في عالم ينقسم إلى عشرات العشائر وفي قرية جبلية نائية لأحد أفقر العشائر وأضعفها ولد طفل جميل بعينين رماديتين فريدتين لأسرة فقيرة ومنبوذة مكونة من الأب والأم وهذا الطفل .
سمت الأم هذا المولود ب "هايرو" نسبة لعينيه الرماديتين الشبيهتين بالسحب العدسية.
كانت الأم تعمل كخادمة في منزل أحد قادة عشيرتهم ولكن قبل عام من ولادة هايرو طردت الأم من عملها ونبذت بسبب أن زوجها " تشينغ جينغ " قد خالف قائد العشيرة الأعلى بطريقة محرجة أمام كبار القوم ،فأتهمه رئيس العشيرة بأنه يستخدم السحر الظلامي الذي يضر الناس .
لقد خُيرت الزوجة أنت تنفصل عن جينغ وسوف تعيش حياتها العادية الجميلة لكنها رفضت فقد كان حبها له كبيرا جدا
في تلك الفترة انتشر هذا الخبر الزائف كالنار في الهشيم فأصبح جميع سكان القرية يحتقرون ويتجنبون تشينغ جينغ وزوجته "يومي".
لقد منعوا من العمل في أسواق القرية أو بيوت سكانها الاغنياء وأصبحت حياتهم صعبة جدا ، كان الزوج يتسلل ليلا ليجمع طعاما من الغابة ليسد جوعهم خلال النهار .
ولكن...وبعد عشرة أشهر وحين تعلم هايرو المشي وبدأ بتعلم الكلام حدثت الفاجعة الأكبر حيث أصيبت والدته بمرض جلدي جعله تبدو كالجثة المحنطة .
لم يكن هذا مرضا طبيعيا او داء عضال قد أصابها فلقد كانت لعنة قد وضعها رئيس العشيرة فيها بعد استعانته بأحد أقوى الساحرات في عشيرة "زو وينغ" الحليفة .
لن يكن الأب يعلم شيئا عن هذه اللعنة فأعتقد بأنه قد أصيبت بمرض عضال،كان الزوج يسافر إلى أبعد المناطق سائلا لها العلاج لكن لم يكن أحد يعرف ماهذا المرض ،وحاول الاستعانة كثيرا بافراد عشيرته ولكنهم جميعا كانوا ينبذونه .
بعد شهرين وعندما بلغ هايرو عامه الأول توفيت والدته بعد صراع دام شهرين مع اللعنة .
انفطر قلب الزوج كثيرا وأحس بأن العالم قد سلب منه كل شئ لقد كان حزينا جدا لدرجة أنه رفض تناول الطعام لأيام حتى أصبح جسده كهيكل عظمي متحرك ووجهه أصبح شاحبا وكأن الحياة قد أمتُصَتْ منه فأصبح جسدا بلا روح ،كل أبقاه على قيد الحياة كان ابنه الصغير الذي اعتبره آخر أمل له ، والذكرى الوحيدة لزوجته الوفية.
كان هايرو حزينا حدا ويسأل والده كل يوم عن والدته وإلى أين ذهبت ولكن كان والده يجيبه دائما بإبتسامة مصطنعة بأنها ذهبت إلى مكان أفضل الآن.
كان الأطفال يكبرون وسط أعين الناس الفخورة التي تداعبهم أينما ذهبوا لكن كان كل ما يسمعه هايرو
"إنه ابن الشيطان."
"سيجلب لنا اللعنة."
"لا أحد يقترب من ذلك المنزل."
لم يكن له أصدقاء، ولا حتى من ينظر إليه بعين رحمة.
لكن رغم كل شيء… لم يكن يكره أحدًا.
ليس بعد.
بعد سبعة أعوام وفي منزل قائد العشيرة اندلعت حرائق بدون سبب أو تفسير ،لكن كان الزعيم يعلم أنها تلك الساحرة التي لم يوفي له بوعدها حيث وعدها أنه سيعطيها أحد كرات ال"رو" الخاصة بالعشيرة .
لم يعرف الزعيم ماسيقوله لسكان القرية ولكن وكالعادة، اتُّهِم والد هايرو ظلمًا.
سحبوه إلى ساحة القرية بإذلال، أمام أعين الجميع.
وهناك، أُجبر هايرو على مشاهدة والده يُعدم.
صرخ، بكى، تمزق، تحطّم… لكن لم يكن هناك أحد يهتم.
وفي تلك الليلة، مات شيء ما بداخله.
وأيضًا… وُلد شيء آخر.
بعدها، طُرد من القرية، وتُرك في العراء.
تُرك هايرو طفلًا يتيمًا، ينام في الطين، ويأكل من بقايا الناس.
يتلقى الركلات من الأطفال، ويهرب من الكلاب.
كلما طلب الرحمة، سمع ضحكًا.
كلما طلب دفئًا، قُذِف بالحجارة.
حتى جاء ذلك اليوم…
ظهر أمامه صبي غريب يُدعى ماساكي.
أطعمه. ضحك معه. وابتسم له كأن الحياة لا تزال ممكنة.
وأعطاه اسمًا جديدًا: "الظل الرمادي ".
ظن هايرو أن القدر منحه أخيرًا طريق الخلاص.
لكن بعد ثلاثة أيام فقط… وُجد ماساكي مقتولًا، على يد أحد أتباع أغنياء القرية.
وبدأوا بمطاردة هايرو ليقتلوه أيضًا، لكنه استطاع الفرار.
هرب إلى قرية أخرى. وهناك، تبنّته الكنيسة.
أعطوه اسمًا جديدًا.
وقالوا له:
"سامح.
صلِّ.
أحبب الناس."
فعل كل شيء طلبوه منه.
حاول أن يكون طيبًا.
بدأ يعمل، وجمع مالًا كثيرًا.
وبدا وكأن حياته بدأت أخيرًا تتحسن.
لكن الحقيقة كانت غير ذلك.
ظهرت شائعات عن ماضيه.
وخلال أيام، طُرد من الكنيسة كما يُطرد فأرٌ من مأدبة.
سُرقت أمواله.
سُرق اسمه.
وسُرقت معه كل محاولاته للنجاة.
وفي سن الثالثة عشرة، قابل فتاة تُدعى "يوي".
أنقذها من قطاع طرق، وتلقى طعنات كثيرة بسببها.
عاشا معًا عامًا كاملًا في منزلها.
ضحك، وابتسم، وشعر بالأمان.
لكنها، حين سمعت عن ماضيه، خانته.
باعت معلوماته لعصابة مقابل المال، بعد أن أعلنت قريته مكافأة قدرها مليوني ين على رأسه.
لكنه نجا… بأعجوبة.
بجسدٍ محطم، وروحٍ مرهقة.
وفي تلك اللحظة…
مات جزء من روحه. جزء لن يعود أبدًا.
مرت سبع سنوات.
وفي سن الواحدة والعشرين، عاد إلى قريته الأصلية، متخفيًا.
وجدها كما هي. نفس الوجوه، نفس القسوة.
رأى أطفالًا يعلّقون الطيور بحبال، ويعذبونها…
كما كانوا يفعلون معه.
وفي لحظة صمت…
اندلعت النيران في كل أرجاء القرية.
لكن هذه المرة، لم يكن هو المتهم.
بل كان هو من أشعلها.
راقب النيران تلتهم كل شيء، بعيون باردة خالية من الرحمة.
ثم بدأ بذبح كل من نجا… واحدًا تلو الآخر.
قتل جميع سكان القرية.
ثلاثة آلاف نفس.
وفي ذلك اليوم، دفن اسمه القديم: هايرو.
وسمّى نفسه: الظل الرمادي … تخليدًا لذكرى صديقه الوحيد، ماساكي.
ومنذ ذلك الحين، لم يعد كما كان.
تكوّنت في قلبه عقيدة، لا تقبل النقاش:
– لا يثق بأحد.
– لا يؤمن بالخير في البشر.
– يرى البشر حيوانات تتجمل بالكلمات.
– العالم لا يحتاج إلى من يصلحه… بل إلى من يُنهيه.
"لن أكون أبدًا ضحيتكم...
سأكون النهاية لكل من يشبهكم."
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon