في عالم تتحكم فيه القوانين الصارمه ،و تدار الحياة على مبدأ 'الالتزام اولا ، و المشاعر لا قيمة لها' ،
ولدت فتاة إسمها سايا في ظل أب يدعى رين لا يعرف عنه إلا القسوة و الانضباط ،لم يكن لها ان تناديه
'بأبي' بل' بسيدي' ، فهو ليس مجرد والد ، بل رئيس تنفيذي لشركة تعليميه ، رجل لا يخطئ و لا يسمح
لأحد بأن يخالف كلمته حتى لو كانت إبنته الوحيدة .
أما الأم ميوكو ، فلم تكن أقل قسوة ، لم تكن تراها ابنتها بل خطأ لا يجب أن يكون موجودا ، تعيش معهما
في المنزل ،لكنها منعزلة تماما عن حياتهما ، و الأغرب من ذلك ، أنها تنام في غرفة ابنتها ، تاركة إياها ان
تجبر على النوم من والدها .
داخل غرفة رين ،في الليل البارد ، كانت سايا تبكي بصمت ، لكنها لا تملك حتى الجرأة لتصدر صوتا ، كان
يحتضنها بإحكام ،وكأنه يفرض عليها وجوده حتى أثناء النوم ،لم تكن تفهمه ،فهو لا يظهر أي مشاعر ،لكنه
كان يتأكد من أنها تأكل جيدا ،تتبع روتينها اليومي بدقة ،ولا تهمل صحتها ،في كل ليلة، كان يسألها أسإلة
لا تدري ما الهدف منها ،لكنه دائما ما يجد طريقة ليشعرها بأن عليه معرفة كل شيء عنها، و إن أعجبته
إجابتها ،يكتفي بكلمة صغيرة تشبه 'جيد' أو 'أرى ذلك' ،و كأنها مكافأتها الوحيدة التي تحمل شيئا من
الرضى.
في الصباح الباكر ،إستيقظ ضوء الشمس متسللا عبر الستائر السميكة ،يرسم خطوطا باهتة على السرير
الكبير ،كان الصمت يملأ الغرفة إلا من صوت أنفاس هادئة ، منتظمة ، على طرف السرير ،كانت سايا
مستلقية بجوار والدها تحدق في السقف ، تحرك أخيرا ،لم يكن ذلك التحرك عشوائي لشخص يستيقظ من
نوم عميق ، بل كان هادئا ،محسوبا ،و كأنه حتى في لحظة الاستيقاظ يملك سيطرة كاملة على نفسه
"استيقظي."
كان صوته منخفضا ، لكنه لم يكن بحاجة إلى أن يكون مرتفعا ليسمع، فتحت عينيها أكثر ، لم تكن نائمة
حقا ،لكنها إستجابت للأمر كما لو كانت كذلك، حاولت الجلوس ،لكن ذراعه الثقيلة ظلت في مكانها و كأنها
لم تُعطِ الإذن بعد ، لم تقل شيئا ،لم تسأل ،و لم تتذمر ،فقط جلست تنتظر . كان ذلك الصباح جديدا ،لكنه
لم يكن كأي صباح آخر ،كان صباحا حيث كل شيء سيبدأ. تحرك أخيرا ،أبعد ذراعه ببطء ، و كأنه يقرر
أخيرا السماح لها بالتحرر من قبضته المؤقتة .جلست بهدوء على حافة السرير ،عيناها متجهتان نحو
الأرض ، لا تجرؤ على النظر إليه مباشرة ،لم يكن هناك داعي لذلك ، فهو لم يكن ينظر اليها ايضا، بل كان
يتحرك بروتين معتاد ، كما لو ان هذه اللحظة قد كررت مئات المرات من قبل، نهض من السرير ، خطواته
ثقيلة لكنها ثابتة، كان متجها نحو خزانته، و لم يسألها شيئا ، ولم يقل شيئا اضافيا، لكنها كانت تعرف ان
وجوده كان كافيا ليشعرها انها تحت المراقبة ، مرر يده على اكمام قميصها ، ثم نظر نحوها ، رماه بجانبها،
بعينين باردتين كالسقيع سالها بنبرة شبه حادة،
" الم تقولي شيئا...؟"
اجابت بالتوتر " صباح الخير... سيدي."
رد عليها بعينيه الجافتين " استعدي خمس دقائق اخرى واجدك في الاسفل."
وخرج من الغرفة تاركا اياها، لم تمر عدة دقائق حتى جهزت نفسها ، رافقته الى غرفه الطعام، جلست
عليها تراقب والدها بصمت، بينما كان يقرا تقريرا، وضع الطعام في طبقها دون ان تنطق بكلمة.
" كلي جيدا" قالها بحزم فهزه راسها فاخذت تاكل بهدوء ،متجاهلة التوتر بينهما .
ذهبت معه نحو السيارة ،في الطريق كان الجو هادئا، الا ان وصلت الى باب المدرسة، فتح الحارس الباب مؤشرا لها بالخروج من المركبة ....
***نهاية الفصل الأول*** .....
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon