الجرح ظل معي سنوات... سنوات لم اتمكن فيها من نسيانه، رغم محاولاتي المستمرة لتظاهر بأنني بخير، كنت امشي في الشوارع وكأنني اتحرك تحت ثقل لا يراه احد، ثقل الكلمات الجارحة، الخيانات، والمواقف التي تركت بداخلي جرح لا ينسى،
جلست في غرفتي، اضع كتابا قديما امامي، كانت الصفحات مليئة بالحكم، قصص نساء واجهن الحياة بصعاب اكبر مني، ومع ذلك نهضن.
وقفت عند جملة كتبتها مؤلفة تقول:
"حتى لو انهار العالم من حولك... قوتك الحقيقية بداخلك، انتي من تصنعين حياتك."
قرأت الجملة مراراً، كانها صدى في داخلي. شعرت بدموعي تختلط مع الغضب والالم القديم.. لكن مع ذلك، بدأ شعور جديد ينمو بداخلي:
قدرتي ع الوقوف، على المقاومة، على النهوض من رمادي الخاص.
لم اعد اريد ان اكون ضحية لجروحي الماضية. لم اعد اريد ان اترك الالم يسيطر على حياتي.
كل كلمة قرأتها كانت بمثابة رسالة لنفسي:
"انتي تسطيعين، كل خطوة مهما كانت صغيرة، تقربك من حياتك التي تستحقينها. "
بدأت اضع لنفسي اهدافا، كل هدف احققه كان كأنه حجر يرفع عن ظهري جزء من الحمل الذي كنت احمله لسنوات.
وبينما كنت أغرق أحيانًا في ذكريات الماضي، كنت أسمح لنفسي أيضًا بالاحتفال بالانتصارات الصغيرة: كل اختبار أنهيته بنجاح، كل فكرة جديدة فهمتها، كل نجاح دراسي حققته، كان دليلًا حيًا على أنني قادرة على النهوض… وأن "رؤى" التي كانت محطمة، يمكن أن تصبح أقوى من أي وقت مضى.
لم أعد تلك الفتاة التي تنتظر من ينقذها، لم أعد أسيرة لجروحي الماضية… بل كنت أنا… أقوى، أذكى، وواقعية بما يكفي لأعرف أن القوة الحقيقية ليست في من ينقذك، بل في نفسك.
المساء، جلست أمام المرآة. لم أعد تلك الفتاة المكسورة التي تعرفت عليها قبل أيام.
رأيت عينيّ… حزينتين، نعم… لكن في أعماقهما شرارة صغيرة، شرارة تقول: "يمكنك النهوض، مهما كان الألم."
وبهذه الخطوات الصغيرة، شعرت لأول مرة منذ زمن طويل، أن هناك شيئًا بداخلي لم يمت بعد.
شيء سيكبر… وسيجعل مني شخصًا لا يمكن للظلام أن يكسّره مرة أخرى.
---
قررت أن أخطو خطوة جديدة: خرجت إلى شرفة غرفتي، أغمضت عينيّ، وأخذت نفسًا عميقًا. الهواء البارد كان يملأ رئتيّ، والشعور بالحرية لأول مرة منذ سنوات كان يلامس روحي. شعرت أن كل دمعة بكيتها وكل لحظة ضعف مررت بها، لم تذهب هباءً، بل صنعت مني إنسانة أكثر قوة ووضوحًا.
أغمضت عينيّ للحظة، متخيلة نفسي على صخرة عالية، أنظر إلى الأفق. كل خطوة في حياتي القادمة ستكون باختياري، كل قرار سأتخذه سيكون لي وحدي. لم أعد أنتظر من ينقذني، لأن القوة الحقيقية ليست في من حولي… بل في داخلي.
مع هذا الشعور الجديد، بدأت "رؤى" تتشكل من جديد، فتاة أقوى، أكثر وعيًا، مستعدة لمواجهة كل ما يخبئه لها المستقبل، مؤمنة بأن النهوض بعد السقوط هو أعظم انتصار يمكن أن تحققه.
رؤى خرجت إلى شرفة غرفتها، الرياح تعصف بشعرها وملابسها، وكأن العالم كله يريد أن يثنيها عن الاستمرار. لكنها رفعت رأسها، أغلقت عينيها، وأخذت نفسًا عميقًا.
في هذه اللحظة، شعرت بالقوة تتدفق في كل جزء من جسدها. كل خوف، كل ألم، كل دمعة مضت لم تذهب هباءً، بل صنعت منها إنسانة صلبة.
رفعت يديها إلى السماء، كأنها تقول للعالم:
"لا شيء بعد اليوم يستطيع أن يحطمني. أنا هنا… أقوى من كل ما واجهني."
الرياح صارت صديقة لها، لا عدوًا. كل هزة كانت تذكرها أنها تتحرك، أنها تقف، وأن قوتها ليست في من حولها، بل في نفسها.
---
المشهد الختامي: شروق جديد
المساء، جلست رؤى على شرفة غرفتها، نظرت إلى الأفق حيث اختلطت السماء الرمادية بشعاع خفيف من الضوء. شعرت أن كل دمعة بكتها وكل لحظة ضعف مرّت بها، لم تذهب هباءً، بل صنعت منها شخصًا أقوى.
رفعت رأسها، وأغمضت عينيها للحظة، ثم ابتسمت لنفسها. شعرت بشيء بداخليها ينمو، شرارة صغيرة ستكبر مع كل خطوة جديدة: قوة، شجاعة، وحرية حقيقية.
قالت لنفسها بصوت هادئ وثابت:
"أنا لست ضحية بعد اليوم… أنا صانعة حياتي."
كانت هذه اللحظة لحظة الانتصار الأول، شعور بداخليها بأنها قادرة على مواجهة كل شيء، مهما كان الألم، مهما كانت الصعاب. شعرت أن الغد سيكون بداية جديدة… بداية رؤى التي لم تُكسَر بعد.
---"كل جرح ترك أثرًا، وكل أثر هو خطوة نحو قوتك الحقيقية."
في عالمٍ يفرض عليك أن تنهار، كانت هي مجرد فتاة مكسورة… محاصَرة بالخيبة، بالخيانة، وبألمٍ لا يفهمه أحد.
لكن الرماد الذي تركته الصدمات لم يكن نهاية الطريق… بل بداية لنارٍ تخبئها في قلبها.
كل دمعة ذرفتها، وكل مرة سقطت فيها، صارت وقوداً لقوة لم يعرفها أحد.
اليوم، لن تكون الضحية… بل القوة التي تهز كل من يجرؤ على الوقوف في وجهها.
هل سيكونون قادرين على مواجهتها؟ أم سيكتوون بحدتها دون رحمة؟
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon