في قصر عائلة "ماتسودا" في فترة إيدو المظلمة، كانت الليلة هادئة ومليئة بالظلال.
الأم "ناتسومي" تجلس على الارض، وجهها شاحب وعينيها محمرتان من البكاء. كانت تستمع بصمت إلى توبيخ عمتها "أكيكو" القاسية:
"لو أنك كنتِ زوجة جيدة، لكنتِ أنجبتِ وريثًا للعائلة... وليس فتاة بعد أن انتظرنا سنتين! أنتِ زوجة فاشلة، ناتسومي!"
ناتسومي تشعر بالحزن الشديد، وكأنها تحمل العالم على كتفيها. عينيها تدمعان، لكنها تكتم دموعها حتى لا تثير غضب عمتها أكثر.
أما أكيكو، فهي امرأة قاسية الملامح، ذات عينين باردتين ونبرة صوت حادة. كانت ترى في ناتسومي سبب فشل عائلة ماتسودا في تأمين وريث ذكر.
الجو في الغرفة كان ثقيلًا، مليئًا بالتوتر والغضب المكبوت.
في قصر عائلة ماتسودا، كانت ناتسومي تعيش في جحيم حقيقي. بعد أن أنجبت فتاة، أصبحت الحياة أكثر قسوة.
زوجها "تاكيشي" الذي كان دائمًا باردًا معها، أصبح أكثر عدوانية. كان يتهمها بالضعف والفشل في إنجاب وريث ذكر.
أما عمتها أكيكو، فكانت تتعمد إذلالها أمام الخدم والعائلة. كانت تقول لها:
"أنتِ مجرد امرأة عادية، لا تصلحين لأن تكوني زوجة لرجل من عائلة ماتسودا النبيلة."
ناتسومي كانت تشعر باليأس والخوف. كانت تخشى أن يضربها زوجها أو عمتها في أي لحظة. كان دائمًا زوجها يهاجمها بالكلمات القاسية.
في أحد الليالي، بعد أن أنجبت أكاني، دخل تاكيشي الغرفة وهو غاضب. صرخ في وجه ناتسومي:
"لماذا لم تنجبي صبيًا؟ أنتِ فاشلة!"
ثم دفعها بقوة إلى الحائط. ناتسومي سقطت على الأرض، تبكي من الألم والخوف.
أكاني التي كانت نائمة في مهدها، استيقظت على صوت بكاء أمها.
مرت السنوات، وناتسومي كانت تعيش في جحيم العنف المنزلي. لكنها وجدت أملًا في ابنتها أكاني، التي كانت تنمو بسرعة وتصبح أكثر جمالًا يومًا بعد يوم.
في البداية، كانت أكاني طفلة لطيفة ومشرقة، تشبه الأطفال الآخرين في عمرها. كانت تحب اللعب والضحك، وناتسومي كانت تعشقها أكثر من أي شيء آخر.
لكن عندما بلغت أكاني 7 سنوات، بدأت ملامح وجهها تتغير بشكل غريب. عينيها أصبحت أكثر برودة وعمقًا، وشعرها أصبح يميل لى اللون الاحمر وأكثر كثافة. حتى أن شكل وجهها أصبح مختلفًا، كأنها لا تشبه أمها أو والدها بأي شكل.
أما تصرفاتها، فأصبحت غريبة ومخيفة. كانت تتحدث بنبرة صوت منخفضة ، وتفعل أشياء لا يفعلها الأطفال في عمرها. كانت تنظر إلى الناس بنظرات باردة ومخيفة، وتنظر للنساء بنظرات غريبه
ناتسومي كانت تشعر بالقلق والخوف من تصرفات ابنتها. كانت تتساءل عما يحدث لأكاني، ولماذا تتغير بهذه الطريقة الغريبة.في أحدا الايام
كانت الليلة باردة ومظلمة، وتاكيشي عاد إلى المنزل وهو غاضب وسكران. ضرب ناتسومي بقسوة، وركلها في بطنها حتى تقيأت دماء.
ناتسومي كانت تشعر بالألم واليأس، لكنها لم تكن وحدها في الغرفة. أكاني كانت تنظر إلى المشهد ببرود وعدم اكتراث، كأنها ترى قمامة وليس أمها التي تتعرض للضرب.
نظرت أكاني إلى ناتسومي بنظرة باردة، ثم استدارت وذهبت إلى غرفه اخرى لتنام، تاركة أمها تنزف وتتألم.
في اليوم التالي، كانت ناتسومي تشعر باليأس والهزيمة. قررت أن تنتحر، لتجنب العار والموت على يد تاكيشي.
"أكاني لا تشبهني ولا تشبه تاكيشي..." فكرت ناتسومي في نفسها.
"سوف يظنون أنني واعدت رجلًا آخر وأنجبتها... وسوف يقتلوني. سأقتل نفسي قبل أن يحدث هذا."
كانت ناتسومي على وشك أن تنهي حياتها، السكين في يدها والدموع تنهمر من عينيها.
وفجأة، وقفت أكاني أمامها، بنظرة باردة وعينين مخيفتين. قالت بنبرة صوت منخفضة
"أنتِ حمقاء... هل ستقتلين نفسك بسبب ذلك الحقير؟"
ناتسومي نظرت إلى ابنتها بذهول، كلماتها كانت مثل صاعقة في سماء صافية. لم يكن من المفترض أن تقول طفلة في السابعة من عمرها مثل هذه الكلمات.
صرخت ناتسومي بحرقة، انهارت باكية على الأرض:
"ماذا أفعل؟! كيف تعرفين هذه الكلمات؟! أنتِ طفلة، أكاني... كيف تتحدثين مثل هذا؟!"
أكاني لم تجب، فقط نظرت إلى أمها بنظرة عميقة، كأنها ترى ما وراء دموعها. ثم مدت يدها الصغيرة ومسحت دموع ناتسومي، بنعومة مخيفة.
ناتسومي شعرت بالرعب والخوف، ماذا يحدث لابنتها؟
قالت أكاني بنبرة صوت منخفضة
"إذا أردتِ أن أتخلص منهم، عليكِ تنفيذ كل أوامري بلا معارضة."
نظرت ناتسومي إلى ابنتها بذهول وخوف، لكنها كانت يائسة وتريد الخلاص من جحيم تاكيشي.
ناتسومي هزت رأسها بسرعة، موافقة :
"موافقة... سأفعل أي شيء، فقط تخلصينا منهم."
أكاني ابتسمت ابتسامة شريرة، عينيها تلمعان ببريق مظلم.
كانت ابتسامتها مخيفة، كأنها ابتسامة شيطان وليس طفلة في السابعة من عمرها
في تلك اللحظة، شعرت ناتسومي بالرعب والخوف، ماذا فعلت؟
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon