخزت في صدري ، ظغطت على قبضتي كي لا ٱظهر أي ردة فعل .
وقف الرؤساء على منصة مرتفعة ، عيونهم تتباع بدقة ، كأنهم يزنون كل نفس و حركة ، بدا واضحا أنه لم يكن مجرد تدريب عادي ، بل فخا مغلفا بالشرعية.
أمر القائد أول ثنائي بالتقدم ، فإنطلقت خطواتهم المرتجفة نحو الدائرة و ما إن عبروا خطها حتى إنطفئت أصواتهم و كأن الدائرة إبتلعتهم داخل عالم آخر .
واحد يليه رفيقه نزلو في تلك الدوائر ، لسوء الحظ لم يتم إختياري مع أي من رفاقي .
آيزاك :" الآن الدور على دي لاكروز و سومر "
إلتفتت بسرعة ، فوجدت بجانبي إيثان ، عيناه الرماديتان لا تعكسان أي خوف ، لاكن تقاسيم وجهه كانت غريبة ، كأن الغموض يسكن ملامحه .
إقترب مني قليلا مد يده دون كلام ، نظرت إليه للحظة
صافحته على مضض.
همس إيثان بخفوت :" لاتقلقي سٱغطي ظهرك "
تجمدت لوهلة ، قلبي ضرب بقوة ، الجملة نفسها قالها قبل رحيله ، إرتعشت أصابعي ، سحبت يدي و أخفيت إرتباكي.
" لا أحتاج من يغطي ظهري فقط لا تتأخر "
تمدد ثغره بإبتسامة غامضة ،
مع إشارة القائد تقدمنا نحو الدوائر ، نزلنا عبر سلم ضيق يقود للأسفل ، كل خطوة كانت تشعرني بأن الهواء يزداد ثقلا و الظلام يبتلع الصوت .
وحين وصلنا أرض الدائرة ، ٱغلقت الفتحة من فوقنا تاركة شعاعا خافة .
حينما لمست أقدامنا القاع ، إنفتح أمامنا فضاء دائري واسع
جدرانه مرتفعة ، كلها مغطات بنقوش غريبة تتوهج مع كل نفس نلتقطه .
توقف إيثان و يده على مقبض سيفه وقال بخفوت :
" هل تشعرين بهذا ؟ .. كأن المكان حي "
شعرت ببرودة في عامودي الفقري ، قلبي يخفق بسرعة غير مألوفة كأن الأرض تتنفس تحت أقدامي ، لاكن كبريائي لم يسمح لي بإظهار الخوف :
" لن أسمح للحجارة بإخافتي لنبدأ "
وفجأة إهتزت الأرض تحتي ، الرموز على الجدران إشتعلت بضوء أزرق قوي ، صارت الجدران و كأنها تتحرك ، تصدر أصوات كأنها دقات قلب هائل ، إرتفع الغبار من الأرضية ثم إنشقت لتكشف عن خطوط دائرية جديدة في الأرض ، وكأننا محبوسان بمتاهة حية .
إنطلقت همسات غامضة من كل إتجاه ، أصوات غير واضحة لكنها ثقيلة كأنها خرجت من داخل الرأس .
صوت تحدث داخل رأسي :" لونا .. لقد عجزت عن إنقاذه ..ستعجزين مرة ٱخرى "
شهقت بقوة ، تجمدت للحظة ، لم يذكر أحد إسمي هكذا من قبل ، وضعت يدي على صدري محاولة كبح الإظطراب .
في اللحظة نفسها ، ظهر من بين الظلال أمامي أطفال صغار
أجسادهم نحيلة ، عيونهم سوداء من دون ملامح ، أيديهم ممدودة و هم يتوجهون نحوي ، كل صرخة منهم إخترقت قلبي كالسكين .
قلت وأنا أتراجع خطوة للخلف :" هؤلاء ليسوا حقيقيين "
لاكن أحد الأطفال نطق إسمي بصوت طفولي متشقق :
" .. لونا .. "
جسدي كله إرتعش ، شعرت كأن الأرض تميل بي ، والذكريات تعود بعنف.
في الجهة الٱخرى كان إيثان قد إستدار فجأة ليواجه جدارا من النيران السوداء إمتد أمامه من وسط اللهيب خرجت ثلاث أشباح ، ملامحهم مألوفة بالنسبة له ، كأنهم رفاق قدامى كانوا مسلحين ، عيونهم تلمع بالإهتمام ،
أحدهم يصرخ:" تركتنا نموت .." الثاني :" ستتركها هي أيضا كما تركتنا نحن .."
يد إيثان تراخت على سيفه ، نظراته إرتبكت للحظة ، وتراجع خطوة للخلف ، بجبين يقطر عرقا .
و بينما هو يحارب كي لا ينهار.
إنبثق من وراء الأطفال أمامي ظل ضخم ، مخلوق يشبه الوپو مانارو لاكن ملامحه تشبهني ، مشوهة ، عيناها داميتان ، أنيابها مكشوفة.
الظل بصوت عميق ممزوج بصوتي :" أنا حقيقتك لن تهربي مني .."
إندفع الوحش نحوي ، أسقطي على الأرض بقوة هائلة ، حتى شعرت بعظامي تصرخ ، قبضت على معصمي بمخالبها
و ضغطت بقوة حتى كادت تكسرها.
بين أنفاسي المقطوعة ، وصرخات الأطفال ، أدركت شيئا واحدا : هذا ليس قتال جسدي ، بل مواجهة لجوهري المظلم.
صرختي إرتدت في أرجاء الدائرة و أنا ٱسحق تحت مخالب ظلي ، الأرضية الحجرية خدشت ظهري ، و الغبار إلتصق بوجهي المبلل بالعرق ، حاولت أن ٱفلت ، لاكن المخالب كانت كالأصفاد في جلدي .
بغريزة محارب ، أدرت جسدي فجأة لأدفع ركبتي في بطن الوحش ، إهتز جسده للحظة ، فإستغللت الفرصة لأسحب خنجري الصغير من حزامي ، وأغرسه في كتفه ، إندفع سائل ساخن كالقطران من جسده ، لكنه ضحك بصوتها هي : " حتى طعناتك ضعيفة تماما كقلبك "
ركلني بعيدا ، فإصطدمت بالجدار الحجري ، شعرت بالكهرباء تسري بعامودي الفقري لكن يدي تشبثت بالأرض ونهضت .
في الجهة الٱخرى كان إيثان قد سحب سيفه من غمده .
النيران السوداء أضاءت نصل السيف باللون الأحمر ، أحد الأشباح إندفع نحوه بهجوم قاطع من الأعلى ، رفع سيفه بيدين مرتجفتين و صد الضربة ، فتصاعدت شرارة معدنية هائلة مع صوت هائل إخترق الصمت.
لكن الثاني جاء من جانبه فبسط ذراعه الشبحية وإخترق صدر إيثان بقبضة من نار مظلمة ، صرخ من الألم ، تراجع وهو يتنفس بصعوبة ، الدخان الأسود يتسرب من جرحه .
إيثان بصوت متحشرج :" لا لن أخسرها .. لن أخسر مرة ٱخرى" .
عاد بقوة غير متوقعة أدار جسده ووجه ضربة ٱفقية شقت أحد الأشباح لنصفين ، فإنفجر ضوء رمادي تبخر في الهواء.
في نفس اللحظة كنت كنت أتراجع خطوة بخطوة وأنا ٱواجه ظلي ، ٱمسك بسيفي بكلتا يدي ، الوحش إبتسم بسخرية ، ثم إندفع إلي بوحشية ، مخالبه تلمع ، عيناه مشتعلة بالدم .
إصطدم السيف بالمخالب الشرر تناثر ، والصوت المعدني دوى كالرعد ، إهتزت ذراعي من قوة الضربة ، كادت تفلت
قبضتي.
إستدرت بمهارة و ضربت بقدمي ركبة الظل ، وفي اللحظة نفسها هويت بسيفي على كتفه ، النصل مزق اللحم المظلم
فإندفع منه دم أسود كالبركان ، ورائحته خانقة.
لكنه لم يتأثر ، بل أمسك النصل بيديه العاريتين السوداوتين ، وإندفع نحوي لكن إيثان ظهر بجانبي رغم جرحه النازف ، تبادلنا نظرة قصيرة لم تطل ، سيفي وسيفه الأحمر إلتقيا في ضربة واحدة ، إنفجر بها الوحش .
الظل صرخ وسط تفتته :" هذه القوة ... ستلتهمكما .. ".
تهاويت على ركبتي بتعب ، وإيثان بالكاد إستطاع البقاء واقفا ، في تلك اللحظة الصمت في الساحة أعمق من أي إنتصار .
🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬
كااااااااااااات.
إنتهى الفصل لليوم آنساتي 🌹🌹 .
أعترف أني تأخرت قليلا لاكن الظروف و ما تفعل 🤷🏻♀️ .
إيثان شخصية جديدة ، ما رأيكم ؟؟
القتال ؟؟🔪
بعض التلميحات 🙂 .....
نلتقي في الفصل القادم إن شاء الله 💗
دمتم سالميين 🌷🌷 .
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon