خارج إمبراطورية تاتسوما، حيث لا تشرق الشمس إلا على القلوب القويّة، كانت سايوري هيمورا تحضّر نفسها لمهمة جديدة... واحدة من تلك المهام التي لا يذكرها التاريخ إلا كحروبٍ دموية، ومع ذلك، ظلت تخفي جسدها ووجهها بغطاءٍ أسود. إلا أن عينيها الزرقاوين كانتا تشعّان من وراء الغطاء.
كانت تلك العيون، عيون السماء، تُبدي عزماً يكاد يقطع الحديد.
وقبل أن تخرج من الخيمة التي كانت تُستخدم كمقرٍ للقيادة، تحدّثت إلى نائبها (تاكاشي) بأسلوبها الحازم المعتاد:
سايوري: "أكل شي جاهز؟"
تاكاشي، الرجل الذي كان مخلصاً لسايوري طوال الوقت، يكنّ احتراماً لا محدود لهذه المحاربة الأسطورية، التي لا يُعرف عن هويتها إلا ما ادّعته أمامه.
كان يقف إلى جانبها منذ سنوات، دون أن يعرف شيئاً عن ماضيها... أو حتى حقيقة كونها امرأة!
تاكاشي (بثقة): "نعم، سيدي. الخطة تم تحضيرها بعناية."
كانت سايوري تصمت، تراقب الأفق البعيد. قلقها من خصمهم المتفوق عدداً لم يكن ليحدّ من هدفها: توسيع حدود إمبراطورية تاتسوما الكبرى.
لكن هذه المرّة، كانت الأمور أكثر تعقيداً.
فعلى عكس القبائل الأخرى، التي كانت تنصاع فور سماعها باسم إمبراطورية تاتسوما، كانت قبيلة "زورا" ترفض الخضوع. وزعيمهم، (كاو)، ذو طموحات لا تنتهي.
ومع ذلك، سايوري لم تكن لتسمح له بمخالفة أوامر الإمبراطور.
فأخذت تتذكّر ذلك اليوم...
---
من ذكريات سايوري:
في المعسكر المحيط بالقبيلة، وقف الزعيم كاو أمامها، مشدّداً على رفضه قائلاً:
كاو (بغضب):
"أتسخر مني؟ أتظن أن قبيلة "زورا" العظيمة ستخضع لإمبراطور جبان؟!"
سايوري (بهدوء مخيف):
"أنت تستخفّ بمستقبل قبيلتك."
كان صوتها هادئاً، لكنّه يحمل في طيّاته تهديداً ثقيلاً، كان يُردّد في آذان جميع من في المعسكر.
تلك الكلمات القوية كانت توقظ فيهم شعوراً بالخوف.
ومع ذلك، لم يكن كاو ليَستسلم بسهولة، فقد كان متكبّراً جدّاً... في نظرته... وفي طموحه.
عندما خرجت سايوري من الخيمة، كان (إيشيرو) - رائد في الجيش - يقف منتظراً خروج قائده وسماع الأخبار الجديدة.
بالنسبة للمستشارين العسكريين، كانت الحرب دائماً الخيار الوحيد، لكن إيشيرو علّق بصوت خافت أنه لا مفرّ من ذلك.
إيشيرو، ذو القلب المرهف، لم يكن يفضّل الهجوم كخيارٍ مثالي.
لكن تعابير الجنود الخارجين من الخيمة مع سايوري جعلته يفهم ما حدث بالداخل.
إيشيرو: "يرفضون التعاون... أليس كذلك؟"
ورغم اضطراره للنظر إلى الأسفل في كل مرة يتحدّث فيها إلى قائده، الذي يصغره حجماً، إلا أنه كان يكنّ له احتراماً وتقديراً عظيماً.
سايوري (بحزم): "سأقنعهم بطريقةٍ أو بأخرى... لكن إن رفضوا هذه المرّة، فلن يكون لدينا خيارٌ آخر."
كان يعلم إيشيرو من نبرة صوت قائده الحازمة، أن هذا اليوم سيكون يوماً مهماً في مسيرة إمبراطورية تاتسوما.
الإمبراطورية التي امتدّت على خمس ممالك، عُرفت بسياسة الغزو الاستراتيجية:
إما أن توافق الدول الصغيرة على الخضوع... أو تتعرّض للهجوم.
وقد كان ذلك هو القرار الذي اتّخذته سايوري... إن رفض كاو الفرصة الثانية أيضاً.
(انتهت ذكريات سايوري.)
--
استعدّ الجيش للانطلاق.
كانوا يتحرّكون بسرية بين الجبال المظلمة، حيث قادتهم سايوري بحذرٍ شديد.
وحين وصلوا إلى قبيلة زورا، نزلت سايوري عن حصانها، وسارت بخطى واثقة... لا تخشى شيئاً.
كان الزعيم كاو يراقبهم عن كثب.
دخلت سايوري كممثّلة للجيش، للمرّة الثانية، لعرض شروط إمبراطوريتهم.
وفي قاعة الزعيم، بدأ الحوار الحادّ:
كاو (باستهزاء):
"أنت لا تكشف عن وجهك حتى... كيف لي أن أثق بك؟"
سايوري (بثقة):
"لستَ بحاجة لرؤية ملامحي كي تُقيّم قوّتي."
كان صوتها يرنّ بهدوء، لكنها كانت تدرك نظراتها المتحدية جيداً.
ثم أكملت بلهجة صارمة:
"كفّ عن استفزازي، كاو... إن لم تقبل بالسلام، فالسكوت قد انتهى... الحرب هي الخيار الوحيد."
تجمّدت الكلمات في الجو.
ورغم أن كاو بدا هادئاً، إلا أن تصرّفه كان نابعاً من غضبٍ متراكم:
كاو:
"إن كانت لديك القوة لتنفيذ تهديداتك، فلتثبتها... ولا تتوقّع مني أن أخضع."
سايوري (بهدوء قاتل):
"إذاً... دعنا نختبر هذه الفكرة، بالطريقة التي تليق
ورغم كلماتها الحادّة، كانت سايوري تعلم تماماً ما عليها فعله.
خطّتها العسكرية بدأت تتبلور.
الهدف كان واضحاً: تقسيم جيش زورا إلى مجموعاتٍ صغيرة وضعيفة، ثم توجيه ضربات خاطفة لنقاط قوتهم.
حدّدت سايوري مواقع الرماة، الفرسان، ونظّمت القوات البرّية بطريقة يصعب على العدو مهاجمتها.
وكل ما كانت تنتظره... هو كلمةٌ واحدة من كاو.
لتعلن الحرب
سايوري رفعت يدها بعزم، وقالت بصوت يملأه الإصرار:
"الجميع... لتبدأ المعركة!"
كانت الخطة المحكمة تبدأ بإيقاع المعسكر الرئيسي حيث يوجد كاو، وذلك بواسطة قوات النبّالين، التي ستبدأ الهجوم من أعلى الجبل.
ثم تتبعها قوات المشاة بهجومٍ قويّ يستهدف قلب جيش زورا.
تاكاشي (بثقة):
"نحن جاهزون... الخطة تعمل، سيدي."
وبعد بضع ساعات من التحضير والتنسيق...
اندلعت المعركة.
سارت الأمور كما خُطّط لها.
كاو أُخذ أسيرًا.
وما تبقّى الآن... هو كسر شوكة الجيش العنيد الذي ما زال يقاتل بشراسة.
خرجت سايوري لتقف أمام جنودها، شامخة، تحمل الراية المطرّزة بتنين - رمز روح إمبراطورية تاتسوما.
"اليوم يا رجال، سنواجه جنوداً لا يعرفون معنى الهزيمة...
لكننا هنا لنُثبت أننا الأقوى.
سنُحارب لأجل الإمبراطورية...
فبلا حرب، لن يكون هناك سلام...
الحرب اليوم، هي بداية لشيءٍ أكبر من انتصار!"
---
دوّى صوتها في كل أنحاء المعسكر.
ازداد الحماس في العيون، والقلوب خفقت بقوة... إنها الحرب الكبرى.
بدأت سايوري بإصدار الأوامر.
تحرك الجنود بسرعةٍ وحذر، وكلّ منهم يعرف موقعه بدقة، وكأنهم آلة قتالية واحدة.
المعركة اشتعلت!
كانت عنيفة ومباغتة، الضربات ركّزت على نقاط الضعف بدقة مرعبة، وجعلت العدو يشعر بالرهبة والارتباك.
الخطة كانت محكمة للغاية.
التقدم لم يكن سهلاً، لكن جنود تاتسوما قاتلوا بشراسة...
وكأن كلّ واحد منهم يحمل أمر الإمبراطور على عاتقه.
وبعد مواجهةٍ صعبة، استمرّت لساعات...
سقط قائد جيش زورا.
عندها، بدأت المعركة تتحوّل لصالح سايوري وجيشها العظيم.
في قلب المعركة، ارتفع صوت المقاتلين يصرخون من الأعماق:
"لقد انتصرنا!!!"
صرخة سايوري كانت حاسمة.
تليها صيحات الفرح وقفزات النصر...
كان ذلك اليوم، يومًا يُكتَب بماء الذهب...
"راية التنين" انتصرت
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon